قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
السبت, 28 آذار/مارس 2020 11:53

العولمة بين “الكورونا” والواقع الدولي

كتبه  الدكتور وليد عبد الحي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

يميل قدر غير يسير من الكتاب و الباحثين الى الاعتقاد بأن “الكورونا” قصم ظهر العولمة، و ان الانكفاء مرة أخرى نحو ” الدولة القومية” و العودة بهذه الدولة لوظائفها التقليدية و تفكك النظم الإقليمية و استعادة مفهوم السيادة الذي صقله جان بودان في القرن السادس عشر، و أن “الكورونا” سينتهي بتفكك بنية النظام الدولي القائم حاليا.

أنا أقف على النقيض تماما من هذا الرأي، بل أن “الكورونا” بانتقال آثاره العضوية و الاقتصادية و السياسية و الثقافية عزز الإحساس باتساع نسيج العولمة، رغم بعض ردات الفعل الآنية عليه من زاوية العولمة.

من الضروري بداية، أن نفرق بين ظاهرة العولمة كعملية إجرائية ( Process ) و بين المنظور المعياري لها (Normative)، أي ضرورة التمييز بين العولمة كتعبير عن تداخل و تشابك آليات و أطراف المجتمع الدولي لتشكيل نسيج عنكبوتي (cobweb) و بين المنظور المعياري القائم على تحديد من المستفيد و من المتضرر و المحاكمة الأخلاقية و الإنسانية لها، فالجزء الثاني ( المنظور المعياري ليس هو ما أريد مناقشته هنا لأن الباحثين قتلوه بحثا)، ما أريد التركيز عليه هو سؤال محدد : هل سيسير المجتمع الدولي نحو تمزيق خيوط عنكبوت العولمة…أنا اقول لا مع الإقرار بأن عملية النسج ليست ذات طابع خطي (Linear).

من الضروري التنبه لثنائية الترابط و التفاعل الدولي كما شخصها اميل دوركهايم، فهناك الترابط الآلي (اللغة و الدين و القومية و العرقية و الطائفية و المذهبية و اللون …الخ) التي قد يرتد لها الفرد في اللحظة التي يشعر فيها بخيبة امله من الترابط العضوي القائم على الترابط الاقتصادي و التنظيمي و الهم الإنساني مثل القلق من التلوث البيئي أو الأوبئة (مثل الكورونا) أو من أسلحة الدمار الشامل أو غير ذلك.

إن الارتداد إلى الترابط الآلي ( العودة لمنظور الدولة القومية) مرهون بتراخي و تفكك مؤسسات الترابط العضوي، فهل يحتمل البناء العالمي حاليا تفكك مؤسسات الترابط العضوي، هنا لا بد من التوقف أمام المؤشرات التالية التي تكشف عن عمق و كثافة نسيج العولمة :

أولا: الشركات متعددة الجنسية 

طبقا لتقديرات الاتحاد الأوروبي تسيطر هذه الشركات على نصف التجارة العالمية، و حيث أن هناك 60 ألف شركة متعددة الجنسية و لها حوالي نصف مليون فرع تغطي كل أرجاء المعمورة، فهل ستفك هذه الشركات العملاقة مصانعها و فروعها التي تغطي الإنتاج و التسويق و الخدمات ما بعد البيع …الخ، ؟ قد تحدث تعرجات في نشاطات هذه الشركات كما حدث قبل حرب الكورونا عندما انخفض حجم التجارة العالمية 1.1% بين 2018 و عام 2019 الماضي و قبل الكورونا.

ثانيا : التجارة العالمية

اتسعت التجارة الدولية من 1950 الى 2019 من حوالي 62 مليار دولار الى حوالي 19 تريليون دولار، أي بمعدل اكثر من 306 اضعاف. و بمعدل 4.4 اضعاف سنويا، فالتراجع في هذا الحجم سيحدث بالتأكيد لكني اعتقد انه سيعود للانتعاش بمجرد اللحظة الاولى بالاطمئنان على جبهة الكورونا.

