قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 17 أيلول/سبتمبر 2015 09:09

المعطى الكوني، تلازم الهمِّ والهمِّ

كتبه  الدكتور محمد باباعمي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 "إذا قرأ شخص كتابا يقول: "إنَّ الأسُود شرسة"، ثم صادف أن قابل أسدًا شرسا، فالأرجح أنه سوف يقرأ المزيد من كتب ذلك المؤلِّف، و يصدِّق ما جاء فيها. و إذا أضيفت إلى ذلك الكتاب "تعليمات عن كيفية التعامل مع أسدٍ شرسٍ"، و نجحت التعليماتُ نجاحًا كامِلا عند تنفيذها، فلن تقتصر النتيجة على زيادة تصديق المؤلِّف، بل إنَّ المؤلِّف سوف يجد الدافع على كتابة كتابات من نوع آخر. فنحن هنا نرى جدلية مركَّبة إلى حدٍّ ما، تسمَّى "جدلية الدعم"، و معناها أنَّ ما يقرأه القرَّاء يحدد ما يخبرونه في الواقع، و هذا يؤثِّر بدوره في الكاتب فيجعله يتناول موضوعات حدَّدتها سلفا خبرات قرَّائه... ثم إنَّ التأكيد على "شراسة الأسد" تدفع إلى زيادة "شراسة الأسد" في الواقع، و على إرغامه على أن يكون "أكثر شراسة" مما هو عليه حقيقة".
بناء على هذا المنطق في التحليل، نقول: إذا قرأ شخص كتابا يقول: "إنَّ المسلمين اليومَ قصَّر، و هم متخلِّفون حضاريا و ثقافيا، و لذا كان وجب أن ينوب عنهم مَن هم في مقام الحضارة و القوَّة و الهيمنة"، ثم قابل في حياته "بلادا إسلامية متخلِّفة، و بلادا أخرى تابعة، و بلادا مشتعلة فتنة و قد ألِفت الظلم و القهر، حتى صار من أبجديات حياتها"؛ لا ريب أنَّ هذا القارئ سيبحث عن كتب مِن هذا القبيل، و سيصدِّق كلَّ مقال أو مؤلَّف أو جريدة أو قناة، تقول له: "إنَّ العرب، أو المسلمين قوم همَّج، و هم أهل لأن يُستعمروا". و من ثم تتولَّد "جدلية الدعم" فيكتب الكتَّاب ما حدَّدته تجربة قرَّائهم، و المعيار هنا هو عدد المبيعات، و الغرابة، و كثرة الأحكام التعميمية غير القابلة للتحقُّق... فتتولَّد و تترعرع قنوات و جرائد "مشروطة"، و يشتهر كتَّاب و صحفيون على المقاس، و يتحوَّل العرب و المسلمون إلى مادة مثيرة، ليكونوا "أكثر إرهابا"، و"أكثر تخلفا" مِن غيرهم، لأنهم أرغِموا على أن يكونوا كذلك.
مَن يجرأ على "السباحة ضدَّ التيار"؟ و من يقدر على مخالفة الحكم الجائر، و بيان بعض الجوانب الإيجابية من واقع المسلمين، حتى و لو كانت قليلة؟ و من ينفِ عن المسلم صفة الإرهاب، و التخلُّف، و التبعية؟ و مَن هذا الوقح الذي يكذِّب ما تنفثُه سموم وكالات الأنباء و القنوات و المواقع العالمية؟ و من ذا الذي يذكر حادثة واحدة، أنه في يوم من الأيام قابل أسدا غير شرس، أسدا وديعا؟
المعرفة تصنع الواقع، و الواقع يغذِّي المعرفة؛ و لذا فإنَّ نابليون قد حمل معه حين فتح مصر ستين عالما، و مشروعا معرفيا أشدَّ فتكا مِن الجيش و العسكر، فحوَّ ل العالم الإسلامي إلى "موضوع للدرس"، فكان نقطة تحوُّل في علاقة الشرق بالغرب، يوم أظهر أنَّ المعرفة الشرقية، بما فيها معرفةُ الشيوخ و علماء الشريعة، باتت معرفةً قاصرة، بل مبرِّرة و منبطحة و تابعة، إلاَّ ما شذَّ و ندر.
