قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الجمعة, 19 آب/أغسطس 2022 12:00

كرة القدم.. أفيون الشعوب و ذراع الأنظمة لسلب العقول

كتبه  الأستاذ محمد عبد الرحمن صادق
قيم الموضوع
(0 أصوات)

كرة القدم واحدة من الرياضات الكثيرة التي تمارس حول العالم، إلا أن هذه (الساحرة المستديرة) تحظى بنصيب الأسد من الاهتمام و التمويل، و يكفيك أن تعرف أن نادياً واحداً من الأندية الكبرى قد يفوق سعر لاعبي فريق كرة القدم فيه ميزانية دولة من الدول الصغرى أو دولة من الدول الفقيرة، و يكفيك أن تعلم كذلك أن الصراع من أجل الحصول على بطولة من بطولات كرة القدم أصبح يفوق الصراع من أجل كبريات القضايا المصيرية لبعض الدول.

إن هذا الهوس الذي وصل إليه الجماهير بالساحرة المستديرة جعل البعض يطلقون عليها (معشوقة الجماهير)، فالمصالح تعطل، و المواعيد تلغى، و المناسبات تنسى، و القرارات المصيرية ترجأ، و العلاقات و الوشائج تقطع، و نيران المشاكل تؤجج، و الخصومات تثار، و الدموع تذرف، و الأنفاس تحبس، و الأيمان المُغلظة تطلق، و الحُرمات تنتهك، و الأعراف تداس، و آلام القهر تنسى، و العبادات تهمل، و الشعائر يتم تجاهلها، كل ذلك من أجل مباراة من مباريات كرة القدم.

و ما يزيد الطين بلة أن هذا الهوس بـ (الساحرة المستديرة معشوقة الجماهير) قد انتقل من الشباب و الرجال إلى النساء فأصبحنا نرى من يُسمونهم (الفاتنات) يتصدرن المشهد في المدرجات و هن يطلقن صرخات هيستيرية و كأن طبول الحرب المقدسة قد دقت، و أصبحنا نرى فرقاً لكرة القدم النسائية، و لا نستبعد أن نرى قريباً فريقاً من الرجال ينافس فريقاً من السيدات!!

عندما تحدث المدرب الألماني (يورغن كلوب) عن مدى أهمية كرة القدم بالنسبة للناس، قال: "كرة القدم ليست مُهمة جدًا، نحن لا ننقذ أرواح الناس، فقط وظيفتنا جعل الناس ينسون مشاكلهم لمدة 90 دقيقة".

و ما يجدر بنا ذكره و التأكيد عليه أن ﻛﺮﺓ ﺍﻟﻘﺪﻡ هي أحد الأسلحة الصهيونية ﻹﻟﻬﺎﺀ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ، و يدل على ذلك ما جاء في ﺑﺮﻭﺗﻮﻛﻮﻻﺕ ﺻﻬﻴﻮﻥ: "ﺳﻨﻠﻬﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻳﻀًﺎ ﺑﺄﻧﻮﺍﻉ ﺷﺘﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻼﻫﻲ ﻭ ﺍﻷﻟﻌﺎﺏ ﻭ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺎﺕ ﻭ ﻣﺰﺟﻴﺎﺕ ﻟﻠﻔﺮﺍﻍ ﻭ ﺍﻟﻤﺠﺎﻣﻊ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭ ﻫﻠﻢ ﺟﺮﺍ".

أولاً: كرة القدم أفيون الشعوب

إن الهدف من أي لعبة رياضية أسمى و أكبر مما يحدث الآن من حشد الجماهير لتغييب وعيهم و لإيهامهم بانتصارات مُزيفة، الهدف منها التغطية على إخفاقات الأنظمة و صرف أنظار الجماهير عن الجرائم التي ترتكب في حق الوطن!

إن الأنظمة المستبدة تدرك تماماً أن عبارة ماركس التي تقول (الدين أفيون الشعوب) قد تراجعت كثيراً، بل لم يعد لها محل من الإعراب في ظل ما نراه من هوس يصل لدرجة الجنون بكرة القدم.

