قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 30 تموز/يوليو 2017 18:04

شباب حائر (3)

كتبه  د.عبد الكريم بكار
قيم الموضوع
(0 أصوات)

آن الأوان بعد أن استعرضنا نماذج من حيرة الشباب و أسبابها لأن نتحدث عن أمور تساعد على تخفيف تلك الحيرة، و هي في الحقيقة كثيرة، لعل من أهمها:
1-
الواقع أوسع من الخبرة و أوسع من التجربة، و لهذا فإن كل ما يُقال لنا يعبر عن بعض أجزاء الصورة، و يجب أن نتقبله على أنه ناتج اجتهاد. لا شك أن هناك أشياء قطعية كثيرة و خطوطًا متّفقًا عليها، لكن هذه الخطوط في مسائل تفسير التاريخ و فهم الواقع و التخطيط للمستقبل يميل معظمها إلى أن يكون ظنيًا تقديرًا.
2-
حاول دائمًا أن تستشير، و تسأل و تناقش، و تستفيد من كل الخبرات المتاحة، لكن اتخذ القرار بملء إرادتك و من غير تبعيّة لأحد، و درِّب نفسك على ضرب الآراء ببعضها لتستخرج منها الرأي المعتدل و المتـزن، و حاذر من الانحراف مع الغلاة في أي اتجاه و في كل شأن.
3-
في مسألة اختيار التخصص حاول أن تتخصّص في علم أو فن أو مجال يتناسب مع ميولك و قدراتك. لك أن تتذكر في هذا السياق أن المهم كثيرًا ليس التخصص و نوعيته، و إنما موقعك في ذلك التخصص. إذا كنت من الأوائل المبرزين في تخصص غير مهم، فقد يكون ذلك أنفع لك و للناس من أن تكون شخصًا عاديًا أو أقل من عادي في تخصص مهم؛ جغرافي أو مؤرخ على مستوى عالٍ أفضل و أهم و أنفع من طبيب خامل و هكذا
4-
خدمة الدعوة إلى الله –تعالى- و المساهمة في الإصلاح العام قد يتمّان بطريقة مباشرة، كما هو الشأن في خطيب الجمعة و الذي يوجه الشباب في حلقة دعوية .. و قد يتمان بطريقة غير مباشرة من خلال إتقان التخصص و تقديم خدمة متميزة للناس و تحسين اقتصاد البلد المسلم، و تقديم قدوة حسنة للناشئة، و قول كلمة الحق في المنشط و المكره و تربية الأولاد تربية حسنة و مساعدة العناصر الضعيفة في المجتمع… كل هذا من عمل البر و الخير؛ و الأمة محتاجة إلى كل هذه الألوان من الأنشطة. و نحن نعرف ما يُسمى بـ (الفروض الكفائية)، و القيام بهذه يُسقط الإثم عن مجموع الأمة، و يكون للمشارك في القيام بها الثواب و الفضل العظيم. تصور معي مجتمعًا من غير أطباء أو مهندسين أو ممرضين أو معلمين أو تقنيين… إنه مجتمع مرتبك في شؤونه و مفتقر إلى معونة غيره، و من خلال الحاجة إلى المعونة يكون الضعف و الاستخذاء، و معهما يتولد الشعور بالدونية و التخلف، و لهذا فإن الفضل و الأجر لا يكونان في نفس الانتماء إلى تخصص أو في عين القيام بعمل معين، و إنما يكونان في مدى نفع ما يُقدَّم و مدى حاجة الناس إليه؛ و علينا أن نتخلص من وهم الألقاب و ضجيج الأسماء و الشهادات.
5-
بعض الشباب لديه تطلعات واسعة، و رغبة قوية في أن يحصل على الكثير الكثير من الأشياء؛ فهو يريد أن يكون داعية و تاجرًا و مفكراً و كاتبًا… و لا يعرف كيف يجمع بين كل هذه الأشياء. و أعتقد أن من المهم أن ندرك أننا لا نستطيع الحصول على كل شيء، و لأن نتقن بعض الأشياء، و نحصل عليها بجدارة أفضل من أن نتنازل عن أشياء أخرى. زماننا هذا زمان التخصص، و من الصعب أن يصبح المرء بارعًا جدًا في أشياء عديدة. و أود هنا أن أشير إلى أن كثيرًا من الشباب لا يحقق نتائج عالية، و لا يلمع نجمه بسبب افتقاره إلى التركيز. التركيز هو أكبر مفتاح للإتقان اليوم. و لا شك أن التركيز سيحرمنا من ميزات الشمول، لكن علينا أن نتقبل ذلك؛ لأن ما سنحصل عليه من وراء التركيز أكبر بكثير مما نفقده. المهم دائمًا أن يصب التفوق الباهر في محيط تحقيق الغاية العظمى التي نسعى إليها، و هي الفوز برضوان الله تعالى.