*******
إلى هنا يبدو ما أكتبه نظريا، بعيدا عن "حالتنا"، و عن "واقعنا"، و عن "سياقنا"؛ غير أنني في التذكير بأنَّ "نموذج الرشد"، يرمي إلى "المعطى الكوني"، و يتجاوز المحليَّات الضيِّقة، و الطرح المجتزَأ، و لكنه لا يلغيه و لا يدَّعي أنه غير مجدٍ، و إنما يحيله إلى أهله و أصحابه و المتخصِّصين فيه. احتراما لمقام الراصد، و إيمانا بتوزيع المهام، و دفعا للتداول المطيافي، بين شتى المستويات.
فالمعطى الكوني إذن "همٌّ" يشغل البال، و يؤرِّق الفكر؛ و هو مثل كرةٍ صغيرة، كلَّما حاولت إخفاءها في قاع الحوض، طفت على السطح، و شغلتك بالهمِّ مرَّة أخرى، و لا سبيل إلى التنصُّل من هذا "الهمِّ"* إلاَّ "بالهمِّ"** بمعناه المتقدِّم، أي العزم و العزيمة و البدء، و الانتقال من طور الإحساس إلى طور الفعل، و لا مهرب حينها من الصدق غايةً و خلقًا، و الصدقية منهجًا و وسيلةً.
فأنت تكتب و تقول: "إنَّ المعطى الكوني ضرورةٌ حضارية"، و يتأكد الكثير من القرَّاء أنَّ ذلك صادقٌ، و هو جوابٌ حقيق لما نراه من تخلُّف و تبعية في جميع الحقول، و لقد يزداد القرَّاء قناعة، و لكنَّنا هنا نقف على عتبة أنَّ "القارئ لا يعبِّر عن موافقته، و لا عن رفضه"، فالغالب فيه أنه يساير و يُعجَب و يعبِّر عاطفيا و لفظيا، و لا يتداول معرفيا و فكريا و علميًّا هذا الطرح الحضاريَّ. فيبقى "المعطى الكوني" بسبب ذلك في محلِّ الوقوف معلَّقا بين "همٍّ" و"همٍّ".
ثم إذا أنت طرحت جملة من الطرق و المناهج التي تساعِد على التفكير في "المعطى الكوني"، فالبحث يكون رهينا بالممارِس، و بالمجرِّب، و بالعامل بعلم، و بالخبير الذي يهب المعرفة مكانة في العمل؛ و هنا مرَّة أخرى تجد نفسك أمام حاجز عنوانه "انفصام الفكرة عن الفعل": حيث الفاعلُ يفعل و كفى، و القارئُ يقرأ و كفى... فلا علاقة بين المخطَّط و المبنى، و لا بين المقدِّمة و النتيجة، و لا بين الوزن و القصيدة... و هنا يموت "الهمُّ" مرَّة أخرى، و على عتبة أخرى، فيصعب "الهمُّ" أو يستحيل.
لكن بين "همِّ" دائم، و"همٍّ" واجب، يسكن الضمير، و يزرع السفوح وردا و زهرا، فيملأ الدنيا فكرا و فعلا، و يحيل المستحيل إلى ممكن، و الممكنَ إلى واقع، و الواقع إلى عيانٍ حضاريٍّ، و العيان الحضاريُّ إلى "همٍّ" جديد، و"الهمُّ" الجديد إلى "همِّ" أكيد... و هكذا تدور عجلة الحياة، و بهذا نفهم قوله تعالى: "و لقد خلقنا الإنسان في كبدٍ". ثم نقابل الحقيقة الكونية بقوله تعالى: "و الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا، و إنَّ الله لمع المسحنين".
*******
*الهمُّ: مَا يَشْغَلُ بَالَ الانسان، مَا يُؤَرِّقُ فِكْرَهُ .**الهمُّ: أَوَّلُ العزيمة.

الرابط: http://www.veecos.net/2.0/

قراءة 1587 مرات آخر تعديل على الجمعة, 18 أيلول/سبتمبر 2015 07:36

أضف تعليق


كود امني
تحديث