قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الجمعة, 25 أيلول/سبتمبر 2020 16:56

العبث بالأرزاق

كتبه  أ. د. علي بن إبراهيم النملة
قيم الموضوع
(0 أصوات)

قبل سبع سنين استعدَّ الناس لاستقبال القرن الحادي و العشرين[1]، هذا الاستعداد ملأ الصُّحف و الدوريات و الخطب و المحاضرات، بل إنَّ هناك كتبًا مهمَّة، تخصَّصت في الحديث عن هذا القرن، و يؤكِّد المؤرِّخون الاجتماعيون استحالةَ التحديد الزَّمني الصَّارم للتحوُّلات و التغييرات، إلَّا أنْ تكون تحوُّلات ماديةً واضحةً؛ مثل البدء في تطبيق نظام، أو الانتقال من مكانٍ إلى مكان، أو البدء في تغيير نمط من الأنماط، و ما عدا ذلك فالتغيير متعذِّر قطعًا[2].

من الأمور المهمَّة التي يركِّز عليها الداعون إلى الاستِعداد للقرن الحادي و العشرين الميلادي مسألة السكَّان و التفجُّر السكَّاني، و الخوف من عدَم توفُّر العيش للمليارات المنتظرة من الناس، ممَّا يعني التوكيد على التخفيض من السكَّان؛ باتِّخاذ السبل و الوسائل المشروعة نظامًا، و غير المشروعة نظامًا كذلك؛ مثل تحديد النَّسل و الإجهاض، و ربَّما قيل -أيضًا - للهروب من مدلولات هذه الوسائل: السَّعي إلى تنظيم الأسرة، و الاكتفاء بعدد محدَّد من الأولاد، حتى سعَت الصين إلى الحدِّ من الولادات، واتَّخذَت إجراءات غير إنسانيَّة للحوامل، الراغبات في زيادة النَّسل.

في القرآن الكريم نصوص صريحة في عدَم القتل، بأيِّ شكل من أشكال القتل؛ إنْ بسبب الفقر، أم بسبب الخوف من الفقر: ﴿ قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَ بِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَ لَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَ إِيَّاهُمْ وَلَ ا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَ مَا بَطَنَ وَ لَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ [الأنعام: 151]، ﴿ وَ لَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَ إِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا ﴾ [الإسراء: 31]، وع لينا أنْ نتأمَّل هاتين الآيتين، مع الأخذ في الحسبان التفصيل في ذلك.

اتَّخذَت الهند لهذا إجراءات إنسانيَّة، منعَت فيها الأشعة فوق الصوتيَّة، التي تعين على التعرُّف على جنس الجنين، سعيًا إلى الحدِّ من الإجهاض الذي سرى - كما مرَّ الحديث عنه - إذا ما تبيَّن أنَّ الجنين أنثى، و الذي وصل مليوني (2،000،000) حالة إجهاض في سنة واحدة[3]، في هذا كله اتِّكال على الأسباب، يُفاقم من المشكلة، و لا يسعى إلى حلِّها، في منظورنا نحن المسلمين؛ ذلك أنَّ الله تعالى يَكتب رِزق المرء قبل ولادته، بل إنَّ مصيره في الحياة مكتوب.

في لحظة من لحظات التأمُّل و التفكُّر، ينظر المرء من حوله، فيجد نفسَه بين أهله و ذويه الأعلين و الأسفلين، فيحمد اللهَ تعالى على هذا الجمع المبارك، ثم يحصل على قدر من المال، بالطرق المشروعة الحلال؛ لينفِق منه على نفسه، و على أهله، و على مَن يراه من المستحقِّين، فيحمد اللهَ تعالى على هذه الوفرة من المال، مهما قلَّ مبلغها، ثم يتذكَّر قوله تعالى: ﴿ الْمَالُ وَ الْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَ الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَ خَيْرٌ أَمَلًا ﴾ [الكهف: 46].

أرأيتم أنَّه يقلق كثيرًا على هذه الزينة، و قد أُشرب حبَّ الحفاظ عليها، و فطره الله تعالى على التمسُّك بها؟ فتأتي الآيات الأخرى تحذِّر من الإفراط في التعامُل معها، أو التفريط في الاتِّكاء عليها، فما هي إلَّا زينة زائلة، و ما هي إلَّا تشويق إلى الزينة الدَّائمة و النعيم المقيم.