ثالثا: الاستثمارات الخارجية

تبلغ قيمة الاستثمارات الخارجية دوليا حوالي 1.3 تريليون عام 2018 بتراجع للسنة الثالثة ( أي قبل الكورونا) عن ارقامها عام 2015، و لكن هذه المبالغ الهائلة كيف سيتم تفكيكها، بل قد تعرض الدول التي فيها هذه الاستثمارات مزيدا من الإغراءات على الجهات المستثمرة لتبقى و تحول دون انهيار الاقتصاديات لهذه الدول.

رابعا: العمالة الاجنبية

هناك حوالي 164 مليون عامل اجنبي طبقا لأرقام منظمة العمل الدولية يعملون خارج بلادهم، و يقومون بتحويل مبالغ هائلة سنويا لاقتصاد دولهم، فهل سيترك هؤلاء أعمالهم ؟ و ثرواتهم؟ إنهم يتوزعون في مناطق الجذب، (32% في أوروبا، 23% في أمريكا الشمالية، 13.9% في الدول العربية، 13.3% في دول آسيا الاخرى، و 7.9 في إفريقيا و7.1 في الباسيفيكي…الخ).

خامسا: الطلاب الأجانب و الفروع الجامعية الخارجية

(فروع الجامعات على غرار فروع الشركات متعددة الجنسية)

فمثلا، هناك 5.3 مليون طالب أجنبي يدرس خارج بلاده بزيادة 3 ملايين خلال الفترة من 2000 إلى الآن ( منهم حاليا 330 ألف طالب امريكي خارج الولايات المتحدة) و هناك على المستوى العالمي 255 فرعا لجامعات اجنبية، فهل سيترك هؤلاء الطلاب جامعاتهم الأجنبية، و هل ستقفل الجامعات الأجنبية أبوابها، و هل تستطيع الدول تحمل استيعاب الطلاب العائدين و العمالة العائدة و كل ما يترتب على ذلك من خلل اقتصادي و إجتماعي؟

سادسا: شبكة المنظمات الدولية غير الحكومية 

خلال الفترة من 1990 إلى 2020 ارتفع عدد المنظمات الدولية غير الحكومية من ستة آلاف منظمة إلى 40 ألف منظمة تغطي تقريبا كل قطاعات الحياة، و أصبح لهذه المنظمات نفوذا سياسيا و قانونيا و إنسانيا عابرا للحدود القومية …الخ، فكيف سيتم تفكيكها؟

لا وقف العولمة بل ” تنظيمها أكثر” و التنبه لأبعاد جديدة بغض النظر عن التقييم المعياري لها

في ظل ما سبقت الإشارة له، فإن “الكورونا” سيدفع قوى الترابط العضوي إلى تكييف نفسها في بداية الأمر، و سيدفع الترابط الآلي بعض الشيء، لكن الترابط التقني ( المواصلات و الاتصالات و الانترنت) و الترابط المناخي ( بالمناسبة فإن “الكورونا” نتيجة شلل المصانع و الطيران و المواصلات البرية دفع لانخفاض حاد في نسبة العناصر الملوثة مثل ثاني أكسيد الكربون بل إن الصين خفضت من استخدامها للفحم بنسبة تقارب 40% طبقا لبعض التقارير) و المؤشرات التي أشرت لها سابقا ستكون استراتيجيتها القادمة هي لا وقف العولمة بل ” تنظيمها أكثر” و التنبه لأبعاد جديدة بغض النظر عن التقييم المعياري لها، فالعنكبوت باق، و النسج مستمر و بطرق جديدة و قديمة، و قد تُحدِث الصدمة بعض الارتداد لمدة عامين أو أكثر ثم تعود حليمة لعادتها القديمة. فكما وجد العالم في عصبة الأمم مخرجا بعد الحرب العالمية الأولى و الأمم المتحدة بعد الحرب الثانية، سيتكيف مع الزائر الجديد و يواصل مسيرته…ربما.

الرابط : https://islamonline.net/34387

قراءة 894 مرات آخر تعديل على السبت, 04 نيسان/أبريل 2020 09:48

أضف تعليق


كود امني
تحديث