قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 27 تشرين2/نوفمبر 2016 10:37

كانوا خلفاء لله في الأرض.. أين نحن من هذه الخلافة ؟

كتبه  الأستاذ محمد بن إبراهيم
قيم الموضوع
(0 أصوات)

الخلافة التي أوكلها الله عز و جل لسيدنا آدم عليه السلام : وَ إِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَـٰٓٮِٕكَةِ إِنِّى جَاعِلٌ۬ فِى ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةً۬‌ۖ قَالُوٓاْ أَتَجۡعَلُ فِيہَا مَن يُفۡسِدُ فِيہَا وَ يَسۡفِكُ ٱلدِّمَآءَ وَ نَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَ نُقَدِّسُ لَكَ‌ۖ قَالَ إِنِّىٓ أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ (٣٠).

إن عدم فهمنا للمهمة التي خلقنا الله لأجلها و التي قال بشأنها  المولى عز و جل في محكم كتابه : وَ مَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَ ٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ (٥٦)مَآ أُرِيدُ مِنۡہُم مِّن رِّزۡقٍ۬ وَ مَآ أُرِيدُ أَن يُطۡعِمُونِ (٥٧).

حيث ابتعدنا عن منهاج الرسل و الأنبياء الذين كلفهم الله عز و جل بحمل الرسالة التي نحن كذلك معنيون بها حيث يقول المولى عز و جل : إِنَّا عَرَضۡنَا ٱلۡأَمَانَةَ عَلَى ٱلسَّمَـٰوَٲتِ وَ ٱلۡأَرۡضِ وَ ٱلۡجِبَالِ فَأَبَيۡنَ أَن يَحۡمِلۡنَہَا وَ أَشۡفَقۡنَ مِنۡہَا وَ حَمَلَهَا ٱلۡإِنسَـٰنُۖ إِنَّهُ ۥ كَانَ ظَلُومً۬ا جَهُولاً۬ (71).

إن تهافتنا وراء سفاسف الأمور و عدم تحلينا بالأخلاق الحميدة جعلت منا نرى من الدنيا الفانية هي دار الخلود، هاته الدار التي لو دامت لغيرنا ما وصلتنا، الحمد لله ثم الحمد لله على نعمة الإسلام و الدين الحنيف الذي أوصله له لنا جميع الأنبياء و الرسل هذا الدين الذي جاء ليحرر الناس و العباد من الظلم و الطغيان فكل الأنبياء و الرسل عليهم الصلاة و السلام كانت لهم صفات و مميزات التي أشار لها  الدكتور طارق سويدان عبر حسابه على الفيسبوك:

أنهم ......

  • تميزوا بالشجاعة
  • لم يسر أحد منهم مع التيار
  • لم يقبل أحد منهم الطغيان
  • لم يبرر أحد منهم الفساد
  • لم يستسلم أحد منهم للضغوط
  • لم يتردد أحد منهم في المواجهة
  • لم يخف أحد منهم على نفسه و أهله
  • لم ييأس أحد منهم من طول الصراع
  • هكذا هم القدوات العليا التي أرسلهم الله لعباده ليسيروا على نهجهم العظيم. و اليوم يأتينا من يريد أن يستعمل الدين و يشكله
  • ليسير الكل مع التيار المنحرف
  • و يقبل الجميع بالطغيان و الاستبداد و الفساد
  • و نستسلم و نيأس و نخاف.
  • و لديهم انتقاءات من نصوص دينية لتبرير كل ذلك خوفاً و طمعاً
  • و تجاهلوا النصوص الأخرى التي لا يكتمل الفهم إلا بها
  • بل نسوا روح الدين و هدف الإسلام
  • بل نسوا بل تجاهلوا بل لم يفهموا. *انتهت نقاط الدكتور طارق السويدان* فكثر الطلاق بشكل فضيع و تفككت الأسر و كثر الانحلال الأخلاقي و بدأنا نسمع في كل وقت و حين من يضرب والديه و يلقي بهم في الشارع و أعداء الدين الإسلامي الحنيف يتفرجون و يفرحون لوقوعنا في المأساة، و ساعدهم في هذا التمزق أناس من بني جلدتنا قاموا و خططوا لتفصيل قوانين بمقاساة تخدم أسيادهم لتكتمل عملية تفكيك اللحمة و يبدأ عصر الجهل، الفقر و المرض الذي نخر جسد هذه الأمة التي  ضحى من أجلها الكثير من الشهداء و المجاهدين. 

