قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 27 تشرين1/أكتوير 2016 08:54

إشكالية الحوار مع الآخر

كتبه  الأستاذة رقية القضاة من الأردن الشقيق
قيم الموضوع
(0 أصوات)
 
يعتبر الحوار البناء الهادف، المليء بالتفهم للآخر، و الاحترام لآداب التداول المعرفي، و التناول الموضوعي للمواضيع المطروحة، يعتبرمقياسا لرقي المتحاورين، و حرصهم الصادق على الوصول إلى الحقيقة المجردة عن الغموض و الزيف، و عليه فإن سمات المتحاورين، و طريقة تفكيرهم، تبدوا اكثر جلاء و وضوحا عند إحتدام النقاش و وصول الطرفين إلى نقطة الخلاف التي يدور الحوار حولها، و هنا تتبلور الشخصيات المتحاورة، ما بين محاور واثق من رأيه، واضح الفكرة، بليغ العبارة حريص على إيصال الفكرة الى الآخر، و ما بين داخل الى حلبة صراع، يحسب ان آراءه لابد لها من صوت هادر، و كلمة نابية، و ارِغاء و ازباد و شتم و احتقار للآراء [ المعادية] حتى تصل إلى الاسماع و تملأ الاذهان.
 و مابين متبنّ لأفكار ليست له، مناد على بضاعة غيره، يتخذ من النفاق و التزيين الخادع و المظهر البراق للكلمات، مدخلا للحوار الاجوف، الذي لا يشعره هو نفسه بصدق فكرته و لا بنبل هدفه، و ما بين محب لفكرة سامية مشفق على مصيرها، ساع لإيصالها لغيره، حريص على إظهارها، و لكنه غير متمكن من أدوات الحوار، و لا من إبداعات البيان المؤثر في الآخر، و هكذا تجد الحوار و قد دخل في أزمة  الفوضى، و إشكالية الأنا، و الجمود و التشنج، و انعدام التفهم، فيفقد الهدف الذي قام من أجله، و المصداقية اللازمة لإنجاحه.
و لأن الإنسان هو الناطق الوحيد بين باقي الكائنات، فإن اللغة هي الوسيلة الامثل لديه في التعبير و البيان، و بما أن اللغة مليئة بالمفردات المصنفة مابين لغة راقية إنسانية اللهجة، ندية التعابير، سهلة الاستيعاب، و مابين لغة سوقية المفردات، همجية المعاني، إستبدادية الإقناع، تقول للآخر ما اريك إلا ما أرى و إلا فأنت مخطيء مرفوض الرأي منبوذ الفكر و هكذا يفقد الحوار نكهة الرقي، و إمكانية الإستمرار، و بالتالي تظل المعسكرات الحوارية المتحاربة على شفا الإصطدام المدمر لآخر خيط من خيوط التفاهم و التواصل، و تلاقي الأفكار المبدعة، و تآخي النقاط الجامعة لكل الأطراف على هدف واحد، و هو الوصول إلى الحقيقة.
لقد ذكر القرآن الكريم لنا الكثير من الحوارات التي دارت بين متحاورين مختلفي الأفكار و المعتقدات، و الأهداف و الغايات، و حمل كل حوار روحا خاصة به، فيها معانيه و منطقيته  عند هذا الطرف أو ذاك، ابتداء من تلك المحاورة بين الخالق العظيم و ملائكته الأبرار [اذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الارض خليفة]، لقد جاءت الفكرة واضحة كل الوضوح، و الغاية منها  لا لبس فيها و لا إحتمالات، و جاء السؤال المستفسر عن وجه الحكمة و ليس المستنكر للفكرة[اتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء و نحن نسبح بحمدك و نقدس لك ]  ؟ و يأتي الرد المقرون بالدليل على صلاحية الفكرة، و حكمة الخالق و استحقاق الإنسان للخلافة و قدرته عليها، و توج الحوار بالاستسلام التام لامر الله.
