كثير من البشر في الحياة يعيشون على أمل أن يصبحوا في يوم ما يريدون، حقوقيين مثلًا، صحفيين، مشاهير، مُدرّسين، مؤثرين.. إلخ، و كل يسير نحو الهدف على قدر شغفه و إرادته بتحقيق ذلك الحلم، متفقون جميعًا في ذلك، و لكنّ في الشّق الآخر أُناسا تقيّدهم مجموعة من العوائق تمنعهم من الخطو نحو أحلامهم و ربما من الحلم أصلًا.
العوائق
فقد يكون العائق شعورك بأنك ستخفق، و قد يكون الواقع هو العائق، و ربما الأسرة و المجتمع، و قد يكون العائق من ذاتك، و في ذلك الحين لا تلومنَّ إلا نفسك إن أخفقت.
و لكن الشباب غالبًا ما يقفون على عتبات أحلامهم، تقيّدهم الظروف، و يحبسهم الواقع، و يكبلهم الخوف من النتائج، تبقى طموحاتهم حبيسة الخيال و التأمل، ثم تأتيهم هواجس الندم بعد فوات الأوان، و ذهاب قطار العمر.
التسويف و التأجيل دليل على قلة الثقة بالنفس و عدم تقدير الشخص لما يملك من مهارات و خبرات و ذكاء للقيام للوصول إلى الحلم أو لتحقيق النجاح، لذلك على الإنسان معرفة نفسه و قدراته و الوثوق بها و تجنب التقليل من شأن نفسه.
الإخفاق
هناك من يخفقون في تحقيق أهدافهم، ذلك لأنهم يركزون على النتائج المرجوة دون التركيز على الخطوات التي ينبغي اتخاذها لتحقيق ذلك الهدف.
و لكن لا بد من أن نتقبل الإخفاق مهما كان حجمه، و لا بدّ من المضي قدمًا مرة أخرى، إذ على الإنسان أن يكون متفتحًا على الأمور كافة و الأخطاء التي قد تقع في رحلة تحقيق الهدف، مع ضرورة التعلم منها، و القدرة على التصرّف في حال حدوثها بطريقة تخدم الغاية الأساسية.
تحفيز
لا شيء مستحيل، و ليس هناك شيء ممكن تحقيقه لا يتحقق، تيقن ذلك، و كن على ثقة بأن "من يريد يستطع" قال المتنبي:
عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ
وَ تَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُوَ تَعظُمُ في عَينِ الصَغيرِ صِغارُها
وَ تَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ
نصيحة
حدد أهدافك و قسمها إلى أهداف صغيرة و قريبة، و تتبع تقدمها يوميًّا، و حاول أن تفكر و أن تتبادل الأفكار بقراءة كل ما يخص هدفك و حلمك، و أن تحاول أن تحقق أي شيء صغير ينصب في ميزان هدفك، و يكون دفعة لك إلى الأمام.
و لكي تتمكن من تحقيق الهدف و بلوغ الطموح لا بد من الثقة بربك و بالذات، و المحافظة على الطموح رغم كل العوائق و الأسلاك الشائكة، و كذلك ذكر نفسك بحلمك و هدفك و اجعله دائمًا أمام ناظريك.
و لتجعل حافزك نحو الطموح لا ينقطع، لا بد من أن تتعلم من أخطائك، لا تجعل الإحباط و الاكتئاب يدخلان حياتك، فإن أخفقت مرة فهذا لا يعني أنك ستخفق دائمًا، استعن بأسرتك و أصدقائك الذين يحفزونك و يزيدون قوتك و عزمك، لا تجعل الغاية تبرر الوسيلة فتستخدم أسوأ السبل لكي تحقق هدفك، لأن هذا أفسد طريق و أقصره، ثابر و اجتهد في تحقيق حلمك و حتمًا ستصل.