قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 13 أيلول/سبتمبر 2020 08:22

هل تحققت نبوءات المهدي المنجرة؟

كتبه  الأستاذ ايوب واوجا
قيم الموضوع
(0 أصوات)

"الأطفال هم الأمل، كتبت كتابي الحرب الحضارية الأولى عام 1991 و أهديته لأطفال العراق، و أنا كعالم مستقبليات أهديتها لأطفال العراق الذين سيموتون من بعد ما ماتوا، كم من شخص يقول المهدي يبالغ، و في كل مرة يقولون أبالغ، أعرف أنني سأكون على حق بعد عشر سنوات"
المهدي المنجرة

مرت أربع سنوات على الرحيل الصامت لواحد من أهم المفكرين في تاريخ العالم العربي المعاصر، إنه عالم الاجتماع و الدراسات المستقبلية المغربي المهدي المنجرة، العالِم الذي كان جزاء تفرده و التشبث بمبادئه أن لاقى التهميش و الجحود و المنع أملا في تليين مواقفه غير أنه رحل عن العالم و مبادئه ظلت صامدة متمردة في وجه العنف و التجبر و الطغيان الإمبريالي الممارس على دول العالم الثالث، فتغلغله في أرقى مناصب المنظمات العالمية جعلته يخبر في مواقفها الحقيقية و ينتقدها في كتاباته.

عُرف عنه طيلة حياته تفرده و ذكاءه المنقطع النظير الذي جعل له مكانة محترمة في الأوساط الثقافية العالمية العلمية و الفكرية، و قد بدأ نجمه في السطوع حينما تنبأ في السبعينات بحرب الحضارات التي سيكون ميدانها الخليج في حرب الخليج بين العراق و الولايات المتحدة و حلفائها، و لدرء اللبس على القارئ الكريم و قبل التعمق في تنبؤاته التي تحققت في العالم الآن فيجب الذكر أن المهدي المنجرة عالم مستقبليات و ليس منجما، و علم المستقبليات علم متكامل له رواده و أسسه و معايره و المهدي المنجرة واحد من أهم علماءه.

انهيار الأنظمة العربية:

بدأ العقد الأول من القرن الواحد و العشرين بأمواج تغيير خلخلت شواطئ العالم العربي التي طالها الركود و أعتقد حكامها من فرط نرجسيتهم أنها وديان لا تتحرك، أحرق البوعزيزي نفسه في تونس و لازالت نيرانه حامية في سوريا، الاحتقان الاجتماعي، البطالة، الارتفاع الديمغرافي و تغول السلط، كلها قطرات أنذرت بفيضان الكأس.. ففاض و أغرق معه انظمة اعتقدت من فرط ثقتها أنها تعرف السباحة.

لم يُقدّر للمهدي المنجرة أن يواكب تموجات انتفاضات العالم العربي، إذ غيبه المرض في ربيع 2011 إلى حين وفاته سنة 2014، و على الرغم من أنه لم يستطع متابعة ما جرى و يجري، فإنه كان من ضمن الذين استشرفوا قدوم الثورات العربية قبل عشر سنين، في كتابه عولمة العولمة، فقد وضع المهدي المنجرة في كتابه ثلاث سيناريوهات هي سيناريو الاستقرار و الاستمرار و هذا السيناريو يعني أن تستمر الأمور على ما هي عليه، و لذلك فهي تحتاج دعما من البنك الدولي و الجيوش الأجنبية، غير أن الاستقرار البيولوجي يعني الموت و تعطيل الإبداع و الخلق و الابتكار و هذا السيناريو غير ممكن في حياة الشعوب (كتاب عولمة العولمة ص 72).

و هذا السيناريو يمكن ملاحظته في أرض الواقع فالدول العربية قبل الثورة و بعدها متعلقة بالبنك الدولي و المساعدات الخارجية و الجيوش الخارجية، و هذا الوضع لا يمكن أن يستمر للأبد كما يقول الدكتور المهدي المنجرة.

