قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
السبت, 09 كانون2/يناير 2021 10:13

قِيمَتُنا بِقِيَمِنا

كتبه  الأستاذ نبيل عبد المجيد النشمي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

ليس ما يميز أمَّة الإسلام أنها جاءت بمبادئ تملأ الأرض نورًا و سعادة و سلامًا فحسب، بل إنها قدَّمَت نماذج راقية في امتثالِ تلك المبادئ في كل جوانب الحياة، حتى إن الناس دخلوا في دِين الله أفواجًا، و لم يصِل إليهم جيش، و لم يُهَدَّدوا به، و إنما بمجرَّد وُصول عدد من المسلمين الملتزمين بقِيَمِهم، و المحافظين على تديُّنهم إلى تلك البقاع؛ فتأثَّروا بأخلاقهم و تعامُلاتِهم، و لما علموا أنها مبادئ و قِيَم دينٍ وعبادة يقومون بها، لم يَتردَّدوا في اعتناق هذا الدِّين العجيب، الذي يَسْحر بقِيَمِه و مبادئه كلَّ باحثٍ عن السعادة، و كلَّ سليم فطرة، مِن انحرافِ فكْر، و فسادِ طوية.

فلذلك ارتفع شأنُ هذه الأمَّة لمَّا كان ولاؤها المُطْلق لمبادئها و قِيَمِها، و التي تتَّضح من خلالها معالم الشخصية الإسلامية الحقيقية، و بالمقابل فإن تلك المعالم تذوب و تغيب عندما تذبُل المبادئ، و تُصْبح مجرَّد معانٍ بلاغية، و استراحات قصصية بين مجلَّدات الكتب، و على رفوف المكتبات، و شواهد لتعزيز الخُطَب و المحاضرات.

و لأن إعادة القِيَم إلى واقع الحياة و مجريات الأيام ليست بالعملية السهلة، و لا بالقرار الممكن مع وضعية محزنة؛ مِن ضعْف التثقيف العام، و سيطرة الجهل بالإسلام، و غياب الدور الرسمي، و هزال العمل المؤسَّسي، و الانهزامية المترامية الأطراف في جسد الأمَّة، فإنَّ واجب الدعاة و حَمَلَةِ المبادئ و القِيَم يتضاعَف في مُنْحَيَيْنِ رئيسَينِ: امتثال المبادئ و العيش بها و تحمُّل ما ينتج عن ذلك، و في الدعوة إليها و الدندنة حولها، و نقلها إلى مسامع و أفهام الناس بما أمكن من وسائل و أوقات.

و عليه؛ فإن مسألة مجاهدة النفس نوع من الجهاد، بل الجهاد الأساس يبدأ مِن الجهد المتواصل ضدَّ الأهواء و الشهوات و العادات السيئة، فالمتميِّز الحقيقي في الرؤية الإسلامية ليس الذي يحقِّق كثيرًا مِن المنجزات و ينتج عددًا من الأشياء، إنما هو ذاك الذي يحقِّق أعلى مستوى من المطابقة بين مبادئه و مُثُله و بين سلوكياته و أنشطته.

فتتأكَّد الضرورة إلى الاهتمام بالأخلاق الحميدة فكرًا و سلوكًا، و العمل الدؤوب على تحقيق النفس السوية - خاصَّة في زماننا - و الذي تسعَى فيه العولمة إلى طمس هويات،  ودفن شعوب و أمم تحت مظلتها و عباءتها، لا تبالي بأيِّ قِيَم، و لا تراعي أيَّ خصوصيات.

و أمَّتنا - هكذا قَدَرُها، و هو عزُّها - لن ترتقي ارتقاءً حقيقيًّا إلا إذا انطلقت من قاعدة القِيَم و المبادئ التي قامت عليها يوم أن قامت، فلن يصعد بها إلى مرتبة الأقوياء تقليد الأقوياء و محاكاتهم، و لو حتى محاكاتهم في تقنياتهم و تكنولوجياتهم و هي في منأًى عن حقيقتها و المتمثِّلة بقِيَمِها و مبادئها.

و حين يضعف دور القِيَم في حياة الأمة - كما هو مُشَاهَد في أيامنا - و في توجيه المسار و تحديد المواقف؛ فإنه لن يحول بينها و بين الانحطاط شيء، مهما كان ما تملكه من مال و علم وتقنية.

إن بعض الأمم تستمدُّ قوَّتها من مالها و ثَرَوَاتها، و البعض الآخر تستمدُّها من النُّظُم و القوانين التي تقوم عليها، و البعض من القوة التي تملكها و هكذا، لكن أمَّة الإسلام قوتها الكبرى و ميزتها في مبادئها و قِيَمها، و كل ما يضاف إليها من أرقام في العلم و التقدُّم و الحضارة و البناء و غيرها يزيدها قوة إلى قوتها، لكن هذه الأرقام مهما بلغت فلن تعطي الرقم الحقيقي للأمة، إذا خلا مكان القِيَم؛ فهو الرقم الحقيقي و الرئيس.

فلذلك خسارة هذه الأمة لمبادئها - حتى أفرادها - هو خسارة للذات، و ليس هناك خسارة أعظم من أن يخسر المرء ذاته، فبكل أسف - و إن لم يشعر - تتحوَّل حياته إلى صورة من صور البهيمية أو النباتية، و التي ليس فيها إلا تنفُّس و نمو و تكاثُر، فلا معنى و لا هدف.

و من هنا نعرف كم حجم المعاناة التي يعيشها أصحاب المبادئ و القِيَم في مجتمعات و أوساط تستهين بتلك المبادئ و تحكم بالعقوبة - و لو بطريقة غير مباشرة - على أصحابها، و هذا يعمِّق المأساة و يعوق التغيير.

الرابط : https://wefaqdev.net/art6415.html

قراءة 729 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 13 كانون2/يناير 2021 10:14

أضف تعليق


كود امني
تحديث