قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 17 أيلول/سبتمبر 2017 08:17

هلاَّ وُضعت هذه اللبنة

كتبه  الأستاذ شريف قاسم
قيم الموضوع
(0 أصوات)

عند أهل السعيِ من رجالات الهدى، لا توجدُ خططٌ تُعلق على الجدران، أو توضع على الرفوف بانتظار أن يُنجزَها آخرون !! أو توضع تحت بند التأجيل بانتظار جيشان نفسي، أو هيجان مشاعر خاصة حتى يتمَّ السعيُ. فحاجة الأمة للعلاج الشامل ـ اليوم ـ يحتم عليها أن لاتهتمَّ بالجرعات الإسعافية الطارئة لمشاكلها الكبيرة و المستعصية. و لن ينفع القعودُ لأن إصلاح آخر هذه الأمة لا بدَّ له من السعي، سعي البصير بعقيدته الإسلامية، و بدربه الذي يسير عليه، سعي الذي عرف البداية، و عرف الأعباءَ التي تنتظره على امتداد المسيرة، و الحرص على الوصول ـ بتوفيق الله ـ يتيح للسعي قوةً و عزيمةً و مضاءً تؤصِّلُ عملية الإقلاع الدائم نحو الأعلى ... فلا مكان للتسويف، و إنما هو الإيمان و اليقين بالله وحده الذي يؤكد للمسلم قدرته الفائقة على حسم الأمور، و تجاوز الصعاب. و عدم الرضوخ للفشل، و عدم الانصياع للعثرات. فالقلوب التي تسمو على حطام الدنيا لا تكترث مطلقا بزينة سراب الأهواء و الملذات الفانية، فليس لهذا السراب من حظوة أو تقدير عند أهل تلك القلوب الطاهرات. فكل البيانات التي ترتفع بدرجات هذا السراب تتهاوى بسرعة أمام حقائق الفطرة التي فطر الله عليها هذا الكون و من فيه. فلا بقاء إلا لتلك التفاعلات المباركة من قِبَلِ أهل الدعوة الربانية مع أحداث هذه الدنيا الفانية. و بالتالي فلا نجاة و لا فوز إلا بما جاء به وحيُ السماء، حيث تتطهر الأجسادُ من أقذار الدنيا، و يسمو العقل بفكره و منطقه و مآتيه، و يصنع للمسلم المشاعر الصافية التي توجه مسيرته الإنسانيه المتوجة بالفتح من عند الله ربِّ العالمين. فبالأعمال الصالحات و بهذه القيم النَّيِّرات يتشكل المحورُ ذو الارتباط الوثيق بالله، فيستعيد المسلم نشاطه المتقدم و حيويته المتوازنة، فينأى عنه الارتباك و القلق مهما كانت الظروف، و مهما كثرت الضغوط و اشتدت الأزمات، فإنه لاحول و لا قوة إلا بالله.

إنَّ سعي الرعيل الأول من هذه الأمةِ عند بدءِ الدعوة الإسلامية، و عند اشتداد الأذى بالقلة المؤمنة، و في أيام الهجرتين، و أيام لقاء العدو ... منح أولئك الأبرار الأطهار الابتسامة المشرقة أمام ظلمات القهر و الظلم و البأس. و أراها ما وعدها اللهُ سبحانه، فلاحت الجنَّةُ من وراء أُحد، و استبشر الفردوس الأعلى بقدوم الشهداء يوم بدر، و امتدت دروبُ الفتح نيِّرةً يوم الخندق، و كانت العزةُ لله و لرسوله و للمؤمنين، و هي باقية هكذا إلى يوم الدين. إذْ لو أن الدنيا تعدل عند الله جناحَ بعوضة ما سقى فيها كافرا بوحدانيته شربة ماء. و بذلك السعي استبدل المؤمنون بالله و رسوله، العاملون بكتابه و سُنَّة نبيِّه  سفاسف الجاهلية الأولى بقيم انتمائهم إلى الأسفار الإلهية، فتغيَّرت أنفسُهم و أشرقت أرواحُهم، و استشعروا بكل حواسهم الحيَّة المتألقة أن الأفراح الروحية الحقيقية ليست في طعام لذيذ أو شراب بارد أو لباسٍ زاهٍ أو في الترف البغيض مهما كان، و في أيِّ مكان وُجِد، و إنما هو في اطمئنان القلوب و تعاطيها و تعايشها مع أسباب السكينة التي يمنحها الله للأصفياء من عباده، فهم لايهربون من أيِّ واقع مهما كان مريرا، و لا يعيشون و هما يبتغون من ورائه نوعا من الراحة، و لا يتحركون مع ضباب التسويف الذي يستهوي النفوس المترهلة التي تذعن غالبا لدوامات القلق، و تلجأ إلى ورشات الإصلاح الجزئي، فلا هي استخارت ربَّها و أحيت نورَ إيمانها بربها، و لا هي استشارت أولي الحكمة في أمرها، و شدَّت ساعد التمكين لقدراتها. و لكنها استكانت لوسوسة إبليس، و اطمأنتْ في ميادين اللهو الذي أعدَّه بإتقان و خبثٍ مع عساكره من شياطين الإنس و الجن. فتمتعت بإثارات باردة، عمرُها سحابةُ صيفٍ مرَّتْ عجلى، ثمَّ كانت أثرا بعد عين.

