قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 03 أيار 2020 03:56

الأوبئة والكوارث بين التفسير العلمي والنظرة الإيمانية

كتبه  الأستاذ عبد العزيز كحيل
قيم الموضوع
(0 أصوات)

المسلم صاحب عقلانية إيمانية، ليس درويشا تسيّره الخرافة و ليس ماديا ملحدا يتغافل عن قضاء الله تعالى و قدره. 

هذا الكون خلقه الله و جعله يسير وفق سنن ثابتة (قوانين الطبيعة)، لا تتبدل و لا تتغيّر، و بالتالي يستطيع الناس معرفتها بالدراسة و الملاحظة و التجربة، و اقتضت الحكمة الإلهية أن تكون الحياة في كوكب الأرض عرضة لمنغصات تصيب الطبيعة من حين لآخر فتصيب الأحياء بشيء من المكاره، هناك الزلازل و الفيضانات و البراكين و الأوبئة، و هي تشبه ما يعتري الأفراد من أمراض، هذه الكوارث الطبيعية يعرف العلماء المختصون أسبابها و حركتها، و يحاولون بناء على ذلك التنبؤ بها و الوقاية منها و حسن التصرف معها إذا وقعت، هناك إذًا تفسير علمي لكلّ ظاهرة طبيعية يتفق حوله البشر جميعا و لا مجال للتشكيك فيه أو إنكاره بمستند ديني، هو علم دقيق أو قريب من الدقيق يتخصص فيه علماء الجيولوجيا و البحار و البيولوجيا و غيرها من العلوم…هذه هي الرؤية العلمية التي تفسر الظاهرة، لكنها عاجزة عن التحكم فيها لأنها عاجزة عن تفسير الخَلق و التحكم في السنن (العلماء و حتى العامة يعرفون العناصر المكوّنة للماء و يعرفون دورة المطر من بخار إلى ماء منهمر لكنهم عاجزون عن إسقاط المطر)…هنا يكمن الفرق: كل الناس مع التفسير العلمي، الكوارث لا تصيب العصاة وحدهم، تنزل دوريا في جميع القارات و على جميع البشر، حتى بعض الصحابة رضي الله عنهم ماتوا بالوباء، لكن يكمن الإخلاف في مستوى آخر هو النظرة الإيمانية التي تتجاوز العلم المادي دون أن تنكره أو تقلل من قيمته.

لاحظوا قول الله تعالى “ألم تر إلى ربك كيف مد الظل؟”…لم يقل”ألم تر إلى الظل”…الآية تنقلنا من الظاهرة الطبيعة إلى الله تعالى الذي خلقها و يسيّرها وفق السنن التي وضعها هو…من الأكوان إلى المكوّن كما يقول ابن عطاء، إذًا المؤمن لا يستغرق في الظاهرة الطبيعية – كورونا مثلا – و لكن يرتفع بإيمانه إلى الله الذي يشفي و يكشف الضرّ ويرفع البلاء…المؤمن يأخذ بأسباب الوقاية، يعالج، إذا عاش عاش مطمئنا إلى قدر الله وإذا مات مات راضيا لأن “من لم يمت بالسيف مات بغيره”…النظرة الإيمانية هي دفع قدر الله بقدر الله.

و انظروا مرة أخرى إلى قصة نوح مع ابنه فهي تفي بالغرض: كانا أمام الطوفان، و تعاملا معه تعاملا مختلفا، الإبن رأى أنه مجرد ظاهرة طبيعية يعرف كيف ينجو منها: “سآوي إلى جبل يعصمني من الماء”، أما نوح فكانت رؤيته إيمانية- أي تجاوز التفسير العلمي إلى الحقيقة الكبرى وهي “أمر الله” -، قال “لا عاصم اليوم من أمر الله”…ما الفرق بين الأمريْن؟ النظرة المادية التي يتوقف عندها التفسير العلمي لا تتجاوز الظاهرة، أما النظرة الإيمانية فتجعل الإنسان ينتبه إلى إمكانية تحوّل الظاهرة إلى عقوبة دنيوية معجلة، اقرؤوا الآية الكريمة: “فكلا أخذنا بذنبه، فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا، و منهم من أخذته الصيحة، و منهم من خسفنا به الأرض، و منهم من أغرقنا، و ما كان الله ليظلمهم و لكن كانوا أنفسهم يظلمون”.

“فكلا أخذنا بذنبه”، أي هذه عقوبة عجلها الله لهؤلاء الأقوام، فحوّل الظواهر الطبيعية إلى جنود و أدوات ابتلاء و سحق…حدث هذا في الماضي و قد يحدث في أي زمان، و إذا كان الكفار لا يبالون بهذا فإن المؤمنين يجعلون منه فرصة للضراعة و التوبة و تجديد الصلة بالله فرديا و جماعيا، “فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا”…و قد تكون الظاهرة الطبيعية ليست عقوبة و لكنها محنة تنبه الغافلين و المذنبين و تفتح أبواب التوبة من المعاصي، و قد تكون درسا لمن طغى ليعرف حجمه الحقيقي و أنه عبد ضعيف هزيل فانِ… على كل حال إنها فرصة للتصالح مع المصحف و كتب السنة و العلوم الشرعية و الإقبال على الله بالصلاة و الصيام و الدعاء و فعل الخير…اغتنموا الخلوة لهذا الغرض.

العلم يبحث عن حلّ للوباء، و قبل كل شيء و بعده “حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت و ظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه”…ليس كورونا أول وباء يصيب البشرية، سنتعافى منه إن شاء الله، و يا ليت الذي يجد له علاجا يكون واحد من المسلمين، أرأيتم كيف ظهرت أهمية العلماء و اختفى أصحاب الغناء و التمثيل و اللعب؟

بدل الهلع  و التوتّر الشديد يجب أن نأخذ بأسباب الوقاية و نعمد إلى نشر الطمأنينة و الثقة بالله لمواجهة الخوف و القلق: “قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، هو مولانا”…هكذا نجمع في تناغم تام بين التفسير العلمي- نفهم الظاهرة، الوقاية، البحث عن علاج – و النظرة الإيمانية… إذا لم يظهر إيمانُنا في هذه الظروف متى يظهر؟

و نختم بالتوجيه النبوي الكريم:” أمسك عليك لسانك: (لا للإشاعات)، و ليسعك بيتك (البقاء في المنزل) و ابْكِ على خطيئتك (التوبة و التضرع).

أخيرا…هل سيبقى العلمانيون “المسلمون” يسخرون من مثل هذا الكلام؟

الرابط :https://hoggar.org/2020/03/21/%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%88%d8%a8%d8%a6%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d8%a7%d8%b1%d8%ab-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%81%d8%b3%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%84%d9%85%d9%8a-%d9%88/

 

قراءة 887 مرات

أضف تعليق


كود امني
تحديث