قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 28 كانون2/يناير 2018 15:11

أو فتح هو؟!

كتبه  الأستاذة أم وفاء خناثة قوادري
قيم الموضوع
(0 أصوات)

طلائعُ الفتحِ الأعظم تتقدَّم رويدًا رويدًا، تتقحَّمُ دياجير الظلام، تشيع النور لتنقشع الحلكة و تنفسح آفاق السلام، تنثر نسائم الخير و البشر على ربوع الصحراء و فجاجها.

الخبر السعيد ينتشر بين الصحب الكرام؛ ليسارعوا إلى التجهُّز للسفر، و يركب النبي الكريم صلى الله عليه و سلم ناقتَه القصواء، بعد أن غسل ثيابه و استجمع نيته لإجابة نداء أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام.

إنها مكة، و إنه المسجد الحرام، ميراث الخليل، ليس ملكًا لقريش، و لا حكرًا لأحد كي يصدَّ عنه، و من ذا تراه يُصَدُّ؟ آلمسلمون؟!

هم أولاء قد جاؤوا عبَّادًا معتمرين، ما حملوا سلاحًا إلا سلاح المسافر، و قد ساقوا الهَدْيَ ليُنحَر و يأكل منه فقراء مكة و يطعَموا.

أولئك الفقراء الذين كانوا قد جمعوا و أعدُّوا لاستئصال شأفة الإسلام يوم الأحزاب!

لكنه الحق يعلو على المكايد، و يتجاوز علاَّتِ النفوس.

♦♦♦♦♦♦

و تخرج قريش و قد جمعت جموعَها، و أعدَّت للحرب عدَّتها، قائد جيشها خالد بن الوليد، و تفُوتُ الفرصةُ خالدًا في الانقضاض على المسلمين و هم ركَّعٌ سُجَّدٌ في صلاة الظهر، ليُفرَض حكمُ صلاة الخوف وقت العصر، و يُفَوِّتُ اللهُ الفرصة على خالد مرة أخرى.

و رغبة في حقن الدماء، و حرصًا على عدم الاصطدام بقريش، يغيِّر النبي صلى الله عليه و سلم وجهتَه ليجتاز بالمسلمين مسلكًا وعرًا يفضي بهم إلى الحديبية أسفل مكة، إلا أن القصواء خلأت!

تلك قالة الناس!

لكن النبي صلى الله عليه و سلم يطمئنهم قائلا: ((ما خلأت القصواء، و ما ذاك لها بخلق، و لكن حبسها حابس الفيل!))، ليضيف: ((و الذي نفسي بيده، لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله، إلا أعطيتهم إياها)).

و بأقصى الحديبية أمرهم النبيُّ صلى الله عليه و سلم أن ينزلوا على حوض قليل الماء، و يشتكي المسلمون العطش، فينزع نبي الرحمة سهمًا من كنانته، و يأمرهم أن يجعلوه فيه، لتكون المعجزة؛ ريًّا بلا انقطاع.

و يشتد الفزع بقريش، و المسلمون في طمأنينة و سكينة، ينتظرون تحقق البشرى، كيف لا؛ و قد سمعوها من فم من لا ينطق إلا وحيًا من رب السماء؛ قال تعالى: ﴿ لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَ مُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا ﴾ [الفتح: 27].

♦♦♦♦♦♦

و إبقاءً على مكانتها بين العرب، قريش عازمة على صدِّ المسلمين عن المسجد الحرام، فلا يدخلونه من عامهم هذا، و مهما كلف الأمر؛ كي لا يتحدث العرب بأن محمدًا دخلها عليهم عَنوةً.

و تبدأ المفاوضات، و يفقد معها زعماء قريش اتزانهم، فيغيرون مفاوضيهم بين الفينة و الأخرى؛ إذ سرعان ما يدرك أولئك المفاوضون صدق نوايا النبي صلى الله عليه و سلم في ملاينة القوم و مسالمتهم، و أنه إنما جاء للعمرة لا للحرب.

فهذا بديل بن ورقاء في رجال من خزاعة يؤكدون: "يا معشر قريش، إنكم تعجلون على محمد، إن محمدًا لم يأتِ لقتال، و إنما جاء زائرًا لهذا البيت"، و ذاك الحليس بن علقمة سيد الأحابيش يصيح فيهم قائلا: "يا معشر قريش، و الله ما على هذا حالفناكم، أيُصَدُّ عن بيت الله من جاء معظِّمًا له؟!"