و قد يقول قائل هذا امر الله، و الملائكة معصومون عن الخطأ، و بديهي ان يستسلموا لامر الله و يصدقوه سبحانه، فنقول إن الملائكة لم تعص الله تعالى بسؤالها،  و لم تفكر اصلا بالمعصية، و لكن  الله تعالى يضرب الامثال للناس، و يعلمهم و هذا  الحوار يعلمنا ان الامور فيها تحاور، و ان الاراء قابلة للاستفسار، فاذا كان الله سبحانه قد قدم الدليل للمتسائل و طالبنا بالبحث عن ادلة وجوده و حكمته سبحانه، و هو العلي العظيم الحكيم، الذي امره كن فيكون، فنحن البشر الضعاف القابلين للخطأ و الصواب، و الضعف و التغير، و الجور و قصور الادراك، حري بنا ان نتحاور و نقدم الأدلة، و نرتقي بأسلوب الطرح، و يعذر بعضنا بعضا في الإختلاف، و نأخذ بأسباب نجاح الحوار، و نقبل حجة غيرنا إن كانت أصح، و نرفض بقوة مقنعة و صريحة و واضحة الأدلة كل ما فيه مساس بثوابتنا العقائدية، و نوسع صدورنا للآراء التي تحتمل أوجه عدة.
و لقد فصل لنا القرآن الكريم الكثير من المحاورات، التي تواجه فيها الفكر السليم و الحجة و البرهان الجلي و العلم الغزير و المنطق السديد، مع الجهل و التحايل و التشنج و العدوانية الفكرية و النظرة المتعالية، لكل مخالف، و الاسلوب المتهم لغير المؤيد، كحوار موسى عليه السلام مع فرعون، و لا تزال الارض ملأى بالفراعنة، و أهل الحجة و البرهان، و حوار رجلي سورة الكهف المؤمن و الملحد، و لا تزال الدنيا تخجل بالملاحدة  و تزهو بالمؤمنين، و مابين الظالم و المظلوم، كابني آدم الشهيد و القاتل، و ما تزال الأرض مخضرة بدماء الشهداء، ضائقة بالقتلة، و ما بين المجادلة عن حقها، و ولي الأمر القادر على إنصافها، و لا تزال الأرض تنعم برحمة السميع العليم، و عدل شرع الرسول الرحيم، و جرأة المطالبين  بحقوقهم دون أن يخشوا على أنفسهم حيفا من الله و رسوله، و الأمثلة كثيرة من القرآن و السنة و السير و المآثر، التي نفتقدها في ايامنا هذه بين المتحاورين حتى من حملة الفكر الواحد و ذوي الغاية السامية نفسها.
إن ما أود قوله لكل من يؤمن بالحوار كوسيلة لاثراء التجربة الانسانية، و كرافد حضاري لمسيرة الأمة الواعدة و كمغيّر إيجابي لوجه البشرية الحزين، و كشراكة إنسانية مخلصة، تسعى لإيصال فكرة طيبة إلى الآخر، أيها المتحاورون الفكرة الواضحة تحتاج الى دليل، و الدليل يحتاج الى منطق، و المنطق يحتاج الى ايمان صادق بأحقيته، و تاج هذا كله، الأدب المنبثق من انسانيتنا، و الإحترام المتولد عن شعورنا بكرامتنا، و المحبة للإنسان كمخلوق نحرص على أن يلقى الله على الحق و النور،  فالآخر لديه رأي، و لديه تصور، و عنده مبررات مثلك تماما، فاذا أردت إقناعه برأيك فكن مقتنعا أنت بما تقول و تعتنق، و أحترم فكرك و قدمه بأجمل حله، و أبسط مقولة و أدق تعبير، و ليشعر الآخر أنك حقا تحب له ما تحب لنفسك، و تعطيه من الإصغاء  و الإنصاف ماتتمنى أن يعطيك، و تحترم شخصه حتى لو لم تعجبك آراؤه و في ديننا منهج للحوار راق و بناء و مقنع، و محرر لآدمية الإنسان، و لنرجع الى قرآننا و نرى إشراقة الحرية، و إنطلاقة الرأي و تعايش الافكار، و مساحة التداول و التبادل الثقافي المنسجم مع الشرع الالهي، و لهفة النداء المشفق في الحوار، و الذي كثيرا ما إنتهى بالرافضين للحق، الى اعتناقه بكل رضى و قناعة و إعتزاز [و الله يقول الحق و هو يهدي السبيل].
 
قراءة 1700 مرات آخر تعديل على الخميس, 27 تشرين1/أكتوير 2016 14:53

أضف تعليق


كود امني
تحديث