إنَّ السَّعي باستثمار قدرة المؤمن على تخطي الصعوبات، و إزالة العقبات، و الخروج من منازل الظلمات، بإضافة نور الهداية إلى تلك القدرة، و تحويلها إلى عمل يُؤجر عليه السَّاعي العامل عند الله عـزَّ و جلَّ، فالعمل المرضي عند الله عبادة، و العمل الخالص لوجه الله، و الخالي من هوى النفس تحمله التقوى على رفارف النور. إذ تستقيم الأعمال بحُسْن النيَّة مع السعي الذي هو باب توطيد و توطين القدرات الإيمانيةمن أجل عملية التغيير الخاصة بالمسلم كفرد، و تغيير واقع المجتمع و الأمة المسلمة بشكل عام. و السعي بالأعمال الراشدة المبنية على محض طاعة الله و رسوله كان مفتاح أبواب الفتوحات الإسلامية، لقلوب العباد، و رحاب البلاد، و في العلوم و المعارف، و في صياغة مناهج الرقي، و بناء الإنسان البصير بالغاية و النهاية التي لابدَّ منها. فكان المجتمع الإسلامي بهذه المعادلة يقظا واعيا، تسعى به مشاعرُه النظيفة السامية إلى مرابع السعادة، حيث يتوسع هذا الشعور ليشمل جوانب الحياة كلها.

في بداية الدعوة الإسلامية، و مع إسلام نفر قليل من الناس ظهرت آثار الصدمة على أهل الجاهلية الذين يمثلون الشرك و الظلم و الاستهتار، فعملوا على ترجمتها إلى أنواع من الأذى لرسول الله   و لأصحابه الكرام رضي الله عنهم أجمعين. و هنا جاء السعيُ باستثمار طاقات المؤمنين، من خلال حُسْن الصِّلةِ بالله، و حسن الفهم عن رسول الله، فجاء التأييد من الله، و ظهرت معالمُ الفتح مشرقة في ظلمات الجاهلية الأولى، و قد علم كلُّ مؤمنٍ  ماله و ما عليه فضحَّى و نال ما وعده الله، حين سعى و أدلج و هو خفيف الظَّهْرِ، قوي العزيمة، فلم يبال بالأذى، و لم يخش سطوة القوى الظالمة الباغية، رغم عنفوانها و كبريائها، و قد علم بأنه صاحبُ الدعوة الخالدة، دعوة التوحيد و الرحمة لسائر بني آدم، آدم عليه السلام، و هو اليوم يسعى لإتمام بناء الحياة الفاضلة على منهج رسول الله  الذي قال : ( إنَّ مثَلي و مثلَ الأنبياء من قبلي، كمثل رجل بنى بيتا فأحسنه و أجمله، إلا موضع لبنة من زاوية. فجعل الناس يطوفون فيه و يعجبون له، و يقولون : هلاَّ وُضعت هذه اللبنة ؟! فأنا اللبنة و أنا خاتم النبيِّين ) متفق عليه. فصلى الله و سلم عليه، و جزاه عن الأمة خير الجزاء، و فداه أرواحنا و ما نملك. لقد صبر المسلمون في مكة، و صبروا في المدينة، و ازدادوا صبرا يوم انطلقوا إلى أرجاء الدنيا يعمرونها بالإسلام رغم الطغاة من علوج العرب و العجم. و كتب الله لهم النصر كثمرة من ثمرات ذلك السعي الكريم.

http://www.odabasham.net

قراءة 1485 مرات آخر تعديل على الإثنين, 05 تشرين2/نوفمبر 2018 20:30

أضف تعليق


كود امني
تحديث