قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 12 كانون1/ديسمبر 2021 09:28

هل تغيِّرك المواقِف ؟

كتبه  الأستاذة إيمان أحمد شراب
قيم الموضوع
(0 أصوات)

نعتقدُ أنَّنا في غايةِ اللُّطفِ و الحنانِ و الرقَّة، و نرى أنَّنا من الصابريْن الشاكريْن، و قد نصِفُ أنفسَنا بالمتعلمِّين الأذكياء المثقَّفين.. و ربّما نحن من فئةِ المتعاطفِين مع الضعفاء و المظلومِين. أو مِن الأقوياء الواثقِين؟ من المتواضعِين؟ أم هل نحن ممن يحبُّ الخيَر للنَّاس؟ و نساعدُهم عند حاجتِهم؟ أو ربما نظنُّ أنَّنا من الكاظمِين الغيظَ و العافِين عن النَّاس؟.

    لكن، أيَّ المقايِيس يجبُ أنْ نعتمدَ لنحكم أنَّنا ضمن هذه الفئةِ أو تلك؟ هل هو مقياس التربية؟ ما أقوالُ النَّاس عنَّا و رأيهم فينا؟ هل الشهادات التي حصَلْنا عليها؟. كلها مقاييس لا يتأكد تأثيرها إلا بعد دخولِ اختبارِ الابتلاءات و المواقف!.

     أليس ابتلاءً أو موقفًا غير متوقع نتعرض له، أو كلمة لم تعجبْنا يقولُها أحدهم، أو حتى نصيحةٍ، تكشفُ المستورَ من أخلاقِنا و طباعِنا، فيظهرَ البشعَ المتخفِّي، أو يتأكد الذهب الجميل الأصيل الذي لدَينا و الذي لا يتبَدل مهما تبدَّلت الظروف؟.

    قد يطلبُ صديقٌ مالاً احتاجَه كدَيْن، و نحن نملكُ ما يريدُه فعلاً، فنرتبك و ننسَى كل نظريات الأخوَّة التي كنَّا نعظُ الناس بها في المجالس، و نعتذر له بأيِّ حجة! و قد يطلبُ أحدٌ خدمةً معيَّنة يعرفُ أنَّنا قادرون عليها، فنتَّهِمه بأنَّه يريدُ أن ينجحَ بالتسلُّقِ على أكتافنا، بل و حتى عندما ينجح بعيداً عنَّا نشعرُ بالغِيرة و نحسده! و جزعٌ يصيبنا و تذمرٌ و سخطٌ عند أوَّل شِدَّة، فأين الصبر و أين الرِّضا الذي كنَّا نقنعُ به الكثيرين؟.

    و نذمُّ الغيبة في مكان، و في مكانٍ آخر نكون أعضاءً مهمِّين في مجالسٍ للغيبة!

   معادِننا و أخلاقنا و طباعنا يكشفُها حدثٌ كبير أو صغير، فقد نكون نشبِّه أنفسَنا قبل موقفٍ ما و أثناءه و بعده، بل و يزيدنا ذلك ثباتاً و إيماناً و خبرة.. و قد يُظهر أنَّنا لسنا أنفسَنا، فقبْل قليل كنَّا مثالييْن، لكنَّ موقفاً فضحَ حقيقة أخلاقنا. و من فضلِ الله علينا أنَّه يمنحنا الفرصَ تلوَ الفرص لنتوبَ و نحسِّن أخلاقنا؛ فنفوزَ بمِنحة الأحبِّ إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم و الأقرب منه مجلساً في الجنة: ((إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلَاقا)).

    و التغيير عندما يكون هدفاً نريده و نسعى إليه، فإنَّه ممكنٌ و ليس مستحيلاً:

أولاً: مَن أرادَ التغيير؛ عليه ألا يلقي اللومَ على تربيةٍ أو صحبَةٍ أو شخصٍ، لأنَّه مهما كانت الأسباب من حولهِ فهو المسؤولُ عن إصلاحِ عيوبِه بعدما كبرَ و نضج.

ثانياً: يقرُّ أمامَ نفسِه بالعيب الذي اكتشفَ و لا يُخفي الحقيقَة مهما كانت صادمة.

ثالثاً: أن يمتنَّ لذلك الموقف الذي كان السبَب، فلولاه ما ظهرَ ذلك العيب، و يسألُ الله العَوْن و التوفيق، و يبدأ رحلة التغيِير ليكون ذلك المسلم الذي يرضى عن نفسِه لأنَّه يرضي الله.

رابعاً: يقرأُ و يستمعُ إلى الدُّروس و المحاضرات التي تتحدَّث عن بشاعةِ ما لديْه من سوءٍ (كذب، سرعة غضب، حسد، أنانيَّة، عجز و كسل أو غرور...) حتى يمكنه رؤية هذا السُوء جيداً و تأثيره عليه و على النَّاس و المجتمع.

و يقرأُ كذلك عن فضلِ و جمالِ و أثرِ و ثوابِ الصِّفات النبيلة التي يسعى إليها، و يتخيَّل نفسَه و قد أصبحَ صادقاً، أو محبًّا لأخيه ما يحبُّ لنفسه، أو متعاوناً، كريماً، حليماً، أو بارًّا... فينشرح صدره و يمتلئ حماساً نحو التغيير.

خامساً: قراءة سيرة الرَّسول صلى الله عليه و سلم و الصحابَة و الصالحِين، لأنَّ هذه السِّيَر العطِرة تزكِّي النفوس و ترفعَها عن الدَّنايا و السخافات و تُنضِج العقلَ و ترتقي بالأهداف.

سادساً: يطلبُ من أحدِ المحبِّين الصادقِين مراقبته لتقويم مستوى التحسُّن، و النُّصح و الدَّعم.

سابعاً: أن يثقَ أنَّه مادام يسعى لإصلاحِ عيوبِه، فهو إنسانٌ صالح جيِّد و يزدادُ صلاحاً يوماً بعد يوم.

ثامناً: يقيِّمُ وضعَه ليكونَ أفضل من نفسِه مرَّة بعد مرَّة، و خاصَّة في خضمِّ المواقف و الأحداث، حتى يرى أنَّه تخلَّص من السُوء الذي كان في خُلقِه و استبدلَه بحسَنٍ جميلٍ يُرضي الله و رسوله، فإنَّه ((مَا مِنْ شَيءٍ أَثْقَلُ في ميزَانِ المُؤمِنِ يَومَ القِيامة مِنْ حُسْنِ الخُلُقِ)).

 

المصدر : موقع مجلة إشراقات

الرابط : https://ishrakat.com/article-desc_7501_%D9%87%D9%84-%D8%AA%D8%BA%D9%8A%D9%91%D9%90%D8%B1%D9%83-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%A7%D9%82%D9%90%D9%81%D8%9F

قراءة 602 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 15 كانون1/ديسمبر 2021 09:27

أضف تعليق


كود امني
تحديث