قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 12 كانون1/ديسمبر 2021 10:54

الإسلام و التغيير الراشد

كتبه  الأستاذة رقية القضاة من الأردن الشقيق
قيم الموضوع
(0 أصوات)

يعتبر التغيير و التجديد الإيجابي مطلبا إنسانيا و حياتيا ضروريا، نظرا لتغيّر أنماط الحياة البشرية و تطوّرها الدائب، الذي لا يفتأ يتحرك باتجاهات شتى، تتأرجح بين ما فيه نفع للبشرية بكل ما لديها من منظومات قيمية أو بنية حضارية و إنسانية، أو تغيير سلبي مدمر، يهدف إلى تحقيق مصالح غالبا ما تصب في مصلحة دعاة ذلك التغيير، و التي غالبا أيضا ما يدفع ثمنها أولئك الذين صفقوا لها مخدوعين بها، او مستضعفين مقهورين لقمعها و قوتها.
و باستثناء الحركات التغييرية الرسالية، و هي تلك التي جاءت بها الرسالات السماوية، فإن التاريخ الإنساني لم يسجل في صفحاته الطويلة حركات امتازت بالعدالة و الوجه الإنساني الشامل، بل ظلت تلك الحركات قاصرة عن فهم و إدراك الفطرة البشرية، و ما يتواءم معها من تشريعات تضمن استمرارية العطاء الحضاري و عدالته، و كثيرا ما كانت قيادات ذلك التغيير، تحمل نظرة قاصرة إلى مواطن الخطأ و حقيقته و صنّاعه، فتأتي الدعوة إلى التغيير إنتقائية، تفتقر الى الشمولية و المنطق، مما جعل الكثيرين من قادة و مفكري تلك الثورات أو الحركات التغييرية، يخضعون للمزاجية او التحيز، و هم يخطّئون أو يصوبون تلك الاحداث التي تتبع مرحلة التغيير الأولى ( الثورة الفرنسية كمثال )، و لأن مرجعية تلك الحركات لا تستند اساسا إلى تشريع حكيم و عادل و محدد و مراع لاحتياجات الإنسان كإنسان، بكل خصائصه و ارتباطه بمحيطه العقائدي و الإقتصادي، فقد ألغت و دون تفكير، كل دور للدين مثلا في حياة الناس، و ربطت مصالحهم بالمادة، مؤثرة على بسطاء التفكير بالشعارات العاطفية الرنانه، و التي سرعان ما تكشَف وهنها و عدم صلاحيتها لتحقيق السعادة المنشودة للبشرية.
و حتى الرسالات السماوية التي سبقت الإسلام و التي جاءت ايضا كحركات إصلاح و تغيير، لظروف و معتقدات جائرة استعبادية، فإن يد التغيير السلبي لم تلبث أن طالتها بالتحريف و التجيير لصالح طبقة من البشر، ظلت تظهر على مدى أزمنة التاريخ، إلى أن أشرقت شمس الإسلام بدفئها الإنساني، و حركتها التغييرية الراشدة العادلة الشاملة، معلنة أنها آخر رسالة سماوية إلى أن يرث الله الارض و من عليها.
و عليه فإنها جاءت كاملة شاملة، متواءمة مع فطرة الإنسان، مؤكدة على حق الإنسان في عيش كريم آمن الجانب، موفور الكرامة حر التفكير و الإعتقاد و التملك، وفق قانون إلهي عادل، تفرد فيه الخالق العليم الحكيم، بإيضاح العقيدة التي لايقبل عند الله، سواها باسطة بالشرح البين و التفصيل المستفيض، شريعة الله السمحة، التي هي بحق حركة تغيير، قلبت كل موازين البغي و الكبت و الإستعباد و تقييد العقول و تغييب حرية البحث و الإستنتاج، هازئة بخضوع العقل البشري لآلهة اقل شأنا من عابديها، مؤكدة على تسخير ما في الأرض جميعا لهذا الإنسان المكرم المستخلف من الله جل و علا في ارضه الرحيبة، ضامنا له حرية المشي في مناكبها رافضا كل الرفض تلك المنظومة الإجتماعية الخاطئة الجائرة، التي مكنت فئة متنفذة بغيا و عدوانا من رقاب و عقول و مقدرات أمم مطحونة، مقهورة لنظام بشري الصياغة، طاغوتي المنهج، قاصر النظرة، استعبادي النزعة، ليقر عبر حركة تغيير حاسمة (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) وهو المنهج الذي انطلق به لسان الفاروق حين اعتدي على حرية فرد مغمور من قبل متنفذ، استهان بكرامة الضعيف‘ متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا’.
إن ما نراه اليوم من تخوف من الإسلام، كحركة تغييرية، و اعتباره ايديولوجيا تحول بين الإنسان و حرية التفكير و التعبير، و هو ابعد ما يكون عن هذا، بل إنه يضع البشرية أمام حقائق بينة، قد بت فيها برأيه، و يترك له مجالات كثيرة واسعة للبحث و التوصل إلى ما تبتغيه في التقدم العلمي و الحضاري، و المنصفون من الباحثين و دعاة التغيير يعرفون هذه الحقيقة، و يدركون أن ما قطع فيه الإسلام برأيه لم يصطدم ابدا بحقيقة علمية، او فطرة بشرية، بل إنهم وجدوا فيه نقطة البداية إلى كثير من الحقائق العلمية، و التوجيهات الإنسانية التي أثبتت جدارتها التامة في مجالها، فالخوف من الإسلام كفكر محرك و دافع للتغيير الشامل المتحضر، ليس له ما يبرره، اللهم الا من قبيل التعصب الأعمى، و الرفض الجاهلي غير ا لمنصف..
بقي أن نقول بملء الثقة، إن أي تغيير يقصد به الخير للبشرية، لا بد له من المرور المستانس الجاد الواعي المقدر لمنهج الله التغييري، الذي اجمعت كل الآراء المنصفة اسلامية و غير إسلامية، على أحقيته و صلاحيته و قدرته وحده دون سواه، على قيادة البشرية في حركة تغييرية فكرية و سياسية و اقتصادية و إنسانية شاملة عبر قنوات سلمية، تعتمد على الحجة و التجربة و اطلاق الحرية للعقول كي تقرر بملء إرادتها مدى النفع الذي سيحققه لها الإسلام بمنهجه التغييري الإلهي الشامل الكامل.

الرابط : https://www.sawaleif.com/%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b3%d9%84%d8%a7%d9%85-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%ba%d9%8a%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a7%d8%b4%d8%af-%d8%b1%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b6%d8%a7%d8%a9-118245/

قراءة 642 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 15 كانون1/ديسمبر 2021 09:29

أضف تعليق


كود امني
تحديث