قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 21 تشرين1/أكتوير 2020 15:08

نظرة عامة على حركات الإصلاح

كتبه  أ.د/ طه جابر العلواني
قيم الموضوع
(0 أصوات)

إنّ المتتبع للتاريخ الإسلاميّ القديم منه و الحديث يجد ظاهرة عجيبة، خلاصتها: أنَّه على كثرة محاولات الإصلاح في المجالات المختلفة عبر العصور فإنَّه لم تحدث تراكمات قائمة على خبرات و تجارب تلك الحركات. بل نجد الحركات اللاحقة كثيرًا ما تتجاهل ما سبق، أو تنتقده و تستبعده و تبدأ من نقطة الصفر، لا من حيث انتهت إليه الحركات التي سبقتها، بحيث يبني اللّاحق على ما أسّس السابق لتحصل من الخبرات و التجارب ما يمكنها من بناء مشروع نهضويّ قادر على البقاء و الاستمرار و مجابهة التحديّات.

و في الوقت نفسه يمتلك الآليّات القادرة على منحه إمكانات التجدّد بحسب تنوّع المراحل التاريخيّة و بحسب ما تتطلبه من أدوات و وسائل، تمكن المشروع من النجاح. فقد جاء الأنبياء بمشاريع إصلاح فلم يكونوا قادة ثورات و لا رواد انقلابات و تغييرات بل كل منهم كان يؤكد للناس الذين أرسل إليهم أنه لا يريد إلا الإصلاح. و لا يدّعي لنفسه أنه سيحقق ذلك الإصلاح و يستكمل مشروعه بقواه الذاتية و قدراته الشخصية، بل يؤكد دائمًا أنه إذا وفق في مشروعه الإصلاحي فما توفيقه إلا بالله عليه توكله و إليه ينيب ﴿إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَ مَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ إِلَيْهِ أُنِيبُ﴾ (هود:88).

و المجددون المصلحون لهم مرجعيَّة توضح لهم مناهج الإصلاح و شرائعه و وسائله و مقاصده و غاياته و مستوياته و سائر ما يتعلق به، فهو على بينة من أمره؛ و لذلك كان المجددون يتحرون سنن الأنبياء في الإصلاح و مناهجهم في التجديد، فالشيخان أبي بكر و عمر و من بعدهما عثمان و عليّ قد أقاموا خلافة على منهاج النبوة، و دعوا إليها و حملوا الناس عليها فما كان هناك مجال للزيغ عنها و لا للاختلاف، و ما اختلف الناس عليه كان المرجع الهادي كتاب الله كفيلًا بتبيين وجه الحق و الصواب فيه و القدرة على ردهم إليه ردًا جميلًا و حين وقعت بعض المخالفات من بعض حكام الأمويين قيض الله (تعالى شأنه) عمر بن عبد العزيز فهو على قصر خلافته، و قلة الفترة التي قضاها فيها استطاع أن يتقدم بمشروعه الإصلاحيّ التجديديّ الذي تألف في نظرنا من ثلاث. فعلى سبيل المثال: قام الخليفة الأمويّ عمر بن عبد العزيز بمجموعة كبيرة من الإصلاحات في مجالات كثيرة منها:

1. العمل على إعادة بناء ووحدة الأمَّة بالاحتكام إلى الحوار و الجدل بالتي هي أحسن للفئات التي كانت في عهود من سبقه من الخلفاء الأمويّين قد خرجت على الدولة، و حملت السلاح ضدها. و ذلك يعني أنّه حاول تنبيه الأمَّة إلى أنّ الخلافات الداخليّة بين فصائل الأمَّة لا يسمح بأي حال بالاحتكام فيها إلى القوة، بل إلى الحوار، و الجدل بالتي هي أحسن. لكن من جاء بعده من الخلفاء عادوا إلى الاحتكام إلى السيف داخليًّا و خارجيًّا.

2. لقد قام بعمليَّة رد المظالم، و استعادة المال العام من أولئك الذين استولوا عليه أو أقطعوه بطرق غير مشروعة. و أمر بأنّ تباع مقتنيات من سبقوه في مزادات علنيَّة، حتى إنّه رد إلى بيت المال العقود و الجواهر التي أهداها والد زوجته إليها. و أراد بذلك أن يؤسّس مبدأ «المحافظة على المال العام» و عدم إباحة شيء من التصرّف فيه بدون وجه شرعيّ، و إخضاع الحكام و الولاة لمحاسبة الأمَّة. و منذ ذلك التاريخ و العدل و إقامته بين الناس يعتبران أهم وسائل إعادة بناء السلم الأهليّ، و القضاء على منابع العنف في المجتمعات الداخلية، و إعدادها لمعالجة مشكلاتها سلميًا، و ما من أمَّة يختل فيها حبل الأمن و الاستقرار إلَّا و تبرز فيها الحاجة الماسة إلى العدل، فالعدل وحده في هذه الحالة هو الذي يعيد بناء اللحمة بين فصائل الناس، و يعطيها الإحساس بالأمان و الاطمئنان و الوصول إلى الحقوق من غير عنف و لا صراع.

3. حاول القيام بإصلاحات فقهيَّة بجمع السنن؛ لتكون هذه السنن فقهًا للأمَّة باعتبار السنن بيانًا للقرآن المجيد الذي هو المصدر المنشئ الوحيد للعقيدة و الشريعة، و السنن الثابتة الصحيحة بيانه الملزم التوحيد؛ و لكن سرعان ما انحرف الناس بعده عن هذا السبيل القديم ليجعلوا من آيات القرآن المجيد و سنن رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلّم) شواهد معضّدة و مساندة لمذاهبهم الفقهيّة، و هذا خطأ في فهم المشروع الإصلاحيّ العمريّ الذي كان يريد أن يجعل من السُنَّة فقهًا بديلًا للكتاب الكريم تجتمع عليه كلمة الأمَّة.

