قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
السبت, 12 أيار 2018 09:23

في الذكري الخمسمائة لغزو العالم الجديد (1992) و الذي ترتب عليه إبادة عشرات الملايين من سكان قارتين : سلسلة نماذج من تعامل " المتحضرين" مع جرائمهم (5)

كتبه  الأستاذ أنس سلامة من فلسطين الشقيقة
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

في الصورة العنوان -حالات الجدري، كاليفورنيا. 1909.
أطفال  من السكان الأصليين- الهنود الحمر- لم يتم التعرف عليهم يعانون من عدوى الجدري القاتلة، و لا يُعرف ما إذا كانوا قد نجو من العدوى المميتة، لم يتم القضاء على الجدري بين السكان الأصليين حتى القرن العشرين. كان آخر وباء جدري كبير بين قبيلة هندية أمريكية في عام 1921 ... 

نعم فلسطين أننا نفهم .... أن يتم إحتلال أرضك وقتل عائلتك ثم ببطء يتم سحب أرضك عن طريق أناس يعتقدون أن الله قد أعطاهم أياها ... ثم بعد ذلك يتم وصمك بالإرهابي بعد كل هذا إذا قاومت وصديت الإعتداء...

زعيم الهنود الحمر - كونا باركر

لا يجب أن يُنظر إلى التخريب و التدمير و الويلات المترتبة على الإمبريالية الأوروبية و الأمريكية على كونها مجرد إنتهاكات عشوائية للسلوك الأوروبي العام و الأمريكي بشكل خاص، بل أنها دليل دامغ على الصفة النمطية للسلوك الأوروبي تجاه الشعوب الغير أوروبية فالذي يسمح للأوروبيين بالتصرف بهذه الطريقة هو بالتحديد، طبيعة رؤيتهم للعالم و الحياة و التي يتمثل أحد جوانبها الجوهرية هو تعريف الشعوب الأخرى أساساً كمخلوقات أدنى من البشر...

لا زلنا معكم في سلسلة نماذج من تعامل " المتحضرين " مع جرائمهم و التي تمثل كيفية تعامل المجرم بعد سفك الدماء و الإبادات بالإحتفاء بأمجاد الحضارة التي جاءت لتمدينهم و نستكمل النظر بالتصريحات دون أي مقدمات ....

يقول المؤرخ ريتشاد سلوتكين " إذا كان لا بد من شعار يرمز لأميركا و تاريخها فليس هناك ما يعبر عن هذه الحقيقة سوى هرم هائل من الجماجم".

خلال فترة الحروب الأمريكية الهندية تفنن الأمريكي و هو ينهش أجساد الهنود و في نقل أنواع الأوبئة الجرثومية القاتلة حيث خاضت أمريكا ما يقارب ال93 حرباً جرثومية شاملة شنوها عليهم منذ أن وطأت أقدامهم صخرة بليموث المقدس في القرن السابع عشر فحيثما وجهت طرفك و الكلام لأحد المستوطنيين الأوائل توماس مورتون كنت ترى أكوام من الهياكل العظمية في منظر ملهم لشعب الله أثلجت قلوب مكتشفي أمريكا لأنها أية آلهية تدل على رضى السماء عن موت الهنود و عن مواكبة العناية الإلهية لإستعمارهم العالم الجديد ... و لا عجيب في ذلك فلقد صرح وليم برادفورد حاكم مستعمرة بليموث قائلاً " مما يرضى الله و يفرحه أن تزور هؤلاء الهنود و أنت تحمل إليهم الأمراض و الموت .... هكذا يموت 900 من كل ألف منهم و ينتن بعضهم فوق الأرض دون أن يجد من يدفنه، إن على المؤمنين أن يشكروا الله على فضله هذا و نعمته"و لم يكتفي بهذا بل ذهب ليصف حال الهنود بعد كل هذه الحروب الجرثومية " كان موتهم بالجدري شنيعاً ... الجدري يسري سريعاً بينهم من واحد لآخر و جلودهم تلتصق بالفراش الذي يرقدون فوقه .. فإذا ما قلبتهم يقشر جلدهم كله و يسبحون في الدم .. ثم يموتون مثل النعاج النتنة. ما أتعس أحوالهم ... كانوا يتساقطون الواحد بعد الآخر غير قادرين على مساعدة بعضهم أو على إشعال نار تدفئهم ـ و على جلب ما يروي ظمأهم، أو على دفن موتاهم... بعضهم كان يزحف على أربع طلباً لجرعة ماء ثم يسقط ميتاً قبل أن ينال مناه".

و لقد علل الإنجليزي الموسوعي توماس هاريوت بتفسير هذه النعمة الإلهية بأنها إرادة إلهية بموت هؤلاء بالأوبئة الفتاكة و يا للمعجزة حسب وصفه " أنها لا تقتل إلا الهنود و أن الله يعاقبهم بسبب عدوانهم على الإنجليز ."

