قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 12 حزيران/يونيو 2022 11:11

مقارنة بين المجتمع النبوي الديني و الديمقراطية

كتبه  الأستاذ جودت سعيد رحمه الله
قيم الموضوع
(0 أصوات)

هذه المقارنة ضرورية و ينبغي أن تكون المقارنة معمقة و خاصة فيالظروف البشرية الحاضرة،

أن نقول: إن الكائنات الحية تتوجت بالإنسان الكائن المبدع الذي نُفِخ فيه من روح الله و استخلف في الأرض ليقضي على الفساد و سفك الدماء. و لكن أبدع ما وصل إليه هذا الإنسان في تاريخه بأن توج أعماله بابتكار الديمقراطية التي لبها و جوهرها حرية العقيدة حرية الانسان في اختياره عقيدته في الحياة الاجتماعية و خاصة نظام الحكم و السياسة في المجتمع الإنساني كان هذا إبداعا و انعطافا في تاريخ الانسان الذي ظل مستلبا خلال التاريخ مهما نادت الحضارات و الحكماء بالعدل و الرحمة و ينبغي أن لا ننسى أن رصيد الديمقراطية وعي الناس بمعاناة البشر.

و ظاهرة الديمقراطية حديثة العهد في التاريخ الإنساني مع كل النقص في عمقه و امتداده في حياة البشر إلا أنها جاءت مع معاناة البشر و فرضته الظروف المتطورة و هي لم تنبت من فراغ و إنما من معاناة البشر و من أصل كبير كان الأنبياء قد بشروا به من وقت مبكر من عهد نوح الأب الثاني للبشرية بعد آدم فبعد أن تحمل آدم و زوجه مسؤولية و أمانة المعرفة و ربط الأسباب بالنتائج و الاعتراف بالخطأ الذي هو بدء طريق التغيير و الإصلاح و النقد الذاتي الذي هو "التوبة" بالمصطلح الديني بدل أن يلقي التبعة على إغراء الشيطان و بدل أن يسوغ خطأه بأمور خارجية، إن هذا التصور الديني للانسان فاتحة استخدام الاستفادة من الخبرة التاريخية و تأصل هذا بموقف ابن آدم في نزاع أخيه معه في رفض اللجوء إلى رد العنف بالعنف حيث كان هذا إيذانا بأن الانسان قابل للمعرفة و الاستفادة من الخطأ و كيفية حل المشكلة كأنه يعلن قائلاً: إنني خلق جديد و مزود بقابلية اكتساب المعرفة من التاريخ و نقل هذه المعرفة بالحوار و تأمل الوقائع و تحليلها و ليس باللجوء إلى العنف و التدمير. و الشيء الرائع الموجود في هذا الموقف الذي بذرت فيه بذرة الديمقراطية بذرة اللاإكراه في المعرفة و السلطة لأن السلطة مولود المعرفة و نتيجتها لأن الديمقراطية هي قبول الفرقاء جميعا للاإكراه و اللاعنف في المعرفة و السلطة. إن ظاهرة الديمقراطية ولدت في غموض و لم تكن واضحة و مبسطة و مضاءة مثل قصة ابن آدم حيث أوضح بجلاء من الذي بدأ من الفرقاء بنبذ العنف و الإكراه و تحدى العنف و الإكراه باللاعنف و اللاإكراه، فهذا هو البلاء المبين و الموقف الصعب بل و إضاءة ميلاد اللاإكراه و اللاعنف و الديمقراطية في بذرتها الأولى و كينونتها الميلادية إنه ظهور إبداع اللـه بوضوح أن الكون خلق من الأزواج و لكن الزوجية ولدت من فرد واحد، خلق اللـه منه زوجه "خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها". "و من كل شيء خلقنا زوجين" الحياة في البدء لم تكن من الأزواج و إنما من الانقسام و لكن الزوجية طرأت على الحياة فبعد أن كانت بالانقسام صارت بالالتحام و في هذا الالتحام وجدت فرصة التطور إلى الأفضل و الزيادة في الخلق و بقاء الأنفع و ما ينفع يمكث و الزبد يذهب جفاء إن الفكرة الدينية النبوية واضحة المعالم و جلية في موضوع من الذي خرج من لعبة الإكراه أولا و من لعبة العنف. الأنبياء جميعا كانوا مثل ابن آدم الذي رفض العنف بكل الوسائل و قبل التحدي تحدي العنف الصارخ باللاعنف المبين، و الله تعالى يأمرنا أن ننظر كيف بدأ الخلق، يأمرنا أن نسير في الأرض لأن بدء الخلق و الزيادة فيه مبثوثة في أرجاء الأرض فلابد من السير فيها و تتبع كيف بدأ الخلق، بدء الحياة و الزيادة في نموذج الحياة و ظهور الانسان القابل للمعرفة، و نمو المعرفة و أطوار المعرفة في التاريخ و تاريخ المعرفة تاريخ العلم كيف بدأ خلقه و كيف زاد خلقه و أين تحققت الإضافات و الزيادات فحين نعترف بولادة الديمقراطية و ظهور أول مجتمع ديمقراطي لاإكراهي لاعنفي إننا بهذا العرض الموجز السريع كالبرق الخاطف نلقي شعاعا من الضوء على بدء الخلق حتى في ظهور الالتزام الأخلاقي من طرف واحد و لم يكن له زوج ليبث منهما سلالات محسنة "خلكقم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بث منهما رجالاً كثيراً و نساءً".