و عليه بات لزاما علينا كمفكرين و كقادة مكتسبين لمهارات متنوعة  إخراج الأمة من عنق الزجاجة الى الفضاء الفسيح كل في مجاله.

            و أمام هذه الصعوبات فقد لجأ رجال الفكر الإداري إلى تحديد بعض المهارات المكتسبة و الضرورية و التي يجب أن يكتسبها القائد الإداري لكي تتوفر له مقومات القيادة و يمكن إجمال هذه المقومات بالنقاط التالية

1.         المهارة الإنسانية.

2.         المهارة الفنية.

3.         المهارة السياسية.

أولاً: المهارة الإنسانية

           و هي تعني قدرة القائد على التعامل مع الأفراد و الجماعات و هي صفة تلازم القائد في كل عملية اتصالية مع الأفراد و الجماعات و تتطلب الفهم الكامل و المتبادل بين القائد و الجماعة حتى يستطيع التأثير عليهم فيجعلهم يقومون بالأعمال الموكلة إليهم بصدق و أمانة و إخلاص، و كما نعلم أن العنصر البشري من أعقد العناصر التي يتعامل مع القائد حيث أن كل فرد يختلف عن الآخر في تصرفاته و سلوكه نتيجة للفروقات الفردية بين الأفراد و لذلك يرى الباحث أن على القائد أن يتعامل مع الجميع بطريقة مناسبة بمعنى أن يكون مثل الترموميتر يرتفع و ينخفض أي يرتفع إلى الأفراد ذو الثقافة العالية و الذكاء المرتفع و ينخفض إلى مستوى الأفراد ذو الذكاء المنخفض و الثقافة المنخفضة و في الحقيقة أن هذه المهارة يمكن توضيح معناها الحقيقي من خلال قول الرسول صلى الله عليه و سلم "خاطبوا الناس على قدر عقولهم". 

            فهنا يوضح لنا الرسول الكريم أن الناس مختلفون في عقولهم و يجب أن يتم مخاطبتهم على قدر عقولهم، و إلا

لا يمكن للقائد أن يصل إلى تحقيق الأهداف إذا لم يمتلك تلك المهارة.

            و المهارة الإنسانية للقائد تنعكس في سلوكه و أدائه نحو الجماعة و لذلك فيجب عليه أن يقوم بالأمور التالية نحو مرؤوسيه

  1. أن يكون لهم قدوة حسنة.
  2. أن يحسن معاملتهم و يهتم بأمورهم.
  3. أن يستشيرهم و يحترم آرائهم.
  4. أن يدربهم على أداء الأمانة.
  5. أن يثق في قدراتهم و يفوض لهم الصلاحيات.
  6. أن يراقبهم. و يحاسبهم على أداء الأمانة.

ثانياً: المهارة الفنية

و يقصد بها المعرفة المتخصصة لفرع من فروع العلم و القدرة على الأداء الجيد من خلال معرفته بالأمور المحيطة به حيث أن هذه المعرفة تجعله قادراً على تخطيط العمل و توزيعه على التابعين بشكل جيد هذا بالإضافة إلى معرفته الجيدة تجعله قادراً على ضبط الأمور بشكل دقيق و لا تجعل العامل يفكر بالتلاعب لأنه يعلم أن القائد لديه معرفة في هذا المجال و لقد كان الرسول صلى الله عليه و سلم يمتلك تلك المهارة حيث أنه كان يعمل معهم في بناء المسجد و كان يحارب في مقدمة الجيوش و كان متمرساً بعادات العرب و طبائعهم و قادراً على مسايرتهم و مخاطبتهم بما يألفون.

و لو نظرنا إلى سيدنا عمر بن الخطاب لوجدناه عالماً بالقضاء مدركاً بطبيعة عمل القاضي و ما يلزم من اتباعه لإجراءات قضائية معينة.

