قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 07 تموز/يوليو 2016 07:49

هندسة النجاح

كتبه  الأستاذ محمد الأمين مقراوي الوغليسي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

فُطِر الإنسانُ على الرغبة في النجاح، و تحسين حياتِه و الارتقاء بها، ما يُفسِّر اشتراك البشر في مسارات البحث عن النجاحات و الإنجازات، غير أنَّ هذا الاشتراك لم يَعنِ يومًا الاشتراكَ في نفس النهايات، فنهايةُ المشوار بالنسبة للكثيرين اختلفَتْ في الأخير عن البداياتِ، فخلال هذه المسيرةِ يتوقَّف البعض عن متابعة طريق الأحلام و الانتصار، و يستسلم البعض الآخر للصعوبات و مفاوز الأخطار، و يتقاعسُ البعض فيعرِّضُ نفسه و خطَّه للانهيار، و قليل من السائرين من يستمرُّ حتى نهاية المشوار، و الفارق بين مَن واصلوا و وصلوا و بين من استسلموا و انسحبوا هو: أن الناجحين تمكَّنوا من هندسة النَّجاح، من لحظة التفكيرِ بالإنجاز و التحضير له، إلى لحظة الانطلاقِ في يوم مشرق صبَّاح، ثم تابعوا مشوارَهم على هذا النَّسَق التراتبي بعزمٍ و إلحاح، حتى حقَّقوا ما سعوا إليه و حقَّقوا تقديرًا مشرفًا لذاتهم بعد أن تماهَوْا مع عالم الفلاحِ.

ول أنَّ أسبابَ الفشلِ معروفةٌ غالبًا، فإننا سنخوضُ غمارَ هذه السطور للحديث عن: المتألِّقين في سماء المجد، فهم بحقٍّ عشَّاق مسارات النَّجاح، و أصحاب الهممِ العاليةِ، و النفوس المشرقةِ، يتوثَّبون إلى غدهم المشرف المشرق وثبةَ الفهود القناصة، و النُّسور الصيَّادة، بعد أن تعلموا أنَّ الحياة و النجاح مجموعة فرصٍ، يجب أن يكون طالبُها مثلَ الصيَّاد القنَّاص، الذي يترصَّدُ غايتَه، و هو يوجِّه إليها ناظرَه و تركيزه، و يسدِّد إليها سهمَه و هو موقن بالإصابة.

لن أطيلَ عليكَ أيها القارئ العزيز، و سأَدَعُك مع بعض مفاتيح النجاح، خُذْ منها المعنى، و دَعْ عنك التكلُّف في تطبيقِها، فالمعنى إن استوعَبْتَه قد يتحقَّق بعد ذلك بأسلوب و وسيلةٍ تُلائِمُك، و لا يشترط أن تُلائِمَ غيرك، فإلى مفاتيحِ النجاح؛ لعلَّك تفتح أبوابًا لطالما فَشِلَتْ مفاتيح الفوضى و التخبط في فتحها:

المفتاح الأول: تذكَّر أنَّك مسلمٌ قبل كل شيء؛ لذلك احرص أن يكون حبُّ الله و رسوله عليه الصلاة و السلام أعظمَ ما يسكنُ قلبك و نفسك، و إلا فلن تنالَ التوفيق، و تذكَّر دائمًا أنه كما تجري السُّحب بالرياح، فإنَّ الأمور تجري بالتوفيق.

المفتاح الثاني: كن عنيدًا قويًّا، و عوِّد نفسَك خوضَ التحدِّيات؛ حتَّى لا تستسلم للعقبات، و لا تترُكِ الأمر للمفاجآت، بل فاجِئ المفاجآت بتوقع كل الاحتمالات؛ فهذا من الاستعداد للشدائدِ و الصعوبات، و هذا هو المقصود بالعناد المؤدي إلى الانتصار.

المفتاح الثالث: من الهامِّ أن تواظِب على المطالعة المستمرة و المتنوعة، و طالع كلَّ ما تجده في طريقك مما هو مفيد؛ فالحياة سريعةُ المُضِي و متجددة في كل آنٍ، فما كان جديدًا الآن سيصير بعد يوم قديمًا، فكيف تواجه الجديد بالقديم؟ و اعلم أن قراءةَ سيرة حياة الناجحين و العظماء من مفاتيح النجاح؛ لأنك تأخذ زُبدةَ حياتهم و تجاربهم، و تختصر عليك الطريق.

المفتاح الرابع: أعداؤك سرُّ نجاحك، فاستَفِدْ منهم بدلَ الغرق في الخصومة معهم؛ فإنَّهم حينما يقفون على عيوبِك يُبصِّرونك بها، فسُدَّ الثَّغرات، و امضِ لا تلوِ إلا على النجاح، و ليكن السرُّ و الكتمان صاحبَيْك في المسيرة.

المفتاح الخامس: لا تستعجِلْ؛ فالعجلة شيء، و الحرص شيء آخرُ، و عليك بالتأنِّي و تحقيق خطواتك الواحدة تلوَ الأخرى، و كن قدرَ الله الغالب؛ فالمؤمن القويُّ خير و أحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف.