كانت المواقف المعرفية العلمية الأخلاقية تتولد عند الأفراد إن المعرفة كانت تستغل كأداة للعنف و الإكراه و التسلط فبدأت المعرفة في الزيادة فنشأت الأفراد الذين خرجوا من هذا الموقف الاستغلالي الاستكباري الاستلابي و لكن لم يكن ليتكون مجتمع على هذا الأساس خلال التاريخ الماضي فكان الأفراد يناجون أنفسهم أنبياء يتلقون، و لكن الرسالات تطورت في الخروج من المناجاة الذاتية إلى الدعوة لإحداث ملـة جديدة و علاقات جديدة تليق بالقدرات لهذا يأتي يوم القيامة النبي و ليس معه أحد و يأتي النبي و معه شخص واحد و النبي معه شخصان إلى أن يأتي النبي و معه ما يسد الأفق. بعد موقف ابن آدم المتحدي للعنف باللاعنف الفردي، يأتي مع نوح معاناة شديدة و لمدة طويلة تدعو إلى الملل إن ابن آدم كان يريد أن يثبت ذاته و لكن نوحا كان يريد أن يصنع ملة جديدة و مجتمعا جديدا لهذا كانت معاناته شديدة فكما أوحى الله عز و جل إلى محمد (ص) قصة ابني آدم بقوله تعالى: "و اتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق" كذلك أمره أن يتلو علينا نبأ نوح فقال:"و اتل عليهم نبأ نوح إذ قال لقومه يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي و تذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت فأجمعوا أمركم و شركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم اقضوا إلي و لا تنظرون فإن توليتم فما سألتكم من أجر" نبأ ابني آدم حوار شخصي يحمل بذرة ميلاد ملة جديدة أو أمـة جديدة أو مجتمع جديد فرد يحاور فردا و لكن نبأ نوح فرد مع أتباعه يحاور ملة و أمة و مشروع مجتمع جديد في رحم الغيب و هكذا يقص اللـه علينا في القرآن مسيرة و بدأ خلق إخراج الناس من عبودية العباد من المستكبرين في الأرض إلى الإنابة إلى الواحد الأحد الصمد الرحمن الرحيم في نبأ إبراهيم الأواه الحليم، فيأمر اللـه نبيه محمدا (ص) أن يتلو علينا نبأ إبراهيم:"و اتـل عليهم نبأ إبراهيم إذ قال لأبيه و قومه ما تعبدون قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين " و هو الذي حاور أباه و قومه و النمرود الذي آتاه اللـه الملك، و إبراهيم الذي هاجر إلى ربه و هو الذي قال: "إني مهاجر إلى ربي إنه هو العزيز الحكيم و وهبنا له اسحق و يعقوب و جعلنا في ذريته النبوة و الكتاب" إنه هاجر و قطع الفيافي ما بين دجلة و النيل و توضحت معالم ملة إبراهيم. "و تركنا عليه في الآخرين ســلام على إبراهيم كذلك نجزي المحسنين إنه من عبادنا المؤمنين".

ثم جاء موسى الذي نشأ في بيت فرعون أعظم حضارة في وقته ليحمل دعوة ملة إبراهيم في إخراج الناس من عبادة الطاغوت ليتحقق التوحيد و يترسخ و تتضح معالمه،  و حيث أن رسالة الأنبياء جميعا هو الخروج من عبادة الطاغوت. "و لقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله و اجتنبوا الطاغوت" و قيل لموسى: "اذهب إلى فرعون إنه طغى" و لما ذكر عادا و ثمود و "فرعون ذي الأوتاد" قال عنهم "الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد فصب عليهم ربك سوط عذاب إن ربك لبالمرصاد" و ليس في القرآن حوار أطول من الحوار الذي دار بين موسى و فرعون حيث ذكر اسم موسى أكثر من مائة مرة و فرعون أكثر من سبعين مرة هذا الحوار الطويل المكرر ليتبين معالم مشكلة الطاغوت و الطغيان و أساليب الطغاة و مشاعرهم الدقيقة بتفصيل كأنه معاصر لنا يصف الطبيعة البشرية بتفاصيله الدقيقة و دخائله المخبأة من الترغيب و الترهيب و التخيل إن فرعون ذي الأوتاد لا يزال يتحدى بأهراماته و ما كان مقتدرا عليه من إبداع قبره أكثر من القصر الذي كان يسكنه في حياته. ثم بعث محمدا (ص) في مهجر إبراهيم الذي بنى بيتا متواضعا تحول إلى مثابة للناس و أمناً فأمته (ص) اليوم هو الشغل الشاغل للعالم أجمع إن مهجر رسالة المسيح الذي انتقل حواريوه إلى روما ملتزمين اللاعنف لمدة أربعة قرون حولوا الإمبراطورية الرومانية بدون عنف و أهل روما مندهشون في تحول أبناء الأرستقراطيين إلى دعوة المسيح فاضطر قسطنطين أن يعلن تنصره ليكون دليلا على أن الملوك على دين شعوبهم و ليس العكس. فهذا الحدث اللاعنفي الذي استغرق أربعة قرون قطعه محمد (ص) في عشر سنوات فقط من البعثة إلى الهجرة، فإذا كانت أوربا تتحد على كلمة سواء، فإنا نأمل بيقظة المسلمين أن يتحقق اتحاد الإنسانية على كلمة سواء فيتم نور الله الموعود و هذا ما نعمل من أجله و قد تهيأ العالم لذلك فهو كما يقول إقبـال:

و العشق فياض و أمة أحمـد يتحفز التاريخ لاستقبالـها.

الرابط : https://www.jawdatsaid.net/index.php?title=%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%B1%D9%86%D8%A9_%D8%A8%D9%8A%D9%86_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%B9_%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A8%D9%88%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86%D9%8A_%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%85%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B7%D9%8A%D8%A9

قراءة 539 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 15 حزيران/يونيو 2022 07:40

أضف تعليق


كود امني
تحديث