قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
السبت, 21 آذار/مارس 2020 05:49

في انتظار الفرج .. لننجز ..

كتبه  الأستاذة صباح غموشي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

في اللحظة التي أعلن فيها عن تقديم العطلة الربيعية للتلاميذ كإجراء وقائي ضد تفشي فيروس كورونا، بدا أن الخطر اقترب من ديارنا .. لكن لم يكن يشغلني في تلك اللحظة هذا الهاجس بقدر ما كنت متوترة بداخلي بسبب هذه العطلة المفاجئة التي أربكت كل حساباتي و عطلت كل مشاريعي و أجل كل مشاغلي و أوقفت فجأة يومياتي المتسارعة التي لا أكاد أجد فيها لحظة راحة أو لحظة فتور ..

كيف سأستيقظ صباحا و لا أذهب لعملي الذي هو جزء من يومياتي .. سأفتقد فنجان قهوتي الصباحي مع أحبتي الذي يفتح عقلي و همتي للعمل .. سأفتقد تلاوات الأطفال للقرآن و إبداعاتهم في كل الأنشطة اليومية، و سأفتقد آيات القرآن تتلى غضة طرية من أفواه الصغار و الكبار ساعات النهار كلها خلال الأسبوع و في نهايته .. سأفتقد جلوسي بين يدي أستاذتي أقرأ عليها بقلبي قبل لساني و نفحات المسجد تظلله و تزيده طمأنينة و فرحا .. سأفتقد ندوات كقطرات الندى تمسح عن قلوبنا همومها و أحزانها و تزيل عن شرايينها رانها و ذنوبها و تضخ في دمها كريات الأمل و العزيمة و الإيجابية .. سأفتقد لمجالس علم تزهر فيها خلايا العقل و القلب معا لتزيد النفس ابتهاجا و تزيد الروح تألقا و تزيد الشخصية قوة و اتزانا .. سأفتقد لمسات خفية بيني و بين أحبتي و بيني و بين ربي لا يعلمها غيره .. هي رسالتي في تلك المدرسة و تلك اللجنة هي أنفاسي التي أتنفسها و روحي التي تحيا بين أضلعي .. سأفتقد إلى صلاة الجمعة أين الراحة النفسية و الزاد الإيماني الذي نتزود به أسبوعيا .. و سأفتقد مسيرات الحراك التي نعبر فيها عن رفضنا لممارسات خاطئة و سياسات ظالمة و نراها صمام أمان لحرية شعب انتفض لأجلها و ضحى بالكثير للحفاظ على مكتسباتها .. و أحسست بشيء من الضيق في صدري أظلمت له الروح للحظات ..

لكني تعلمت من خطوب الحياة و تقلباتها و من رصيد الإيمان و بركاته و من درر الكتب و حكمها، أنه مهما أظلمت الحياة بنا علينا أن نبحث بداخلنا عن فتيل الشعلة التي تنيرها من جديد و لا ننتظر الضياء من الخارج فقد يطول انتظارنا .. فاستغفرت ربي و خلوت إلى نفسي فترة أتفكر فيما نحن فيه .. فوجدتني أحيا في ملك الله و قد علمت أنه لن يحدث في ملك الله إلا ما يشاء فاطمأنت نفسي و ارتاح قلبي و هو يقترب الهوينا إلى رب الأرض السموات و يناجيه فيجده قريبا يسمع النجوى و يرفع البلوى و يجزي عن الإحسان إحسانا .. ففهمت الرسالة و وعيت الدرس و عرفت أن البلاء يكون للمؤمن رحمة منبها له ليعود من غفلته إلى رحاب ربه فعدت و استقر قلبي بباه سبحانه فارتاح و كانت هذه أولى الخطوات .. ثم بدا لي أنّ الأمر جلل و خطير و قد تطول فترة الحجر الصحي و البقاء في المنزل فقلت لعلها فرصة .. فرصة لكل شيء فاغتنمتها .. فعاد لطاعاتي سكونها من صلوات و أذكار و دعوات تأخذ كل وقتها و خشوعها فتثمر راحة و طمأنينة و سلام داخلي كان أكبر مضاداتي الحيوية التي عززت مناعتي ضد فيروس القلق و التذمر و الإحباط في هذه الفترة الحرجة .. استمتعت كثيرا بصلاة الصبح و قرآن الفجر و دعوات السجود فأحسست أني في ذمة الله فارتحت .. و تذوقت حلاوة صلاة الضحى و السنن الرواتب و فرحت بخطوات بناء البيت في الجنة .. و عشت مع آيات القرآن مرتين في اليوم أحفظه مرة و أراجعه أخرى فتريحني آياته و معانيه العظيمة التي تتجلى لي لتشرح كل موقف و تهدي لكل حل .. ثمّ أكرمني الله بأن استخدمني في مواصلة خدمة القرآن بتحفيظه و قد خصصت حصصا ثلاثة في الأسبوع يستظهر الطالبات علي حفظهن و كذا أوصيت معلمات القرآن بالمدرسة التي أديرها أن يفعلن الشيء نفسه فتحقق الحلم بأن لا تهجر المصاحف و إن أغلقت المدارس ..