لذا يطالَب مَن وهَبه الله تعالى هذه الزِّينة أن يعطيَها حقَّها، أو يؤدِّي حقَّها عليه، فيُحسن تربية الأولاد؛ بدءًا من اختيار والدتهم، و يسهَر على سلامتهم من كلِّ مَكروه، في العقل قبل الجسم، و يتوكَّل على الله، بعد أن يبذل الجهد.

و يطالَب من وهبه الله المال أنْ ينفقَه في طرقه المشروعة، و أنْ يظهره على نفسه أوَّلا، ثم على مَن يعول، ثم يؤدِّي حقَّه عليه؛ من زكاة تؤخذ منه و تردُّ على فقراء الأمَّة، ليزيد مالُه بهذه النفقة، فلا ينقص، و تكتمل لديه الزِّينة؛ من صلاحٍ للأولاد، و طيب في المال.

لا تقتصر هذه الزِّينة على الدنيا إذا ما أحسن المرء منا التعامُل معها؛ إذ إنَّ المال المنفَق منه القليل في الخير، يعود على صاحبه بالخير في آخرته، و قبل ذلك في مرقده الصَّغير، بين الجيران الذين لا يتزاورون، و قبل ذلك كله في حياته الدنيا، ﴿ وَ اللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ ﴾ [البقرة: 261].

الأولاد، الذين يصلحهم الله تعالى، يبقون ذُخرًا لوالديهم، يدعون لهم بالعشيِّ و الإبكار؛ و هكذا نعملُ على تطويع مَتاع الدنيا، فنأخذ منه المشروع، نَستفيد منه في دنيانا، ثمَّ نترك لأنفسِنا رصيدًا، لا نأخذه معنا، و لكنَّه يبقى لنا ذخرًا مدَّخرًا، يعيننا - بعد عون الله تعالى - على رَفع الدَّرجات، و تكفيرِ الذنوب.

ما دام المالُ و البنون زينةَ الحياة الدنيا، فما الذي يمنَع الواحدَ منَّا أنْ ينظر إلى هذين العنصرين على أنَّهما كذلك، فيَسعى مَن ليس لديه مال إلى الحصول عليه، بطرقه المشروعة؛ إذ العبرة بالأهداف و بالوسائل، و يسعى اللَّذان لم يحصلا على الأولاد للحصول عليهم، باتِّخاذ الأسباب المشروعة - أيضًا - لذلك؛ من الاقتران ببِنت الحلال الوَدود الوَلود، أو بابن الحلال، ثمَّ البحث عن أسباب عدم الإنجاب، و السعي إلى علاجها، فإن لم يتحقَّق بعد ذلك كلِّه، بسببٍ من أحد الشريكين، أو كلاهما؛ فإنَّ الله تعالى لا يَظلم أحدًا من عباده، مَهما طغى العبد و تكبَّر، و تجبَّر على خالقه.

يكفي المرءَ العاديَّ المؤمنَ أنْ يتَّخذ الأسباب، فلا يقلق بعد ذلك على أنَّه لم يحقِّق النتائج؛ لأنها ليست بين يديه، فيحمد اللهَ تعالى على هذا الابتلاء، و يتصرَّف في حياته بما تيسَّر له من مال و ولد، و لا ينظر إلى مَن هُم فوقه في هذه الزِّينة؛ إذ إنها - مع أنها زينة - فإنها قد تكون فِتنة: ﴿ إِنَّمَا أَمْوالُكُمْ وَ أَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَ اللهُ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾ [تغابن: 15]، و في هذا عزاء كَبير لمن لم يتحقَّق له أحدهما، و فيه بيان لمن تحقَّق له أحدهما - أو كلاهما - ألَّا يُفتن بهما.



[1] دخل القرن الحادي و العشرون الميلادي دون حدوث مشكلات مادِّية وك ونية، إلَّا أن إطلالته استُهلَّت بقيام حروب بأنواعها، لا تزال تهدِّد المجتمع الإنساني.

[2] انظر: فصل الإسلام في القرن الحادي والعشرين - ص (87 - 115).

في: محمود حمدي زقزوق: الإسلام في عصر العولمة - القاهرة: مكتبة الشروق، 1421هـ/ 2001م - 119 ص.

[3] انظر: صالح بن عبد الرحمن الحصين: قضايا بلا حدود - مرجع سابق - ص (69).

الرابط :https://www.alukah.net/culture/0/142160/

قراءة 737 مرات آخر تعديل على السبت, 26 أيلول/سبتمبر 2020 07:38

أضف تعليق


كود امني
تحديث