قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 19 كانون1/ديسمبر 2021 09:17

قضايا فلسفية في الذكاء الاصطناعي

كتبه  الأستاذ سعيد عبيدي
قيم الموضوع
(0 أصوات)
يعج ميدان الذكاء الاصطناعي بالأسئلة الفلسفية، ليس فقط لأن هذا الميدان خطف الأنظار و حاز اهتمام الكثير، و لا لأنه كان نتاج ميادين مختلفة ضمت علم النفس و الاجتماع و الفلسفة و الرياضيات و الهندسة و غيرها، و لكن بدرجة أهم، لأن هذا الميدان يتعامل مع العقل و وظائفه و يتعامل مع ظاهرة الذكاء. و كل هذه الأشياء لم تحسم بعدُ، و ما زال يحدوها الكثير من الغموض، و أسئلة عديدة حولها ما زالت تنتظر الإجابة. و القضايا الفلسفية في هذا الميدان عديدة، و مناقشتها لا تقل أهمية عن فروع الذكاء الاصطناعي و تطبيقاته و نجاحاته. كما أنه من الصعب أن نسلط الضوء على كل القضايا، و لكننا سنحاول طرح أهمها في هذه المقالة و منها: التفكير، الإبداع، الوعي، البديهة و العاطفة.

بخصوص قضية التفكير، يرى “عادل عبد النور” في كتابه “مدخل إلى عالم الذكاء الاصطناعي”، أن هذه القضية كانت سببًا في ظهور تياران رئيسيان، أحدهما يقول إن الحواسيب ليست ذكية بالقدر الذي تتفوق به على ذكاء الإنسان، بينما يذهب التيار الثاني إلى أن الحواسيب تفوقنا ذكاء و قدرة. و من أبرز عناصر التيار الأول كان الناقد “هيبرت درايفوس” (Hubert Lederer Dreyfus) صاحب كتاب “ما لا تستطيع الحواسيب القيام به حتى الآن” (What Computers Can’t Do)، الذي نشره سنة ١٩٧٢، ثم أتبعه سنة ١٩٩٢ بكتاب آخر أسماه “ما زالت الحواسيب لا تستطيع القيام به” (What Computers Still Can’t Do)، و كان هذا الباحث يرى أن الآلات و الحواسيب ليست ذكية، و من المستحيل أن تكون ذكية حتى في المستقبل البعيد.

أما التيار الثاني فقد كان من أبرز عناصره “مارفن منسكي” (Marvin Lee Minsky)، و قد كان متفائلاً جدًّا عندما صرح في بداية ظهور الذكاء الاصطناعي، أنه خلال العشر سنوات المقبلة لن ترضى بنا الحواسيب حتى كحيوانات أليفة، و هذا معناه أنها ستتفوق علينا في الذكاء نحن معشر البشر الذي أوجدناها.

فعلى الرغم -إذن- من التطور الكبير الذي أبدعته أبحاث الذكاء الاصطناعي نحو إضفاء بعض من خصائص الذكاء على الحاسوب، “فإن الوقت لا يزال مبكرًا للقول بأن هنالك برامج ممكن أن تحاكي العقل البشري في أسلوبه في التفكير و الإبداع. و النجاح الحالي الذي تشهده برامج الذكاء الاصطناعي، إنما هو تطوير لبرمجيات معينة متخصصة في مجالات تطبيقية محددة تتضمن فيها الآلة حصيلة خبرة بشرية في مجال من المجالات. فالذكاء الاصطناعي يهدف -إذن- إلى بناء آلة قادرة على محاكاة الذكاء البشري، باستخدام برمجيات متطورة يمكن أن تحاكي بعض أنماط التفكير الإنساني، و مع الوصول إلى البرنامج الصحيح، يأمل الباحثون محاكاة خاصيتي القابلية للتكيف (Adaptability)، و الطلاقة (Fluently) التي تتميز بها عمليات التفكير الإنساني”.