و على الرغم من كل هذه التصريحات إلا أن المؤرخ العنصري جيمس أكستل لا يكتفي بالتشكيك و الإستهتار بالهولوكست الأميركي بل يدعو إلى محوه من الذاكرة و التعالي عليه بعد أن ولدت منه أعظم أمة على وجه الأرض بحسب وصفه بحيث يقول " إننا نسيء إلى أحكامنا التاريخية حين يتملكنا وخز الضمير تجاه الذنوب الحقيقة أو الخيالية التي أرتكبها آباؤنا و أجدادنا ... يجب أن نضع حدا لجلد أنفسنا ( و أني لا أعرف و لم أستطع أن أعرف متى جلدت أمريكا نفسها بما أرتكبته من جرائم بحق شعوب العالم كله ) بأصولنا الإمبريالية و تشويه صورتنا بريشة القطران السوداء - قطران الإبادة ... إننا أمة عظيمة ذات قوانين و نظام و حساسية مفرطة و لسنا مذنبيين بقتل نساء الهنود و أطفالهم أو بوسم العبيد في جباههم أو باغتصاب أي أرض في العالم.

و لا أدري ما ردة فعل هذا المؤرخ لو صدر مثل هذا التبرير للهولوكست النازي عن أي مؤرخ ألماني أو أمريكي أو لو صدر عنا في الحديث عن فتوحاتنا الإسلامية ماذا كان سيقول التغريبيين من أبناء جلدتنا و الذي دأب حديثهم في ذم هذه الفترات دوماً !!

و عليه ليس الهدف من النقد السابق للحضارة الأمريكية هو تضخيم الذات بتصغير الغير، و لا الغرق في أحلام التفوق على حساب الآخر، و لا الاستسلام لأوهام الاكتفاء التي يتحجج بها بعض المتحمسين بعمى للغرب لحرماننا من حق المشاركة في نقده، فمجتمعاتنا العربية و الإسلامية غارقة في فوضى التخلف و الجهل و المرض و الفقر و بحاجة ماسة إلى إعادة ترتيب جذرية، و هدف هذا النقد هو المساعدة في تلمس أفضل الطرق للخروج من المأزق الحضاري الذي يحيط بنا و البحث عن السبيل الأقصر لهذا الترتيب الجديد، و لكن هناك فرق بين الترتيب الذي ننشده و التدمير الذي ساقته الولايات المتحدة إلينا، فهي حضارة فرضت نفسها بقوة السلاح و الإبهار و منحت لنفسها مزايا حصرية ربما أسعدت أصحابها و لكنها بالتأكيد ليست لغيرهم ممن استُبعدوا من دائرة الاختيار، و هذا إن دل على أزمة أخلاقية فإنه ليس دليلا على الانهيار، تماما كما كان بإمكان النازية أن تسود لو لم تتصادم مع قوى تكافئها من جهة التسلح المادي.

فهل علينا أن ننتظر لحظة خيالية يتمنى البعض قدومها و يرعى فيها الذئب إلى جانب الحمل و يتخلى فيها الغربي عن فوقيته و يعيش فيها مع الناس و ليس على حسابهم، بل يساعدهم على نوائب الدهر،لنكف عن هذا النقد و نشاركه أعباء الحياة على نفس المستوى؟ و هل يمكننا أن ننتظر بعد أن رأينا عبثية آلية التصحيح الذاتي فيما يتعلق بمعاملة الآخرين على مدى قرون طويلة من عمر الحضارة الحديثة، رغم غزارة النقد الموجه من الداخل الغربي لاضطهاد الغير، تغيرت فيها وجوه الاستغلال و تطورت و لكن جوهره ظل قائما بعناد لأنه مستمد من الغرائز البشرية التي وجدت في تقنين المنفعة أرحب مجال للاستقرار.

إن موقعنا من هذه الحضارة الغربية و الأمريكية خاصة هو موقع الآخر لسببين: أنها حضارة لم تنشأ في مجالنا الاجتماعي و لم تتطور فيه، و من ثم لن تعطي النتائج نفسها عند إعادة استنساخها في بيئة أخرى كما أثبتت تجاربنا منذ التنظيمات العثمانية إلى ديمقراطية العراق الإجبارية، و السبب الثاني هو أننا في موقع الضعيف المتلقي في موازين القوى الحالية و لهذا يتحدد ما ينالنا من هذه الحضارة بما تقرره قواها الأصلية.

و في الوقت الذي أعجب فيه ممن يرفض فكرة الصلاحية لكل زمان و مكان عندما يتعلق الأمر بتراثنا و قيمنا ثم ينادي بها عمليا عندما يدعو لنسخ تجارب الآخرين الذين لا يخفون اعتقادهم بالشمولية الزمانية و المكانية لحضارتهم، فإنني لا أعتقد أن هذا النسخ سيضيف إنجازا إلى تاريخنا المليء بالعثرات منذ داهمنا الغرب في عقر دارنا......

و في الختام أتمنى للسادة القراء و المتابعين أن يعيد علينا و عليكم هذا الشهر المبارك بكل خير و بركة و بصحة و سلامة و كل عام و حضراتكم و السادة المشرفين على موقع نظرات مشرقة بألف خير ... بكم نرتقي و نسمى للمعالي دوماً و الشكر موجه للسيدة عفاف عنيبة على حرصها الدؤوب على إلتقاط المواهب الشابة و دعمها بإستمرار حتى تنمو في كنف هذه الأديبة المتمرسة و تستفيد من خبراتها المتراكمة.

 * نشكر للأستاذ الفاضل السيد سلامة ثقته و حسن ظنه بالموقع و الفضل فضله في إختياره للموقع لينشر فيه مقالاته القيمة و الهادفة.

قراءة 1706 مرات آخر تعديل على الخميس, 24 أيار 2018 17:54

أضف تعليق


كود امني
تحديث