كما كان علي بن أبي طالب كرم الله وجهه متميزاً في الفقه و القضاء أيضاً فيقول الرسول الكريم عليه الصلاة و السلام "إنا مدينة العلم و على بوابتها، فيروي أن امرأة جاءته فقالت له، يا أمير المؤمنين أيرضيك أن يموت أخي فلا يعطيني أهله و هم كثيرون إلا درهماً واحداً و قد ترك لهم ستمائة درهماً ؟ قال لها سيدنا علي على الفور: لعل أخاك قد توفي و ترك وراءه بنتين و زوجاً و أماً و إثني عشر أخاً معك؟ قالت: نعم، فقال لها: لقد وصلك نصيبك من إرثه كاملاً.

فإن دل هذا على شيء فإنما يدل على مدى المهارة الفنية التي يمتلكها على بن أبي طالب كرم الله وجهه، و كما أوضحنا سابقاً أن امتلاك القائد لهذه المهارة تجعله قادراً على متابعة الأمور و ضبطها و التأكد من أن الأهداف المرسومة يتم تحقيقها وفقاً لما وضعت تماماً و أن العاملين يؤدون هذه الأعمال بكل إتقان.

و من أجل أن يستطيع القائد تحقيق ذلك من خلال ما يمتلكه من مهارة فنية لا بد أن تتوفر لديه عدة أمور هي

  1. الإيمان بالهدف و إبلاغه للجماعة.
  2. القدرة على التخطيط و التنظيم.
  3. الالتزام و تحمل المسؤولية.
  4. أن يسعى لتطوير المنظمة و أن يكون نافذ البصيرة.

ثالثاً: المهارة السياسية

و لو نظرنا إلى الكتاب و الباحثين المعاصرين يقولون بالمهارة الإدراكية و التي تعني قدرة القائد (المدير) على النظر إلى المشروع بكافة وحداته و أقسامه كوحدة واحدة و أن يوازن بين مصالح هذه الأقسام بما يحقق للمشروع الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها.

و لكن لو نظرنا إلى مفهوم المهارة السياسية نجد أنها أشمل من مفهوم المهارة الإدراكية حيث أنها تأخذ بعين الاعتبار الرؤية السياسية المستقبلية و معرفة البيئة الاجتماعية التي يعمل من خلالها القائد و مدى قدرته على التوفيق بين الاتجاهات و الضغوط المتعددة داخل المجتمع من أجل ضمان نجاح المنظمة.

و لقد كان لنا في رسول الله أسوة حسنة حيث كان يتمتع بهذه المهارة التي استطاع من خلالها التخطيط للدعوة الإسلامية و هي محاطة بالأعداء من كل جانب و الكل يعلم كيف خطط الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم إلى خروج المسلمين من البيئة المعادية بأقل الخسارة و كذلك عندما آخى بين الأنصار و المهاجرين، و أبرم الاتفاقيات مع غير المسلمين من اليهود.

و لقد كانت سياسته تجاه المؤلفة قلوبهم نوعاً فريداً من المهارة السياسية كما كان يكرم وفود العرب التي دانت بالإسلام بعد فتح مكة.

فكل هذا أن دل على شيء إنما يدل على امتلاك الرسول صلى الله عليه و سلم للمهارة السياسية التي يحتاجها كل قائد في أي مكان كان.

