قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 28 تموز/يوليو 2013 12:13

" مدرسة الثلاثين يوما " ( 1 )

"...قدم أبو عامر البناني - واعظ أهل الحجاز- المدينة ؛و وافق قدومه رمضان فسأله إخوانه أن يجلس لهم في مسجد رسول الله r فأجابهم و جلس بعد انقضاء التراويح، و اجتمع الناس فلم يزل أبو عامر يعظ و ينذر و يبشر إلى أن ماتت القلوب فرقاً و اشتاقت النفوس إلى الجنة...."اهـ. هذا ما رواه موفق الدين ابن قدامة (ت 620هـ) في كتابه " التوابين " لاقتصاره في كتابه على أخبارهم، أما ما أغفله من أمر تلك الموعظة فهو ذا :

" ما إن أخذ الشيخ مجلسه حتى بادره أحد الفتية بالقول :يا إمام بيّن لنا معنى قوله r " مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَ احْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ "

قال الشيخ : لم يشرّع الله سبحانه و تعالى لخلقه عبادة قط إلا وجعل لها حِكما من ورائها، علمها من علمها و جهلها من جهلها، و إن الصوم من العبادات كالمدرسة في حِكَمه، [ فهذا الشهر المبارك هو مناسبة عظيمة، و مدرسة قويمة، ذات فلسفة و رسالة، فهو مدرسة الروح و الفكر]، و سأذكر بعضها فيما يتسع به وقتي، و لست محدثكم اليوم عن منافع الصوم على البدن، فإن المرء لواجد أثر ذلك من نفسه،و سأحدثكم عن أثره في النفس و الروح و الأمة...لقد أُعطِينا هذه الحياة على شروطها و من شروطها أنها فانية و أنها لا تخلو من منغّصات، فإن المرء قد يحرم النعمة كل الوقت أو بعضه، فيشتاقها و تطمح إليها نفسه، و إن رمضان ليأتي بالحرمان كالمذكّر، حتى نتعرّف بعض النعم التي تغمرنا، فلولا الفقر لما سعدنا بمال، و لولا المرض لما عرفنا قيمة العافية، كما أنه لولا معرفة طرق الكفر  و الظلال لما قدّرنا نعمة الإسلام، و قد قال الفاروق رضوان الله عليه " إنما تنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية" و إن الصوم لما فيه من الألم و الفقر و ازدياد الإيمان ليجدد لنا لذتنا بالدنيا، فاللّهم لا تعرّفنا نعمك بزوالها - فاهتز المسجد بالتأمين لدعاء الشيخ ـ قال :و إن السعادة لتنصرف عنا في معظم الأحيان ليكون نزوعنا إليها و اهتياجنا لها سعادة على وجه آخر، و إن اللذة بزخارف الدنيا لا تكون لذة إلا بعد الحرمان، و بهذا تفهم مصداق الحديث الذي روينا عن النبي r " وَلِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ فَرْحَةٌ حِينَ يُفْطِرُ وَ فَرْحَةٌ حِينَ يَلْقَى رَبَّهُ " و لن يفرح حين يلقى ربه إلا من نجح في امتحان الإخلاص فإن ...

فقاطعه الشاب:الحديث الحديث يا إمام !

قال أبو عامر : لا تعجل يا بني فإنما حوله أدندن، فإن امتحان الإخلاص هو عمل القلب الذي يصل المسلم بخالقه، و الصوم هو ركن الإسلام الوحيد الذي يكون بين العبد و ربّه، ثم يأتي إمساك الجوارح عن الشهوات من بعد، لذلك قال عنه سبحانه في الحديث القدسي" الصوم لي و أنا أجزي به "، و قد روينا قوله r " مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَ احْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ " و انظر - رحمك الله ـ هذين القيدين "إيمانا و احتسابا" فإنهما كالمصفاة لكل ممسك عن الطعام، لعذر من الأعذار كمرض أو إضراب أو رياء كذاك الأعرابي .

قالوا : و ما قصة هذا الأعرابي ؟

قال الشيخ : كان أعرابي يصلي بالمسجد، فأخذ قوم يمدحونه و يصفونه بالصلاح، فقطع صلاته و قال: مع هذا إني صائم! فإن هذا و أمثاله ممن" لَمْ يَدَع قَوْل الزُّور وَ الْعَمَل بِهِ " قد صامت منهم الجوارح حسب، فلا احتساب لهم و قد غاب صوم القلب الذي هو أصل هذا الركن."فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَة فِي أَنْ يَدَعوا طَعَامهم وَ شَرَابهم ".و كذلك الشأن فيمن يرفث و يفسق و يتغضّب بدعوى الصوم، فليست تلك أخلاق الصائم....فإن المؤمن بصيامه يكون قد أعلن خروجه من حظوظ نفسه إلى مراقبة ربه؛ فإذا "سابّه أحد أو شتمه " قال "إني صائم " أي "إني مع ربي"، يقول هذا و قد بُغي عليه بالسب و الشتم ! فلا غرو ألا يكون منه الرفث و الفسق و الغضب لأتفه الأسباب، أما الاحتساب فهو أن يصومه على معنى الرغبة في ثوابه، طيِبةً نفسُه بذلك، غير مستثقل لصيامه و لا مستطيل لأيامه....و إن من خصائص الإيمان أنه يضعف و يذبل كالزهرة، فيجيء رمضان كالمرش يغسلها مما علق بها و يزوّدها لقابل أيامها ...و إذا كان ليس على الأرض من يشعر كيف ولدته أمه، فلن تجد غنيا يشعر جوع الفقير و ألمه ؛ إلا إذا عاش فقيرا ولو يوما، فإن قلوب بعض الأغنياء لإلفها التمرغ في الشهوات كبذرة الجوز، يجب أن تحطم الآلام و المعاناة قشرة قلوبهم قبل أن يعرفوا معنى الرحمة و العطف، فيكون الجوع و الحرمان الحجر الصلد لذلك، هذا وجوعهم إلى أجل و يفرغون منه إلى فنون الطعام و الشراب، فيتفكروا فيمن جوعهم لا ينتهي إلا بالموت أو بمعاني الموت! و قد قال يحيى بن معاذ: لو أن الجوع يباع في السوق ؛ لما كان ينبغي لطلاب الآخرة إذا دخلوا السوق أن يشتروا غيره......و فيما ذكرت كفاية فإن كثرة الكلام ينسي بعضه بعضا، أقول قولي هذا و استغفر الله لي و لكم "

فقال شاب بالمجلس : زدنا يا إمام فإن قلوبنا قد جلست لتوّها تغرف من منبعكم.

فقال الشيخ :هيهات يا بني، إن خير العلم ما عمل به، فاقنع بما سمعت، و إن لنفوسنا علينا حقا، و حقها أن نريحها حتى تقوى على العبادة و طلب الرزق، و إن أفسح الله في العمر فسألقاكم من غد - إن شاء الله - في مسجدكم هذا و في ساعتكم هذه ..................يتبع.

.عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.">عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

نشر في إسلاميات