قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
السبت, 09 كانون2/يناير 2021 10:24

هل آن للأمة أن تسترد مدارسها؟!

كتبه  الأستاذ محمد الأمين مقراوي الوغليسي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

في ذروة انشغال مجموع الأمة بالمؤامرات الداخلية و الخارجية المختلفة، و المتربصة بالقطاع التربوي خاصة، غفلت النخب عن الالتفات إلى الواقع التربوي للمنظومة التربوية، ما جعل التراكمات السلبية المحيطة و المكونة للمجال التربوي تصل حداً يجعل السيطرة عليها أمراً عسيراً، و لأن الحديث في هذا الموضوع يحتاج إلى دراسات طويلة فإننا نكتفي بالإشارة و التنبيه إلى أحد محاوره المهمة الوثيق الصلة بالشأن التربوي، و المتعلق بـ«دور المدرسة في ظل التغيرات الاجتماعية الراهنة»، التي قلبت المفاهيم و القيم، و أفرزت واقعاً جديداً، سببه الأول: اكتساح العولمة لكل مجالات الحياة، بما فيها المجال التربوي - خاصة الأسرة و المدرسة - و سببه الثاني: عدم استعداد الأمة لمواجهة العولمة، هذا التحول الاجتماعي الهائل و المنقلب، لم يعد من الممكن مواجهته بقرارات و أفكار ترقيعية، نظراً لتغوله و استفحاله، و نجاحه في فصل الأسرة عن دورها التوعوي التربوي، و تمييع دور المحاضن العلمية و التربوية الاجتماعية. الأمر الذي يضعنا أمام هذا السؤال المحوري: هل من الصواب أن تستمر المراهنة على الأسرة بعد هذه التحولات الخطيرة في بنية الأسرة المجتمعة؟ هل يمكن أن تُخرِّج الأسرة في وضعها الحالي جيل البناء و الشهود الحضاري؟

الأسرة و زلزال العولمة:

لقد كان الرهان على الأسرة في تربية النشء الأساس و الأصل، باعتبارها الحاضنة الأولى في المجتمع، حيث ظل الوعي الجمعي يرى أن تنشئة الطفل التنشئة الكاملة من مهماتها الكبرى، و في الوقت نفسه كان ينظر إلى دور المدرسة على أنه دور مكمل للخلية الأساس، إلا أن زلزال العولمة الذي ضرب أسس الأسرة المسلمة أصابها في مقتل، ما جعلها تحيد عن دورها الريادي في مسيرة البناء، فالعولمة جعلت الولي يعيش نمط حياة شاقاً و صعباً لا يمكنه من متابعة و توجيه فلذات أكباده، و جعلت الأسرة أسيرةً لتبعات الراتب الزهيد، ما جعل همها الأول توفير المال من أجل العيش، و شتان بين أن تعيش و بين أن تحيا، كما أن العولمة جعلت المنزل الأسري أشبه بأرخبيل من الجزر المنعزلة، حيث حدثت عزلة شعورية خطيرة بين أفراد البيت الواحد، تكاد تقضي على اللحمة و التضامن الأسري، كما أدت إلى ضياع الأدوار الواضحة في الأسرة، التي يفترض أن تكون موزعة بشكل فطري و منطقي، بعد ضعف القيم الرابطة بين مختلف الأفراد، و فقد القرار الأسري أهميته بين الأفراد.

و السؤال المحوري بعد هذا العرض الذي جاء على وصف واقع تربية و تنشئة النشء هو: علام نراهن اليوم في التربية؟ على الأسرة أم على المدرسة؟

مستقبلنا.. على من نراهن في بنائه؟

إن المراهنة على الأسرة في تربية النشء التربية الحقة و السليمة، لم يعد خياراً يستحق الاعتماد عليه في تخريج جيل سليم، بسبب الأسباب التي تم ذكرها سابقاً، و بسبب تراجع الدور الأسري الذي يُفقد يوماً بعد يوم، بفعل التأثير السلبي للمنظومات الاقتصادية و السياسية المتصادمة مع هوية الأسرة المسلمة، و التي لا تسمح لها بلعب دورها المحوري في المجتمع، و لضعف إمكانياتها المادية، لذلك فإن الرهان الحقيقي في تربية الأجيال التربية الصالحة و المتكاملة يقع على المؤسسات الرسمية للتعليم و التربية، لأسباب كثيرة، أهمها:

- وجود طاقم متخصص بالتربية و التعليم ضمن قطاع التربية، يساعد على أداء هذه المهمة، خاصة مع بقاء الطفل سنوات طويلة ضمن هذه الهياكل التربوية، حيث يعيش الطفل أغلب سنواته (من سن السادسة إلى سن التخرج من الثانوية) ضمن الأسرة المدرسية بمختلف أطيافها، ما يتيح إمكانية متابعة مساره، و التأثير فيه.

