قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الثلاثاء, 04 كانون2/يناير 2022 09:15

دعاة في طريق النجومية و علماء عند أعتاب السجون

كتبه  الدكتور طه كوزي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

إن هذه الآلة الإعلامية الفكرية على فتْكها و خطورة ترسانتها إلا أنها تخِرّ فاشلة و تندحر مهزومة مهزوزة حين يتعافى جيلُنا من إدمان شبكات التواصل (غير) الاجتماعي، و ومضات "اليوتوب" الجاهزة، و تصنيفات "غوغل" الرتيبة.

هناك خلف الكواليس، و في عتْمة غرف التحْرير المغلّقة في عالمنا العربيّ الإسلاميّ: آلةٌ فكرية - إعلاميّة خفيّة تتحرّك في الظلام، لترسُم بريشتها الإشهارية السحريّة مشهداً فكرياً مشّوشاً؛ فترسم أمام الناشِئة عدداً من المشاهير و النجوم من المُتحدّثين باسم العِلم و الدين، لكنها بالمُوازاة، تعمل، بكل دهاء و مُكْر، أن تخفِض آخرين و تحاصرهم، و كلُّ أملها أن تنجح في حجب الناس عن رُؤْيتهم، و التوجُّه إليهم،  و الانطلاق من أفكارهم...

تقوم هذه الآلة الخفيّة، في المقام الأول، برفْع عددٍ من المُنتسِبين إلى "العِلم" و المُتحدّثين باسْم "الدين" فجأة، و من دون سابق إنذار، إلى سماء الشهرة؛ فتصنع منهم وُعّاظاً نجوماً، و مُفكِّرين واعدين: يُمَنُّون الجماهير التوّاقة بغدٍ أفضل، و يومٍ أسْعد: فيوحون إلى الجماهير من حولهم أنهم هم الوكلاء الحصريون لتحقيق خلاص الأمّة و نجاتها من تخلُّفها، و وهنها، و ضُعْفها...

حين تتحقّق نجومية هؤلاء الدُعاة، و تلْمع أسماؤهم، و تخفَقُ لذكرهم قلوبُ الجماهير و أفئدتها؛ في تلك اللحظة يخيّرهم أسيادهم و كبراؤهم الذين رفعوا ذكْرهم و فتحوا أمامهم طريق النجومية من دون قيد أو شرط في ما مضى: طريقين لا ثالث لهما؛ فإما أن يتبنّى هؤلاء "الدُعاة النجوم" المواقف السياسية لسادتهم، و يُدافعون بشراسة عن حروبهم هنا و هناك، و سياساتهم العرجاء العوجاء مشرقاً و مغرباً، أمّا إن غلب هؤلاء الدُعاة صوتُ ضميرهم و دفعهتم فطرتهم  إلى الانسحاب من الأضواء الكاشفة و النجومية اللامعة؛ فإن تلك الآلة الإعلامية الخبيثة ستتحرّك ضدهم و ستكيل لهم كل أنواع التّهم ليدفعوا بذلك فاتورة الكهرباء، و الإنارة، و الإشهارات، و المساحيق التي جعلتْ منهم، في السابق، نجوماً و مشاهير...

هذا الصنف من المتحدّثين باسم العِلم و الدعوة، و بعد أن ذاقوا متاع الشهرة، و تذوّقوا مُتَع النجومية لن يرفضوا، في الغالب، مطالب أسيادهم، و لن يقوَوْا على مقاومة إغراءاتهم، فقد انهاروا قلْبيا أمام "النجومية" و"ذئب الشهرة"، تماماً مثلما يفْقد الصبيّ حِلْمه و أعْصابه حين تهدّده بحرمان ما أدْمن عليه من حلوى أو أفلام كارتونية أو ألعاب إلكترونية...

بالمقابل تعمل هذه الآلة الإعلامية؛ بما تُمليه عليها بعض "مراكز التفكير" الغربيّة الذكيّة: في تسويد وجوه مفكّرين آخرين جادّين، ممّن يمثّلون "المرجعية الفكرية الحقيقية" للناشِئة المسْلِمة؛ فحين يتجاوز هؤلاء المُفكّرون الأصلاء حدُودَهم التي رُسِمت لهم، و حين يشوّشون خطط "مراكز التفكير الغربية" تلك؛ فإنها تُحرّك آلتها الإعلامية العربيّة لتفتّش عن عيوبهم، و في معايبهم، و عوْراتهم...

و إن لم تجد إلى ذلك سبيلاً؛ فإنها تحضّر لهؤلاء المُفكّرين الجادّين في مطابخها تهَماً سريعة جاهزة؛ تصِمُهُم بالطائفية أو بالإرهاب، و تشوِّشُ نقاءَ أعراضهم، في أعين متابعيهم: بتحرُّشٍ جنسي، أو تهرُّبٍ ضريبي، أو خطأ سياسيّ... حينها لا يفقد الشاب الشرقي المسلم ثقته في مشايخه، و علمائه، و مرجعيّاته فحسب، بل يسحب الثقة من ثقافته و دينه و رؤيته الكونيّة جمعاء...

إن هذه الآلة الإعلامية الفكرية على فتْكها و خطورة ترسانتها إلا أنها تخِرّ فاشلة و تندحر مهزومة مهزوزة حين يتعافى جيلُنا من إدمان شبكات التواصل (غير) الاجتماعي، و ومضات "اليوتوب" الجاهزة، و تصنيفات "غوغل" الرتيبة...، و حين يُقرِّر قارئ هذه الكلمات، بكلّ حزْمٍ، أن يفتح كتاباً يطالعُه و يسامرُه؛ فإنه سيكُفُّ عن كونه: "قطيعاً جماهيرياً"؛ و يغدو، بذلك، رقماً صعْباً في "معادلة الحضارة"، و نِدّاً شرساً في "معركة الوعي"..

الرابط : https://www.almayadeen.net/articles/blog/877442/%D8%AF%D8%B9%D8%A7%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%AC%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%B9%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%A1-%D8%B9%D9%86%D8%AF-%D8%A3%D8%B9%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%AC%D9%88%D9%86

قراءة 629 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 05 كانون2/يناير 2022 09:51

أضف تعليق


كود امني
تحديث