قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الجمعة, 15 كانون2/يناير 2021 09:54

كيف يصنع الإسلام الإنسان الصالح؟

كتبه  الأستاذة فاطمة عبد المقصود
قيم الموضوع
(0 أصوات)

نظر الإسلام إلى الإنسان نظرًا خاصًا نابعًا من مهمته التي خلقه الله لها و الأمانة التي كلفه بحمله، و هي مهمة الاستخلاف في الأرض وقيادة البشرية نحو معرفة ربها و القيام على منهجه الذي ارتضاه لعباده، لذلك فقد كانت عناية الإسلام بخليفة الله في الأرض عناية فائقة تبدأ من تعريفه بنفسه و بأصل خلقته و طاقاته التي وهبها الله له.

و منذ اللحظة الأولى التي بدأ فيها الابتلاء بحمل الأمانة بدا واضحًا أن الله قد زود الإنسان بطاقات و خصائص تعينه على أداء المسؤولية التي كلف بها كما زوده بأهم خاصية وهي حرية الإرادة و القدرة على سلوك الطريق الذي يروق له.

لماذا يهتم الإسلام بصناعة الإنسان الصالح

حين جاء الإسلام ليختم رسالات الله إلى البشرية كان هدفه الأسمى صناعة إنسان متجرد يعرف قيمته و قدره و يسعى نحو تحقيق الغاية التي من أجلها خُلِق، و هو في هذا الطريق و أثناء ذلك السعي يتطهر و تزكو نفسه و ترنو روحه نحو الكمال و نحو إخلاص الوجهة و القلب لخالقه العظيم.

الإنسان الصالح هو نواة الأمة الصالحة: كان حرص الإسلام عظيمًا على صناعة نموذج للإنسان يكون أساسًا للأمة التي تظهر فيها رسالة الإسلام وأخلاقه و تعاليمه. هذا الإنسان الذي يزكي نفسه و يهذب طبائعه و يتربى بهدي الإسلام سيقيم أسرة صالحة تكون سندًا و عونًا له فإذا تعددت الأسر الصالحة نشأ لدينا المجتمع المسلم الصالح الذي هو عنوان كل خير و به تقوم أمة صالحة تعرف حق ربها عليها و تؤديه بأحسن الأداء.

الإنسان الصالح هو الدعوة العملية لرسالة الإسلام: عندما ننظر إلى صورة المسلم في العالم اليوم و نقارنها بالصورة التي كان عليها يوم كان الإسلام مازال حيًا في نفوس أتباعه، سندرك تلك الأهمية القصوى لصناعة الإنسان الذي يعيد تلك الصورة النقية التي اندثرت تحت ركام الجهل و التعصب و سوء الفهم، لذلك فإن كثيرًا من شعوب الغرب تُعادي الإسلام لأنها لا تعرفه و لأنها لم ترَ صورته الحقيقية ممثلة في أمة.

فها هنا ندرك لم كان الإسلام حريصًا على أن يقدم لنا نموذج الإنسان الكامل و الصالح ممثلًا في شخص خير البشر رسول الله، و ليقم منهج التربية القرآنية و النبوية بصناعة مثل هذا النموذج الإنساني الفريد و الذي تمثل في جيل الصحابة والتابعين.

كيف يصنع الإسلام الإنسان الصالح

توحيد الخالق

إذا نظرنا إلى منهج الإسلام في صناعة الإنسان الذي ينصلح به حال الدنيا، وجدنا أنه بدأ بتلك الصلة الخالصة بينه و بين خالقه، الصلة التي تجعله يرد كل شيء إلى الله، أنه عبد له ومرده إليه و الكون من حوله من إرسائه و تسخيره، فإذا فهم ذلك فإنه يقرأ باسم الله يستكشف الكون لتعظيم ربه و يؤدي وظيفته لتحقيق معنى عبوديته فإذا تحقق هذا في نفس الإنسان كان على الطريق متناسقًا مع كون الله المسبح بحمده فلا فساد و لا تعدي و لا جور بل سعي حثيث إلى البناء و إلى اكتشاف الأسرار و تسخيرها لخدمة البشرية.

الإيمان باليوم الآخر

يعد الإيمان باليوم الآخر أساسًا هامًا في صناعة إنسان صالح متصالح مع نفسه و مع الحياة، فإيمانه بهذا اليوم يعصمه من الانغماس في الشهوات أو ممارسة الظلم و العلو في الأرض، إذ أن عاصمه حينذاك ليس الضمير الذي قد يضعف و يتهاوى أمام طرقات شياطين الإنس و الجن، و ليس القانون الذي يسهل النفاذ منه، و إنما يعصمه ذلك الإيمان الذي يبقى ضميره حيًا مهما تزين له الباطل و استشرف له، إنه يقينه بذلك اليوم سيدفعه إلى اختيار سبيل النجاة و تجنب سبل الضلال.

أمة واحدة

يصنع الإسلام إنسانًا يعلم أنه فرد في جماعة تمتد لتكون أمة هادية للناس، هذه الأمة يقرأ كل فرد فيها في كل صلاة يقيمها (اهدنا الصراط المستقيم) فتلهمه تلك الآية و هذا الدعاء أن يكون مع إخوانه على درب واحد يقتفي به أثر الصالحين الذين هداهم الله و رضي عنهم.

