قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 13 كانون1/ديسمبر 2018 07:28

"ألمانيا من التخلي عن المصالح الكبري إحتراما لنا إلي التباهي بالتافهات إحتقارا لنا"

كتبه  الأستاذ محمد شعبان صوان من فلسطين الشقيقة
قيم الموضوع
(0 أصوات)

-ألمانيا من التخلي عن المصالح الكبري إحتراما لنا إلي التباهي بالتافهات إحتقارا لنا:

أقول هذا و أنا أتطلع إلي الخلف قليلا لأري ألمانيا التي إستخفت بنا اليوم في ظل إنقسامنا كيف كانت تعاملنا بالأمس في ظل وحدتنا، ففي نهاية القرن التاسع عشر كانت ألمانيا قد أنجزت وحدتها و بنت قوتها و تطلعت لمصالحها خلف حدودها متبعة سياسة التحالف مع الدولة العثمانية تحت عنوان"التوجه نحو الشرق"و لأجل ذلك تخلت عن مصالحها الأخري في تأييد الإستيطان اليهودي بل و أيضا عن الإستيطان الألماني نفسه في فلسطين و أرجاء الدولة.

فقد قام الإمبراطور الألماني ولهلم الثاني بزيارتين إلي الدولة العثمانية (1889)و (1898)، و في الزيارة الثانية حاول تيودور هرتزل مؤسس الحركة الصهيونية الحصول علي تأييد الإمبراطور لمشروع الإستيطان اليهودي في فلسطين، و لكن لوجود التعارض بين السياسة العثمانية و البرنامج الصهيوني فإن الأمبراطور خلص"إلي أن صداقة الدولة العثمانية أثمن لألمانيا من صداقة الحركة الصهيونية، و لذلك لم يكن في مقدور ولهلم الثاني أن يدلي في تلك الفترة بتصريح يرضي فيه الأماني الصهيونية، لأنه كان حريصا الحرص كله علي تدعيم صلاته بالدولة العثمانية و برعاياها المسلمين"*1، رغم أن ويلهلم كان يري في تأييد الصهيونية مكسبا كبيرا و مزايا كامنة لألمانيا،*2 فأين جبابرة سايس بيكو الذين يري الغرب كله صداقة الحركة الصهيونية اليوم أثمن من صداقتهم جميعا، بل تصبح صداقتهم مع الغرب تابعة لمدي حرارة علاقاتهم بالصهاينة و في ذلك فليتنافس المهرولون، و يدلي قادة الغرب بالتصريح تلو الآخر في إرضاء الأماني الصهيونية و لا يبدون أي حرص علي دعم صلاتهم بدول التجزئة و رعاياها ؟

نعم لقد كان لألمانيا بالفعل مصالح في الدولة العثمانية أبرزها سكة حديد بغداد، و لكنها لم تكن أكبر من المصالح الغربية العريضة في زمننا هذا في الشرق العربي الإسلامي و التي بالرغم منها يفضل الغربيون المصالح الصهيونية علي مصالح العرب و المسلمين و يمعنون في إهانتك كما مر،"فقد كان (السلطان) عبد الحميد أدهي من أن تبهر بصره بطولات حاميه (الألماني)الجديد، و لكنه كان يدرك قيمة مثل هذا الحليف القوي في المحافل الأوروبية، و كان كذلك واثقا بقدرته علي دفع جميع المخاطر التي قد تنشأ من رغبة ألمانية في السيطرة"*3 و لهذا فإن ألمانيا لم تستطع أن تفرض علي العثمانيين إستيطانا ألمانيا-فضلا عن الإستيطان اليهودي- في بلادهم، رغم أهميته لها ضمن إستراتيجتها الحيوية لمشروع سكة بغداد الذي تقيمه بأموالها و تصور ساستها أن يحمي طريقه مليونا مستوطن ألماني*4، و رغم حاجة العثمانيين إلي تحالفهم معها في مواجهة بقية المصالح الأوروبية و بخاصة البريطانية و الفرنسية، و لكن كل هذا لم يمنع السلطان من قول "لا" مدوية لا لبس فيها في مواجهة الإستيطان الألماني بتعبير أحد المؤرخين*5، و ذلك ليبقي أراضي الدولة مخزونا للمهاجرين المسلمين الفارين من الإضطهاد و الإحتلال*6 الذي كان محتدما في القوقاز و البلقان، و ان يحتفظ لمشروع سكة حديد بغداد ببعده العثماني رغم أهمية الدور الألماني في بنائه*7، فأين لنا اليوم مثل هذه المواقف القوية في مواجهة المصالح الأجنبية عندما تكون هي في حاجة إلينا فضلا عن أن نكون نحن في حاجة إليها؟

-قبر صلاح الدين بين زيارتين :

و في نفس الزيارة قام الإمبراطور ولهلم بالمرور بدمشق حيث زار قبر السلطان صلاح الدين الأيوبي و وضع عليه إكليلا من الزهور آمرا بصنع مصباح فضي هدية للضريح بصفته معجبا بالقائد المسلم، و لعل مقارنة بسيطة بين هذا الإحتفاء و"زيارة"القائد الفرنسي غورو المهينة لنفس المكان عندما دخل دمشق فاتحا محتلا في عهد سايكس بيكو الذي دشنته ثورة العرب(1916) المتحالفة مع بريطانيا، هذه المقارنة كفيلة بإلقاء الضوء علي مدي الإنحدار الذي سقطنا فيه في مدي سنوات قليلة من التحالف مع الغرب.

-النتيجة : سر الإحترام و الإحتقار

إن هذا التباين الواضح في المواقف من الفنون المسيئة بل من المصالح الكبري بين الأمس و اليوم نجد تفسيره في خطبة الإمبراطور ولهلم في دمشق حيث ألقي خطابا قال فيه :"فليطمئن حضرة صاحب الجلالة السلطان، و ليطمئن معه الثلاثمائة مليون مسلم الذين يحترمونه لأنه خليفة المسلمين، إلي أنهم سيجدون في إمبراطور ألمانيا الصديق الدائم لهم"*8، فمخاطبة حاكم واحد يمثل أمة كبري عدد افرادها ثلاثمائة مليون-في ذلك الزمن-و تمتد بين المحيطات تفرض إحترامه علي مخاطبه و تختلف جذريا عن مخاطبة حشد من الصغار أصحاب  الهيلمان الكاذب و الصولجان الزائف الذين لا يمثل الواحد منهم إلا أفرادا لا يزيد عددهم عن عدد سكان حي في مدينة ألمانية !

 

*1دكتور حسن صبري الخولي، الجزء1 صفحة 79.

*2الدكتور عبد الوهاب المسيري، أرض الميعاد : دراسة نقدية للصهيونية السياسية، الهيئة العامة للإستعلامات، جمهورية مصر العربية، 1980، صفحة 133.

*3جورج أنطونيوس، صفحة 147.

*4 Robert Aldrich, p.247

*5 Jonathan S. McMurray, P 10

*6 السلطان عبد الحميد الثاني، صفحة 130.

*7 Jonathan S. McMurray, P.1 

*8 دكتور حسن صبري الخولي، جزء 1 صفحة 79-80.

*مقتطف من كتاب الأستاذ محمد شعبان صوان بعنوان :"السلطان و التاريخ لماذا نقرأ التاريخ العثماني؟"الطبعة الأولي 2016، إبن نديم للنشر و التوزيع، دار الروافد الثقافية-ناشرون.

قراءة 1242 مرات آخر تعديل على الخميس, 20 كانون1/ديسمبر 2018 05:17

أضف تعليق


كود امني
تحديث