قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
السبت, 19 أيلول/سبتمبر 2020 18:38

الناس و الشارع

كتبه  الأستاذ جودت سعيد
قيم الموضوع
(0 أصوات)

تحدث التحولات الاجتماعية في الشارع. و يتغير التاريخ أمام الناس في الشارع. هكذا حدثت التحولات أيضا وقت

النبي (ص). كان أصحاب محمد (ص) يعذبون أمام أعين الناس، و يمر ورقة بن نوفل ببلال و هو يعذب و يقول أحد

أحد يا بلال، و يقول لقريش: "و الله لئن قتلتموه على ذلك لأتخذن مكانه حنانا"، يقصد أنه سيتخذ هذا المكان الذي

عذب فيه المؤمن بدون ذنب اقترفه. "و ما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد". أي أن ابن نوفل سيتخذ هذا

المكان حنانا يأتي إليه استنكاراً لما لحق ببلال و ذكرى للظلم الذي حدث فيه حتى لا يقع مثله. أي أنه يريد أن يضع

علامة في الشارع كاعتبار بالظلم الذي ارتكب فيه وإحياء و تعظيماً لموقف المؤمنين الشهداء بالحق للحق. و إحياء

الذكرى طبيعة في البشر، ذكرى كفاح الإنسان لرفض الإكراه في فرض الدين و الإيمان.

 

ونرى في قصص القرآن كيف تحدث الأمور أمام الجموع في الشارع. لما تحدى موسى فرعون كان موعدهم يوم

الزينة وأن يحشر الناس ضحىً حيث يتمكن الجم الغفير من مشاهدة الأمر بوضوح. ونرى أهمية الشارع وحضور

الناس في قصة الغلام وأصحاب الأخدود الذين قُتلوا بالنار ذات الوقود. قال الغلام للملك لا يمكن أن تقتلني إلا إذا

حشرت الناس على صعيد واحد وأخذت سهماً من كنانتي وقلت باسم الله رب هذا الغلام، ورميتني بالسهم، عند ذلك

ستتمكن من قتلي. ففعل الملك ذلك وقتل الغلام فقال الناس عند مشاهدة ذلك: آمنا برب الغلام. فحرق الملك الذين آمنوا

برب الغلام، كما يشير لهم بأصحاب الأخدود. آمنوا كما آمن السحرة الذين جمعهم فرعون برب موسى وهارون.

وردة فعل الجمع المتواجد تتكرر في قصة فرعون عندما هدد فرعون السحرة بأنهم متواطئون مع موسى وأنه ليس

لهم الحق في إعلان إيمانهم قبل أن يأذن لهم وقال للسحرة الذين ألقوا ساجدين "آمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم

الذي علمكم السحر فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم في جذوع النخل".

 

ماذا يحدث الآن في الشارع العربي الذي بدأ يتململ وربما في طريقه للتحرك؟ إنه لأمر جد خطير أن يقتل الناس أو

يخطئوا في كيفية الدخول إلى الشارع. لابد من الوضوح في الأهداف والوسائل، وأي غموض أو إلتباس في المقاصد

والوسائل يخرج الإنسان من أن يكون سيد الشهداء إلى النزاع الجاهلي، وخاصة في هذا الزمان، لأنه لابد أن تتحد

المطالب والأساليب في إظهار المطالب والأمنيات. إن الشارع العربي يمكن أن يقمع وينتكس ويبقى التمزق العربي

والحيرة والأسف والغيظ. لهذا لابد من تحديد الأماني التي يرددها الناس والوسائل التي يستخدمها في سبيل ذلك.

العرب الآن في مرحلة خطيرة في إتخاذ القرار، وقراراتهم تحتاج إلى دقة وحذق الأطباء الذين يجرون عملية القلب

المفتوح. ويحتاج الجو العربي المحيط إلى تعقيم كامل وتحتاج أدواتنا إلى تعقيم كامل.

 

إن دخول العالم العربي إلى الشارع يشير إلى نوع من الانتقال إلى جو الديمقراطية. وهذا سيؤدي إلى الاستجابة

لمطالب الجماهير، لأن العلاقة بين الحاكم والمحكوم في الجو الديمقراطي هي علاقة قانون وليس علاقة أنا أقوى

وأنت أضعف. ينبغي أن يكون هذا واضحاً، أي أن اتخاذ القرار يجب أن يتم بالقانون والاستفتاء والاقتراع بالأساليب

التي تظهر فيها بوضوح إرادة الجماهير وإرادة الشارع. ومادامت الكراهية و الغضب في أذهان الذين يلجؤون إلى

الشارع فإن هذا الشارع سيسقط ويكون سقوطه عظيماً ومأساوياً والأمثلة كثيرة حديثاً وقديماً. ومثل الجزائر

المأساوي يفقأ العين. إن الذي يلجأ إلى الغضب والكراهية والكسر والحرق في الشارع يجني على نفسه. وحتى لو

انتصر بهذه الطريقة لا يتغير الوضع، بل يكون قد استبدل بالقوة والإكراه شخصا بشخص فقط أو مجموعة بمجموعة

أخرى.

