قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الإثنين, 08 تموز/يوليو 2019 11:05

المشهد الحقيقي لهيمنة الحضارة الغربية بين الكارثة الإنسانية والبيئية والقلوب الوردية

كتبه  الأستاذ محمد شعبان صوان من فلسطين الشقيقة
قيم الموضوع
(2 أصوات)

رغم زعم العلمانية الغربية أنها تحترم كل المعتقدات بصفتها طرقاً بشرية للوصول إلى الحقيقة الماورائية، فإنها في الواقع أبعدت الإنسان عنها جميعاً بحيث لم يعد له أي طريق للوصول إلى هذه الحقيقة، نعم تقول مثلاً إنها تحترم المسيحية و اليهودية و البوذية و الهندوسية وغير ذلك حتى الإسلام نفسه، و لكن نظرة سريعة للمجتمع الغربي و الإنسان العلماني تجده بعيداً كل البعد عن هذه الطرق جميعاً مشغولاً بالمادة وحدها بعيداً عن أي روح أو قيمة، أقنع نفسه بأنه وصل إلى التوافق الاجتماعي بالتعايش بين الجميع، و لكنه، نظرياً، كما يقول الإنجيل عندهم ربح العالم و خسر نفسه، أوجد تعايشاً بين الناس، نظرياً، وهذا كذب عملياً، و لكنه لم يحقق التعايش مع نفسه حيث افتقد كل الطرق التي توصل لأي حقيقة سوى المال الذي لم يستطع الوصول إليه سوى القلة رغم أن الجميع سلكوا طريقه، أما كلام الفلاسفة فمن المؤسف القول إنهم وحدهم من، ربما، أفاد منه.
بالله عليكم، ما قيمة كل مدارس النقد الفلسفي في حياة الإنسان العادي في الغرب، ليقل كيركيغارد أو ماركوز أو غارودي أو تشومسكي ما شاء لهم من تغريدات خارج السرب، و لكن أين أثرها في الهاوية التي يقود الغرب الحياة على الأرض إليها على كافة المستويات الفردية و الجماعية و البيئية و السياسية و العسكرية و الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية، و يسجلها علماؤه و راصدوه بكل دقة و لكن دون فائدة عملية على صعيد التراجع عن الانحدار في الهاوية؟

