قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
السبت, 08 كانون1/ديسمبر 2018 13:26

متطلبات النموذج التنموي البديل للخروج من الأزمة 2/2

كتبه  الأستاذ محمد شعبان صوان من فلسطين الشقيقة
قيم الموضوع
(0 أصوات)

ثم يفصل مشروعه القائم علي التحديد الذاتي للغايات و التسيير الذاتي للوسائل للخروج من قمقم العالم المسير بالقوة بلا هدف معقول، و هو ما قاده فيما بعد إلي تبني الحل الإسلامي الذي يضع هدفا لحياة الإنسان و يعلي من شأن الجماعة في مواجهة الفردية و يجعل الإنسان مجرد خليفة في ملك الله الذي تعود إليه ملكية كل شيء و القدرة و معرفة كل شيء.*1

و ينتقد عبد الوهاب أنصار الحل العلماني الغربي من العرب لأنهم تلقوا التعريفات الغربية النظرية لنموذجهم المستورد دون أي حس نقدي و دون النظر في العيوب الكبري التي نتجت عنه و التي جعلت منه نموذجا مستحيل التكرار أو مدمرا علي أقل تقدير كما سبق ذكره، فما زالوا يسبحون في العالم النظري لعلمانية التسامح و الحرية و الديمقراطية دون ملامسة الواقع الحقيقي و العيوب التي نتجب عنها.

كما يجيب عن المعضلة الناتجة عن السعار الإستهلاكي الغربي بالقول "إن النموذج التنموي الإنساني يجب أن يكون قائما علي معادلة أن ما هو معطي محدود و أن داخل الإنسان مخزون روحي ضخم، و أنه بدلا من تصعيد الرغبات الإستهلاكية يمكن تصعيد التطلعات النبيلة و التكافل و التراحم و الزهد و مختلف القيم الكامنة في ذاتنا الإنسانية الحصارية، و بذا يصبح هدف التنمية هو تحقيق العدل الإجتماعي و ضمان حد الكفاية للجميع و تحقيق و كل إمكانيات الإنسان الكامنة فيه."*2

و يري رحمه الله أن " الكتلة الإسلامية هي أكثر الكتل البشرية مقاومة للإستهلاكية العالمية و الحداثة الداروينية"*3، و أن العالم الإسلامي هو خط الدفاع الأول ضد عملية إعادة صياغة الإنسان و الثاقافت و الحضارات لتصبح السلعة هي الوثن الجديد و المركز الذي تدور حوله حياة الإنسان، "ذلك أن إطارنا العقيدي لا يزال قائما حيا، خاصة بين الفقراء، و هم غالبية الشعوب الإسلامية، فهو يحركنا و يصوغ رؤيتنا و أحلامنا و توجهاتنا في معظك الأوقات، فنحن نشكل خطوط المواجهة و المقاومة ضد الإستهلاكية العالمية"*التي" تري أن التقدم هو تصاعد معدلات الإستهلاك، و أن من حق الأقوي عسكريا أن يستهلك و أن يستغل الآخرين. و لذا ترسل هذه الرأسمالية المتوحشة بجيوشها للإستيلاء علي منابع البترول و لإقامة حكومات عميلة تفتح أسواقها له و تدخل في منظومته الإقتصادية العالمية"*4، و يؤكد المسيري أنه ليس ضد التقدم و أنه يستهدف تحديد مضمونه و وجهته و حدوده ليخرج عن معيار الإستهلاك الغربي*5، و هو نفس توجه الفيلسوف غارودي كما سبق ذكره.

*صعوبة التنمية ضمن النظام العالمي الحالي 

و لكن هذا هذا النموذج العادل  غير قابل للتحقيق في موازين القوي العالمية الحالية التي تستأثر فيها عواصم محدودة بسلطة إتخاذ القرار الإقتصادي في نظام معولم تزداد فيه أهمية المنتجات التقنية للعالم الصناعي و تتناقض فيه أهمية موارد العالم الثالث الأولية إلي حد دفع أحد الباحثين إلي الإستنتاج بأن المتاح الآن أمام شعوب العالم الثالث هو إقتصاد"البقاء":أي التوفير الذاتي للحد الأدني من الإحتياجات الأساسية كالماء و الغذاء و السكن و الطاقة، بعيدا عن الأحلام التي راودتها منذ الحصول علي الإستقلال بالتحول إلي دول متقدمة تملك نفس مستويات الإستهلاك لدي الدول الصناعية، و سيكون هذا " البقاء"هو البديل الأفضل من عدم القدرة علي البقاء، و التحول إلي كيانات وظيفتها سداد الديون و إستيراد الغذاء و الوقود و السلع الصناعية و الإستهلاكية كافة، و الحصول علي قسم من رؤوس الأموال الأجنبية المضاربة *6

إن تاريخ التنمية في العالم الثالث بعد مرحلة الإستقلال يؤكد أن عدم التنمية هي القاعدة في الوقت الذي لم ينم 130 بلدا علي الأقل، تمثل الإستثناء بكوريا الجنوبية و تايوان و سنغافورة و هونغ كونغ و هي مراكز إضطرت الولايات المتحدة الأمريكية و اليابان إلي تعزيز إقتصاداتها لإحتواء الشيوعية التي كانت تهدد بسقوط متتال لأحجار الدومينو، و هو أمر إنتهي بسقوط المعسكر الإشتراكي، و مع ذلك فلا يسود في هذه البلدان نفس مستويات المداخيل المرتفعة و التطور العلمي التي تميز الغرب الأوروبي الأمريكي.*7

هذا النص مقتطف من كتاب الأستاذ محمد شعبان صوان "معضلة التنمية الإستعمارية نظرات في دعاوي إيجابيات الإستعمار"، إبن النديم للنشر و التوزيع، دار الروافد الثقافية-ناشورن طبعة 2015

 المراجع :

*1 عبد الباقي خليفة، الفيلسوف المسلم يكشف جوهر ديننا الحنيف/2، مقال في موقع صحيفة الوطن الكويتية 5/8/2012.

*2 الدكتور عبد الوهاب المسيري، حوارات (2)، ص 143.

*3الدكتور عبد الوهاب المسيري، حوارات (3)، صفحة 32.

*4 نفس المرجع، ص30.

*5 نفس المرجع، ص 33.

*6 أزوالدو دي ريفيرو، ص17.

*7 نفس المرجع، ص167-169.

قراءة 1188 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 12 كانون1/ديسمبر 2018 18:02

أضف تعليق


كود امني
تحديث