أما بخصوص قضية الإبداع، أو بصيغة أخرى هل يمكن للحاسوب أن يبدع؛ أن يرسم أو أن يعزف الموسيقى أو أن يؤلّف الروايات وغيرها؟ فيرى الباحثون “أنه بالرغم من تفوق الحاسوب في ميادين متعددة كالمنطق و الرياضيات و غيرهما، فإن هناك صعوبة في أن يصل إلى درجة الإبداع، و لكن رغم ذلك ظهرت بعض المحاولات الجادة لجعل الحواسيب مبدعة، لعل أكثرها إثارة كان هو برنامج AARON الذي يملك القدرة على رسم لوحات فنية جميلة و متنوعة، و له القدرة حتى على الرسم التجريدي. و مما لا شك فيه أن هذا البرنامج الذي ظل تحت التطوير ٢٠ سنة كاملة، يقدم أعمالاً فنية مذهلة تصل إلى مستوى الفنانين البشريين”.

و ارتباطًا بقضية إبداع الحاسوب وقدرته على ممارسة الفن، ظهرت مدرسة حديثة سميت بمدرسة “الفن التكنولوجي” (Technological Art)؛ فالآلة باستطاعتها الآن -حسب هذه المدرسة- أن تصنع الفن و تبدعه على نحو مباشر و بتعليمات محددة، أو من خلال برنامج محدد، حيث يمكن إنتاج لوحات تحاكي أعمال أشهر الفنانين، كأعمال “ليونردو دا فنشي” و”بيكاسو” أو ما تماثلها على الأقل. و هكذا أصبحت الآلات الإلكترونية قادرة على إيجاد الصور، و لم يعد الفنان هو وحده القادر على إنتاج الفن، و أصبح المتلقي أو المشاهد قادرًا على فعل ذلك أيضًا من خلال برامج و تعليمات معينة. فالحواسيب إذن أصبحت تملك إمكانات هائلة على تصميم الخطوط و اختيار الألوان و مزجها، و القدرة على تغييرها بصورة فورية، كما أنها أصبحت تتميز في مجال الرسم بالمرونة التامة في تصغير الأشكال و تكبيرها و تجزيئها و إعادة تجميعها، و تحريكها و نقلها، و كذلك دمجها مع أشكال أخرى”.

أما بالنسبة لقضية الوعي فيمكن القول: إن “دراسة طرق عمل المخ البشري و الخلايا العصبية المسؤولة عن الوعي، قد أدى إلى ظهور و تطور الشبكات العصبية الاصطناعية التي تنتج نوعًا من الوعي عند الآلات الذكية. فالشبكة العصبية الاصطناعية، هي نموذج يحاكي الشبكة العصبية الطبيعية، و تستخدم عددًا من الطرق الأساسية المستخدمة في النظم الطبيعية بمساعدة برمجيات المحاكاة و أسلوب المعالجة المتوازية. و تشمل طرق المعالجة المتوازية عناصر معالجة تسمى خلايا عصبية اصطناعية متصلة في شبكة معمارية، و هذه الخلايا الاصطناعية تناظر الخلايا العصبية الطبيعية، حيث تستقبل المدخلات التي تناظر النبضات الكهروكيميائية التي تستقبلها النهايات العصبية في الخلية الطبيعية من خلايا أخرى، و المخرجات من الخلية الاصطناعية تناظر الإشارات الخارجة من الخلية الطبيعية عن طريق الموصل الطرفي، و هذه المخرجات تكون عبارة عن إشارة صناعية يمكن تغيرها بطريقة تشابه تلك التي تحدث في نقطة المرور”.

و ما وصلت إليه الدراسات اليوم في مقاربة مسألة وعي الآلات الذكية، “يعتمد على الفهم الحالي للشبكات العصبية الطبيعية، و نتيجة القصور في الفهم الكامل لطبيعة عمل المخ و العقل، فإن الحساب العصبي ما زال غير قادر على المحاكاة الكاملة للنظم الطبيعية. و قد ساهمت الشبكات العصبية الاصطناعية كثيرًا في الوصول إلى قدر معقول من المحاكاة نتيجة استخدامها لبعض خواص النظم الطبيعية، و لكن ما زال هنالك الكثير من البحث و الدراسة، للوصول إلى آلة اصطناعية تشبه في وعيها وعي العقل البشري”.

