قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 25 آذار/مارس 2020 18:17

الإقلاع الحضاري عوائق و مقومات .. إسقاطات فكر مالك بن نبي

كتبه  الأستاذة عائشة أم محمد
قيم الموضوع
(0 أصوات)

من أجل تحقيق النهوض الحضاري للعالم الإسلامي الذي يدعو إليه مالك في كتبه العديدة يجب أولاً معرفة المعوقات الأساسية و دراستها و تحليلها من أجل إيجاد الداء لهذه الأمراض. و كذلك يجب تحديد استراتيجية هادفة مدروسة لمعرفة المعوقات الرئيسة التي يمكن من خلالها تجاوز المرحلة الحالية و التغلب على نواحي القصور من أجل الوصول إلى المنحني الصاعد للحضارة.

معوقات النهوض الحضاري
لقد قام مالك بن نبي بدراسة تحليلية نقدية لأهداف و إنجازات مجتمعه الإسلامي في محاولاته للنهوض الحضاري، بهدف معرفة أسباب فشل هذه المحاولات من أجل القيام بدراسة تعتمد على التحليل التجزيئي المنطقي ثم تقديم هذه الدراسات و الأفكار كخلاصة يمكن الاستفادة منها في الواقع. و يقول في ذلك: "فنحن مضطرون أحياناً إلى أن نفكر في هذا النقص الذي أصاب الإنسان، فقعد به عن ملاحقة توقيت التاريخ و أن نفكر في سد هذا النقص".(1)
يرجع مالك بن نبي أسباب تخلف العالم الإسلامي الحديث إلى عدة عوامل مختلفة منها ما هي عوامل داخلية و منها ما هي خارجية.

فالعوامل الداخلية:
تتمثل في القابلية للاستعمار و هي من المشكلات الرئيسية التي تواجه المجتمع الإسلامي و يرجع مالك هذه القابلية إلى عدة أسباب منها الأفكار الميتة و المميتة التي خلفتها الحضارة(2) و"الأفكار الميتة نتاج إرثنا الاجتماعي تولّد قابلية الاستعمار"، "الأفكار المميتة مستعارة من الغرب تولّد الاستعمار"(3) و عدم استخدام المسلم ما تحت يده من وسائل استخداماً مؤثراً و بذل أقصى الجهد ليرفع من مستوى حياته مما نتج عنه شلل النشاط الحضاري.
كما يصور لنا النتائج المترتبة على غلو النفسية المسلمة المعاصرة في تقويم مشاكلها حيث تنظر إليها في صورة نوعين من (الذهان)(4) فيتم مواجهتها بالاستحالة أو الصعوبة.
و قد ضرب لنا مثلاً بالجزائر عندما اعتبر أن الاستحالة قامت هناك على ثلاثة قواعد أسماها بـ (الأدوار) الغنائية الثلاثة: و هي الجهل، الفقر، و وجود الاستعمار و هي العملة الشائعة التي يفسر بها حسن النوايا عجزهم.(5) لأن الحقيقة هي خلافاً ذلك فالقضية "ليست قضية فقر، و إنما هي أمر يتعلق بأساس مشكلاتنا، فعلينا أن نفكر في جذور المشكلات، و ندرك أن القضية قضية حضارة، و ما الفقر و الغنى، و لا الجهل و المرض إلاّ أعراض لتلك المشكلة الأساسية".(6)

العوامل الخارجية:
و هي تتمثل في وجود الاستعمار أو "أسطورة الاستعمار" كما يسميها مالك بن نبي.
فيرى أن الاستعمار يسحق بصورة منهجية كل جهد فكر، و جهد عقلي و كل ما من شأنه أن يتيح لحياة أبناء المستعمرات مخرجاً أياً كان "فيحول بين الشعب و بين إصلاح نفسه"(7) فيحيط من قيمته الخاضعين لقانونه بطريقة فنية، دون التأثير في قمة الفرد الأساسية إذ أنها لا تخضع لحكمه، و لكن مع ذلك نجد الفرد عاطلاً خامداً حتى في الميادين التي لا توجد فيها شبهة الضغط الاستعماري.
و لكي نصدر حكماً صادقاً هنا فإنه ينبغي علينا أن ندرك أن الاستعمار ليس هو السبب الأول الذي نحمل عليه عجز الناس و حمول عقولهم و إنما هي القابلية للاستعمار التي يقوم على أساسها الاستعمار حقيقة. أي أن هاتين الفكرتين متلازمتين: الاستعمار و القابلية للاستعمار. لأن الاستعمار يعين الشعب على التغلب على قابليته له، لتنقلب إلى رفض في ضمير الشعب المستعمر، فيحاول جهده التخلص منها.(8) فهناك نتيجة منطقية و علمية تفرض نفسها علينا و هي أنه لكن نتحرر من الاستعمار يجب أن نتحرر أولاً من القابلية للاستعمار.
و بالإضافة إلى ما سبق قوله فإن هناك عنصراً آخر و هو "عقدة التسامي"(9) و هي مشكلة يعاني منها بعض أبناء الدول الإسلامية لأنهم لم يحاولوا أبداً غربلة الأفكار المستوردة و الاستفادة من الأفكار الحية التي استطاعت بعض الشعوب بفضلها بلوغ أعلى مراحل التطور في وقت وجيز.(10) فيقول مالك في ذلك: "لا يمكن لحضارة أن تنشأ في أنبوبة مغلقة لا يأتيها شيء من الخارج".(11)
و لا يرى مالكاً أن الدين أو التوحيد يمثل عائقاً للنهوض الحضاري كما يتخيل البعض، بل إنها على العكس من ذلك، تعتبر دافعاً له و ضرورة حتمية لقيام المجتمع الحضاري فيقول: "إننا نلمس ثغرة تعزي للنهضة الإسلامية التي وضعت بطريقة ضمنية مشكلة متعلقة بالإيمان في مكان غير مثارة فيه، فالمسألة لا تتمثل في تلقين أو في إعادة تلقين المسلم عقيدته، و لكنها تتمثل في إعادة تلقينه استخدامها و فعاليتها في الحياة".(12)