تتوحد هذه الأمة في شعائرها و عبادتها و منهجها و تصورها عن الحياة و عن الكون، و يشدها رباط علاقتها بالله لا علاقتها بالمكان أو الزمان. بل إن تلك الاختلافات التي مزقت الشعوب و الأمم اليوم هي ذاتها كانت مكمن القوة و أداة التفوق إذ تتكامل القدرات و الطاقات  و العقليات و يشترك الأسود و الأبيض و الأحمر في إثراء البشرية و صناعة نموذج حضارة فريد.

أثر العبادات

منهج الإسلام في العبادات يختلف عن أي منهج آخر فهو لا يريد من المسلم أن يقيم الشعائر و يتعبد ليشعر بسمو روحي و يتوازن في حياته و حسب ثم يعود ليمارس حياته كما كانت. بل إن كل عبادة فرضها الإسلام لها هدف تربوي يسعى لأن تتشرَّبه روحه و عقله و قلبه فلا يعود بعد أن يؤدي أيًّ من تلك العبادات كما كان قبلًا، بل تتهذب نفسه و تتزكى و تتطهر حتى يرى أثر ذلك في سلوكه مع الناس و فى أدائه لعمله و فى قيامه بواجباته المختلفة.

و إذا نظرنا سريعًا للعبادات لوجدنا مثلًا أن الهدف الذي تحققه الصلاة هو البعد عن الفحشاء و المنكر و أن الصيام يحقق التقوى و مراقبة الله و أن الزكاة تزيل شح النفس و الحج يعيد علاقته مع سائر البشر على أساس عقدي بلا كبر أو تفاخر و تعال، و هكذا في سائر ما يقوم به من شعائر و عبادات.

تحمّل المسؤولية

يعلّم الإسلام أتباعه أن إرادتهم الحرة التي تنتج عقلًا مفكرًا قادرًا على الاختيار يتبعها مسؤولية كاملة عن كل ما يصدر منه من قول و فعل و سلوك، لذلك عليه أن يعمل على تهذيب نفسه ليكون صاحب خلق قويم و عليه أن يأخذ دوره في الحياة و لا يتباطأ و يكسل فيؤدى إلى خلل و إلى تصدع في البناء.

كان من جراء الشعور بالمسؤولية في القرون الأولى أن انطلق الإنسان المسلم الصالح في الأرض يستخرج أسرارها و يسبر أغوارها و يكتشف من العلوم و الفنون ما تتقدم به الحياة و تتحسن به سبل العيش فيها، ثم دفعته تلك المسؤولية أن يدفع الباطل و يقف له فارسًا مجاهدًا يذود عن الحق و عن المستضعفين و ليكون شاهدًا على إقامة العدل بين الناس.

الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر

هذه الركيزة الأساسية التي يقيمها الإسلام في صدر الإنسان المسلم هي أساس بقاءه صالحًا نابضًا بالخير متجنبًا للفساد، إذ أن حرصه على أخيه المسلم من أن تلوثه المعاصي أو أن تجره يد الباطل إلى ساحتها سيجعله ناصحًا مشفقًا يبذل نفسه لكي يبقى الخير هو الأعلى والأبقى في مجتمعه، ويعلم أنه إن تعايش يومًا مع ظلم أو فساد ورضي به فإن فرص ركونه إليه أو تلطخه به أكبر من أن تنكر.

لذلك كان تعليم الإسلام للفرد المسلم أن يبقى مذكرًا نفسه وإخوانه إذا تعثر أحدهم في الطريق أو سعى نحو الغواية كان هو أساس خيرية الأمة المسلمة وأساس بقاءها حية رافعة رأسها.

القوانين والسنن الثابتة

من خلال اتباع الإنسان المسلم لدينه يتعلم أن هناك سننًا وقوانين ثابتة، عليه أن يتبعها وأن يلتزم بخطها، هذا النظام في الكون يحرضه على أن يسير في حياته سيرًا منظمًا لا سير التائهين الضائعين، ويرشده أن يقيم أسرته ومجتمعه على أُسُاس، لا كيفما تسير به الأمور ولا مثلما يفعل الناس فيقلدهم ويحذو حذوهم.

إخلاص الوجهة

للإنسان كما خلقه الله نزعات وحاجات تحتاج أن تعالج وأن تتهذب وتترقى، ومن تلك الحاجات أنه يحب أن يرى أثر عمله وأن يشكره الناس عليه وأن يأخذ أجره على ما يبذل، فما الحال إذا عدم ثمرة عمله أو جحد الناس فضله، هل ينزوي ويعتزل ويكف على الأداء، لا ليس هذا هو حال الإنسان الذي يصنعه الإسلام، بل إنسان يعرف أن عمله محط نظر الله وملائكته فلا يهتم بعد ذلك أحمده الناس أم عابوه.

إنه إنسان يبذل لإصلاح نفسه وإصلاح دنياه كل ما يقدر عليه ثم تظل روحه سامقة طيبة لا تخاصم الناس أو تعتزلهم إذ أن تعلقه بالجزاء الأوفى من الله هو الذي يلح عليه بالبذل والتضحية والجود بنفسه إذا تطلب الأمر.

المصادر

الرابط : https://tipyan.com/how-does-islam-create-agood-person

قراءة 835 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 20 كانون2/يناير 2021 09:20

أضف تعليق


كود امني
تحديث