و عليه و حتى تتحقق خلافتنا في الأرض و هو أن تنصب جهودنا الى تعلم مختلف العلوم و أن نعيش في ألفة و محبة و ان لا يحتقر بعضنا البعض و أن يقودنا من هو أعلمنا و أفقهنا في علوم الدين و الدنيا كل في مجاله و أن يكون سليم البنية و السريرة و هذا ما جاءت به الآية الكريمة : وَ قَالَ لَهُمۡ نَبِيُّهُمۡ إِنَّ ٱللَّهَ قَدۡ بَعَثَ لَڪُمۡ طَالُوتَ مَلِكً۬ا‌ۚ قَالُوٓاْ أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ ٱلۡمُلۡكُ عَلَيۡنَا وَ نَحۡنُ أَحَقُّ بِٱلۡمُلۡكِ مِنۡهُ وَ لَمۡ يُؤۡتَ سَعَةً۬ مِّنَ ٱلۡمَالِ‌ۚ قَالَ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصۡطَفَٮٰهُ عَلَيۡڪُمۡ وَ زَادَهُ ۥ بَسۡطَةً۬ فِى ٱلۡعِلۡمِ وَ ٱلۡجِسۡمِ‌ۖ وَ ٱللَّهُ يُؤۡتِى مُلۡڪَهُ ۥ مَن يَشَآءُ‌ۚ وَ ٱللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ۬ (٢٤٧) وَ قَالَ لَهُمۡ نَبِيُّهُمۡ إِنَّ ءَايَةَ مُلۡڪِهِۦۤ أَن يَأۡتِيَڪُمُ ٱلتَّابُوتُ فِيهِ سَڪِينَةٌ۬ مِّن رَّبِّڪُمۡ وَ بَقِيَّةٌ۬ مِّمَّا تَرَكَ ءَالُ مُوسَىٰ وَ ءَالُ هَـٰرُونَ تَحۡمِلُهُ ٱلۡمَلَـٰٓٮِٕكَةُ‌ۚ إِنَّ فِى ذَٲلِكَ لَأَيَةً۬ لَّڪُمۡ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ (٢٤٨) فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِٱلۡجُنُودِ قَالَ إِنَّ ٱللَّهَ مُبۡتَلِيڪُم بِنَهَرٍ۬ فَمَن شَرِبَ مِنۡهُ فَلَيۡسَ مِنِّى وَ مَن لَّمۡ يَطۡعَمۡهُ فَإِنَّهُ ۥ مِنِّىٓ إِلَّا مَنِ ٱغۡتَرَفَ غُرۡفَةَۢ بِيَدِهِۦ‌ۚ فَشَرِبُواْ مِنۡهُ إِلَّا قَلِيلاً۬ مِّنۡهُمۡ‌ۚ فَلَمَّا جَاوَزَهُ ۥ هُوَ وَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُ ۥ قَالُواْ لَا طَاقَةَ لَنَا ٱلۡيَوۡمَ بِجَالُوتَ وَ جُنُودِهِۦ‌ۚ قَالَ ٱلَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَـٰقُواْ ٱللَّهِ ڪَم مِّن فِئَةٍ۬ قَلِيلَةٍ غَلَبَتۡ فِئَةً۬ ڪَثِيرَةَۢ بِإِذۡنِ ٱللَّهِ‌ۗ وَ ٱللَّهُ مَعَ ٱلصَّـٰبِرِينَ (٢٤٩).

ان تغافلنا عن العمل التطوعي و التكافل الاجتماعي أدى بأفراد المجتمع الى تشتت جهودهم، فغزتنا القمامة في بيوتنا و أزقتنا الثانوية و الرئيسية و الكل أصبح يقول " تخطيني و تتخذ "، كما أن انغماسنا في الملذات و الشهوات الزائلة الى أن أصبحت تنطبق علينا الآية ...إن هم كالأنعام بل هم أضل ......هكذا أصبح حالنا .....الا أننا نقول أن الخير لازال في أمة محمد صلى الله عليه و سلم التي ينقصها سوى التنظيم الذي لا يتأتى الا بالقيادة المجتمعية كل في مجاله.

و خلاصة القول اننا كل مسؤول في مجاله و أن يقوم كل منا بالمهمة المنوطة به بدأ من نواة الأسرة، فلنراقب أولادنا و نساعدهم و نتحاور معهم و ندعو لهم بالخير و اصلاح الذات لعل الله عز و جل يخرج من أصلابهم من يحمل رسالة الخلافة الرشيدة التي هي مسارنا في خدمة امتنا المحمدية التي جاءت لتحرر العباد من عبادة العباد و الأوثان الى عبادة الواحد الأحد. و الله الموفق.  

المراجع : * مؤسسة مهارات النجاح للتنمية البشرية (sst5.com)