أجمل ما في العطلة أنها أعطتني نفسا عميقا بعد لهث وراء يوميات مزدحمة قطعت أنفاسي، فوجدت شيئا من الراحة الجسدية التي أعطتني قوة إضافية لأواصل بقوة أكبر و بعزيمة أكبر .. كما كان فرصة غالية للبقاء مدة مع أسرتي أعادت سيروم العلاقة الوطيدة بيننا و مساحة الحوار المطول و تفاصيل أنهكتها من قبل مشاغل الحياة المتسارعة .. و اشتركنا سويا في جزئيات من برنامجنا اليومي لم تتح لنا الفرصة من قبل لتنفيذها .. كما ساعدتني فترة الحجر الصحي على إنجاز أعمال المنزل على مهل دون انقطاع النفس سعيا لإتمامها من قبل لضيق الوقت و تسارع الأحداث ..  و زاد من فوائدها ذاك النظام المتبع و النظافة التي التزم بها الجميع و قد بحت أصواتنا لسنوات نريد أن نفرضها في بيوتنا دون جدوى.. و ما أسعدني بتلك اللحظات الصافية التي أخلو فيها في شرفتي مع فنجان قهوتي و كتاب أختاره ليرافقني سويعات أستمتع فيها بدرره ..

شيء آخر تعلمته في الحياة و كان لي شعارا دائما و وجدته حاضرا معي في هذه الفترة .. هو أن الإنسان الرسالي لا بد أن تكون رسالته معه دومها في كل زمان و في أي مكان و بأي ظرف من الظروف، فقلت في نفسي هذا أوان الزرع و هذا أوان العمل و ها هنا تكون الرسالة حقا فشمرت على ساعد الجد و حاولت بما وهبني الله أن أساهم مع شعبي و أمتي في حملات التحسيس و التوعية و بث الأمل في النفوس و الطمأنينة في القلوب و قد رأيت أنّ الناس بحاجة لمن يرفع معنوياتها و يزيد مناعتها ضد كورونا الإحباط و الخوف و الهلع .. فاتخذت من منصات التواصل الاجتماعي فضاء لبث الطمأنينة و زرع الأمل و توعية الأهل و الأحباب و المعارف و الأصدقاء و المتابعين بما نستطيع، إضافة لمساهمتنا في نشر فيديو توعوي من إنجاز لجنة المرأة الأسرة و الطفل. كما كانت لنا مساهمات بالقلم بمواضيع متنوعة تخص الظرف و هذه واحدة من النعم التي أنعم الله بها علينا أن وهبنا قلما و موهبة تكون لنا رسالة في كل حين .. و هي أيضا من الهويات التي نمارسها باستمتاع و قد أتيحت لنا فرصة خلو الذهن وسعة الوقت بعدما انقطعنا عنها دهرا بسبب انشغالاتنا.

هي رسالة بسيطة أردت أن أبعثها من خلال هذه السطور لعلها تجد قلوبنا واعية بأن الأزمة فترة وستمر بإذن الله و في انتظار الفرج لا نضيع فرصة الفراغ و فرصة العطلة و فرصة البقاء في البيت، بل نستغلها استغلالا كاملا فيما ينفعنا في ديننا  و دنيانا .. و ستمر المحنة بحول الله و ننظر لإنجازاتنا فيها بفخر أو لتقصيرنا فيها بحسرة .. فطوبى لمن أنجز.

قراءة 894 مرات آخر تعديل على الجمعة, 17 نيسان/أبريل 2020 05:54

أضف تعليق


كود امني
تحديث