قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الجمعة, 11 كانون1/ديسمبر 2020 16:42

القيادة بالقيم

كتبه  د. ماجد بن سالم حميد الغامدي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

تعتبر القيم حاكم السلوك الأول، رغم أن تكوين القيمة يحمل معنى وجداني بنسبة تزيد عن ٧٠٪؜ من المعاني المعرفية و المهارية؛ و لذلك يكثر الخلط بين مصطلح «القيم» و مصطلح «المبادئ» أحيانًا كثيرة!.

و بالنظر إلى مصطلح « القيادة بالقيم » نجد أنه يختصر معنى " دمج القيم في الإدارة " بحيث يصبح القائد شخصية ذات قيم و مبادئ ثابتة يضيفها إلى تعامله مع الأشخاص الذين يعملون تحت قيادته، و يصل هذا النمط القيادي إلى ترسيخ و غرس الولاء و الشعور بالذات و الميول و الدافعية في داخلهم، و يزيل تناقضاتهم حتى يصبح تفكيرهم و هدفهم الأول هو نجاح هذه المؤسسة و نجاح قائدها و تحقيق أهدافها و مهامها.

و لعل هذا المصطلح قد برز في الفترة المتأخرة بعد نجاح الأنماط الإنسانية في القيادة و قد بدأ هذا المصطلح يتبلور بوضوح من العام ٢٠١٠ م من خلال بعض الدراسات العالمية و الإدارية تحت مسمى « القيادة بالقيم »، و« القيادة الروحانية »، و« القيادة بالسمات ».

و عليه فالقائد بالقيم هو في الحقيقة القائد الأخلاقي الذي يتعامل مع الإنسان أولًا قبل القوانين و الآلة.

و بتعامله بهذا النمط يوظف كل الإمكانات لخدمة أهدافه.

و لكي يتبنى القائد هذا النمط في القيادة فيلزمه بناء استراتيجيته الكاملة من البداية إلى النهاية وفق قيم محددة ذات مرجعية ثابتة بطرق علاجية ناجحة و إلا فلن يتمكن من تطبيق هذا النمط القيادي بطريقة صحيحة.

و لينجح القائد في تطبيق « القيادة بالقيم » فلابد من تحقيق عدد من المتطلبات لهذا النمط ثم عدد من المعايير الخاصة بالقائد ثم استراتيجية قيمية متكاملة، و فيما يلي تفصيل لكيفية تطبيق هذا النمط القيادي بشكل صحيح و علمي:

أولا: متطلبات القيادة بالقيم:

١- الفهم الدقيق لأهداف المؤسسة التي سوف تقاد بهذا النمط، و من خلال هذا الفهم و التحليل يستطيع القائد تحديد القيم المناسبة لتعامله مع الأفراد في كل مرحلة من راحل العمل، و لتحديد القيم في هذه المرحلة أهمية كبيرة إذ تساعد على التفكير العميق في أهداف المؤسسة و تنظم الأعمال بدقة و سرعة عالية و كذلك تسهم في استقطاب الأفراد ذوي المهارات و الجدارات المناسبة و احتياجاتهم، و تحدد أولويات العمل، و تبعث على راحة العامل و القائد، و المستفيد من هذه المؤسسة إذ سبق و أوضحنا ارتباط القيم بالوجدان و الميول النفسي و الروحي تجاه المؤسسة و أهدافها. بل أن بعض الكتّاب العالميين مثل (توم بيتر) حينما سئل عن نصيحة تعطي الامتياز لأي منظمة كانت اجابته (عليك بتحديد القيم).

٢- تحديد مصادر القيم التي سيتبناها لقيادة مؤسسته و لهذه القيم عدد من المصادر و منها:

 القيم الدينية الثابتة اللازمة.

♦ القيم المجتمعية.

 سمات العاملين الذين سيقودهم.

♦ التشريعات و القوانين و اللوائح التي تنظم منظمته.

 القيم التنظيمية المناسبة للمؤسسة.

٣- تحديد القيم التي سوف يتبناها القائد من خلال ما سبق بدقة تتناسب مع نوع و أهداف هذه المنظمة أو المؤسسة، و هذه المرحلة هي الأصعب على القائد.