قراءة 3364 مرات آخر تعديل على الأحد, 04 كانون1/ديسمبر 2016 15:49

التعليقات   

0 #2 الأستاذ محمد بن إبراهيم 2016-12-18 15:05
الأستاذ محمد بن ابراهيم كاتب المقال: كانوا خلفاء لله في الأرض.. أين نحن من هذه الخلافة ؟
توضيح حول تعقيب الأخ الفاضل عبد السلا م ، أسمك جميل من أسماء الله الحسنى التي يشتق منها الأمان وسلام التحية....الخ .
أما بعد أخي .....
حسب ما فهمت من تدخلك غير المنظم وغير المهيكل فهو عبارة عن فقرات منسوخة وملصقة لتيارات لا نقحم فيها الدين الإسلامي الحق ، أما أنك تقصد الدكتور طارق السويدان فهذا شأنك وسوف تحاسب عليه لأنه : مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } سورة ق الآية 18 ، أما لب موضوع المقال فأنت لم تعيه جيدا. وهو اقامة الدين الحق الذي أوصله لنا الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام وعليه : أين موقعك مما وصلك منهم ؟ من اقامة العبادات، المعاملات بين أفراد المجتمع ....إلخ.
إن ديننا الحنيف جاء لعبادة الواحد الأحد وأن نحرر أنفسنا من الإعاقة الفكرية والمعتقدية وأن نعمل بجد وإتقان وفقا لمناهج علمية ، أما أن نقعد ونتواكل فلن يقام الدين ، فالدين عبادة وعمل وقضاء حوائج الناس وهذا لا يتأتى إلا بالعلم ، الجد والعزيمة ونبذ الفرقة والتنافر والتدابر.
أما قولك في الفقرة المنسوخة من تعقيبك كماهي :
فهذه الأمة عزها بالاسلام كما قال عمر رضي الله عنه"نحن قوم أعزنا الله بالاسلام فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله" فلن الجد العزة بالتطور التكنولوجي و لا الاقاصادي فمتى نصرنا دين الله نصرنا الله و أعزنا على الأمم الكافرة و أما من يريدون أن يقيموا الخلافة و يعيدوا أمجاد الأمة عبر الثورات و المظاهرات و الحكايات و هذه التفاهات التي ملأت الشاشات هيهات هيهات...نقول لهم كما قال الشيخ الألباني رحمه الله "أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم لكم في بلادكم"

مقالنا لم يتطرق الى الحث على اقامة الثورات، المظاهرات والحكايات ، وإنما نص على العلم و التعلم وعلى أن يقودنا من هو أفقهنا وأعلمنا دينا ودنيا في شتى المجالات الحياتية وهذا بتبني مناهج علمية .، أما الدولة تقام بالدين في القلوب فعلا ،لكن ليس بالتدابر والتنافر والفرقة والازدراء والطعن في العلماء وتكفير الناس. أين نحن من حديث النبي صلى الله عليه وسلم : لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخية ما يحب لنفسه.
أما بخصوص تجاهلكم للتطور التكنولوجي أقول لكم أين مكان الأية التي تنص على : وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن قُوَّةٍ۬ وَمِن رِّبَاطِ ٱلۡخَيۡلِ تُرۡهِبُونَ بِهِۦ عَدُوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّڪُمۡ وَءَاخَرِينَ مِن دُونِهِمۡ لَا تَعۡلَمُونَهُمُ ٱللَّهُ يَعۡلَمُهُمۡ‌ۚ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَىۡءٍ۬ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ يُوَفَّ إِلَيۡكُمۡ وَأَنتُمۡ لَا تُظۡلَمُونَ (٦٠) من سورة الأنفال.
أؤكد مرة ثانية ان نصرة الدين تكون بالعمل الممنهج والعلمي المرتبط بالنية الحسنة والصادقة والابتعاد عن آفة التواكل ، التكاسل التي أصابت وتغلغلت في مجتمعنا كبيرا وصغيرا.
أما الفقرة التي أختمتم بها تدخلكم والتي قالها الإمام الشيخ البشير الإبراهيمي رحمة الله فقد كان يقصد بها إبعاد فئة الشباب عن أولئك الذين أقنعتهم سلطات الإستعمار بضرورة مشاركتهم وتمثيلهم في العمل السياسي وهذا بعد أن رأى المستدمر الدور الذي لعبته جمعية العلماء المسلمين في الفترة الممتدة بين 1926م الى 1936 م حيث تحول شارب الخمر الى رائد من رواد المساجد وحلقات الذكر ومن ثم أيقن المستدمر بأن هذا العمل لجمعية المسلمين سوف تكون عواقبه وخيمة عليه .لذلك الشيخ رحمته الله عليه قال مقولته التي أعتبرها شخصيا فتوة في تلك الحقبة ولوكان حيا في وقتنا الذي نعيشه لقال مقولة تناسب المقام ، رحم الله شيخنا وأسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .
اقتباس
0 #1 عبد السلام 2016-12-14 22:48
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته، أتمنى أن تتقبلوا منا هذا التعقيب البسيط حو مقالكم هذا.
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين نبينا محمد عليه أفضل الصلوات و التسليم أما بعد،
فقد ورد في بداية المقال قول الله عز و جل "ماخلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون" ثم جاء بعدها قولكم أن الدين جاء ليخلص الناس من الظلم و الطغيان، ثم جاء بعدها كلام ذلكم الدكتور في صفات الأنبياء و الرسل.
-------------
فيبدو لي أن هناك تناقضا بين الآية و المقال فإذا كان الله سبحانه و تعالى يقول:
"وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ"الذاريات56
"لَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ"النحل36
"وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلك مِنْ رَسُول إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَه إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ"الأنبياء25

