قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الجمعة, 29 تموز/يوليو 2022 15:50

أثر العقيدة في العبادات و الأخلاق

كتبه  الأستاذة كريمة عمراوي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين و على آله و صحبه و بعد:

إن الله عزّ جل خلق الخليقة لغاية؛ و هي تحقيق عبادته في الأرض، و شرع الله لهذه الأمة هذه الشريعة التي بها تحقق عبادة الله تبارك و تعالى، و هذه الشريعة شريعة كاملة مكملّة تشتمل على العقيدة و الأخلاق و المعاملة، و العقيدة الصحيحة مثمرة للعمل الصحيح، و متى ما صحّت العقيدة صحّ العمل و زكى العمل، و بارك الله عزّ و جل فيه، و هذه العقيدة التي ترك رسول الله صلى الله عليه و سلم عليها أمته هي المثمرة لهذه العبادة المشروعة، و هناك ارتباط وثيق بين العقيدة الصحيحة و العبادة الصحيحة، و لنأخذ نماذج و شواهد لهذا الارتباط بين العقيدة و الأعمال، و أول الأمثلة؛ أثر التوحيد  في الاستقامة على طاعة الله، و هذا الأثر العظيم الذي يتركه التوحيد في عمل المسلم من أقوى المؤثرات للعقيدة، هذا التوحيد هو الذي جعل المؤمن يراقب الله في خلوته داخل غرفة مظلمة لا يطّلع عليه بشر، معتقدا أن الله يرى مكانه و يسمع كلامه، و يجازيه بالحسنة حسنة، و بالسيئة عقوبة، إلاّ أن يعفوا الله تعالى، و هذا يتعلق في جوانب كثيرة من حياة المسلم، مما يتعلق بتوحيد الله الثلاثة؛ توحيد الربوبية و توحيد الألوهية و توحيد الأسماء و الصفات.

توحيد الربوبية: توحيد الله في أفعاله و اعتقاد أنّ الله هو الرازق و الناصر الخالق النافع الضار، المتفرد بإجابة الدعاء عند الاضطرار، توحيد الربوبية مؤثر في سلوك العبد، و من ذلك توكل العبد على الله، من أين جاء هذا التوكل ؟ و ما هو المحرك له في قلب المؤمن؟

إيمانه بتوحيد الربوبية أن لا معين له سوى الله عزّ و جل؛ و هذا ما نقرأه في سورة الفاتحة في صلاتنا الجهرية و السرية، في الواجبة و النافلة؛ إياك نعبد و إيّاك نستعين؛ إياك نعبد مقام الألوهية، و إياك نستعين مقام الربوبية، فلاحظوا أثار الثمرة بهذا الإيمان؛ بتوحيد الربوبية و هو الاستعانة بالله عزّ و جل، هذا يقرره النبي صلى الله عليه و سلم في وصيته العظيمة لابن عباس رضي الله عنهما في قوله:{ احفظ الله يحفظك}.

هناك مشهدان؛ مشهد الكمال و مشهد الإحسان؛ مشهد الكمال: أنت ربما أحببت إنسان لا تعرفه لأن فيه صفة كمال مثل العلم، أو الشجاعة أو الكرم، تعظمه و توقره، و تحبه في الله، فكيف إذا 

اجتمعت هذه الصفات في أعظم مشاهد الكمال في رب العالمين، أين هذا التعظيم؟ و أين هذا الكمال؟ هل يمكن أن يجتمع في إنسان؟ لا يمكن، ما عليه هذا النبي من الكرم و الشجاعة تعجب، بشر من البشر يتصف بهذه الصفات، أي كمال هذا؟ كمال البشر، أين كمال رب العالمين من كمال هذا النبي الكريم صلى الله عليه و سلم؟ و من هنا نفرق بين حق الله و حق النبي صلى الله عليه و سلم الذي لما جاءه رجل و قال:" ما شاء الله و شئت." فقال له النبي صلى الله عليه و سلم:{ أجعلتني لله ندّا بل ما شاء الله وحده} لا يجوز أن يقارن كمال المخلوق بكمال رب العالمين؛ هذا مشهد الكمال.

مشهد الإحسان: لا يوجد أحد أحسن إليك مثل خالقك، إذا يوجد موجبان للمحبة، مشهد الكمال الذي عليه ربنا، و مشهد الإحسان؛ أنه لا يوجد مخلوق يقدر أن يقول أن أحدا أحسن إلي كما أحسن بي ربي، بل ما من حسنة أنت فيها و نعمة إنما الخلق أسباب لها، و قدّرها الله جلّ وعلا الهداية بيد الله وحده عزّ و جل، أحب العباد إلى الله عز و جل هما الخليلين عليهما السلام إبراهيم و محمد عليهما السلام، أب إبراهيم، كذلك عم النبي صلى الله عليه و سلم الذي رباه مات كافرا، هذا أكبر دليل على أن الهداية بيد الله وحده عزّ و جل، لا تقل  هذا  العالم لما لم يهتد ابنه؟ هذا الزوج الصالح لما لم تصلح زوجته؟ هذا الفقيه كيف لم يصلح أهله؟.

من الذي وفقك للركوع و السجود؟ هل هناك أحد خلق الهداية في قلبك؟ رب العالمين.

هناك من هو أذكى منك، صنعوا الصاروخ و الأجهزة و الطائرات، و نحن لا نساوي شيئا بالنسبة لذكائهم و لعقولهم، و مع هذا هدانا و أضلّهم، هؤلاء الصنّاع منهم من يعبد البقر، و منهم من يعبد الشجر، و منهم من يعبد النار، و منهم من يعبد الفروج. من الذي رزق المؤمنين الهداية؟  أخرجنا من ظلمات الشرك إلى نور التوحيد، فهل شكرنا الله على هذه النعمة؟ قال موسى عليه السلام:{ يا رب إن عبدتك فمنك، و إن ذكرتك فمنك، و إن بلّغت رسالتك فمنك، فمتى أبلغ شكرك؟ } قال له عزّ و جل:{الآن بلغت شكري.} قال العلماء:" الشكر أن تدرك عجزك عن الشكر."

هذا و  الله أعلم و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه.

قراءة 569 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 03 آب/أغسطس 2022 08:02

أضف تعليق


كود امني
تحديث