قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
السبت, 16 حزيران/يونيو 2018 09:06

مراجعة لسلسلة أفلام التطهير ( the purge ) سلسلة التطرف والنظرة العنصرية الأمريكية للمشردين وتقرير إبادتهم.

كتبه  الأستاذ أنس سلامة من فلسطين الشقيقة
قيم الموضوع
(0 أصوات)

التطهير هو فيلم إثارة و رعب أمريكي من إنتاج عام 2013 كتبه و أخرجه جيمس دومونيكو و من بطولة إيثان هوك و لينا هيدي في الجزء الأول و هو مدار حديثنا و لعلها تكون حلقة أولى في هذه السلسلة المراجعة لبقية أجزاء الفيلم و ربطها بماضي و حاضر و مستقبل السياسة الأمريكية و تاريخها.

يروي الفيلم قصة عائلة تتحصن في منزلها خوفاً من جرائم القتل التي تصبح قانونية في يوم 21 مارس من كل عام و الهدف من ذلك هو تخفيض معدلات الجريمة و إفراغ الكبت الجماعي.

تدور قصة الفيلم حول أعوام مختلفة و لكن تبدأ في عام 2014، يتم التصويت على الآباء المؤسسين الجدد في أمريكا، و هو حزب سياسي إستبدادي يصور أنفسهم خلفا للآباء المؤسسين للولايات المتحدة، و بعد إنهيار اقتصادي يمر التعديل 28 الذي يفرض تقليد مدني وطني سنوي يسمى " التطهير " أي يصبح عمل التطهير من الإعمال الواجبة وطنياً و التي تدعوا لها المؤسسات الحكومية و تديرها و تمولها !

أولها يحدث في عام 2017 ، يحدث التطهير لمدة 12 ساعة، من 7 مساءاً من 21 إلى 7 صباحا ً من مارس / آذار 22 مارس، حيث جميع الجرائم قانونية، في حين أن أجهزة و مؤسسات الدولة الرسمية من الشرطة، و خدمات الطوارئ الطبية تكون غير متاحة طوال هذه المدة مدة 12 ساعة و يحتاج من يدعم التطهير و من يطهر أن يدخل في صراع على البقاء و هنا تتفعل الخاصية الداروينية الإجتماعية و أثرها بجملة " البقاء للأصلح ".

تحظر القيود على المسؤولين الحكوميين "الترتيب 10" من الازعاج أي بمعنى عدم المساس بالشخصيات الحكومية الرفيعة في أثناء هذه العملية، فضلاً عن استخدام جميع الأسلحة تكون ما دون الفئة 4 أي المتمثلة (الأجهزة المتفجرة مثل القنابل اليدوية و قاذفات الصواريخ و البازوكا و ما شابه ذلك) تكون غير مسموحة، و يعد انتهاك قواعد تطهير أمر يؤدي إلى إعدام بإجراءات موجزة شنقا. و قد أدت عملية التطهير حسب الفيلم إلى إنخفاض معدلات البطالة إلى 1٪، وانخفاض الجريمة، و اقتصاد قوي و القضاء على الكثير من الفئات المهمشة في أمريكا !

ثم يعرض الفيلم مشاهد سريعة من ولايات مختلفة تظهر صور القتل و الذبح و التفنن في التعذيب و صور لمشردين يعانون من إصابات خطيرة و حرق منازل و تدمير ممتلكات في مختلف الولايات الأمريكية.

من أحتكار الإقتصاد إلى إحتكار الحرية :-

يبدأ الفيلم مع شخصية الفيلم الرئيسية السيد ساندين و هو يقود السيارة و يستمع إلى الأخبار المحلية حول هذا اليوم المروع و الذي سيبدأ في السابعة مساءاً، يتحدث المذيع بالراديو و يسأل على الهواء مباشرة إحدى ساكنات ولايات أمريكا بماذا ترغب بالعمل اليوم فتجيب برغبتها بالتحصن و الأختباء من هذا، اما " بيت " من ولاية فيرجيينا يجيب على المخططات التي يود فعلها في هذه الليلة " سأطارد مديري ذلك السافل لأنه يستحق القتل " و يتابع المذيع حديثه بأن نسبة المطهرين المشاركين في القتل هذه العام يفوق ما سبقه و أن هناك إزدياد إلى حد كبير و أن الدماء ستسيل في شوارع أمريكا حينما يطلق الناس الوحش الكامن داخلهم ...