مقومات النهوض الحضاري
تتطلع النفوس في العالم الإسلامي للنهضة، و لكن بسبب الهوة الكبيرة بين قيم الفكر الإسلامي، و واقع المجتمع الإسلامي، فإن كثيراً من القيم خضعت لتأثيرات غربية منافية لروح التوجه في هذه البلاد. فالنهضة ليست نقل الأساليب و الطرق الأجنبية لمجرد نجاحها في بلد المنشأ، و السير على نهجها في بلادنا الإسلامية، لأن هذا يعتبر ضلالاً عن الطريق ليس بعده ضلال. فلكل مجتمع أدواته و أساليبه التي يعتمد عليها في بناء حضارته.(13)
فالحلول الفنية ينبغي إذن أن تتكيف مع نفسية البلد الذي تطبق فيه و مع مرحلة تطوره.(14)

مفهوم التغيير:
فللوصول إلى الحضارة المرجوة، خطوات و أولويات يجب تحقيقها حتى تكون الحضارة مبنية على قواعد راسخة متينة و معظم هذه التغييرات يجب أن تحدث أولاً في الفرد نفسه قبل أن نرى أثرها في الواقع الاجتماعي. و في رأي مالك فإنه: "لتحقيق التغيير لابدّ من تغييرين، تغيير القوم، و تغيير الله، .. كما لابد من أسبقية التغيير الذي يحدثه القوم. إلاّ أن بين هذين التغييرين ترابطاً، فإذا وقع التغيير الذي يخلقه الله، دل ذلك قطعاً على أن التغيير الذي يقوم به القوم، قد سبق أن حدث، لأن الله تعالى اشترط هذه الأسبقية... و لكن علينا أن ننتبه إلى أن هذا التعهد إنما هو مجال القوم.. لا في مجال الفرد".(15)
و ما يؤكد على هذا القول هو قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ﴾.(16) فالآية هنا تشمل كل الناس لأنها جاءت بكلمة (قوم) دون تخصيص لقوم معين.
فالمشكلة هي مشكلة فرد يعيش في مجتمع، لا مشكلة دين، و هي مشكلة عامة في جميع البلاد الإسلامية فلكي تبدأ عجلة التغيير في الدوران لابد من معرفة سنن التغيير لما بالأنفس، و كذلك معرفة ما ينبغي أن نغيره بالإضافة إلى معرفة الأشخاص الذين يجب محاولة تغييرهم باختلاف شخصياتهم و بيئاتهم لأنهم يشتركون في أصل البلاء.(17)

من التكديس إلى البناء:
إن العالم الإسلامي بدأ يتجه إلى جمع الأكوان من المنتجات الحضارية أكثر من اتجاهه إلى بناء حضارة و هو ما يسمى بالتكديس فينتهي بنا الأمر إلى ما أسماه مالك بالحضارة الشيئية.(18) أي أن التكديس لا يعني البناء لأن البناء وحده هو الذي يأتي بالحضارة التي تكون منتجاتها و ليست المنتجات هي التي تكون الحضارة.(19)
و قد يتساءل شخص ما الذي نأخذه من الحضارة الغربية؟ و للإجابة على ذلك يقول مالك: "إن علينا أن نأخذ من الحضارة الغربية الأدوات التي تلزم في بناء حضارتنا... حتى يأتي يوم نستطيع فيه الاستغناء عنها يمنتجاتنا".(20)

