قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
السبت, 30 نيسان/أبريل 2022 08:41

الحيف الثقافي.. كيف تحولت الجسور إلى أسوار؟

كتبه  الأستاذ سعيد أبكر أحمد
قيم الموضوع
(0 أصوات)

صدر كتاب جديد يحمل مقاربة واقعية بين الشمال و الجنوب تحت عنوان "جسور لا أسوارـ مقاربة جديدة لعلاقة الشمال بالجنوب" جاء الكتاب الذي يقع في 240 صفحة ليكشف زيف القيم الغربية و الظلم الذي يمارسه الغرب على الآخرين تحت سلطة الثقافة الغالبة من تأليف سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري رئيس مكتبة قطر الوطنية و هو دبلوماسي قطري تقلد عدداً من المناصب المهمة في بلده، أخذتُ الكتاب بقوة و تأملتُ صفحاته فوجدتُ المؤلفَ قد جمع بين سلاسة الفكرة و قوة اللغة و جمال الأسلوب و تدفق المعاني و الاستطراد التاريخي، كانت التوطئة بديعة عندما اقتبس المؤلف جملة شهيرة للروائي الأميركي ذائع الصيت أرنست همنغواي تقول:

إن للجسور أرواحاً، و الجسور التي يعبرها البشر لا يمكن أن تكون أمينة أبداً، يمكن أن تنهار، يمكن أن تجرفها السيول، و قد تصاب كما تصاب الحيوانات بالأمراض

تبدو مقارنة الشمال المتخم بالمعرفة بالجنوب الذي يعيش تخلفاً غير مسبوق على مدى التاريخ في ظل انتشار المعرفة فكرة غير عادلة، إننا نعيش في عالم تتسابق فيه الأفكار و بإمكانك معرفة ما يدور في أدغال أفريقيا أو عادات قبائل الإسكيمو التي تعيش في القطب المتجمد بضغطة زر على هاتفك المحمول، لم يصل الإنسان في يوم من الأيام إلى هذا الترف في سهولة الوصول إلى المعرفة، لكن الفكرة التي يطرحها الكتاب هل تم استغلال المعرفة لبناء جسور الوئام و الحب بين الأمم؟ أم كانت حجر عثرة لتلاقي الحضارات و سوراً يمنعنا من الوصول إلى فضائل الثقافات؟

يخبرنا التاريخ الإسلامي كيف كان المسلمون يؤثرون و يتأثرون بالأمم المجاورة و لا يضعون سورا منيعا لمن يختلف معهم، قرأنا قصائد الأخطل النصراني و أخذنا صك العملة من الروم و نقلنا الدواوين و شؤون الحكم و الأنظمة الإدارية من الحضارة الفارسية، و أنشأ المسلمون محاضن العلم و الكليات في حواضر الإسلام دون أن يمنعوا أحداً من الانتساب إليها أو التفوق فيها بحجة الإقصاء الثقافي، بل إن غير المسلمين و العرب تقلدوا بعض المناصب المهمة عبر التاريخ الإسلامي.

يسرد الكتاب شخصيات عظيمة من التاريخ الإسلامي كانت تمثل جسراً متيناً في العلوم و المعارف و بشهادة الغرب من أمثال أبو علي الحسن بن الهيثم عالم البصريات المشهور و غياث الدين أبو الفتوح المشهور بــ (عمر الخيام) الذي أنجز حساب طول السنة الشمسية إلى حدود عشرية بعد الفاصل، و محمد بن جابر البتاني عالم المثلثات الذي قدم أبحاثاً جليلة في علم الرياضيات، و قدمت الحضارة الإسلامية إسهاماً مركزياً في الطب عن طريق مؤلفات و أبحاث أبوبكر محمد الرازي الذي عرف الحمى على أنها من دفاعات الجسم، و الطبيب أبو القاسم الزهراوي الأندلسي الذي يعد أحد الآباء المؤسسين لعلم الجراحة، و العالم الطبيب علي بن الحسين بن سينا الذي ألف أحد أشهر المراجع العلمية في الطب و هو كتاب "القانون في الطب"، ناهيك عن إسهام الحضارة الإسلامية في الفلك و الكيمياء و الرياضيات.