أما عروة بن مسعود فيحذر قريشًا من مغبَّة اتهامه كسابقيه، ليأتي النبيَّ فيقول: "يا محمد، أجمعت أوباش الناس، ثم جئت إلى بيضتك لتفضَّها؟"، و يضيف: "و ايمُ الله، لكأني بهؤلاء قد انكشفوا عنك غدا!".

ليجد الردَّ سريعًا من أبي بكر: "أنحن ننكشف عنه؟!".

و قد كان عروة غشيمًا سيئ الخُلق مع رسول الله؛ إذ كان يأخذ بلحية النبي كلما كلَّمه؛ مما جعل الصحابيَّ المغيرة بن شعبة، يقرع يده بنعل السيف في كل مرة قائلًا: "اكفف يدك عن وجه رسول الله، قبل ألا تصل إليك".

ليعود إلى قريش ناصحًا منبهًا فيقول: "أَيْ قوم، و الله ما رأيت ملكًا يعظِّمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد محمدًا، و قد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها"، إلا أن قريشًا أبت إلا المكابرة و العناد؛ قال تعالى: ﴿ إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَ أَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَ كَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَ أَهْلَهَا وَ كَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ﴾ [الفتح: 26].

و كانت رسل قريش تغدو و تروح على رسول الله بسلام، أما رسل المسلمين فلطالما تعرضت للحرج و الأذى.

و لم تكتفِ قريش بذلك، بل زادت فأرسلت شبابًا طائشًا متحمسًا للحرب، يهاجم معسكر المسلمين ليلًا بالحجارة و النبل، و قد اعتقلوا جميعًا، و رغبة في الصلح عفا النبي عنهم و ردَّهم لقريش؛ قال تعالى: ﴿ وَ هُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَ أَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا ﴾ [الفتح: 24].

♦♦♦♦♦♦

و ركب القومُ رؤوسَهم، و رأى النبي صلى الله عليه و سلم أن يهادنهم ليأذنوا له بالعمرة و ينصرف راجعًا، و مرة بعد مرة، و لبيان ما جاء لأجله، عرض النبي صلى الله عليه و سلم على عمر أن يأتي القوم، لكن عمر اقترح عثمان بدلًا منه؛ إذ ليس لعمر بمكة مَنْ يغضب له.

و دخل عثمان مكة في جوار قرابته، و أسمع رجال قريش رسالة النبي صلى الله عليه و سلم، فما زادوا على أن قالوا: "إن شئت أن تطوفَ بالبيت فطف"، فرد عليهم عثمان: "ما كنت لأفعل حتى يطوفَ به رسول الله صلى الله عليه و سلم".

و بمكةَ اتَّصل عثمان بالمستضعفين ممن يكتم إسلامه، و بشَّرهم بقرب الفتح، و لأمر ما قامت قريش باحتجاز عثمان، و شاع بين المسلمين أنه قد قتل، و هنا غضب النبي صلى الله عليه و سلم، و جلجل قائلًا: ((لا نبرح حتى نناجز القوم))، فتقدم الصحابة يبايعونه على الموت في سبيل الله، و أخذ النبي بيد نفسه و قال: ((هذه عن عثمان)).

و تمت البيعة تحت شجرة، و سميت ببيعة الرضوان، و كان معقل بن يسار آخذًا بجذع الشجرة يرفعه عن رسول الله، و عمر آخذًا بيده الشريفة، و أنزل الله تعالى: ﴿ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَ أَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا ﴾ [الفتح: 18].

و تسمع قريش بذلك، لتدرك مدى حراجة موقفها، فتسارع ببعث سهيل بن عمرو، و تستسلم للصلح؛ و لكن بشروط.

♦♦♦♦♦♦

و تنفرج الأزمة، و يتفاءل النبي بمقدم سهيل بن عمرو عليه، فيبشِّر المسلمين قائلًا: ((قد سهل لكم أمركم))، و أملى النبيُّ على عليٍّ أن يكتب: ((بسم الله الرحمن الرحيم)) فقال سهيل: "أما الرحمن فو الله لا ندري ما هو! اكتب: باسمك اللهم"، فأمر النبي عليًّا بذلك، ثم أملى على عليٍّ: ((هذا ما صَالَحَ عليه محمدٌ رسولُ الله))، فقال سهيل: "لو نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت و لا قاتلناك، و لكن اكتب: محمد بن عبد الله"، فقال النبي صلى الله عليه و سلم: ((إني رسول الله و إن كذَّبتموني))، و رفض عليٌّ أن يمحوَ لفظ رسول الله، فمحاها النبي بيده.