يقف السيد ساندين ليرحب بالسيد كالي جاره و هو ينزه كلبه للمرة الأخيرة و يطمئن عليه قبل عملية الإقفال و خاصة أن السيد ساندين هذا يملك شركة بيع نظام حماية أبتكره يقوم على أغلاق كافة النوافذ و المعابر المؤدية للبيت بستار حديدي أو متصفح يتم ربطه بأجهزة إستشعار و كاميرات مراقبة و نظام حماية كامل يمكن من يقتنيه أن يشاهد ما يحصل في جوار بيته و حوله بكل تفصيل دون المشاركة الفعلية في الخارج، يسأل السيد ساندن السيد كالي هل تحققت من نظام ؟ يجيبه السيد كالي : نعم لا مشكلات، و يؤكد السيد ساندن أنه نفس النظام الذي يستخدمه و ذلك حتى لا يرى السيد كالي أي فرق في التحسينات لأنه هو مالك الشركة و يتمنى له ليلة آمنة مؤكداً له أنه لن يزعجهم أحد الليلة ...

يجدر الإشارة إلى أن الحي الذي يقطن به السيد ساندن من فئة رفيعة جداً و بحسب تصريح لزوجته في غمار أحداث الفيلم فأن الحي لم يشهد أي نوع من مشاهد التطهير إلا هذا العام و هو العام الذي إرتفعت فيه مبيعات شركة السيد ساندن لإنظمة الحماية !

يوصي المذيع و السيد ساندن يقود إلى بيته بشراء نبتة تعرف بنبتة الباتيزيا الزرقاء و هي نوع من أنواع الزهور التي يجب وضعها على أبواب البيوت للذين لا يرغبون بالمشاركة و لكن يدعمون التطهير قولاً و عملاً و فعلاً فيقول المذيع " ضعوها و أظهروا دعمكم لهذه الأمسية المهمة ليلة آمنة للجميع " و يختم المذيع و يصل السيد ساندن إلى البيت و تبدأ الإذاعة ببث الخطاب الإعلاني المبرمج الذي يبث في بداية التطهير و الذي يقول " أطلقوا الوحش و طهروا في شوارعنا الأميريكية، آباؤكم المؤسسون الجدد تبارك أمريكا، أمريكا بلد ولدت من جديد، ليكن الله معكم جميعاً "

يدخل السيد ساندن إلى البيت و هو مكون من أم و هي السيدة ساندن و فتاة مراهقة تدعى زوي ساندن و فتى صغير بعمر الخامسة عشرة يدعى تشارلي ساندن  و تمثل العائلة أصلاً نموذجاً فريداً من العائلة الرأسمالية المفككة المتشرذمة بحيث الفتاة تكون بغرفتها أغلب الوقت تستمع إلى الأغاني تعاني من الوحدة، و الفتى يجلس في فوهة قام بعملها من خزانة الملابس داخل غرفته المتسعة و يغلق نفسه عليها، و الأم مشغولة بإعداد الطعام المادي لسد جوع هؤلاء قبل بدأ الإحداث، و في خضم هذا يظهر على التلفاز دكتور من دكاترة علم الإجتماع لجامعة مرموقة يبرر فيها أحداث الليلة و هو بيتر باينك، دكتور في علم الإجتماع متخرج من جامعة جونز هوبكنز فيقول بالحرف و الواحد " أثبت التاريخ هذا مراراً و تكراراً، نحن جنس حي عنيف بطبيعته، الحروب و المجازر و القتل، إنكارنا لحقيقة أنفسنا هي المشكلة ... التطهير لا يحصر عنف المجتمع في ليلة واحدة فقط، لكن التنفيس على نطاق البلد يولد إستقراراً نفسياً بالسماح لنا بإطلاق العدائية الكامنة فينا جميعاً "

