كثير من البلدان العريقة استمدت قوتها الحضارية، و استطاعت أن تتطور في كثير من المجالات، و تنشئ أنظمة ثابتة الأركان، من قوانينها التي ضبطتها، و من قيمة احترامها من الراعي و الرعية، فالجميع سواسية أمام سيادة القانون، و ليس هناك استثناء لأحد بسبب منصب كبير أو نسب عريق أو غنى فاحش..!
إن من أكبر المشكلات التي تواجه العالم الثالث و العالم العربي بالخصوص هي كثرة القوانين و تنوعها، بيد أن ثقافة احترامها و تطبيقها على أرض الواقع تكاد تكون غائبة، و هذا ما أدى إلى التخلف و الفوضى في كثير من القطاعات، و استبدلت القوانين العامة بقوانين يخترعها كل فرد حسب هواه، فيصبح هو القانون، و يحدد الحق و الواجب انطلاقا من مفهومه الخاص…!
إن وضع أرقى القوانين و تشريعها في أي مكان لن يكون نافعا في أي مجتمع إن غابت قيمة احترام هذه القوانين في عقول الناس جميعا بدءً بالمواطن البسيط، و انتهاءً بأكبر مسؤول في الوطن..!
بل إن قيمة القوانين نزداد و تكون معتبرة حين يصبح المسؤول الذي يرعاها هو أول من يحترمها، و يطبقها، و ينصاع لها…فالناس كما قيل في المثل” على دين ملوكهم”…فإذا رأوا كبراءهم أول العاملين بما يقررونه لهم فاستجابتهم تكون قوية في السر و العلن.…