قتلت الحضارة الغربية الإيمان في نفس الإنسان باسم العقل، و لكن في عملية انفعالية كانت رداً على واقع محلي فيها، ثم تكلمت بفوقية عن أي إيمان آخر و تجرأت على انتزاع أي تفكير أخروي من ذهن الإنسان و سمّت ذلك باسم موت الإله و هي صيغة تثير الشفقة كما يثيرها مشهد نراه كثيراً حيث طفل صغير يستعرض عضلاته الهزيلة و يظن أنه سيهزم بها القوى الكبرى حوله، و عندما فعلت ذلك سلبت الإنسان نفسه أي دافع للتحلي بأي بُعد فيه إنكار للذات أو ترفع عن المنفعة المادية الأنانية، لا تقل لي هناك أعمال خيرية و عواطف و غير ذلك، و أنا لن أسبر قلوب فاعليها و نواياهم بل أقول إن النظرة السريعة على طبيعة المجتمعات الحديثة ترى بوضوح غياب القيم الأخلاقية حتى بوجود تلك الأفعال الترقيعية التي هي في أحسن الأحوال، و بإحسان الظن، محاولات للهروب من جحيم المادية التي احترق فيه ضمير الإنسان و لم يعد قادراً على تحمل الواقع إلا بهذه المسكنات الفردية، أما في السياسة الخارجية و الداخلية حتى الخير صار مجيراً للمنافع المادية، و يكفي للدلالة على ذلك النظر في سياسة المساعدات الإنسانية و ما وصل إليه العالم، رغم كل طنطنتها، من فقر و جوع و تلوث و تصحر و طبقية و قتل و نهب و صراع و مرض و تفكك و جريمة و تسلح و احتلال و تدخل و هيمنة حتى دق ناقوس الخطر بأن هذا الطريق سيودي بالحياة نفسها على الكوكب كله، ثم تقول لي عمل خيري؟ فلماذا لم تؤد أعمالهم الخيرية ما أداه عبثهم رغم القدرات الهائلة التي يتمتعون بها؟ لماذا ظهر الأثر في الإفساد العام و لم يظهر في الإعمارالعام؟ و لماذا على الأقل لم يعالج الخير نتائج العبث؟ إن الخير نفسه صار أداة للمنفعة و النهب كما يتضح من أي نظرة للمساعدات الغربية الإنسانية التي تقبض من الفقراء أكثر مما تعطيهم، و ما نراه ليس خيراً بل قدرة عجيبة على تطوير الإفساد ثم المن على البشرية بزوال فساد قديم و لكن مع حلول فساد جديد محله، كنا في زمن الإبادات الجماعية فصرنا في زمن الاسترقاق ليعوض القوة العاملة التي زالت بالإبادات ثم جاء الاستعمار ليقضي على الاسترقاق ثم فرضوا الاستعمار الجديد (الإمبريالية) ليحل محل القديم لما أرهقتهم نفقاته، و بعد صراعات ضخمة بين الأقوياء اتفقوا على فرض نظام عالمي يحقق كل ما استهدفته تلك الممارسات السابقة من العنف، أي النهب و احتكار الموارد، فتحقق الآن بالقانون الدولي و السلم ما ابتغاه كل من مارس الإبادات و الاسترقاق و الاستعمار و الإمبريالية و التجارة الحرة، و صار العالم مقسماً بين أقلية بيضاء ثرية (٢٠٪؜) تتحكم بأغلبية محرومة (٨٠٪؜) ليس أمامها سوى الأحلام الوردية أو الكوابيس الواقعية، و من يتمرد على المعادلة الطبقية ينتظره القصف و الدمار، أي أن مظاهر العنف القديمة لم تنته بل صارت مدرجة لاستعمالها عند الحاجة ضد من يخرج عن "القانون الدولي" و إرادة "المجتمع الدولي" و"الشرعية الدولية" التي هي كلها أسماء لقانون و مجتمع و شرعية الكبار وحدهم، و ما يقال عن مظاهر الاستعمار المستمرة، يقال أيضاً عن استمرار الإبادات و الاسترقاق و بقية الممارسات التي يستطيلون على البشرية بإنهائها و هم مازالوا يقومون بها حتى بعدما خضع لهم العالم.
العمل الخيري الملح الآن هو ترك البشرية تعيش حياة طبيعية، و لا أطالب بالمثالية، بل ألا أن ينهبوا معظم خيراتها ثم يتصدقوا عليها بفتات يكون ثمناً لبيعها حقوقها على مذبح الجشع و الطمع الغربي، هذا هو للأسف ما يحدث و هذا جلي جداً في مؤتمر البحرين الأخير حيث يمول العرب أنفسهم ثمن تنازلهم هم عن حقوقهم "بسخاء" "الخيرية" الأمريكية !
عليهم أن يكفوا عن استعراض "محاسنهم" في التقدم العلمي مقابل "جهل" الآخرين، و حرية العلاقات الجنسية مقابل القيود عند غيرهم، و إلغاء الرق الذي حل محله عشرات البلايا الحديثة التي تستعبد معظم البشر، لأن الحياة على الأرض لم تعد تتلخص في قمر صناعي يصل طرف المجموعة الشمسية ثم ينفذ إلى أعماق الكون، و لا قلوب محبة وردية بين الشاب و الفتاة و لا في مشهد محاسبة مسئول رفيع على سلوكه الفاسد، القضية أكبر من ذلك بكثير و الدمار أوسع من ذلك بكثير، فاحتكار ٢٠٪؜ من البشرية ٨٠٪؜ من موارد الأرض، و طريقتهم السفيهة في استهلاك هذه الموارد كل ذلك صار له تبعات سياسية و اقتصادية و اجتماعية و عسكرية و ثقافية و بيئية ضخمة جداً تكاد تودي بحياة كل الكائنات الحية التي انقرض منها نسب كبيرة، و لم تعد المشكلة المطروحة هي الخيار بين الإبل و القمر الصناعي، أو بين الرق و الحرية، أو بين الخيمة و ناطحة السحاب، و إن خداع الشباب في العالم الثالث و في بلادنا على وجه الخصوص بإعلانات الإثارة و فن الدعاية و استغلال معاناتهم بتسويق الحب المطلق بلا أي قيود حيث هو السمة الغالبة في العالم "الحر" اليوم و أنه لا ينقصنا نحن سوى التحلل من "تعصب المتخلفين" لحل كل مشاكلنا، فهذا تسفيه للواقع و استخفاف بالبشر و احتقار لإدراكهم و غض للنظر عن حاجاتهم و تجاوز لكرامتهم
و لفت النظر عن جوهر المشاكل نظراً لشيوع الظلم العام بشكل لم يعد يطاق، فكل المزايا التي يتشدقون بها غير متاحة إلا للنخبة البيضاء غالباً لأنها هي الخُمس البشري الذي يحتكر أربعة أخماس الموارد، و أي علاج لا يتناول هذا الجذر هو مجرد تمويه، و أحرى بمن يتباهون بإلغاء الرق و يستطيلون به على بقية البشر أن يطالعوا تقارير الغربيين أنفسهم عن بقاء الظاهرة بشكل واسع إلى اليوم لأجل صناعة البضائع الاستهلاكية الترفية للبيض أنفسهم، مثل جلود الموضة، و حلويات الأطفال البيض المدللين التي يشارك الأطفال الأفارقة العبيد بعذاباتهم في صناعتها، و هو ما يمنع، إلى اليوم على الأقل، من التباهي بحرية غير منجزة، فمن يملك العقل يستخدمه ضد الواقع الفاسد، و من لا يملكه هو الذي يتشدق به.

قراءة 1079 مرات آخر تعديل على الخميس, 11 تموز/يوليو 2019 08:41

أضف تعليق


كود امني
تحديث