و كانت قواعد الصلح:

 أن يعودَ النبيُّ من عامِه هذا، على أن يأتي مكة العام القادم ليقيم بها ثلاثًا، ما معه من سلاح إلا سلاح الراكب، و السيوف في القرب.

 أن توضع الحربُ بين الطرفين عشرَ سنين، يَأْمَن فيها الناس، و يكف بعضهم عن بعض.

 أن من أحبَّ من القبائل أن يدخلَ في عقد محمد و عهده دخل فيه، و من أحب أن يدخل في عقد قريش و عهدهم دخل فيه.

 و أن من جاء محمدًا هاربًا من قريش ردَّه إليهم، و من جاء قريشًا ممن مع محمد لم ترده عليه.

و في أثناء الكتابة، جاء ابنُ المفاوض يرسف في أغلاله، و كان قد عُذِّبَ في الله عذابًا شديدًا، و رمى بنفسه بين المسلمين، ضارعًا للنبي ألا يرده إلى المشركين، فتناوله سهيل من تلابيبه و أخذ يجره إليه، فدعاه النبي صلى الله عليه و سلم إلى الصبر و الاحتساب، و أن الله جاعلٌ له فرجًا و مخرجًا.

♦♦♦♦♦♦

و اعجبا! أيُلايِنُ رسولُ الله صلى الله عليه و سلم أعداءه و يُرضي غرورهم إلى أبعد الحدود، و قد واتته الفرصة لاستئصال شأفتهم! و لِمَ تراه - على غير عادته - لم يستشر أصحابه؟! إذن فالأمر ليس متروكًا للاجتهاد البشري، بل هو راجع للإلهام الإلهي، فالذي عقل الناقة عن مواصلة المسير، هو من كف الأيدي عن التصادم و القتال.

هو إذن سلم مبارك مبرور النتائج و لا ريب.

و نظرًا لما اعتراهم من خيبة أمل و دهشة وَ وُجوم، لبث المسلمون في أماكنهم لم يستجب منهم أحدٌ لنداء رسول الله، و قد كرَّر قولَه ثلاثًا: ((قوموا فانحروا ثم احلقوا))، أَوَ يُعقل هذا؟! إي و الله، هذا الذي كان!

كيف بالله يستسيغون التحلل من الإحرام! و الأعناق لا تزال مشرئبة صوب المسجد الحرام، و القلوب معلقة بالأستار، تطوف سابحة تلهج بالحمد و التكبير؟!

و يدخل النبي صلى الله عليه و سلم خيمة زوجه أم سلمة، و يحدثها بما جرى، فتشير عليه بالرأي السديد، لتنقذ الموقف، و عملًا بمشورتها يخرج النبي فينحر هديه و يحلق رأسه دون أن يكلم أحدًا.

و يستشعر المسلمون سوء عاقبة المعصية، فيسارعون بالنحر و الحلق، و الغيظ يكاد يفتك بهم.

♦♦♦♦♦♦

و يعتصر قلبُ عمر الألم، فتراه مهمومًا متكدرًا، يتقدم من رسول الله مطأطئ الرأس حائرًا، يسأله فيقول: "أو لست كنت تحدِّثنا أنا سنأتي البيت و نطوف به"، قال: ((بلى، أَفَأخبرتك أنك تأتيه العام؟))، قال: "لا"، قال: ((فإنك آتيه و مطوف به))، و يزيد فيتلو عليه قول الله تعالى: ﴿ إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا ﴾ [الفتح: 1].

و يغصُّ بعمر السؤال: "يا رسول الله، أَوَ فتحٌ هو؟!"

ليبدي أبو بكر ثباته و صلابته، و يمده بدفقات من يقين: "فاستمسك بغرزه حتى تموت، فو الله إنه لعلى الحق"!

و تتوالى الأيام بكلِّ جديد، و تتكشَّفُ عن وجه الحقيقة الوضاح، فيندم عمر عما بدر منه، و يقبل على الاستزادة من الخير؛ صلاةً و صدقةً و عتقًا.