و من القضايا الفلسفية التي اشتغل عليها الباحثون أيضًا في مجال الذكاء الاصطناعي، قضية “البديهة”؛ فعلى الرغم من أنهم كانوا يدركون تمام الإدراك أنه من الضروري تغذية الآلات بكل المعلومات الأساسية و المعارف الضرورية، إلا أنهم لم يتوقعوا حجم و دائرة المعارف التي يمتلكها الإنسان حول نفسه و حول محيطه، و التي من الضروري برمجتها و إدخالها إلى “عقل” الآلات الذكية. “فإذا أردنا تغذية الآلة بمعلومة مثل “إن الولد في المدرسة”، يجب كذلك تغذيتها بمعلومات كثيرة أخرى مصاحبة مثل “إذا كان الولد في المدرسة فيده في المدرسة كذلك”، إلى غير ذلك من المعلومات المرتبطة بهذا النشاط. و من هنا تجابهنا الكثير من الأسئلة، في مقدمتها: هل بوسع الإنسان تغذية هذه المعارف للحاسوب و هو نفسه لا يقدر على حصرها؟ حتى و إن تمكن من حصرها، على أي شكل يعرضها على الحاسوب؟ على شكل موسوعة أم على شكل منجد أم على شكل قوانين؟ و هل لكل المعارف قوانين؟ و كيف نتعامل مع الاستثناءات؟ عقبات كثيرة و صعبة تعترض الباحثين في هذا المجال، لكنهم يعيشون على أمل كبير في أن يتوصلوا إلى طريقة تجعل الآلات الذكية قادرة على التعلم و كسب المعارف، و بالتالي لن يكون هناك داع لتغذيتها بكل المعارف الإنسانية المتجددة”.

بقي في ختام هذه السطور، أن نتحدث عن قضية العاطفة، و هي من بين القضايا الفلسفية التي جابهت علماء الذكاء الاصطناعي. “فقد يكون سعي الإنسان إلى صنع آلات ذكية، له مبررات يتفق عليها الكثير، لكن سعيه إلى صنع آلات لها عاطفة يعترض عليه البعض؛ و ذلك بسبب النظرة الغربية الكلاسيكية التي كانت تهزأ من العاطفة، حيث كانت تعتبرها سببًا للفوضى و خطرًا على المنطق و العقلانية. فإذا كانت العاطفة كثيرًا ما تدفع الإنسان إلى اتخاذ قرارات غير معقولة، فلماذا نسعى إلى إضفائها على الآلة؟ إن العاملين في مجال الآلات الذكية و العاطفة، يرون أن هناك على الأقل أربعة أسباب تجعل وجود آلة بعاطفة ضرورة، و هي:

١- تسهيل البحوث و التجارب في ميدان العاطفة البشرية و علم النفس، عن طريق المحاكاة عوضًا عن التجارب على الإنسان.

٢- جعل الإنسان الآلي أكثر نجاحًا و فاعلية في المحيط الاجتماعي.

٣- جعل التعامل بين الآلات ممكنًا وناجحًا، لأنه سيصبح من الممكن لهذه الآلات أن تتفاهم.

٤- العاطفة تعطي للآلة إمكانية التعرف على الإنسان و المحيط الذي تعيش فيه”.

من هنا يسعى علماء الذكاء الاصطناعي إلى صنع آلات قادرة على “فهم المشاعر و التعبير عنها، و امتلاك تقييم إيجابي للذات.. آلات قادرة على فهم الطريقة التي يشعر بها الآخرون، و قادرة على إقامة علاقات ناضجة و مسؤولة دون الاعتماد على الآخرين.. آلات تتصف بالتفاؤل و المرونة و الواقعية و النجاح في حل المشكلات، و القدرة على البرهنة على الأفكار و الآراء بوضوح، و التعامل مع الضغوط دون فقدان التحكم”.