كيف لا فهذا التبرير العلمي منطقي يضفي شرعية على أهمية هذه الليلة و هو نموذج متكرر من الحضارة الغربية بدعم كل جرائمها بمنطق " العلم " حتى تضفي صفة شرعية عليه " و في أثناء هذا التصريح يجلس السيد ساندن مستمعاً مرة أخرى إلى البث الإذاعي من أحد المعلقين قائلاً " أن هذه الليلة قوامها القضاء على الفقراء و المحتاجين و المرضى كل هؤلاء غير قادرين على حماية أنفسهم بمعنى القضاء على ما يسمون بالإفراد غير المساهمين في المجتمع مما يخفف عبء الإقتصاد في النهاية " و يتسائل هذا المعلق " هل يقوم التطهير على المال ؟ " يجيب عن نفسه في كلا الحالتين التطهير أدى خدمات جليلة فنسبة الجريمة إنخفضت و الإقتصاد يزدهر " فيا للروعة !

و يتابع معلقاً آخر أثناء جلسة السيد ساندن " عليك أن تعرف عزيزي المذيع أن أمريكا مرت بخضم حروب مريرة، كانت الديون باهظة و شهدنا حروباً عديدة و كل هذا أدى إلى خسارة الدولار الكثير من قيمته كل هذا سرع أسوأ كارثة إقتصادية في تاريخ الولايات المتحدة و بهذا إرتفعت مستويات الجريمة و الفقر أرتفاعاً مرعباً و الآباء المؤسسون الجدد بعد أشهر قليلة من إنتخابهم أبتكروا هذه الفكرة الجريئة و التي تتمثل بنزع الصفة الجرمية عن الجرائم لليلة واحدة و يتابع المعلق أن هذا يشكل تنفيس قانوني عن الغضب الأمريكي طريقة لإحتواء الجريمة و الحقيقة ثابتة أن هذا ما يجدي نفعاً - وحده - و في خضم هذا المعرض يكون الولد تشارلي يشاهد بالتلفاز مشهد قتل مرعب لأحد الفقراء من غرفة السيد ساندن عن طريق لعبة تحتوي على كاميرا بداخلها و الذي يكون بنسف رأس أحدهم من قبل جماعة بعد الإعتداء المبرح عليه بالضرب !

و تدور الإحداث فمن رؤية الأم لجارتها التي تحسدها على الإضافة الجديدة للبيت و توسعته و قولها إن الجيران يتحدثون أنكم بعتم نظام الحماية هذا و بهذا أصبحتم أثرياء على أكتافنا و في نفس الوقت تعطيها البسكويت المخبوز و تتمنى لها ليلة آمنة إلى جلوسهم لتناول العشاء سوياً دون أن يكون هناك أي نموذج للترابط الأسري و ذلك يظهر في الجلسة التي تقيمها العائلة أصلاً و من قلة إحترام للأبوين !

تبدأ ليلة التطهير و يجمع السيد ساندن أولاده في الغرفة المحصنة و التي تبث كل شيء يحصل بالخارج على شاشات التلفاز، الولد تشارلي لم يكن من البداية مقتنعاً بما يحصل و حاول التجادل مع أمه بهذه المسألة أثناء فترة إعدادها الطعام و لكنها حرفت الموضوع بالتركيز على الفائدة العائدة من هذا الفعل و ثم سؤال الولد هل هو جائع أم لا !

و يعود الولد تشاري ليسئل أبويه مجدداً بعد التأكد من عزل البيت و تحصينه تماماً يسأل تشاري : لماذا لا تشاركون بالتطهير ؟

يجيب والديه ببساطة لأننا لا نشعر بالحاجة إلى ذلك فقط

يرد الولد لو كنتما تشعران بالحاجة إذاً لقتلتما شخصاً الليلة ؟

يجيبه السيد ساندين أعرف أنه يصعب فهم هذا في سنك، لكن هذه الليلة تسمح للناس بالتنفيس عن كل الكراهية و العنف و العدائية التي يكبتونها في نفوسهم مفهوم ؟ و إجابة على سؤالك نعم لو كنا أنا  و أمك نشعر بالرغبة الشديدة لإشتراكنا لأن هذا مفيد، أنت لا تذكر كم كانت الأحوال سيئة تشارلي، الفقر و الجرائم هذه الليلة أنقذت البلد. "

كيف لا و هذه الليلة قضت على هؤلاء المتوحشين من الطبقات المعدمة و التي لم تسعى الحضارة الأمريكية يوماً إلى دمجهم أو تحسين وضعهم بدل قتلهم !

