قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
السبت, 27 آب/أغسطس 2022 09:31

خارطــــة طريق دعويــــة

كتبه  الأستاذ عبد العزيز كحيل
قيم الموضوع
(0 أصوات)

تجديد الخطاب الديني – بالمعنى الشرعي لا بالمعنى العلماني – مطلب مسؤول و ضرورة ملحة، سواء على مستوى الخطب و الدروس المسجدية أو الأحاديث التلفزية و الإذاعية او الكتب و الجرائد التي تتناول الشأن الإسلامي، حتى تواكب الذهنية المعاصرة و التحولات النفسية و البشرية و المادية التي طرأت على الانسان و الحياة، ذلك ان المواعظ الباردة الرتيبة قد استنفدت أغراضها إلى أبعد حدّ، و التجديد يمتدّ إلى الجوهر لاستخراج مزيد من جواهر القرآن و السنة، و كذلك – و ربما خاصة – إلى الأسلوب و الطريقة و الكيفية التي تتناسق مع حال المتلقين من كل الجوانب…و كل الوسائل التي ذكرتها تصب في لبّ الدعوة إلى الله، و هذه – خاصة في زماننا – لم تعد مجرد التذكير بمحاسن الإسلام و التعريف بالعبادات و الأخلاق لكنها أساسا موضوع التدافع الحضاري و المعركة المحتدمة بين الحق و الباطل، بكل أشكالها و صورها و أبعادها، و هي تستبطن دائما كل معاني الدعوة إلى الخير و الحفاظ على الثوابت و العيش و مسايرة الحياة بأرفع أخلاقيات الفطرة الإنسانية كأساس لبناء الإنسان السوي، و بالتالي استقامة المجتمع .

تلك هي الدعوة العميقة التي تهتم بالجوهر و اللباب قبل الأشكال و القشور، هذا هو منهج الوسطيين المعتدلين الذين يسعون إلى إحداث التوازن بين القلوب و العقول، و الفرد و الجماعة، و الروح و المادة، و الدنيا و الآخرة، على أساس أن التديّن هو الابتعاد عن الحَرام و ليس الابتعاد عن الحياة.
• مجال اهتمام الداعية: فالداعية الحصيف الأريب حين يخطب و يحاضر و يكتب لا يشنّ حربا على أعداء وهميّين و لا يصارع طواحين الهواء، مشكلته ليست تاريخية، لا مشكلة له مع المعتزلة أو معاوية بن أبي سفيان أو ابن سينا، مشكلته مع الاستبداد و الظلم و التخلّف و الفقر و المرض و الرذائل، مشكلته ليست مع من لا لحية له لكن مع من لا دين له و لا خُلق، همّه لا ينصبّ على البُرقع أو الثوب القصيرأو عود الأراك و إنما على الجهل الذي نعاني منه و نحن في القرن الواحد و العشرين، على العلمانية المتوحّشة الذي تريد اقتلاع الإسلام من الجذور، على الحداثة الزائفة التي تشيع الانحراف الفكري و الخُلقي، على التغريب المفروض علينا بالقوة ليُفسد اللغة و الدين و الأخلاق و الأذواق، على التديّن المغشوش الذي ينخر جسد الأمة، مشكلته ليست مع من يستخدم عقله – فلهذا زوّدنا الله به – و لكن مع من يؤلّه عقله و من يُجمّده، كلاهما أخطأ الطريق و يعمل على إضلالنا، مشكلته ليست تصنيف المسلمين إلى ضالّ و مستقيم، فهو يملك القلم الناصح و الكلمة الهادية الهادفة، و لا يملك مفاتيح الجنة و لا النار، مشكلته مع من ينغّصون على الناس حياتهم بالفساد و الاختلاسات و الرشوة و المحسوبية و الحقرة و غلاء المعيشة و وضع الرجل في غير منصبه و عبادة المنصب و إفساد المرأة (و الرجل كذلك) و الأسرة و تحويل بلد عظيم كالجزائر إلى مكان يريد أبناؤه الفرار منه بأي ثمن.

• الداعية و هموم المجتمع: حين يفكر و يكتب و يتكلم فهو يعالج هموم أمّته، على رأسها:
– الشاب الجامعي الذي لا يجد عملا و يرى أصحاب السوابق العدلية يحظون بالتبجيل.
– الشاب الذي تقدمت به السن و لا يتزوج لأنه لا يملك سكنا و لا منصبا، بل لا يأمل في ذلك للأسباب المعروفة، بينما يقتني مروّجو المخدرات أفخر السيارات و هم لم يمروا يوما بمدرسة.
– الفتاة التي تتهددها العنوسة و تتربص بها الفواحش لأن الشباب غير قادرين على الزواج.
– «الحراقة» الذين يختارون المجازفة بحياتهم لأن اليأس يحيط بهم من كل جانب.
– العائلات الفقيرة التي لا تستمتع بالحياة بل تكتفي بالبقاء على قيد الحياة، و البذخ يتبرّج من حولها.
– أصحاب المؤهلات الكبيرة الذين لا يجدون مجالا ليبدعوا فيموتون ببطء في وظيفة هزيلة يقتلهم الروتين و يتحكم فيهم الأميون.
– العلماء و المثقفون الذين أرغمهم زمن الرداءة على الهجرة إلى الخارج، يُفنون أعمارهم في خدمة دول أجنبية و بلادُهم في أمسّ الحاجة إلى علمهم و كفاءتهم.
– أصحاب الأخلاق الرفيعة و الأمانة و العفّة الذين أصبحوا غرباء غربة صالح في ثمود لأن المجتمع يغرق في الانحراف بجميع أشكاله، نجومُه هم المطربون و اللاعبون و«المؤثرون»، أي أرذل الناس.
هذا بالاضافة إلى هموم الأمة و على رأسها فلسطين المغتصبة…كل هذا من صميم الدين.
هذه خارطة طريق للمسلم الواعي النبيه عامة، و للداعية البصيرالفطن خاصة، ذلك الذي يضع كل شيء في نصابه، لا يقدم ما يجب أن يؤخر أو يؤخر ما يجب أن يقدم، يدرك فقه الاولويات، يأخذ الاسلام كله و لكن وفق الاولويات، بعيدا عن منهجية و عقلية من يعطي اهمية قصوى للشكل على حساب المضمون…خارطة طريق تلتزم الوسطية في التصور و التعريف و التنبيه و الأمر و النهي و الترغيب و الترهيب، تمزج بين الربانية و الإنسانية، و تحيي معلم دعوة السلف الصالح.
• ثوابت: و الوسطية التي نريدها للخطاب الإسلامي لا تعني بأي حال الميوعة الفكرية أو التساهل في مواطن الصلابة أو العبث بالشريعة لإرضاء طرف من الأطراف، فما حرّمه الله سيبقى حراما إلى يوم القيامة و لو ارتكبه كل الناس، الحجاب سيبقى فرضا على المسلمة و لو خلعته كل النساء، الموت حق و لو غفل عنه كل الغافلين، باب التوبة يبقى مفتوحا و لو عاد الإنسان إلى المعصية ألف مرة، الاعتدال هو منهج الإسلام و لو كثر عدد المتطرفين، المستقبل للإسلام و لو سخِر من هذا العلمانيون، العاقبة للمتقين رغم الداء و الأعداء.

الرابط : https://elbassair.dz/20716/

قراءة 582 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 31 آب/أغسطس 2022 08:00

أضف تعليق


كود امني
تحديث