و هنا نجد في مشروع عمر بن عبد العزيز نوعا من التكامل: ففيه إصلاح فكريّ، و معرفيّ، و منهجيّ، و قضائيّ، و سياسيّ. و حين نتجاوز هذه المحاولة بحثًا عن نموذج إصلاحيّ آخر في العصر العباسيّ، نجد المأمون نموذجًا لمن قام بعمليَّة مثاقفة انفتح فيها التراث الإنسانيّ كله؛ و لكن صحب ذلك نوع من المصادرة لحريّة الرأي، و حرمان المخالفين بالقوة من التعبير عن آرائهم المخالفة لرأي الخليفة و مشايعيه، و استمرت عمليات اضطهاد المخالفين ثمانية عشر عامًا، شملت ما بقي من فترة خلافته، و خلافة أخيه المعتصم و جزءًا من خلافة المتوكل الذي استطاع أن يدرك أهم جوانب الخلل في مشروع أخويه المأمون و المعتصم ألا و هو: فقدان المشروعين لخاصية التكامل و حرية التعبير، و أبطل ما أسس له سابقاه من بدعة القول “بخلق القرآن”.

و تعد خطوته إصلاحيَّة من هذه الناحية، و إن لم تخل من الانتقام من بعض عناصر الاعتزال التي شايعت أخويه و أغرتهما باضطهاد المخالفين. و هو الذي أسّس لمذهب “أهل السنّة و الجماعة”. فإذا غضضنا الطرف عن بعض المخالفات، فإنَّ الرجل يمكن اعتباره إصلاحيًّا في إطار “القول بحريّة المخالف في إبداء رأيه” و حمايته من خصوم ذلك الرأي و مخالفيه، و كان عمله في إطار الرد إلى الأمر الأول الذي أسس القرآن المجيد له و التزم به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) طيلة حياته. والتزم به خلفاؤه الراشدون من بعده. و الآثار في ذلك كثيرة. ثم جاء من بعده أبو شامة المقدسي، و هو مؤرخ و فقيه و عالم لم تسلط عليه الأضواء كما سلطت على ابن خلدون و مشروعه، فأبو شامة المقدسي قادته ثقافته الواسعة و تأثره بالتاريخ و علومه إلى وضع مشروعه الذي عنونه بـ “الرد إلى الأمر الأول” كما جاء في عنوان كتابه الذي يحمل ملامح مشروعه، فهو مشروع معرفي منهجي يرى ضرورة الرجوع إلى المرجعية الأولى و الأساس و رد الأمر إلى القرآن المجيد و الاستنارة بمنهجية السُنَّة النبوية المطهرة و قد قتل الرجل في محرابه قبل أن يتبلور مشروعه و يرى النور، و تتابعت المشاريع الإصلاحية فقدم الجوزي و عبدالقادر الجيلاني و لفيف آخر كبير من العلماء و المتصوفة مشروع الإصلاح التربوي. و هناك محاولات اصلاح أخرى لم نقف عندها طويلا بل تركناها للباحثين ينظرون نظرة متعمقة في تلك المشاريع منها: و هؤلاء كلهم لم يتوقف الناس عندهم بعدها حركات إصلاح لطغيان الجانب الفقهي.

و يمكن الاسترسال في ذكر كثير من المحاولات الإصلاحيَّة، و منها ما قام به آل زنكي و صلاح الدين الأيوبي، و بعض سلاطين آل عثمان. هذا على مستوى المحاولات الإصلاحيّة التي بادر بها أئمة و علماء كبار عرفوا بالمجددين، فالأئمة مالك و أبي حنيفة و الشافعي و البخاري و مسلم و أحمد بن حنبل، و أسد بن الفرات و الغزالي و شيخه إمام الحرمين و أبو الحسن الأشعريّ و غيرهم مرورًا بالإصلاحيين الذين عرفهم تاريخنا؛ أمثال عبد القادر الجيلاني، و ابن تيمية و مدرسته حتى القرن التاسع عشر الذي شهد محاولات بعض مشايخ الأزهر، و بعض كبار العلماء في العالم الإسلاميّ مرورًا بالأفغاني و الكواكب و محمد عبده و رشيد رضا، وا لنائيتي و الدهلوي و الشوكاني و سواهم.

إن بين يدي الراغبين في الإصلاح في عصورنا هذه تجارب و تراث إصلاحي يستطيع ان يمدنا بكثير من الخبرات و التجارب التي يمكن الاستفادة من بعضها و تحويلها إلى رصيد فكري و منهجي يثري خبرات الأجيال الطالعة و يقودها بعيدا عن اتجاهات العنف و ثقافة التوحش المستوردة و ما إليها، و قد يكون أساتذة التاريخ و العلماء القادرين على إبراز تلك الإضاءات و تعميق الاحساس بها و إيضاح ما فعله رجال الفكر و الدعوة و قادة اتجاهات الإصلاح من آثار طيبة حققت كثيرا من الانجازات. فلعل المتخصصين يوجهون شيئا من طاقاتهم لبحث هذه الجوانب و إبراز النماذج المعرفية الكامنة وراءها فذلك من أكثر الأمور إعانة على إثراء خبرات الشباب المسلم و حسن توجيههم و انقاذهم من ثقافة التوحش و التمرد و ما إليها.

الرابط : http://feker.net/ar/2015/12/21/%d9%86%d8%b8%d8%b1%d8%a9-%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%ad%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b5%d9%84%d8%a7%d8%ad/

قراءة 850 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 21 تشرين1/أكتوير 2020 18:42

أضف تعليق


كود امني
تحديث