دور الأفكار في البناء الحضاري:
يولي مالك بن نبي أهمية كبيرة للأفكار و تأثيرها على الفرد و المجتمع و بناء الحضارات فالفكر ركيزة هامة في حياة الشعوب، و هو دليل على حيويتها  و تقدمها أو على العكس دليل على جمودها و تخلفها لأن نتاج العقل البشري الذي خلقه الله لهذه الغاية فالنجاح الفكري وسيلة للقضاء على الأفكار الميتة لأن "تصفية الأفكار الميتة و تنقية الأفكار المميتة يعدان الأساس الأول لأية نهضة حقة".(21)
و كذلك فإن انحراف الأفكار عن مجرها بالنسبة للأفكار الجوهرية تبين لنا مقدرا عدم فعالية المجتمع مما يؤدي إلى الزيغ من جيل إلى جيل عن طريق الامتصاص و تعتبر الأفكار في هذه الحالة هي الجراثيم التي تكون كالعدوى الاجتماعية لنقل الأمراض. فينعكس المرض على المجتمع، و أحياناً قد يحدث انعكاس الفكرة المردودة فيعود ذلك بالخير بسبب اكتشاف بطلانها.(22)
و لذلك رأى مالك الاستعمار دائماً يحاول القضاء على الأفكار البناءة التي تؤدي إلى وعي الشعب بمخاطر وجود الاستعمار مما يهدد هذا الكيان الاستعماري.

مفهوم الفعالية:
يرى مالك بن نبي أن الفعالية تعد إحدى خصائص العقل الغربي. و العقل الغربي يخضع لمبدأ الفعالية(23) كما يرى أن الفعالية تكون على المستوى الفردي و الاجتماعي. فالفعالية على المستوى الاجتماعي تعني القدرة على توليد ديناميكا اجتماعية و ذلك بالدخول في تخطيط منهجي لا يحتوي خليطاً من الأفكار المتناقضة.(24)
إن ما يفصل المجتمعات في هذا القرن هو مدى فعاليتها التي تتفاوت درجتها من مجتمع إلى آخر، فأصحب عنصراً أساسياً في فلسفة العصر، التي تعني بتقدير الكم.(25) حتى أن التقدم أو التأخر الحضاري يمكن أن يلاحظه الإنسان من خلال ملاحظة عامل الفعالية أي أنه بوسعنا "ان ندرس حضارة ما، بملاحظة الطريقة التي يتبعها الإنسان ليتفاعل مع بيئته".(26)

الهــوامش:
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مالك بن نبي، مشكلة الثقافة، ص99.
(2) مالك بن نبي، وجهة العالم الإسلامي، ص83.
(3) مالك بن نبي، مشكلة الأفكار، ص146.
(4) مالك بن نبي، وجهة العالم الإسلامي، ص88.
(5) المرجع نفسه، ص89.
(6) مالك بن نبي، تأملات، ص167.
(7) المرجع نفسه، ص110.
(8) مالك بن نبي، وجهة العالم الإسلامي، ص108ـ117.
(9) المرجع نفسه، ص87.
(10) عكاشة، ص82.
(11) تأملات، ص196.
(12) مالك بن نبي، آفاق جزائرية، ص186، أخذاً عن الخطيب، سليمان، ص246.
(13) السحمراني، ص181.
(14) مالك بن نبي، ميلاد مجتمع، ص45.
(15) سيعد جودت، حتى يغيروا ما بأنفسهم، تقديم مالك بن نبي (دمشق: مطبعة زيد بن ثابت الأنصاري، ط6، 1984)، ص79.
(16) سورة الرعد، آية 11.
(17) المرجع السابق، ص37.
(18) مالك بن نبي، شروط النهضة، ص48.
(19) مالك بن نبي، تأملات، ص167.
(20) المرجع نفسه، ص170.
(21) مالك بن نبي، وجهة العالم الإسلامي، ص83.
(22) مالك بن نبي، مشكلة الأفكار، ص158.
(23) بن نبي، مالك، فكرة الإفريقية الآسيوية، ترجمة: عبد الصبور شاهين (دمشق: دار الفكر، ط3، 1992)، ص19.
(24) مالك بن نبي، وجهة العالم الإسلامي، ص97.
(25) مالك بن نبي، مشكلة الأفكار، ص113.
(26) مالك بن نبي، مشكلة الثقافة، ص61.

الرابط : http://www.binnabi.net/detail/1837/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%82%D9%84%D8%A7%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B6%D8%A7%D8%B1%D9%8A-%D8%B9%D9%88%D8%A7%D8%A6%D9%82-%D9%88-%D9%85%D9%82%D9%88%D9%85%D8%A7%D8%AA-%D8%A5%D8%B3%D9%82%D8%A7%D8%B7%D8%A7%D8%AA-%D9%81%D9%83%D8%B1-%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%83-%D8%A8%D9%86-%D9%86%D8%A8%D9%8A

قراءة 975 مرات آخر تعديل على الخميس, 02 نيسان/أبريل 2020 08:37

أضف تعليق


كود امني
تحديث