قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الإثنين, 30 آب/أغسطس 2021 09:30

ما بعد الديمقراطية و العلمانية

كتبه  د.حامد انور
قيم الموضوع
(0 أصوات)

إذا كان العقل أداة للتفكير، فهو يشبه بقية الحواس في  إمكانية أن ينخدع بالملاحظات غير الدقيقة، و إذا كان العقل يقوم بعملية جمع المعلومات عن البيئة المحيطة من خلال تلك الحواس ، فإن احتمال خطأ الحواس في عملية الإدراك يظل قائما، و كذلك خطأ النتائج التي يتوصل إليها العقل ذاته ؛ فقدرة هذه الحواس محدودة ؛ فالسمع و البصر اللذان يشكلان مصدر معظم المعلومات عن البيئة المحيطة لهما مدى إدراكي معين، فحاسة البصر ترى اللون الأحمر و اللون البنفسجي و الأشياء التي تقع بين هذين اللونين فقط هي المرئية، أما الأشياء التي يكون طولها الموجي أقصر من اللون البنفسجي فلا تُرى ـ و تسمى الأشعة فوق البنفسجيةـ و الأشعة التي طولها الموجي أكبر من اللون الأحمر تسمى الأشعة تحت الحمراء، و قد اُكتشفت هذه الأشعة من خلال ما يسمى بالأثر فهي لا تُرى بالعين المجردة و لكن من خلال تأثيرها المحيط حيث اكتشف العالم البريطاني وليم هرشل الأشعة تحت الحمراء عام 1800م عندما قام بقياس اختلاف الحرارة بين ألوان الطيف فلاحظ ازدياد درجة الحرارة بعد اللون الأحمر فكانت الأشعة تحت الحمراء، و بنفس الكيفية تم اكتشاف الأشعة فوق البنفسجية.
إذن، فليس كل ما لا يُرى لا يعني أنه غير موجود؛ فمن خلال الأثر نستدل على المطلوب. و كذلك حاسة السمع، فالأذن تسمع ما بين عشرين و عشرين ألف هرتز.
و قدرة العقل  البشر ي على سبر أغوار البيئة المحيطة محدودة لأنها محدودة بقدرة الحواس، فمهما وصل التقدم العلمي إلى درجات عالية تصبح قدرته على السيطرة على الكوكب محل شك.
ينقل ول ديورانت في كتابه  قصة الحضارة عصر لويس الرابع عشر عن بيير بايل ـ و هو أحد فلاسفة الثورة الفرنسيةـ عارضًا أفكاره فيقول: "إن العقل البشري لا يستطيع أن يصل بمفرده إلى الحقيقة المطلقة، و لا بد له من قبس من نور السماء حتى يصل إليها، و بدون هذا القبس، و بدون هذا النور يهبط العقل و يدخل في متاهة ظلامية لا مخرج منها."
و في 2600 صفحة من الاستنتاج و الحجج و البراهين اعترف ديورانت بضعف العقل فإنه - مثل الحواس التي يعتمد عليها- قد يخدعنا لأنه غالبا ما يتغشاه الانفعال. والرغبة والهوى – لا العقل-   في كثير من الأحيان هما اللذان يحددان سلوكنا، فالعقل يعلمنا أن نشك و لكنه قليلًا ما يحركنا للعمل. (إن أسباب الشك مشكوك فيها هي الأخرى)، و من ثم يجب على الانسان أن يشك إذا كان ينبغي له أن يشك... أية فوضى و أي عذاب للذهن! إن عقلنا يودي بنا إلى الحيرة ..و الهيم على وجوهنا على غير هدى لأنه حين يكشف عن أكبر قدر من حدة الذهن و الدقة يلقي بنا في الهاوية.
فهل العقل البشري أداة هدم أم أداة بناء؟ و المقصود بعملية الهدم هنا، هو عملية الشك ذاتها، فهو أداة للشك فقط لا لليقين، و لذلك فهو لا ينتهي من عملية شك ما إلا ليبدأ في شك آخر، و هكذا يجول و ينتقل هنا و هناك ليديم الصراع. و بناءًا على ذلك, أشار بايل على الفلاسفة  ألا يقيموا وزنًا كبيرًا للفلسفةـ و نصح المصلحين بألا يتوقعوا كثيرًا من الإصلاح، و حيث أن الطبيعة الإنسانية هي هي على مر القرون، فإنها بفعل الجشع، و حب المشاكسة، و الشهوة الجنسية ستظل تثير من المشاكل ما يفسد المجتمعات، و يؤدي إلى فناء أية مدينة فاضلة - يوتوبيا-  في مهدها. 
إن الناس لا يتعلمون من التاريخ، و كل جيل يتمخض عن نفس الأهواء و الأوهام الخادعة و الجرائم، و من ثم فإن الديمقراطية قد تبدو خطأ في التقدير قدر ما هي حقيقية (كما هو الحال في فرنسا الآن)، فالسماح للدهاة و المشعوذين و المضللين و المتهورين باختيار الحكام و رسم السياسة أدي في النهاية إلى انهيار فكرة الديمقراطية و العلمانية حتى و إن حاولوا أن يتمسحوا بهما. نحن الآن في مرحلة ما بعد الديمقراطية و العلمانية.

الرابط : https://wefaqdev.net/art6457.html

قراءة 740 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 01 أيلول/سبتمبر 2021 09:24

أضف تعليق


كود امني
تحديث