المفتاح السادس: حفِّز نفسك؛ فإنَّ التحفيز الذاتي من أعظم ما يدفعُ النفسَ إلى الطموحِ و العمل، و لا تلتَفِتْ إلى الفاشلين إلا لتستفيدَ من أخطائهم، و ركِّز عينَيْك على تجارب و نجاحات مَن سبقوك، فهذا من أقوى المحفِّزات.

المفتاح السابع: عِشْ لأمَّتِك، و لا تحرِصْ على الجَريِ وراء الدنيا، و اعلم أنَّ مَن عاش لأمَّتِه، نالَتْه الرعاية الربَّانية، و بورك له في أيامه.

المفتاح الثامن: لا تحقِرْ نفسك أبدًا، و لا تظنَّ أنَّ كل ما يلمع ذهبٌ، فقد تكون أحسن من أولئك الذين يُقدَّمون لنا على أنهم القُدوات و النماذج المُثْلى، و لا تقبل أن يكون لغيرك وصاية على عقلك و إرادتك بشكل مطلَقٍ و غير مدروس؛ فإنما أنت عبدٌ لله وحده.

المفتاح التاسع - و قد يكون غريبًا عليك -: كُلْ و اشرب و نَمْ جيدًا؛ فالصحة أعظم نعمة بعدَ الإيمان، و من دونها لن تستطيع المضيَّ إلى أهدافك، و لن تصل إلى طموحاتِك، فحافظ عليها؛ فهي رأس مالك، و لتَكُنْ علاقتُك بجسدك علاقةَ عطف و حبٍّ؛ فتلك الأرجلُ هي التي تمشي بك إلى المطلوب، و تلك الأيدي هي التي تدفعُ عنك و لك، و تلك الأعينُ هي التي تقودك؛ فحافِظْ على نعم الله تعالى بالرياضة و التغذية الجيدة.

المفتاح العاشر: لا تستعجِلْ حصادَ ما زرعت، فالزمن جزء من معادلة النجاح، واعلم أن الذين تقتدي بنجاحاتهم ما نالوها إلا بعد مشقَّة كادت تفني حياتهم.

المفتاح الحادي العاشر: لا تنسَ نصيبَك من السفر و لو في داخل بلدك، فالسفر يفتحُ لك ذهنيَّتك بعد أن انغلقَتْ على مساحة محدودة، و ليكن شعارُك: فسيحوا في الأرض؛ فإنَّ السفر طريقٌ للعلم، و هو خير أستاذ.

المفتاح الثاني عشر: عِشْ آلام الآخرين و عذاباتهم، افعل ذلك فقط و ستَنال صدقَ الحديث و قوة الإقناع؛ لأنَّك بذلك تدخلُ كلَّ نفس تحدثها؛ لأنك ستعيش في نفوس الآخرين و بيوتهم و كأنك واحد منهم، و إن لم يشعروا بك.

المفتاح الثالث عشر: احذر القَوْلبةَ، و كن أنت و لا تكن غيرَ ذلك، فلا تلغِ شخصيَّتك، و اعلم أنَّك مُميَّز عن الآخرين بشيء ليس عندهم، و أنَّك تحسنُ ما لا يحسنه الكثيرون، و أنَّ ذلك مطيَّة فوزِك و فلاحك.

المفتاح الرابع عشر: إذا أردت أن تُقْدِم على شيء، فعليك أن تمهِّد له بتفريج كربات المكروبين، و قضاء حاجات المحتاجين، و مساعدة المهمومين؛ فدعواتهم تفتحُ لك طرقًا في الجبال.

المفتاح الخامس عشر: كن قنَّاصًا، و تذكَّر أنَّ الحياة فرصٌ، فإن لم تقتَنصْ ما أُتيح لك من فرص، فاعلم أن غيرك سيقتنصُها؛ فالحياة اقتناص، و إياك أن تظنَّ أنَّك قد وصلت، فذلك علامة الخيبة، الحياة قنصٌ، فواصل ثم واصلِ القنصَ إلى الرَّمق الأخير من حياتك.

الأمر السادس عشر: اعلم أن الحياةَ ابتلاء، و أنَّ العثراتِ سبيلُ النجاح، و أنَّ الإرادة تصنعُ الفارق بينَك و بينهم.

أخيرًا و ليس آخِرًا: تأكَّد أنَّ التدبير نصف النجاح، و أنَّ هندسة الحياة تُبارك جهودك و حياتك، فلا تدَعْ حياتك للمفاجآت، و لا تنتظر الحظَّ، وتَطلَّع أمامك و سِرْ على بصيرة، و شُقَّ بحار الحياة المحفوفة بالمخاطر بسلاحِ الإيمان، و سلِّح كلَّ إصبع من أصابع يدِك بمفتاح من مفاتيح النجاح - تُحقِّق أهدافك، و تَنَلْ غاياتك؛ فالحياةُ مبنية على قوانين كونيَّة، و سنن تاريخية و حياتية، مَن أهمَلَها ندم و اندثر، و من أخَذَ بها وصل، فهل تفعل؟



قراءة 1511 مرات آخر تعديل على الإثنين, 12 تشرين2/نوفمبر 2018 16:45

أضف تعليق


كود امني
تحديث