ينسحب الولد من المشهد و تبدأ عملية التطهير و فيما تسري ساعة تقريباً حتى يظهر على شاشة التلفاز رجل أسود فقير معدم جريح هارب من مطاردة شرسة تعرض لها ليتم قتله في هذه الليلة، يتأثر بهذه اللقطة الولد تشارلي و هو يستمع لصرخاته يطلب النجدة في الحي الذي يقطن به فيقوم بعاطفة منه بفتح الأبواب المصفحة ليدخله إلى البيت في الوقت الذي ينتبه الوالدان لهذا الفعل فيقومان بإعتراض الرجل بعد دخوله و حمل السلاح بوجهه !

يدور جدل عنيف و يحصل أن الشاب المراهق عشيق الفتاة زوي بأن ينزل في نفس اللحظة و ينوي العزم على قتل والد زوي بعد الكذب عليها بأنه سيكلمه عن وضعهم !  تبادل لإطلاق النار ينتهي بإصابة العشيق و موته ! و إختفاء الرجل الأسود في البيت الكبير و الفتاة زوي أيضاً ...

بعد برهة قليلة من الوقت و ترتيب المشهد الحاصل تبدأ اللعبة ... يأتي شبان مراهقون مثقفون من جامعة هارفرد و هم من طبقة مخملة إجتماعياً و ثقافياً و إقتصادياً و هم يحملون السلاح و يلبسون إقنعة مخيفة تبحث عن الرجل الذي كانوا يطاردونه و بعد سؤال من في الحي تم الوشي بأن بيت السيد ساندين قد أستقبل هذا اللاجئ المشرد !  فيتجمع هؤلاء الأفراد المسلحين و يبدأ الحديث شاب من النخبة منهم يشكل ما نسميه زعيم الجماعة و بعد قرع الجرس " مرحباً سيدي و سيدة ساندين جيرانكم أخبروني بأنكم قوم طيبون و هو خيار من أثنين، و بما أنكم تضعون زهوراً زرقاء هذا يعني أنكم تدعمون التطهير، سوف نعاملكم بعدل و لهذا أسمعوا جيداً، دعوني أقدم لكم أنفسنا نحن شباب نبحث عن المتعة، شباب، و متعلمين إلى درجة عالية و لقد لبسنا في هذا اليوم أكثر ملابس مرعبة لدينا كما نفعل كل سنة، مستعدون للعنف و القتل لكي نطهر و ننقي ذواتنا و لكن الأمر خرج عن السيطرة فلقد هرب هدفنا منا و لقد أخبرنا بعد التأكد من العديد من جيرانكم بأنكم وفرتم معبراً لهذا الهدف الذي نبحث عنه، سيدي و سيدتي الرجل الذي وفرتهم له معبراً لا يشكل شيء سوى أنه حشرة لقيطة قذرة تعيش متسولة في هذا المجتمع و الذي يشكل خطر بشع على وجود مجتمعنا و الذي يملك الجرأة ليقاوم فقتل واحداً منا أثناء محاولتنا تطهير المجتمع منه اليوم، هذه الحشرة لا تعلم مكانها و لهذا لزم أن نلقنها درساً، يجب أن تعيدوه لنا حياً حتى نتكمن من التطهير كما يطلب واجبنا الوطني و هذه الخطة أيتها العائلة الكريمة، معكم كل الوقت حتى وصول الدعم الذي سيمكننا من إقتحام بيتكم الجميل و إذا لم يخرج في حينها إلى الخارج حتى وصول معداتنا و الدعم فحينها سنطلق الوحش ضده .. و طبعاً ضدكم و نعم نستطيع دخول أي بيت نريد و لا يمكن لشيء أن يمنعنا من ذلك و نفعل ما نفعله في مثل هذه الليلة ننتظر لنحصل على متعتنا، رجاءا لا تجبرونا على أذيتكم نحن لا نقتل الأناس من صنفنا...... فقط رجاءا دعونا نطهر " ثم يأمر الشبان بقطع الكهرباء عن البيت و تبقى الأجهزة المتعلقة بالتحصين تعمل بالطاقة الإحتياطية.