- وجود هياكل قائمة ابتداء من الإدارة، إلى قاعات الدرس، إلى المساحات التي يمكن استغلالها في مختلف المجالات ذات الصلة بتربية النشء.

- إمكانية التحكم في المحيط المدرسي من خلال الآليات و الإجراءات المعتمدة إدارياً و تربوياً.

الوسائل الكفيلة بجعل المدرسة بيئة مثالية لتخريج أجيال صالحة نافعة:

المصليات المدرسية:إن جولة واحدة داخل الهياكل التربوية في الوطن العربي تكشف حجم الانفصام الكبير الذي بات القطاع التربوي يعانيه في هذا الجانب، جراء سياسات التغريب و العولمة، فما عدا بعض المدارس في الدول الخليجية التي تهتم بهذا الجانب، الذي يراعي الجانب التعبدي المفطور عليه الإنسان يذكر أرنولد توينبي أن كل الاستكشافات الأثرية التي تمت كشفت عن وجود معابد بها، ما يفيد بأن الإنسان متدين بفطرته فإن أغلب الدول العربية لا تعطيه أهمية تذكر، بل إن بعضها لا يريد ذلك، خاصة أنه يرتبط في أذهان بعض المسؤولين بفرضية غريبة عن تاريخ الأمة، و هي اعتبار التعبد و الالتزام طريقاً للتطرف، و هو ما يجب تجاوزه، فالإسلام في جل الدساتير العربية هو دين الدولة، و بالتالي فإن المطالبة بإيجاد مصليات في مختلف الهياكل التربوية أمر مشروع و معقول، و لهذا فوائد كبيرة، فالتربية الإسلامية التي يتعلمها الأطفال في المدارس ستغدو أكثر فاعلية إذا تم ربطها بجانب تطبيقي.. ثم لماذا الخوف و هذه المصليات ستكون تحت إشراف الدولة و إدارة حاضرة، و لو استغلت كما يجب فإن مخرجات ذلك ستكون كبيرة، أقلها تخريج جيل صالح.

و تزداد أهمية إيجاد هذه المصليات إذا عرفنا أن أغلب القطاعات التربوية تعتمد على دوام شبه يومي للتلاميذ و الطلاب، فلا يعقل أن يقضي الطفل 13 سنة من عمره بعيداً عن الصلاة، التي تعد أحد الجوانب الروحية في حياة الطفل، و معلوم أن النظريات التربوية الغربية تؤكد على هذا الجانب، فـ«هرم ماسلو» يؤكد على أن الإيمان أحد الجوانب التي تنبني عليها شخصية الطفل.

إن الصلاة من العظائم، و تعويد الطفل عليها من الصغر إنما يفيد في تعويده على العظائم، و لذلك فإن المراهنة على المدرسة في تعويد النشء على الصلاة، و ربط الأخلاق الاجتماعية داخل المدرسة بها أمر ضروري و حاسم في الإقلاع الحضاري للمجتمعات المسلمة.

المكتبة:لطالما كانت المكتبات المصل الذي يغذي المجتمع بنور المعرفة، و ضياء الثقافة، إذ يعبر وجودها في حياة المجتمع عن رقيه، كما يدل غيابها عن انحطاطه ثقافياً، فإيجادها في حياة التلاميذ و رعايتها أمر واجب، باعتبارها من مصادر التعلم، بل إن رؤيتهم للاهتمام الذي تحظى به المكتبة يعرفهم على قيمة الكتاب في حياة الأمم، كما أن وجودها فرصة حقيقية للأساتذة و المعلمين للاحتكاك بتلاميذهم، و تعويدهم على البحث، و هو الأمر الذي سيحقق في المستقبل نتائج باهرة، فالطفل الذي يتعود على صداقة الكتاب، و يرسخ في ذهنه أهمية المراجع و التوثيق، سيكون لبنة قوية و سليمة في مستقبل البحث العلمي الذي يعد ركيزة من ركائز النهوض بالأمة، كما أن الهدوء الذي تكون عليه المكتبة عادة، و الانضباط الكبير الذي يسودها، يساعد الطفل على تنمية مهارات التعامل مع مرافق المجتمع استعمالاً و حفظاً.

