قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 18 تموز/يوليو 2021 20:00

الفرد الجزائري.. بين التبعية و تحديات التحرر

كتبه  الدكتور يحي محمد لمين مستاك
قيم الموضوع
(0 أصوات)

نادرة هي المصادر التي تعمقت في دراسة دور الفرد و العامل البشري في تطوير الدول و الأمم أو العكس.

قلة من كتبوا عن الموضوع  و اعتبروا أن العوامل البشرية من المعالم الأساسية المؤثرة في مستقبل أي دولة أو أمة، نظراً لتأثر الإنتاج (المادي و المعنوي) بها.

نعني بالعوامل البشرية كل ما يتصل بالإنسان لأنه من وجهة نظر جغرافية و اقتصادية و السياسية، العامل الأساسي، في النشاط الاقتصادي و بالتالي السياسي فالاجتماعي.

منذ مدة و نحن الجزائريون أصبحنا لا نعمل، و ربما أحياناً نتقاعس عن العمل و في فينة أخرى نعمل كرد فعل لغيرنا الذي يعمل.

و كنتيجة لذلك أصبحنا مستهلكين لكل شيء و لا ننتج شيئاً و أصبحنا مفعولاً به لا فاعلاً، و هذا هو ما أسميته (التخلف المستدام).

إنّ بناء الإنسان من شروط النهضة الأساسية، إذ لا تتكون الحضارة إلا إذا اجتمعت العناصر الثلاثة التي ربطها العلامة الجزائري مالك بن نبي في معادلة أساسها: الإنسان + التراب + الزمان = حضارة.

كما يرى أيضاً مالك بن نبي، أنّ المشاكل التي تحيط بالإنسان تختلف باختلاف بيئته، فالإنسانية لا تعاني مشكلة واحدة، بل مشاكل متنوعة تبعاً لتنوع مراحل التاريخ.

لا يمكن لنا أن نوازن في الوقت الحاضر بين الفرد الغربي المستعمِر، و الفرد الجزائري القابل للاستعمار و الاستعباد، لأنّ كليهما في طور تاريخي خاص به، إذ تعود أزمة الفرد الجزائري أو حتى في العالم الإسلامي إلى ركوده و إلى العزوف عن الحركة و العمل، و ارتضى لنفسه القعود عن السير في ركب التاريخ، و منه أصبحت وضعية الفرد الجزائري في خمول تام، لا يبحث إلا عن الربح السريع و السهل من خلال الاحتيال و النصب.

بينما الفرد الأوروبي أو الغربي على نقيض ذلك، نجد أزمته تكمن في الحركة السريعة نتيجة تيار الإنتاج الصناعي المتسرع و المتطور، ما يجعله في توازن مضطرب جراء الحركة.

دعونا نركز حديثنا على الفرد الجزائري الحالي، لقد عرف جيل من المجتمع الجزائري عشرية سوداء و عشرين عاماً من التسلط و الفساد السياسي و الاقتصادي في معادلة قاتلة للقيم و الأخلاق النبيلة كان قوامها المال الفاسد و تكريس الرداءة كنظام حكم.

طغت المادية على المجتمع الجزائري، في نسق معياري يسوده الانحطاط الأخلاقي، مما جعلت من العلم و القيم و الأخلاق الحميدة منبوذة من طرف مجتمعٍ أسيرٍ في رغباته الفاحشة و الفتاكة و أصبحت السبع الموبقات نظام حياة لدى المجتمع الجزائري.

بيّنت الأرقام الرسمية ارتفاعا كبيرا في نسبة و شدة الأحداث الإجرامية في الجزائر بمعدل 700 جريمة يومياً من اغتصاب و قتل و حرق للجثث.

كما تحتل الجزائر المرتبة 31 عالمياً في عدد المسجونين في المؤسسات العقابية، إضافةً إلى هروب الأُسَر الجزائرية من مسؤولية التربية، مما نتج عن ذلك تزايد في نسبة الطلاق إذ تشير التقارير أنّ كل 8 دقائق توجد حالة طلاق في الجزائر. فما سبل التحرر و الخلاص من هذا الوضع؟..

يجيبنا العلامة الجزائري مالك بن نبي بضرورة التوجيه الثقافي و الأخلاقي للفرد الجزائري، من خلال ضرورة تصفية عاداتنا و تقاليدنا و إطارنا الأخلاقي و الاجتماعي الحالي، مما فيه من عوامل قاتلة و معتقدات لا فائدة منها، حتى يصفو الجو للعوامل و الثقافة الحية الداعية إلى الحياة.

إنّ هذه التصفية لا تتأتى إلا بفكر جديد قائم على القيم و الأخلاق الحميدة المستنبطة من ديننا الحنيف و سيرة نبينا صلى الله عليه و سلم، نستطيع من خلاله تحطيم الوضع الحالي الموروث عن فترة تدهور مجتمعٍ أصبح يبحث بعد صحوة 22 فبراير 2019 عن وضع جديد، هو بناء الجزائر المنشودة، لكن العام و الخاص يعلم أننا لن نتمكن من بناء الجزائر الجديدة إلا بعد بناء الفرد الجزائري الجديد.

لن يصلح آخر هذه الأمة إلاّ بما صلح به أولها، هذه الجملة التي قال فيها شيخنا العلامة محمد البشير الإبراهيمي: إن لم تكن من كلام النبوة فإن عليها مسحة من النبوة، و لمحة من روحها، و ومضة من إشراقها.

الجزائري الذي درس في الكتاتيب و الزوايا و حفظ القرآن و تعلم التفسير و الفقه، و تلقن المتون كالأجرومية و ابن عاشر، هو الذي ثار على المستعمر الفرنسي الغاشم و حرر وطنه من بطش فرنسا الجائرة، فهذه المناهج و البرامج هي من أنشأت لنا فرداً جزائرياً متشبع بتراثه و راغباً في الحرية لأنه آمن على أنّ لا معبود بحق في هذه الحياة إلا الله.

إنّ المناهج و البرامج الحداثية و ما بعد الحداثة المستعملة في التدريس اليوم برهنت أنها تُكرس في استمرارية التبعية و الهيمنة و صناعة فرداً جزائرياً منهزماً نفسياً، من خلال ضرب علاقة الفرد الجزائري بخالقه و الأخرى بطبيعة خلقته و حتى بموروثه و رموزه، إذ أصبحنا نشاهد ظواهر و آفات اجتماعية يندى لها الجبين.

أصبح الآن من الضروري أولاً تحرير المدرسة و الجامعة من هذه المناهج  و البرامج المستوردة و الموروثة عن المستعمر، و التي بنت و لازالت تبني فرداً جزائرياً وظيفياً يعمل بإدراكه أو بدونه على استدامة التخلف و استمرارية التبعية.

الرابط :https://eliktissadi.echaab.dz/2021/07/13/%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D9%8A-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A8%D8%B9%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84/?fbclid=IwAR1DQE7ZXTzuPaeTbJt_zr-rKhX8F-ZaXkup3BhaFtyix31lX4Yo-X9ctUI

قراءة 820 مرات آخر تعديل على السبت, 07 آب/أغسطس 2021 11:07

أضف تعليق


كود امني
تحديث