و في حين يجلس الولد تشارلي يراقب مشاهد مرعبة يقوم بها هؤلاء الشبان من تلويح بالقتل و السكين و لباس مرعب يقرر الوالد و الوالدة البحث عن المتشرد هذا لدفعه للخروج لأن الأولى حماية عائلته و لا يعنيه ذلك المتشرد " الحشرة " بحسب تعبير ذلك الطالب النخبوي !

و فيما يبحث عنه هو وزوجته ينجح في النهاية بعد سردية طويلة بالوصول لهذا المشرد و تكتيفه و حث زوجته على آذيته حتى يسلم نفسه بالضغط على جرحه النازف الذي أصيب به أثناء المطاردة و الهدف من الضغط كي يرضغ لشروطهم ، وفيما يقوم بربطه إستعداداً لنقله للخارج ، تقف الزوجة وتكون مصدومة بما يحصل بأن هذا ليس نحن وما الذي نفعله هو بشر مثلنا مثله وتوجه كلامها لزوجها أنظر إلى حالك .. منذ متى وأنت تفعل هذا ؟ تقصد أن يساعد بالتطهير - و هي أصلاً تتجاهل كونهم يدعمون التطهير من البداية قولاً و عملاً و فعلاً!!

و في اثناء هذا الحديث يكون الوقت قد نفذ و يكون الشاب النخبوي قد استدعى السيد ساندن مرة أخرى للحديث معه و لكن هذه المرة ليس محذراً له بل ليطلق الوحش عليه " شكراً لقبولك دعوتي بالمجيء وأخبرني رجاءا لماذا تصرون على تخييب ظني بكم و تأخذون كل هذا الوقت ؟ هل ما تقومون به أنكم تحمونه ؟ نأمل إلا يكون كذلك سيد ساندين " و يقولها مبتسماً بإبتسامة مريضة

يرد السيد ساندين " لا لا طبعاً و لكنا حقيقة لا نجده " لقد أسأت فهم القضية من البداية فولدي الصغير هو من أدخله إلى البيت و هو صغير لا يحسن التصرف و لكن أنا أؤكد لك دعمنا للتطهير بنسبة 100 بالمئة و لم أنكر يوماً حق أحد في هذا الفعل سواء حقك أو حق أي أحد أخر "

و يقاطع المشهد أحد أصدقاء النخبوي بالغضب و الصراخ و الطلب من السيد ساندين أن يعطيه المتسول الحقير البائس الحشرة و مخاطباً أياه بجملة سافلة بالتعبير الأمريكي و التي تترجم " إيها اللعين "

ثم يطلق النخبوي الشاب النار على هذا الشاب لإنه قاطع حديثه و لم يتأدب بالحديث لأنهم بالنهاية نخبة متعلمة ! و يقول للسيد ساندين أنه قتل صديقه و لن يتهاون بقتل أي أحد أخر يحرمه من التطهير

و يتسارع الوقت و السيد ساندين يقرر أن يقاوم مثل الحشرة اللعينة التي وصفها النخبوي المثقف ! و يا للأسف تبدأ مشاهد الرعب و القتل بعد إقتحام هؤلاء المراهقين للبيت بحثاً عن الجميع لقتله لأنه من البداية لم يستجب أحد لدعواتهم ... و تتسارع الإحداث و يسقط السيد ساندين أغلب هؤلاء الشبان و الشابات و يقتلهم واحداً تلوا الآخر حتى يتمكن الطالب النخبوي من طعنه بسكين ثخينه و جرحه جرح عميقاً ثم يقترب منه حاملاً اياه بين يديه و يشكره على هذه الليلة المجيدة و المثيرة في ذات الوقت و يقبل رأسه و يدعوا له بأن يرقد بسلام، و في أثناء البحث عن الباقي لقتلهم تتعرض الزوجة أيضاً لحادثة قتل و سرعان ما ينقذها الجيران بقتل هؤلاء الشباب و تفريغ البيت منهم .. و تتجمع العائلة على مدخل البيت على السلالم و يأتي النخبوي و هو الباقي الوحيد من الشباب المطهرين و يحمل سلاحاً و ينوي قتل الابن و الام و الزوج لمرة أخيرة و لكن تتدخل الفتاة المراهقة زوي و تقتله بالرصاص الحي، و سرعان ما يأتي الجيران و هم 5 أفراد الذين أنقذوهم ليتضح أنهم لم يساعدوهم لإجل إنقاذهم بل للسماح لأنفسهم بالتطهير بدلاً عنهم و لأنهم يشعرون بالغيرة و الحسد من عائلة ساندين الثرية التي راكمت أموالها و ثرواتها على حساب الحي بنظامها الذي تبيعه و الذي ثبت عدم فاعليته أمام هؤلاء الشبان مما أثار مشاعر الكره و الحقد أيضاً ضدهم من جيرانهم لأنهم سلبوا أموالهم و هم معرضين للخطر أيضاً في كل الحالات لأن هذا النظام لا يحمي المغفلين حتى !