يقول الكاتب الفرنسي (إتيان دولا بواسيه) فى كتاب "العبودية الاختيارية": "أما في كرة القدم فيجد "المواطن المستقر" تعويضًا له عن أشياء حُرم منها في حياته اليومية، إن كرة القدم تنسيه همومه و تحقق له العدالة التي فقدها، فخلال 90 دقيقة تخضع هذه اللعبة لقواعد واضحة عادلة تطبق على الجميع" اهـ.

• إن الهوس بلغ بالجماهير أنهم يشعرون بتمام رضا الله عن الوطن بكامله لمجرد فوز فريق بلدهم في مباراة كرة قدم، و أن الانتماء الحقيقي للوطن أصبح يُقاس بحرارة تشجيع المنتخب القومي،  و من يقول غير ذلك فهو آبق مارق لا يستحق أن يعيش على تراب الوطن!

• و الهوس بلغ بالجماهير أن أحدهم قد ينتحر لهزيمة فريقه الذي يُشجعه أو يُصاب بالسكتة القلبية من فرط الفرح لفوز فريقه.

• و الهوس بلغ بالجماهير أنهم يقتنعون بأن فريقهم ما هُزم إلا بفعل مُؤامرة ضده و أن الفريق المنافس ما فاز إلا بعد تحايل و مكر و تدليس.

• و الهوس بلغ بالجماهير أنها تكيل السباب و اللعنات و أفظع الشتائم لمدرب الفريق بعد هزيمة أو تعادل، و ما هي إلا أيام و نرى نفس الجماهير ترفع نفس المدرب إلى عنان السماء و تنسج له آيات الثناء لأنه فاز في مباراة أخرى بعد أيام قليلة!!

• و الهوس بلغ بالجماهير حد التعالي و النرجسية أمام توافه الأمور و التخنث و التدجين والميوعة أمام القضايا المصيرية.

• و الهوس بلغ بالجماهير أنها تتأثر بشدة لإصابة لاعب أو لحصوله على بطاقة حمراء و يُصيبها التبلد و هي ترى بأم عينها دماء تُراق و بيوت تُهدَّم و حقوق تُسلب و كرامة تُهدر و حرية تُصادر!!

• و الهوس بلغ بالجماهير للحد الذي ترى فيه الشوارع خالية من المواطنين و دور العبادة خالية من المُصلين و كأن هناك حظر تجوال، و في نفس الوقت تجد الساحات و المقاهي مُكتظة بالجماهير و لا مكان فيها لموضع قدم.

• و الهوس بلغ بالجماهير أنها تقدم لاعب كرة القدم و تجعله يتصدر المشهد و يعتلي أبرز المنصات الإعلامية و في نفس الوقت تحرم الكوادر البارزة في باقي المجالات من كل ذلك!!

• و الهوس بلغ بالجماهير أنها تطلق شعارات جوفاء و تدافع عنها و تنافح و كأنها نصوص مُقدسة لا يجوز التعقيب عليها و لا مناقشتها.

• و الهوس بلغ بالجماهير أنك ترى الفرد في المدرجات يُشجِّع بحرارة بالغة، و تراه مترهل الجسم لا يفكر في ممارسة أي نوع من أنواع الرياضة تحسِّن صحته و تزيد حيويته.

• و الهوس بلغ بالجماهير أن هناك من يقطع على نفسه نذراً مُعيناً إذا فاز فريقه بنتيجة مباراة ما أو بطولة ما.

• و ما يندى له الجبين أن الهوس بلغ بالجماهير أنها تكترث لأفكار قبلية على حساب مبادئ إسلامية أو قومية، فلا مانع أن نواجه فريق قوات الاحتلال و نطبِّع معه رياضياً و نتنصل من كل المبادئ و الأعراف و القيم من أجل الفوز ببطولة أو خشية أن يُقال أننا نرسِّخ للعداء و لا نقبل التعايش مع الآخر.