♦♦♦♦♦♦

ما البند الذي أحزن الصحابة و استنكروه؟!

أَأن يرد النبي من جاءه مسلمًا إلى قريش، و ألا ترد قريش من جاءها مرتدًّا عن الإسلام؟!

بلى، فقد اشترطت قريش بتعنت و غطرسة هذا الشرط الجائر؛ إذ إنها أدركت أن كيانها بدأ ينهار فأرادت أن تحتاط له، أما النبي عليه الصلاة و السلام فكان ينظر إلى الغيب من وراء ستر رقيق، فهو يعلم أن المؤمن لا يفرُّ عن الله و رسوله، أما المرتدُّ أو المنافق فلا حاجة للمسلمين إليه.

و سرعان ما كان هذا البند وبالًا على قريش، فقد استشعر المسلمون - ممن كانوا يعذبون بمكة - أن لا مقام لهم بالمدينة، و لا أمان لهم بمكة، فلحقوا بساحل البحر ليعترضوا طريق قوافل قريش، و يفسدوا عليها أمنها، كما أفسدت عليهم إيمانهم، و حرمتهم من متعة مصاحبة رسول الله و تلقِّي الإمداد الروحي بمجالسته.

و هنا عرفت قريش خطورة ما أقدمت عليه، فبعثت إلى النبيِّ تناشده الرحم، و تتنازل عن شرطها هذا، ليلحق أولئك المسلمون بالمدينة.

أما في النساء المؤمنات فنزل قول الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَ لَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ ﴾ [الممتحنة: 10].

و تطبيقًا للآية الكريمة لم يَرُد النبي صلى الله عليه و سلم من هاجرت إلى المدينة منهنَّ، خوفًا عليهنَّ من التعذيب و الإهانة، و قام برد عوض لكل زوج بقي على الكفر ليستعين به على زواج آخر، إن هو رفض الدخول في الإسلام.

♦♦♦♦♦♦

ها هي قريش صاحبة الزعامة الدينية و الصدارة الدنيوية في جزيرة العرب تهادن المسلمين، أليس في ذلك اعترافٌ ضمنيٌّ بقوتهم!

كما أنها و هي حاملة لواء الوثنية بين القبائل العربية، لم يعد يهمها من يدخل منهم في حلف رسول الله صلى الله عليه و سلم، لقد تفرَّق الشمل إذن، و تحققت الآية الكريمة التي هي مبلغ ما كان يهدف إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم: ﴿ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَ مَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ﴾ [الكهف: 29]، فشيوع السلم و وضع الحرب أوزارها سهَّل على الناس الإنصات لدعوى الحقِّ، فانشرحت الصدور و دخل الناس في الإسلام أفواجًا، حيث تضاعف عدد المسلمين مما يقارب ثلاثة آلاف جندي زمن الحديبية، إلى عشرة آلاف بعد سنتين في فتح مكة.

هي بداية النهاية إذًا، و عنوان خور الوثنية و تصدعها في مواجهة الإسلام.

♦♦♦♦♦♦

و يتحرك خيرة رجال قريش باتجاه المدينة، بداية السنة السابعة للهجرة (7هـ) - أي بعد الحديبية[1] بقليل - فيعلنون إسلامهم؛ عمرو بن العاص و خالد بن الوليد و عثمان بن طلحة، ليجلجل النبي قائلًا: ((إن مكة قد ألقت إلينا أفلاذ كبدها)).

المراجع:

 الرحيق المختوم/ لفضيلة الشيخ صفي الرحمن المباركفوري

 فقه السيرة/ للشيخ محمد الغزالي

 زاد المعاد/ للإمام ابن قيم الجوزية



[1] كانت "وقعة الحديبية" غرة ذي القعدة سنة 6هـ، و تعدُّ من أعظم الفتوح التي أعزَّ الله بها الإسلام، و قصة الحديبية هي المقصودة هنا بـ (أَوَ فَتْحٌ هُو؟!) و قد كان ذاك استفسارًا من عمر رضي الله عنه قبلَ ظهور دلالات هذا الفتح العظيم.

الرابط : http://www.alukah.net/sharia/0/119507/

قراءة 1629 مرات آخر تعديل على السبت, 03 شباط/فبراير 2018 10:59

أضف تعليق


كود امني
تحديث