6-
ما من وضعية من أوضاعنا الفردية و أوضاع أمتنا إلا و لها إيجابيات كما أن لها بعض السلبيات، و هذا من سنن الله –تعالى- في الخلق. و استيعابنا لهذه السنة العظيمة يخفف من الشعور بالمرارة الذي ينتاب الكثير من الشباب. للفقر بعض الإيجابيات؛ إذ تتعزز روح التواصل و الاعتماد المتبادل بين الناس، و له بعض السلبيات؛ فهو يثير الكثير من المشكلات و الحزازات. و للثراء و الرخاء إيجابيات أيضًا، فهو يساعد على توفير قدر من الهناء، كما يساعد على حل العديد من المشكلات، لكنه يضعف روح التواصل على المستوى الشعبي و ينشر الاستقلال المرضي، و يصرف الناس عن تطوير الكثير من المهارات. عزة الأمة و تمكنها و سيطرتها العالمية، يفتح عليها باب الابتلاء بالترهل الذاتي و النزاعات الداخلية، أما الضغوط التي تواجهها أي أمة، فإنها تثير الخوف و الانزعاج لكنها تقوّى شبكة العلاقات الداخلية، و تساعد على رصّ الصفوف، و تستنفر روح المقاومة و الممانعة، و هكذا…. المهم هو أن نبحث عن مُرادات الله –تعالى- منا في الحالة التي نكون عليها حتى ننجح في مواجهة ابتلاءات السراء و ابتلاءات الضراء.
7-
لستَ مسؤولاً عن صلاح الأمة و لا عن تقدّمها، فلا تشغل نفسك كثيرًا بهذا الأمر، لكنك مسؤول عن صلاح نفسك و أسرتك، و مكلف بنصح جيرانك و إتقان عملك. و حين تقوم بهذه الأشياء على نحو جيد، فأنت ممن يساهم عمليًا في تقدّم الأمة و ازدهارها. بعض الشباب يشغل نفسه و تفكيره بالأشياء الصعبة و يفرط في عمل الأشياء السهلة، و هذا من قلة التوفيق.
8-
مظلة (أهل السنة و الجماعة) تتسع لنا جميعًا: الذي يعمل ضمن جماعة و الذي يعمل على نحو مفرد. و العمل الجماعي ليس غاية في حد ذاته، لكنه وسيلة لإنجاز ما لا يمكن إنجازه على نحو منفرد. و المهم دائمًا هو النتائج. بعض الناس يضيع الكثير من الواجبات و تفتر همته إذا عمل بمفرده، فهذا يسعى إلى التعاون مع غيره، مع أن عليه أن يكون يقظًا لأمراض العمل الجماعي من التحزّب و العصبية و مديح الذات و إثارة النـزاعات مع الجماعات الأخرى… و بعض الناس يستطيع أن يبدع إذا كان بمفرده، فلا حرج عليه في ذلك، لكن ليكن مستعدًا للتعاون مع غيره عند الحاجة وبذل النصح لمن يحتاجه. و لا مانع من أن يتعاون الإنسان مع عدد من الجماعات و الجهات في آن واحد؛ لأن المطلوب ليس ارتباطًا يشبه الارتباط الأسري، لكن المطلوب هو تحقيق أفضل النتائج و العمل بفاعليّة و همّة و نشاط.
لنجعل من اكتشاف أنفسنا و اكتشاف محيطنا العمل الذي لا يتوقف، و لا نملّ منه، و من خلال ذلك سوف نتخلص من الكثير من أشكال الحيرة. و الله الموفّق.

http://www.drbakkar.com/2010/03/22/

قراءة 1845 مرات آخر تعديل على الجمعة, 04 آب/أغسطس 2017 05:38

أضف تعليق


كود امني
تحديث