فيستخلص من هذا أن الله بعث جميع رسله ليبلغوا رسالاته و أقامها على أصل واحد و هو الأمر بعبادة الله وحده و النهي عن الشرك.

و أما قول ذلك الدكتور أن الأنبياء لم يسبحوا مع التيار و لم يقبلوا بالظلم و الاستبداد..حتى آخر كلامه.
---------
فإن الأنبياء و الرسل لم يبعثوا من أجل أن يقيموا الثورات و لا من أجل أن يخالفوا المجتمعات و لا لإسقاط المملكات و لم يكن شعارهم المثل المشهور(خالف تُعرف) إنما بعثوا ليعلموا الناس التوحيد و يبلغوا رسالة الله عز وجل لعباده.
قال الله عز و جل:
"وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلك مِنْ رَسُول إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَه إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ"الأنبياء25

و كان طريقهم في الدعوة واحد
قال تعالى
"قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّه عَلَى بَصِيرَة أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّه وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ"يوسف108

فالبصيرة هي العلم فلا يمكن أن تكون هناك دعوة من دون علم و إلا سيكون هناك فساد و تحريف لدين الله عز وجل فلا يتصدر للدعوة جاهل و لا مجنون
و كان نبينا عليه الصلاة و السلام على نهج الأنبياء الذين سبقوه فكان أول ما دعا إليه
هو التوحيد و هو إفراد الله تعالى بالعبادة و نفيها عمن سواه،ثم إلى العبادات العملية،ثم إلى المعاملات الشرعية[و العكس مخالفة لهديه صلى الله عليه و سلم](كتاب ابن القيم زاد المعاد)

لهذا نقول أن الله عز وجل بعث الأنبياء و الرسل ليقيموا الدين و ليس ليقيموا الدول
فبعد أن يقام الدين كما أمر ربنا سبحانه سيمكن الله عز و جل للمسلمين في الأرض
قال تعالى
"وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَن َّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنّ َ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنّ َهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ"النور55

هذا هو وعد الله للذين آمنوا و أقاموا الدين.
فهذه الأمة عزها بالاسلام كما قال عمر رضي الله عنه"نحن قوم أعزنا الله بالاسلام فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله" فلن الجد العزة بالتطور التكنولوجي و لا الاقاصادي فمتى نصرنا دين الله نصرنا الله و أعزنا على الأمم الكافرة
و أما من يريدون أن يقيموا الخلافة و يعيدوا أمجاد الأمة عبر الثورات و المظاهرات و الحكايات و هذه التفاهات التي ملأت الشاشات هيهات هيهات...نقول لهم كما قال الشيخ الألباني رحمه الله "أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم لكم في بلادكم"

و أختم كلامي هذا بقول الشيخ البشير الابراهيمي رحمه الله " العلم...العلم.. أيها الشباب! لا يُلهيكم عنه سمسارُ أحزاب ينفخ في ميزاب! ولا داعية انتخاب في المجامعِ صخاب !! و لا يلفتنَّكم عنه معلل بسراب ، ولا حاوٍ بجراب ، ولا عاو في خراب ، يأتمُّ بغراب ولا يفتننكم عنه منزوٍ في خنقه ، و لا ملتو في زَنْقة ، ولا جالس في ساباط على بساط، يحاكي فيكم سنة الله في الأسباط ، فكل واحد من هؤلاء:- مشعوِذ خلاّب !! و ساحر كذّاب !! إنكم إن أطعتم هؤلاء الغواة ، وانصَعتُم إلى هؤلاء العواة، خسرْتم أنفسكم و خسرَكم وطنُكم ، وستندمون يوم يجني الزارعون ما حصدوا ، ولاتَ ساعة ندم"

و السلام
اقتباس

أضف تعليق


كود امني
تحديث