قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 02 كانون2/يناير 2022 09:17

عالمية الإسلام.. و عولمة الغرب

كتبه  د. محمد راتب النابلسي
قيم الموضوع
(0 أصوات)
عالمية الإسلام تعني أن الإسلام لم يكن يوماً للعرب، ولم يكن القرآن يوماً لقريش، فهو منذ اليوم الأول ؛ سواء و هو يخاطب العشيرة الأقربين، أو يخاطب قريشاً، أو يخاطب العرب أجمعين، أو يخاطب الناس كافة، إنما يخاطبهم بمبدأ واحد و يطلب منهم الانتهاء إلى هدف واحد و هو إخلاص العبودية لله، و الخروج من العبودية للعباد إلى العبودية لرب العباد، بل إن هذه الحقيقة هي فحوى دعوة الأنبياء جميعاً:
﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (25)﴾
( سورة الأنبياء )
 إن هذا الدين ليس إعلاناً لتحرير الإنسان العربي، و ليس رسالة خاصة بالعرب، إن موضوعه هو الإنسان، أي إنسان، و مجاله هو الأرض، كل الأرض، إن الله سبحانه ليس رباً للعرب وحدهم ولا حتى لمن يعتنقون الإسلام وحدهم، إن الله هو رب العالمين، و هذا الدين يريد الله منه أن يرد العالمين إليه ؛ و أن ينتزعهم من العبودية للبشر و لأحكام يشرِّعها لهم أناس من البشر إلى العبودية لخالق البشر، و هذه هي العبادة التي لا يمكن أن تكون إلا لله، و أن من يتوجه بها لغير الله يخرج من دين الله، مهما ادَّعى أنه من هذا الدين بمكان، و لقد نص رسول الله صلى الله عليه و سلم على أن الاتباع هو العبادة، فقال عن بعض المشركين:
(( إنهم حرموا عليهم الحلال، و أحلوا لهم الحرام، فاتبعوهم، فذلك عبادتهم إياهم ))
[رواه أحمد والترمذي عن عدي بن حاتم]
 قال المغيرة بن شعبة لرستم قائد جيش الفرس في القادسية، و هو يسأله قبل المعركة: ما الذي جاء بكم ؟ فيجيبه: إنّ الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده، و من ضيق الدنيا إلى سعتها، و من جور الأديان إلى عدل الإسلام.
الله هو رب العالمين و قد أكدت هذه الحقيقة ايات كثيرة في القرأن الكريم:
 قد أكدت هذه الحقيقة آيات القرآن الكريم، كما بينتها الأحاديث النبوية، و السلوك النبوي الشريف، و هي كثيرة نستعرض بعضاً منها:
﴿ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (86)﴾
( سورة ص)
 و قال:
﴿ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (86)﴾
( سورة التكوير)
 و قال:
﴿ وَ مَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107)﴾
( سورة الأنبياء)
 و قال:
﴿إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَ هُدًى لِلْعَالَمِينَ (96)﴾
( سورة آل عمران )
 و قال:
﴿ وَ مَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (104)﴾
( سورة يوسف )
 و قال:
﴿ تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً (1)﴾
( سورة الفرقان )
و قال:
﴿ وَ مَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَ نَذِيراً﴾
( سورة سبأ)
العولمة مظاهرها و أساليبها:
 أما العولمة كما يريدها و يروِّج لها دُعاتها لا تعدو أن تكون تعبيراً معاصراً عن نزعة تسلطية قديمة، صاحبت كل قوة غاشمة على مدار التاريخ. إنها تضفي طلاءً من الذهب على الأغلال الحديدية، و تتوارى خلف أقنعة زائفة من العبارات الجذابة، و الشعارات البراقة، كالعدالة، و الديمقراطية، و الحرية، و السلام العالمي، و التعايش السلمي، و حقوق الإنسان، و مكافحة الإرهاب، فهي علقم قديم في آنية جديدة.
 لعل من أبرز مظاهر هذه العولمة انهيار السدود بين الحضارات و الثقافات، و فرض الهيمنة الغربية في مختلف المجالات ؛ سياسة، و اقتصاداً، و إعلاماً، و فكراً ؛ توطئة للاستيلاء على ثروات الشعوب، و شل قدراتها الوطنية، و مسخ هويتها و خصوصياتها الحضارية، و تحويل أسواقها المحلية إلى أسواق استهلاكية، تفتح الأبواب على مصاريعها أمام الشركات الأجنبية لترويج منتجاتها و تراكم أرباحها.
 و قد رأينا من ذلك بدايات مؤسفة، لا تخطئها العين، تمثلت في شيوع التقاليد، و الأزياء، و أنماط الحياة الغربية، و مزاحمتها لمثيلاتها الوطنية مع ما يجلبه هذا الوافد الغربي من مفاهيم بلاده و قيمها، و لعل هذا يوضح الصلة بين شيوع هذه المظاهر، و بين مظاهر التخنُّث، و ضعف التدين، و انفراط عقد الأسرة، و انتشار المخدِّرات، و الجريمة المنظمة !
و لقد وعى القوم دروس التاريخ فقدموا القوة الناعمة، و هي المرأة على القوة الضاربة ؛ لأنها أقل استفزازاً للآخرين، و أقل ظهوراً لهم، و أقدر على شلّ قدراتهم على المقاومة، و أقتل لروح الاستبسال و المواجهة في صدورهم.
 و إذا كان الأسلوب التقليدي لدى القوم قد تمثل في حمْل الآخرين على فعل ما تريد و لو باستخدام القوة المسلحة، فإن الأسلوب الأمثل اليوم يتمثل في حمل الآخرين على إرادة ما تريد، و الإقبال عليه عن طواعية و اختيار، و هذا يتوقف بطبيعة الحال على حسن تسويقه، و جاذبية عرضه من ناحية، كما يتوقف على حجم الإغراء الذي تحمله الجوائز التي تقدم ثمناً لمَن يتعاونون مع القوم من ناحية أخرى !
 المشكل القائم حالياً لا يكمن في مبدأ العولمة، و إنما يكمن في نوعية هذه العولمة، و خصوصياتها، و بنائها، فعولمة القطب الواحد فيها خصوصيات القطب القوي الواحد، كالاحتكار، و إرادة الهيمنة، و سلوكية الكيل بمكيالين، بعيداً عن روح المشاركة، و التنافس الحر الشريف، و من خصوصيات القطب الواحد قانون تضخيم الأرباح، و لو على حساب الأرواح، و عدم خضوع هذا النظام للشرائع الإلهية.
مستفاد من كتاب : ومضات من الإسلام

 

المصدر : موقع مجلة إشراقات

قراءة 633 مرات آخر تعديل على الخميس, 06 كانون2/يناير 2022 10:00

أضف تعليق


كود امني
تحديث