قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 16 أيلول/سبتمبر 2020 19:16

كلنا فاسدون

كتبه  الأستاذ محمد عبد العال من مصر الشقيقة
قيم الموضوع
(0 أصوات)

كل خير درجات، بعضها فوق بعض، و كل شر دركات، بعضها تحت بعض، و في الخير و الشر هناك كل الألوان، ليس الوضع دائما إما أبيض أو أسود، ليس صحيحا أن كل إنسان إما صالح أو طالح، ليس صحيحا أن كل شيء إما خير أو شر، في كل ما سبق هناك درجات كثيرة ما بين الأبيض و الأسود، هناك مساحة شاسعة من درجات اللون الرمادي في كل ذلك.

حين نقول: «كلنا فاسدون» لا نعني الفساد المطلق، أو الإفساد في الأرض، أو درجة واحدة من الفساد، إنما نقصد أن كلا منا على شعبة من شعب الفساد، كبرت أم صغرت، و الواجب أن ينتبه إلى ذلك المقدار من الفساد و إن صغر و دق، و ليعمل من وضع يده على الداء ما بوسعه لوصف الدواء و تناوله بدقة و انتظام.

كل منا يستطيع أن يكتشف بنفسه مظاهر فساد في نفسه و إن كانت دقيقة خفية، لكنه لو واجه نفسه بها فعلا لأيقن بذلك، هناك تصرفات ربما يفسرها كل منا تفسيرا يؤكد حسن النية أحيانا، أو الغفلة أحيانا، أو تحقير شأن تلك التصرفات و اعتبارها عادية جدا و لا ترقى لمكانة تسمح لها بتفسير دوافعها و فلسفتها، و كل هذا لا ينزع عن تلك التصرفات أنها «غير سوية» و تميل إلى كونها «فسادا» بشكل ما.

* نكون في دعوة إلى حفل ما، أو استضافة في فندق على حساب راع لعمل ما، فتجد البعض يتناول من المشروبات أكثر مما يتناول في بيته، و ربما كان الطعام في «بوفيه مفتوح» فتجد البعض يأكل أكثر من عادته و طاقته،  ويزين كلا من الطبق الرئيس و طبق الحلو بكل صنف يجده، و ربما يتصرف البعض بخلاف الإتيكيت و الذوق العام فتصطحب المرأة في حقيبة يدها ما تتمكن من حمله.

* ربما في الفندق أيضا تجد البعض يستخدم أدوات و كماليات النظافة بإسراف غير مبرر، سواء الصابون أو الشامبو أو اللوشن أو المناديل الورقية، و ربما التليفون، و خاصة الإنترنت، فتجده يستغل الإنترنت المجاني بتحميل ما يشاء بطريقة لا يفعلها لو كان هو من يدفع الفاتورة آخر الشهر، لكن و لأن كل شيء مجاني، تجده يسرف و يبذر في كل مجال.

* إن كل من يتخطى الطوابير في المصالح العامة أو الخاصة يقترف نوعا من أنواع الفساد، فهو يأخذ حق غيره، و يتقدم على من سبقه بالفعل، حتى لو كان ذلك مجاملة من الموظف له، فهو يشارك الموظف فساده.

* إن من يجد في الشارع شيئا ثمينا ثم لا يسلمه إلى الشرطة، بزعم أن هذا رزق ساقه الله إليه، فقد أتى شكلا من أشكال الفساد.

* إن من يهتم بمعرفة نسب أو منصب من يقدم له خدمة في عمله، إنما يزرع في قلبه التقرب و التزلف إلى ذوي الأموال و المناصب إذا تطلب الأمر مستقبلا، فإذا صارت عادة له كان مشروع فاسد باحتمال كبير.

* إن الموظف الذي لا يجد حرجا في استخدام أوراق المؤسسة و آلة التصوير و الأدوات المكتبية و أشباه ذلك من ممتلكات العمل، يستخدم كل ذلك في أغراضه و مصالحه الشخصية، إنما يمثل بذلك لونا من ألوان الفساد.

* إن الموظف الذي يستغل سيارات المؤسسة في حمل متاعه أو قضاء حوائجه إنما يعمل عملا لا تفسير له إلا الفساد.

* إن الموظف الذي يستغل موقعه في المؤسسة ليقوم بتوظيف آخرين من أقاربه أو معارفه أو غيرهم، في حين أنهم غير مؤهلين لتلك الوظائف، فقد ارتكب إثم الفساد بلا شك، إلا أن يكونوا قد استوفوا شروط التوظيف دون وساطة.

* إن الموظف الذي يكلف المؤسسة أعمالا تستوجب السهر بعد العمل، أو التنقل، أو السفر، أو الاستضافة، أو الاحتفال، أو التكريم، أو أي نشاط يكلف المؤسسة مصروفات أو بدلات، و هو في كل تلك الحالات أو بعضها أو حتى واحدة منها، فهو قد ارتكب شكلا مباشرا من أشكال الفساد، و استحل المال العام و أهدره.

* إن المسؤول الذي يضع التقارير للموظفين بحسب الهوى أو العلاقات الشخصية أو التوافقات الفكرية، إنما هو عنصر فساد في مؤسسته، خاصة إذا كانت تلك التقارير هامة في تثبيت قدم الموظف في مكان لا يستحقه، أو تستوجب تكريمًا في غير مكانه، أو تؤهل إلى ترقية ليس جديرًا بها.

* إن الموظف الذي يستغل اسم المؤسسة أو منصبه فيها، ليحصل على امتيازات ليس أهلا لها، أو فيما لا يفيد المؤسسة، أو يطلب من عملاء المؤسسة هدايا شخصية، تصريحًا أو تلميحًا، إنما يرتكب فساد استغلال المنصب، حتى لو كان القانون لا يعاقب على ذلك.

كل تلك المظاهر و غيرها الكثير و الكثير، تعد أشكالا من الفساد، بتفاوت بينها في درجات الفساد. على كل من يجد بذرتها في نفسه أن يقتلها قبل أن تظهر في العلن و تحيا سافرة، حينها يكون الخلاص منها جهادا و مجاهدة لا ينجح فيه كل أحد.

الرابط : https://www.sasapost.com/opinion/we-are-all-corrupt-3/

قراءة 758 مرات آخر تعديل على الخميس, 17 أيلول/سبتمبر 2020 07:33

أضف تعليق


كود امني
تحديث