و لتحديد القيم المناسبة للمؤسسة ينبغي أن يعمل القائد في هذه المرحلة على تحليل عدد من العناصر التي سبق ذكرها بحيث يمزج بين هذه العناصر ليستخرج القيم اللازمة لقيادته فيجعل قيمة ( الإخلاص هي القيمة الدينية المحددة - ثم يحدد على سبيل المثال قيمة ( العمل بروح الفريق ) و قيمة (العدل) (و المساواة) هي القيم الاجتماعية المحددة ثم يحدد قيمة (المبادرة) و قيمة (الإتقان) و(النزاهة) قيم تنظيمية مختارة، و قد تزيد هذه القيم حسب كل قائد و كل مؤسسة و سمات العاملين بها، ثم يتبنى هذا القائد قيمة شخصية (القدوة) كقيمة محورية تدور حولها جميع القيم لتحقيق أهداف هذه المؤسسة، و بعد الانتهاء من هذه المرحلة يصبح لدى القائد حلقة مترابطة من القيم التي تتجه بجميع العاملين نحو نجاح مؤسستهم.

ثانيًا: العمل على بناء الخطة الاستراتيجية القيمية بكامل خطواتها.

ينبغي لأي عمل مؤسسي يتبنى القيادة بالقيم أن يشتمل على عددٍ من الأركان، منها:

1) تحديد الرؤية و الرسالة الخاصة بالمؤسسة.

2) اختيار النمط القيادي (القيادة بالقيم).

3) تحديد القيم المختارة بدقة في كل مجال.

4) توضيح الأنظمة المرنة التي تتناسب مع عمل المؤسسة، بتوازن بين الجانب القيمي و النظامي، و كلما ارتفع جانب القيم انخفضت الحاجة إلى القوانين.

5) تحديد الأهداف العامة.

6) تحديد الأهداف التفصيلية لكل هدف.

7) تحديد الهيكل التنظيمي للمؤسسة.

8) تحديد و استقطاب الكوادر البشرية لتنفيذ كل هدف.

9) تحديد متطلبات التنمية المستدامة للمهارات اللازمة لأداء عمل المؤسسة بحيث يشمل تنمية القيم المحددة للعاملين.

ثالثًا: تطبيق القائد بالقيم لأسلوب هذا النمط القيادي.

لتطبيق الخطة المؤسسية بهذا النمط ينبغي أن يتصف القائد بعدد من الخصائص و الصفات تعتبر الداعم الأول لنجاح هذا النمط، و من أهمها:

1) أن يكون له رؤية قيمية تضاف لما لديه من مهارات إدارية و تنظيم استراتيجي بحيث يكون البعد القيمي موجه لهذه الخطط و الوسائل و الأساليب، و على سبيل المثال: نجد أن العاملين لديه يملكون قيمة المبادرة لإنجاز عملهم دون توجيه منه.. و يعملون لتحقيق هدف محدد بروح الفريق اقتداءً به، و كذلك تظهر قيمة النزاهة و الشفافية و العدالة و المساواة.

2) امتلاك « الحس الأخلاقي »؛ إذ إن القيم ترتبط بالأخلاق و الوجدان أكثر من ارتباطها بالمعرفة و المهارات.. وعليه فيميل بطبعه للجانب الإنساني.

3) القدوة و هي التي تحكم على امتلاك القائد للقيم التي يسعى لتطبيقها و ينبغي أن تكون القدوة هي القيمة المحورية التي تدور عليها جميع قيم المؤسسة لأن الجانب القيمي ينمو بالقدوة و التكرار و القدوة و التكرار وسيلة القرآن الكريم لتنمية القيم.

4) أن يبني مقاييس قيمية مساندة لمقاييس الأداء تبين مدى تعديل السلوك المؤسسي و حاكمية القيم عليها.

5) أن يمتلك علاقات أخلاقية متميزة مع جميع الأطراف من عاملين و مدراء و مستفيدين...

الخلاصة: أن فلسفة القيادة بالقيم تقوم على الفهم الدقيق لمعنى القيمة و ما تحتاج إليه من معارف و مهارات لتكون حاكمة على كل سلوك عام و خاص للمؤسسة، ثم تفعيل هذا التوجه لدى القائد و بناءه في وجدان العاملين معه و توظيف ذلك في كل إجراءات أداء المؤسسة و مراحل و أساليب التنفيذ لتحقيق أهداف محددة.

و الحمد لله رب العالمين.

الرابط :https://www.alukah.net/culture/0/143224/

قراءة 1378 مرات آخر تعديل على الجمعة, 01 كانون2/يناير 2021 10:01

أضف تعليق


كود امني
تحديث