 

يا مسلمون، إن لم تصدقوا هذا "فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين". لابد من الانتصار على القوة

المادية، على الجيش والسلاح، بقوة الإيمان فقط وإعلان الرأي. والرأي الذي ينبغي أن يعلنه الناس في الشارع هو أن

يحكم القانون لا القوة، لأن من يلجأ إلى القوة والكسر والتدمير لايكون سبب الاعتراض عليه إيمانه وإنما إيذاؤه وقتله

الناس. يجب أن لا يكون هناك ضرب من طرف المؤمنين في الشارع أمام مشهد الجميع ولا دفاع عن النفس وإنما

قبول بمواجهة السلاح والجيش بالورود لا بالحجر والسلاح. وفي إيران المثل الحديث. هكذا انتصر الإيرانيون على

أسلحة وجيوش الشاه من غير أن يطلقوا النار.

 

لا بد من تحليل هذه الأمور وعلى العلماء أن يوضحوا هذا إذا كانوا يريدون تغيير الأوضاع جذرياً، أما إذا كانوا

يريدون إستبدال طاغوت القوة بطاغوت قوة أخرى، وكانوا يرفضون الانتخابات النزيهة ويقتلون الناس الذين

يخرجون بمظاهرات سلمية فهم لم يقبلوا بكلمة السواء ويكونوا أباحوا لأنفسهم ما ينكرونه على الغير. وما لم يوضح

المثقفون هذه الأمور فلن يستطيعوا أن يدخلوا إلى الشارع ولا أن يقودوا الناس ولا أن يغيروا ما بأنفس الناس.

وبالتالي لا يمكن أن يغيروا الواقع. ولابد من أن يعودوا لكلمة لا إكراه في الدين الحق، ولا إكراه في السياسة الراشدة.

وما لم نؤسس أفكارنا على المحجة البيضاء التي ليلها كنهارها وعلى كلمة السواء فإننا سنظل مغموسين في ثقافة

الإكراه. يجب أن نعطي للآخر ما نعطيه لأنفسنا وأن لا نعطي لأنفسنا وإن هو أعطى لنفسه ما ننكره.

 

حين نفهم هذا بوضوح ويقين سنفهم أن هذا الطريق ليس عسراً وإنما هو اليسر والسهل القليل التكاليف الكثير العوائد

الراسخ الجذور. ومن يفهم هذا لايبقى في قلبه غل ولا حقد ولا كراهية لأحد، وعند ذلك سيستطيع المسلمون

والمؤمنون والآمرون بالقسط من الناس أن يقيموا كلمة السواء، لأن القسط هو دين الأنبياء والرسل جميعاً. والذين

يرفضون القسط بين الناس لم يتذوقوا طعم الإيمان ولا العدل وإنما آمنوا بالطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به. وليس

هذا فقط بل علينا أن نفهم دعوة الرسل وأن الإسلام يجِّب ما قبله. ينبغي لأهل كلمة السواء ولأهل كلمة التقوى والذين

يلتزمون بها أن يعلنوا العفو العام.

 

وينبغي أن تضاف للديمقراطية عبارة "الإسلام يجِّب ما قبله". وإذا جاء الحق يجِّب ما قبله، حيث هو رحمة للجميع

وليس حقداً وكراهية. ينبغي أن نفهم معنى "عفا الله عما سلف"، ومعنى "اذهبوا فأنتم الطلقاء". كثير من المسلمين لا

يستطيعون أن يقولوا هذا لأعدائهم عند لحظة النصر. يسفكون دماء معارضيهم بلا شفقة أو رحمة. ولكن سيأتي

المؤمنون الذين سيحيوا سنن الإسلام الذي يريد للناس جميعاً الرحمة وأن يربح الجميع ولا يخسر أحد شيئا. وسيكون

الجميع سواء إلا الذي يخرج على القانون، إلا الذي يخرج على "لا إكراه في الدين" لأن أمة "لا إكراه في الدين"

تمنع أمة الإكراه في الدين. هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنما هو إله واحد.

الرابط : https://www.jawdatsaid.net/index.php?title=%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B3_%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D8%B1%D8%B9

قراءة 705 مرات آخر تعديل على الأحد, 20 أيلول/سبتمبر 2020 07:43

أضف تعليق


كود امني
تحديث