أما السيناريو الثاني، فهو حسب المهدي المنجرة سيناريو الإصلاح، و يمكن لهذا السيناريو أن ينجح بنسبة قليلة و ذلك رهين بسرعة الإصلاح و احتواء الأوضاع، كما يضيف في كتابه أن المشكلة التي تواجه هذا السيناريو تكمن في عدم وجود قوة سياسية في أي بلد عربي قادرة على تقديم برنامج تغيير عن طريق الإصلاح. و هذا السيناريو هو الذي ظهر في البلدان التي كادت ان يطالها الربيع العربي، فسارعت لتغيير قوانينها و دساتيرها و الجلوس على طاولات الحوار، لكن السؤال الآن: هل هذا السيناريو قادر على تغيير الوضع جذريا أم ان الربيع العربي استنفد فقط شوطه الأول؟

و عن السيناريو الثالث يقول المهدي في كتابه: هو سيناريو التغيير الجذري أو المواجهة و التحولات الكبرى، و حتى الآن لا ندري كيف سيتم هذا التغيير و ما هي درجة سرعته، و المثال باليوم الذي وقعت فيه ثورة الشعب المغربي ضد الاستعمار الفرنسي سنة 1953، و كانت هذه الثورة قد مثلت لحظتها تغيرا جذريا على مستوى الوعي و وضعية المستعمر، و لن يختلف التاريخ كثيرا في الحاضر فبإمكان التغيير الجذري أن يقع في أي لحظة (…) و الشيء الوحيد الذي نتمناه هو أن يكون ثمن هذا التغير قليلا، و الشيء الأكيد هو أنه كلما تأخر هذا التغيير ازدادت التكلفة، أنا لا أتصور مستقبلا للبلاد العربية إلا في إطار هذا السيناريو الثالث، لأن السيناريوهين السابقين لا يمكن تحقيقهما في ظل الوضعية العربية الراهنة، فلا يمكن أن نجلس و نخطط لسيناريو الإصلاح في ظل حكم الفاشستية العربية الجديدة. ليس من المبالغة القول ان المهدي المنجرة قد استشرف حقا قدوم الانتفاضات العربية بل تعمق اكثر وحدد الدول التي ستشدها، لقد تحدث بالاسم و الصفة عن مصر مبارك و عن تونس بن علي.

فشل الأمم المتحدة و المؤسسات السياسية:

كتب المهدي المنجرة كتابه "الأمم المتحدة" سنة 1973، ثم استقال عن النظام كله سنة 1976، إذ كان يشغل منصب مدير مكتب اليونسيكو في عام 1962 ثم مستشارا خاصا له، ثم مديرا عاما مساعدا قبل أن يغادر المؤسسة بعد ذلك، لأنه يرى أن الأمم المتحدة فشلت في دورها المناطة به ألا و هو إحلال السلم بالعالم و صارت تخدم مصالح الدول الغربية  فقط، كما تنبأ بفشلها في حل النزاعات في دول العالم متذرعا بكونها مؤسسة لحظية فقط جاءت لفك مشاكل لحظية فلا يمكن لها أن تساير العصر، و يقول المهدي المنجرة في إحدى محاضراته: لا يمكن أن نساير القرن 21 بمؤسسات القرن 18  بما فيهم البرلمان و المجالس العليا التي أنشئت لتحل مشاكل أنية، العالم يحتاج مؤسسات أخرى تماما، الدول لا تحتاج حكومات فيها وزير الصحة  ووزير الفلاحة إلخ..، لأن  نسبة كبرى من مشاكل وزارة الصحة  في يد وزارة الأشغال العمومية.

و واقع الحال يجعل القارئ يقف أمام مدى صحة كلام المهدي المنجرة في عالمنا الحالي، فشلت الامم المتحدة في الصومال و سوريا و صارت قراراتها حبرا تخرقه الدول العظمى قبل أن يجف،  حق الفيتو جعل من ردهات الأمم المتحدة قاعة كبرى لورق اللعب، ما إن تسحب دولة الفيتو حتى تعارضها الأخرى بسحب ورقة الفيتو الخاص بها فهل انتهت صلاحية الأمم المتحدة؟ 

إن فكر المهدي المنجرة لا ينضب و هذا المقال ليس سوى بذرة و دعوة للتنقيب في فكر الرجل الذي عاش في الظل و ناضل من أجل تعليم منتج و ليس فقط فلكلوريا و تنمية اقتصادية ترقى بكرامة الإنسان و تهدم الهوة السحيقة بين الغرب و العالم الثالث، المهدي المنجرة رجل الاستقالات بامتياز، الذي تخلى على مناصب تسيل اللعاب من اجل مبادئه و حرية أفكاره.

"أجدني متشائما على المدى القصير لأنني متفائل على المدى البعيد"
– المهدي المنجرة

قراءة 787 مرات آخر تعديل على الأحد, 13 أيلول/سبتمبر 2020 14:39

أضف تعليق


كود امني
تحديث