في الختام يتبين لنا، أن “منتجات” الذكاء الاصطناعي ستكون أكثر قوة و ذكاء منا -على ما يبدو- قبل نهاية القرن الحالي في كل شيء تقريبًا؛ ستكون هذه الآلات قادرة على برمجة نفسها بنفسها، و استيعاب كمّيات ضخمة من المعلومات الجديدة، و التفكير بطريقة سنكون نحن -صنّاع هذه الآلات- قادرين بالكاد على تخيلها، ستكون قادرة على فعل ذلك في كل ثانية من كل يوم، ستكون أسرع منا و أكثر اجتهادًا. و هذه الأمور كلها تثير اليوم مخاوف الباحثين الذين انقسموا إلى طرفين بخصوص هذه “المنتجات” الذكية و استعمالاتها؛ فمنهم من يرى أن مستقبلنا سيكون رائعًا في ظلها، و منهم من يرى أنها ستقضي على التواجد الإنساني و تسيطر على العالم.. ففي توصيات المؤتمر الدولي الثالث لتقنيات المعلومات و الاتصالات في التعليم و التدريب، المنعقد في الخرطوم شهر مارس من العام الماضي، أكد المؤتمرون على أن العلماء في اتجاه التطور في مجال الذكاء الاصطناعي انقسموا إلى قسمين؛ قسم يرى أن هذه الآلات الذكية ستصل في النهاية إلى تحطيم حياة الإنسان و السيطرة على العالم، و تصل إلى مرحلة من التطور يصعب معها على الإنسان التحكم فيها، و قسم آخر لا يري في الأمر خطورة، بل بالعكس يتطلع على مستقبل فيه من الرفاهية الشيء الكثير لما ستوفره الآلات الذكية من يسر في أغلب مجالات الحياة، فقط علينا أن نبرمجها لخدمة الإنسانية و أن نزوّدها بالقيم النبيلة. 

(*) كاتب و أكاديمي متخصص في الفكر الإسلامي / المغرب.

المراجع

(١) مدخل إلى عالم الذكاء الاصطناعي، عادل عبد النور بن عبد النور، مدينة الملك عبد العزيز للعلوم و التقنية، المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى ٢٠٠٥.

(٢) استخدام الحاسوب في تنمية التفكير الابتكاري، عبد الهادي محمد، دار الفكر عمان، الطبعة الأولى ٢٠٠٢.

(٣) الروبوت: ميكانيكية الإدراك و مرئيات في الصناعات الحديثة، إبراهيم عبد الله القلاف، المؤسسة العربية للطباعة و النشر، البحرين ١٩٩٩.

(٤) تصنيف الفنون العربية و الإسلامية: دراسة تحليلية نقدية، سيد أحمد بخيت علي، المعهد العالمي للفكر الإسلامي، فيرجينيا، الولايات المتحدة الأمريكية، الطبعة الأولى ٢٠١١.

(٥) الحاسوب في إدارة الأعمال، الصيرفي محمد عبد الفتاح، دار قنديل للنشر و التوزيع، عمان، الطبعة الأولى ٢٠٠٣.

(٦) الذكاء الصناعي: دليل النظم الذكية، سرور علي، دار المريخ للنشر و التوزيع، الرياض، السعودية، الطبعة الأولى ٢٠٠٥.

(٧) القدرة الاجتماعية العاطفية لأطفال ما قبل المدرسة و علاقتها بالذكاء و النضج، شبيب حسين أحمد، المجلة المصرية للدراسات النفسية، العدد الأول، أكتوبر ١٩٩١.

(٨) الذكاء العاطفي للمدير الناجح، نصيف غسان، شعاع للنشر و التوزيع، حلب، سورية، الطبعة الأولى ٢٠٠٦.

 الرابط : https://hiragate.com/25190/
قراءة 606 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 22 كانون1/ديسمبر 2021 09:16

أضف تعليق


كود امني
تحديث