البستنة:عنصر البستنة من العناصر الغائبة بقوة عن المدرسة، و عليه فإن مشاريع بناء المدارس مستقبلاً يجب أن تأخذ بعين الاعتبار إيجاد محيط صالح لممارسة البستنة، بدل الاكتفاء بدراسة الوسط البيئي في الكتب، و بطريقة نظرية جافة، لا يمكن للأطفال استيعاب الكثير من معانيها، بل إن البستنة تساعد في إيجاد جيل يملك تصوراً صحيحاً عن الأرض التي يعيش فيها، و يعي دوره في الحفاظ عليها، من خلال الاستثمار الحسن فيها، حتى يكون صديقاً للبيئة التي وهبه الله إياها، لا عدواً مدمراً لها، فالطفل الذي يعرف أهمية ما يحيط به من طبيعة، سيكون عنصر بناء فعال، لا أداة طمس و إفساد للطبيعة التي سخرها الله للبشر.

النوادي الثقافية والورش الفنيةإن إنشاء مرافق تتبنى تنمية مهارات الطفل الأدبية و الفنية، أمر ضروري لا كمالي، فهي تساعد الطفل على إظهار مواهب كثيرة مثلكتابة القصص و الأشعار، و ممارسة الرسم، و المسرح، و الإنشاد، و إنشاء مجالات متنوعة، ما يجعله قادراً على تنمية مهارات شخصيته، و استغلال أوقات الفراغ في شبابه، أو بعد تقاعده، لأن الملحوظ أن الطفل العربي لا يحسن استغلال عطلته، و أن الرجل العربي إذا تقاعد لم يجد أمامه سوى المقاهي وسيلة لقضاء فراغه، لأن الثقافة الغالبة على الطبقة المتوسطة التي تشكل أكبر طبقة داخل المجتمع العربي لا تبالي كثيراً بمسألة تنمية الطفل لمهاراته، فهي تركز على أن ينجح ليعمل و يكون له دخل ثابت، و لا تركز على أن يستمتع بحياته.

المرافق الرياضيةبسبب غياب المرافق الرياضية في حياة الطفل في العالم العربي، بات من الواجب التفكير في إنشاء هياكل رياضية متنوعة ملحقة بالمدارس، و لهذا العنصر فوائد جمة منهاتكوين أجيال سليمة صحياً و عقلياً، لا تحمل كثير ضغوطٍ، فممارسة الرياضة تعمل على تفريغ الكثير من الشحنات السلبية في الموضع الصحيح، و تخرج جيلاً قوياً، يتبنى السلم كحالة عامة، و يفهم أن القوة ليست في ظلم الآخرين، أو تبني العنف ضدهم، و بالمقابل يفهم أن الاستعداد البدني مهم لمواجهة الأخطار المحدقة به في الحياة للدفاع عن دينه و نفسه و أرضه و عرضه، و من نتائج هذا المشروع أيضاً تخريج أجيال هادئة، بأعصاب باردة قوية، تتحكم في ردات فعلها وفق مسارات صحيحة راشدة.

ماذا نجني من إستراتيجية الرهان على المدرسة في بناء الأجيال؟

خلاصة القول أن الرضا بالنظرة التقليدية التي كانت ترى المدرسة عبارة عن جدران من الإسمنت، يسجن فيها الطفل لساعات معينة يومياً، يخضع لعملية تلقين غير راشدة و لا واعية، و يخرج يومياً منها و هو يعيش حيرة وصراعاً ذاتياً محموماً، لأن ما يتلقاه في المدرسة غائب غالباً عن محيطه و مجتمعه الصغير، لم تعد نظرة صالحة لهذه المرحلة، فالمدرسة التي لا تنمي حاجيات الطفل، و تساهم في بلورة شخصية سليمة لا تعد مدرسة مثالية، فالمدارس النموذجية بحق هي التي توفر للأطفال فرصة تحقيق رغباتهم الفيزيولوجية والنفسية الفطرية، و تعزز فرص تقدير الذات و تحقيقها، و تسهم بشكل فعال في تجنيب الطفل كل ما يعوق إشباع هذه الحاجات، ثم مرافقته في التنشئة الشاملة النافعة، التي تجعله فرداً صالحاً اجتماعياً، و مُنتجاً لعناصر الحضارة، و متعاوناً مع غيره، لأن أهم الوسائل التي ستكون حاضرة في هذه المدارس هي «العمل الجماعي أو العمل كفريق متكامل»، ما يسهل في المستقبل إيجاد مجتمع مؤسساتي صالح، ينطلق أساساً من مبدأ العمل الجماعي الذي يحض عليه الإسلام.

الرابط : http://albayan.co.uk/MGZarticle2.aspx?ID=5181

قراءة 856 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 13 كانون2/يناير 2021 10:20

أضف تعليق


كود امني
تحديث