يتنكر الغرب لكافة الإسهامات الحضارية و يعتقد أنه المركز لكل معرفة و قيمة، و قد تأثرت عندما قرأتُ في الكتاب بأن دوريس ليسينغ الحائزة على جائزة نوبل في الأدب سنة 2007 قالت إن الأطفال في زيمبابوي كانوا يتوسلون إليها قائلين "نرجوك، أرسلي لنا الكتب عندما تعودين إلى لندن"، و في مقابل هذه الصورة التي تبين مدى بناء الأسوار بين الحضارات تظهر فكرة إقدام بعض المكتبات في الولايات المتحدة على حرق الكتب بسبب كثرتها و افتقاد المكتبات لفضاءات التخزين، فمتى يتعظ بنو البشر و متى يدركون أن ما يزيد على حاجتهم من المعارف قد يكون غيرهم في أمس الحاجة إليه؟

يناقش الكتاب في فصوله بعقلانية مدى التفرد في اتخاذ القرار من الغرب و عدم مشاركة الأمم المجاورة و الثقافات الأخرى في تقرير مصيرها، و أتأسف حقاً بصفتي أفريقي درس باللغة العربية على أن الثقافة التي أنتمي إليها متأخرة عن الركب و لا تستطيع أن تقف موقفا بطوليا حتى تثبت مكانتها المتميزة و دورها في الرقي الإنساني.

استئثار غربي للمناصب

يشرح الكتاب فكرة مهمة وهي كيف أن المنظمات الدولية ترفع عالياً شعار "التنوع" بحجة المساواة التمثيلية بين القارات، و لكن عندما نتمعن جوهر التنوع نتيقن بأنه مجرد سراب يفتقر إلى أي مصداقية، لم تستطع أي شخصية مسلمة منذ تأسيس منظمة الأمم المتحدة عام 1945 من الوصول إلى الأمانة العامة للمنظمة الدولية الأهم في العالم، رغم أن عدد المسلمين قد بلغ المليار و نصف المليار من البشر.

و يظهر سراب التنوع أيضا في الوظائف المهمة التي يتقلدها ممثلو دول الشمال حيث توظف الأمم المتحدة 2531 موظفا من الجنسية الأميركية، و تستحوذ الدول الأوروبية على المناصب المهمة و الحساسة، إذ يشغل مواطنو الدول الغربية 71% من الوظائف، و ما لا يقل عن 90% من الموظفين في بعض الأقسام و الفروع، بما في ذلك فرع السياسات و فرع الاتصالات الإستراتيجية، يمثل عالم الجنوب بقاراته القديمة 85% من العالم و لكنه مغيب تماماً عن دائرة القرار، إذ لا يتم اختياره إلا للمهمات البالغة الخطورة أو في مناطق النزاع و الصراعات.

لقد حان زمن تصحيح المسار و أضحى لزاما على كل الضمائر الحية في العالم النضال من أجل تقليل الفجوة في كل المجالات بين الشمال الغني و الجنوب البائس، و يجب علينا أن نتطلع للعدالة و نسعى لها دون توقف، فالحقوق تنتزع بالمطالبة و ليس بالسكوت و الرضا.

الحوار سبيل التفاهم العالمي

تروج الثقافة الإسلامية العربية لفكرة الحوار، و لم تتخل ثقافتنا يوما عن الحوار باعتباره الدعامة الأساسية للبيئة الإبداعية في شتى المجالات، فنجد القرآن الكريم يشرح قيمة الحوار دون تكلف، بل يرد أحيانا وجهات النظر المختلفة، فقد حاور الله الملائكة و إبليس و هناك حوارات دارت بين الأنبياء  و جماعتهم، و الغاية الحقيقية من الحوار هي الوصول إلى التفاهم دون أن تكون هناك غلبة للرأي و قد تمثل الإمام الشافعي بحكمة خالدة تقول "رأيي صواب يحتمل الخطأ و رأي غيري خطأ يحتمل الصواب".