و بعد كل هذا يتمكن الجيران من السيطرة على الأم و الأبن والأبنة و البدء بتلاوة الصلاوات لأن الآباء المؤسسين من منحوهم هذه البركة حتى يظهر الرجل الأسود المتشرد و يتصدر المشهد و يلهي هؤلاء الجيران بلعبة تشارلي و يطلق النار على أحدهم و يهدد الباقي بالقتل حتى يفكوا وثاقهم، فيتحول هذا الرجل الذي ناضلت العائلة لرميه للخارج إلى منقذ لهم !

و تسود مظاهر السلم حتى نهاية التطهير في الساعة ال7 صباحاً بطلب من الزوجة ساندين بعد إغماء زوجها و تجلس مجتمعه بجيرانها تنتظر حتى أن تضرب صفارة الإنذار لإعلان نهاية التطهير و من ثم تخلي سبيل كل من الجيران و يذهب الرجل الأسود في حال سبيله بعد سؤاله من السيدة ساندين إذا ما كان سيتدبر وضعه أم لا و شاكرة له لإنقاذهم !

و يختم الفيلم بأن الشوارع مليئة بالجثث و الدماء و تعلن الإذاعة الأمريكية أن الإقتصاد الأمريكي و البورصة الأمريكية قد إنتعشت و أن تجار بيع السلاح و أنظمة الحماية هم المستفيدون و الشريحة الأكثر من هذا اليوم و أن البلد بعد يوم التطهير أصبحت أجمل و تختم بجملة " نحن نقتل البعض لكي يعيش البعض في سعادة "

هذا الفيلم هو مثال مصغر عما يحدث فعلاً لسحق الفقير و المعدم بكل الطرق على أعلى المستويات، إلا أن، الإختلاف أن التطهير في الواقع يمارس 365/365 يوم عكس ما يبينه الفلم في 12 ساعة و يحصره بها. و كما رأينا يقدم الموضوع هذه الظاهرة بتصيفة النفس من الإحقاد و الكراهية و يوظف الإذاعة و العلم لإقناع الناس بهذه الرؤية المؤسساتية التي تنهجها الدولة، و لكن في حقيقة الأمر رغبة الدولة تكمن في شيء خفي غير متعة الأفراد النخبوية أصلاً و هي التخلص من المعارضين و الفقراء و المتشردين و المرضى و من كل من يشكل عبء على الدولة و إقتصادها و يقوضه لأن اليوم هذا يمتلك الغني كل المال لشراء السلاح و تحصين نفسه في بيته و يخرجون في جماعات من البيض لسحق هؤلاء المشردين في الشوارع فعلة الفقير أنه فقير لا يملك سلاحاً لا يستطيع تأمين نفسه و أولاده و عائلته فيكون فريسة تنال منه الفئة الغنية بكل سهولة.

هذه هي العقلية الأمريكية و هكذا يفكر العقل الأمريكي من الحرية الفردية إلى مسخ الكائنات ما دون مستواهم النخبوي " العرق الأبيض."

قراءة 3313 مرات آخر تعديل على السبت, 30 حزيران/يونيو 2018 09:51

أضف تعليق


كود امني
تحديث