إن ما سبق هو الوهم الذي لا يخرج إلا من عقول مُغيَّبة، و أناس يتخبطون في غيهم كالسكران الثمِل الذي لا يُريد أن يفيق من سَكْرَته و يلعن من يحاول إفاقته قبل موعد الجرعة القادمة.

و السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو، ما الفائدة أن يفوز المنتخب الوطني و المواطن الذي حبس أنفاسه تشجيعاً تنقطع أنفاسه لهثاً من أجل أن يحصل على أبسط حقوقه الآدمية!!".

ثانياً: كرة القدم ذراع الأنظمة المستبدة لسلب العقول

إن الأنظمة المستبدة توقن أن جماهير كرة القدم تتعصب في المدرجات و الشوارع و الساحات لتُخرج ما بداخلها من كبت و اضطهاد حتى إذا وضعت على المحك الأساسي لرفض الظلم و الاضطهاد تصاب هذه الجماهير بالخرس و تصمت صمت القبور.

إن الأنظمة المستبدة تنفق على مجال كرة القدم ما لا تنفقه على مجال البحث العلمي، و هذا ما جعل مجال كرة القدم سوقاً تجارياً رائجاً، و منظومة اقتصادية كبيرة تستفيد منها الأندية، و الشركات الرياضية، و وكالات الأنباء، و اللاعيبين، و الرعاة، و الوكلاء، حتى أصحاب الكافيهات في المناطق الشعبية يعتبرون بطولات كرة القدم موسماً للربح المريح.

و لكي نبرهن على أن كرة القدم هي ذراع الأنظمة المستبدة لسلب عقول شعوبها، نستعرض هذه المواقف، على سبيل المثال لا الحصر.

1- عندما قامت إيطاليا باستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم عام 1934م قال الزعيم الإيطالي الفاشي (موسوليني): "لم أتصور أن ولاء الإيطاليين لهذه اللعبة يفوق ولاءهم لإيطاليا و أحزابها الوطنية، سنفعل ما بوسعنا لاستضافة البطولة القادمة"، و بالفعل استضافت إيطاليا البطولة التالية عام 1938م، و كان موسوليني يُطلق على لاعبي المنتخب الإيطالي "جنود القضية الوطنية".

2- بعد فوز انجلترا بكأس العالم لكرة القدم عام 1966م كتب وزير الاقتصاد (روبرت كروسمان): "هذا النصر سيخفف الضغوط على الجنيه الاسترليني و يحد من عمليات المتاجرة ضده".

3 - عندما قام العسكر في الأرجنتين بانقلاب عسكري، بذلوا قصارى جهدهم لضمان استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم عام 1978م بغرض التغطية على ما ارتكبوه من جرائم في حق الشعب.

3- أثناء انشغال العالم بتصفيات بطولة كأس العالم لكرة القدم في أسبانيا عام 1982م استغل العدو الصهيوني الفرصة و قام بتنفيذ مجزرته بحق الفلسطينيين في مخيمي صبرا و شاتيلا.

4- و لا ننسى ما حدث بين المنتخب المصري لكرة القدم و نظيره الجزائري عام 2009م في أم درمان بالسودان أثناء التصفيات المؤهلة لمونديال جنوب أفريقيا حيث كادت تندلع حرب بين الجزائر و مصر بسبب ما حدث في المباراة، ليكتشف الجميع لاحقاً أن النظامين رئيسي الدولتين آنذاك كانا وراء حملة الحشد و الأحقاد و الضغينة، فنظام مبارك كان يفتعل أزمة ليتمكَّن في ظلها من إتمام عملية توريث الحكم، و نظام بوتفليقة كان يريد كسب مزيد من الشعبية التي تجعله يستمر في السلطة على خلاف نص دستور البلاد.

5- و في عام 2019م حرص النظام الانقلابي في مصر على تنظيم بطولة إفريقيا لكرة القدم، كما حرص على استضافة بطولة العالم لكرة اليد في يناير 2020م، كل ذلك لتحقيق شرعية زائفة و إنجازات وهمية فارغة و لتحسين صورته القبيحة أمام العالم.