و قد أدرك العرب قديما أهمية الحوار بين المسلمين مع غيرهم من أهل الكتاب و حتى مع المجوس أيضاً، و يسرد المؤلف عدداً من القصص التاريخية و المؤلفات العظيمة التي حملت تنوعا فكرياً و ثقافياً، و لا أدل عن ذلك نقله لما أورده الإمام الذهبي عن خلف بن المثنى أنه قال "كان يجتمع بالبصرة 10 في مجلس لا يعرف مثلهم في تضاد أديانهم و نحلهم: الخليل بن أحمد الفراهيدي، صاحب العروض سني، و السيد بن محمد الحميري رافضي شيعي، و صالح بن عبد القدوس ثَنَوي مانوي، و سفيان بن مجاشع صُفري (الصفرية فرقة من الخوارج) و بشار بن برد خليع ماجن، و حماد عجرد زنديق، و ابن رأس الجالوت كبير الحاخامات، و ابن نطيرا متكلم النصارى، و عمرو ابن أخت الموبذ و روح بن سنان الحراني صابئي فيتناشد الجماعة أشعاراً.."

و لم تكن ثقافة الحوار مقتصرة في مجالس العلم فحسب، بل كانت عادة مجتمعية في المساجد و مجالس العامة و التي برهنت على صلة الحوار في بدايات الحضارة الإسلامية بحق الاختلاف و قبول الآخر و احترامه مهما كان سبب الاختلاف و نوعه، و يمثل هذا الفصل من الكتاب نقطة فارقة في شرح مساهمة المسلمين في رعاية الحوار من خلال ترجمة الأعمال المهمة نقلاً عن الحضارات المجاورة و دور الخليفة المأمون الريادي في صناعة الترجمة من أجل التفاهم العالمي.

نحن من بنى الأسوار؟

أعتقد أننا بحاجة إلى بناء جسور داخلية قبل الشروع في فكرة بناء الجسور مع الآخر، ألم ندفع الأموال الطائلة و نجيش الجيوش من أجل منع المرشح العربي للوصول إلى منصب الأمانة العامة باليونيسكو؟

ألم يصدح ممثل أحد الدول العربية قائلا: تحيا فرنسا بعد إعلان النتائج الختامية.

كيف نطالب العالم بمد أواصر التعاون و جسور الإخاء و نحن نبني أسواراً منيعة و ندفع بالمرشحين واحداً تلو الآخر لمنافسة أشقائهم الذين ينحدرون من نفس الثقافة و اللغة، أنى لنا الفوز و نحن نهرول باستبدال اللغة العربية الجميلة بالإنجليزية و الفرنسية حتى أن المثقف العربي يخجل أن يتحدث بلغته كي لا يرمى بالتخلف و الرجعية، إننا بحاجة إلى إصلاح داخلي و بناء جسور داخلية قوية  تهتم بثقافتنا و لغتنا حتى يحترمنا الآخرون و يرون في حضارتنا و ثقافتنا مصدر إلهام، إذا كنا نملك كل هذا الكم الهائل من المعلومات و المعرفة و التاريخ الإنساني الحضاري و لا نستطيع أن نقدم أي إسهام معاصر للعالم فمعنى ذلك أنه لا توجد قيمة ذات معنى لكل ما سبق.

أنصح القراء باقتناء كتاب جسور لا أسوار و قراءته ففيه مادة علمية قيمة و حقائق تاريخية ملهمة و أفكار جوهرية مهمة، تعجبني في كتابات الدكتور حمد الكواري أفقه الإنساني، فرغم أهمية الكتاب للقارئ العربي فقد ركز على الحضارات الأخرى التي هضم حقها و لم تنل مكانتها و تقديرها، و لعل أبلغ مثال ختم به الكتاب المعاناة التي يعانيها الأفارقة في مضمار الحقل الإنساني و الثقافي و المعرفي، لقد حرم الغرب و منظومته الاستعمارية الدول الأفريقية من أعظم سلاح يمكنهم من النهوض من خلاله و هو العلم، و أن فرنسا راعية اليونسكو لم يسبق لها قط في تاريخها تدشين جامعة أكاديمية في أكثر من 10 دول استعمرتها في أفريقيا جنوب الصحراء.

الرابط : https://www.aljazeera.net/blogs/2022/4/21/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D9%8A-%D9%83%D9%8A%D9%81-%D8%AA%D8%AD%D9%88%D9%84%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B3%D9%88%D8%B1-%D8%A5%D9%84%D9%89

قراءة 597 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 04 أيار 2022 07:47

أضف تعليق


كود امني
تحديث