ثالثاً: جوانب رياضية مضيئة لا يجب إنكارها

قد يقول قائل: ألا يوجد في مجال كرة القدم ما يستحق الإشادة به و تسليط الضوء عليه، و هنا نجيب و نقول..

إن مجال كرة القدم به مزايا لا يُمكن لا تجاهلها و أنه لو تم تعظيم هذه المزايا و البناء عليها لاستطعنا أن نغيِّر الصورة الذهنية عن هذه اللعبة، و من بين هذه المزايا:-

1- إن الرياضة بصفة عامة و كرة القدم بصفة خاصة تعد قاعدة مشتركة لتوحيد الشعوب حول العالم فهي لغة واسعة الانتشار لا تحتاج إلى مُترجمين، و قوانينها واضحة المعالم للجميع، و هذا كفيل لغرس لغة الحب و التفاهم و التقارب بين الشعوب بدلاً من العداوة و الشحناء.

2- إن الرياضة لعبت دوراً هاماً في مساندة ثورات الشعوب، و تعريف العالم بمعاناة الأقليات، و توصيل نبض الجماهير من خلال روابط الألتراس و من خلال الصيحات و اللافتات و غير ذلك من الوسائل التي نراها في المدرجات وداخل المستطيلات الخضراء.

3- إن الرياضة كانت سبباً في دخول أعداد ليست بالقليلة في الإسلام لما لمسه هؤلاء المسلمون الجُدد من أخلاق طيبة و تعاملات سمحة من اللاعبين المسلمين داخل المستطيل الأخضر و خارجه.

4- إن الرياضة كان لها دوراً بارزاً في فضح دولة الاحتلال، و في مساندة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني و ذلك من خلال ممارسات اللاعبين أو من خلال ممارسات الجماهير، و الفعاليات في هذا الجانب كثيرة و لا مجال لسردها.

5- إن الرياضة من الممكن أن تكون وسيلة من وسائل الترابط الأسري و الاجتماعي لو التف الجميع حولها في جو يسوده الحب و التقاهم و التسامح بعيداً عن الهراء و السفاهات.

6- إن الرياضة وسيلة من وسائل تنمية العمل الخيري و الحث عليه، و تخريج قدوات يمارسون هذا الدور حتى بعد اعتزالهم.

أخيراً أقول

• نتفق أن الرياضة بصفة عامة ليست شراً مَحضاً بل إنها من الضروريات التي لا غنى عنها و من الأمور التي وصَّى بها الشرع، و لكن الذي نراه الآن أنه تم تحويل الرياضة من وسيلة ترفيه و وسيلة لتقوية البدن إلى تنافس محموم، و استنزاف الأموال و الأوقات، و كسب الخصوم.

• و نتفق أن التوازن مطلوب فلا يُعقل أن يكون حجم الإنفاق على الرياضة بصفة عامة و كرة القدم بصفة خاصة يفوق حجم الإنفاق على البحث العلمي و غيره من المجالات المفصلية.

• و نتفق على أن تحويل الوسيلة إلى غاية سفه لابد من الاحتراز منه لأن الانزلاق في هذا المستنقع يجعل الإنسان أسيراً لا حق له في تقرير مصيره.

• و نتفق أن الدول المتقدمة ما تقدمت بأرجل لاعبيها و لكن بعقول مُبدعيها.

• و نتفق أن كرة القدم لها انتشار سرطاني جارف في شتى بقاع العالم و لو تم استغلالها الاستغلال الأمثل لتحقق التعايش الذي تصدِّعنا به النخب و تسعى في نفس الوقت لتقويضه.

الرابط : https://basaer-online.com/2022/02/%d9%83%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%af%d9%85-%d8%a3%d9%81%d9%8a%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%b9%d9%88%d8%a8-%d9%88%d8%b0%d8%b1%d8%a7%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%86%d8%b8%d9%85%d8%a9-%d9%84/

قراءة 524 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 24 آب/أغسطس 2022 07:45

أضف تعليق


كود امني
تحديث