قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 26 شباط/فبراير 2023 07:28

أين مُقامي؟

كتبه  الأستاذ ماهر باكير دلاش من الأردن الشقيق
قيم الموضوع
(0 أصوات)

أين مُقامي؟ سؤال يؤلم القلب و يمزقه!
إن إلهاما في داخلنا يدفعنا أحيانا إلى الطريق الذي يجب أن نسلكه، و ها أنا ها أنا الآن أنظرُ من شق نافذةٍ للشوارعِ و هي تَضِيق.. تَضِيق.. تَضِيق فأبكي!
هل الظلام هو الغياب الكامل و المطلق للضوء أم أنه سبب لانبعاث النور من زاوية فيه؟
أم هو مجرد طيف يجول في الغرفة.. كادت تسقط الجدران...!
وهج زائف يخدعني، ألق عاصف يهدر وقتي، و أضواء غير حقيقية تمزق بصري و بصيرتي، ثم ينتهي بي الليل بالخلو الى هذا الظلام الكحيل القاتم مُحمّلق بعيني الى مجرة سوداء... سَئمتُ من كل هذا حقًا، سَئمتُ من عقارب الساعة في العمق البعيد من عقلي.. أصبح هروبي هو امساك هذا الهاتف اللعين طوال الوقت الذي ارتسمت هالاته على كفي يدي، و العجيب في الأمر أنه كلما فحصت نظري قالوا إنه لا زال قويا!
تبًا له.... سئمت من هذا المنوال اليومي، الذي يهرب اليه ملايين الاشخاص، فيعلقوا فيه... نضع الحُجج العظيمة لأنفسنا لكي نقنعها على وجوب ما نحن عليه..
اتخبّط هنا و هناك حسنا سأصنع فنجان قهوتي، سأنفض متكئي.. لن أقترب من هذا الهاتف اللعين، سأخلع ساعة الحائط.. أُعطلها.. أُعيدها، و أفتح التلفاز على قناة إخبارية.. و أرفع صوت التلفاز، لا أحد ينتبه لي!
صراع مستمر مع العدو الحاضر دوما "النفس"، أقولُ صراعا و أنا أعنيها حرفاً ومعنى؟! إن أشدّ ما يؤذي الإنسان هو صراعه مع نفسه.
وحدهم الأغبياء الجامدون هم من لا يتغيّرون، فالتجارب بصوابها و خطئها هي من يثري حياتنا بالمعرفة و الخبرات، و تجعلها أكثر إثارة و متعة و مرارةً أيضا.. للأسف الشديد، المُجتمع العربي كوّن قالبا مشوّها، و غير واضح المعالم لمفهوم الفضيلة.. نال قبول الكثيرين مثل العبد الفقير الذي يحدثكم الآن، و لم ينل أي قبول عند البعض القليل!
سيأتِي بعدَ الغمام المطَر، في هذهِ الدُنيا الخادعة، لن يمَلّ باحِثٌ عن 'الحيَاة' عن بحثِه،
قد تُقصيهِ مغرياتها إلى الطريق الخاطئ أحيانًا.. تُلقيه في جُبٍّ عميق.. هكذا هي الحياة، تجمعنا بمن يخذلنا رغم عظم رجاءنا فيه.. خذلان النفس، و يطيّب الرحمن خواطرنا بالهداية الى الطريق القويم، بعطاء يتجاوز كل الحدود المتوقعة! يهدينا إلى أمور ترتبط بأخلاقيات الفرد و قيمه و مبادئه أكثر مما ترتبط بأي أمر آخر ليرى مقامه هناك؟!
أسوق نفسي قهرا إلى التخمين! فرص مدسوسةَ، من أجلي، في جيوب العمر..  الإنسان يصنع عذاباتهِ بنفسه، و يخلقُ فنونًا كثيرة، مُسّلماتٍ لا حصر لها، تحجزهُ في مكانٍ ضيّق من حكايته، و حين يصبح الأمر أصعبَ من قدراتهِ، تجده يقاوم، لينسى.. أنه إنسان!
نحمل أنفسنا الأسف دون وعِي خالص، للأشياء التي ما عادت تتسّع لها مقاماتنا، ثم نعاقب أنفسنا في سّن الانتظار و كأنه واجب لرؤية النور يبزغ من العتمة تومضُ قليلاً في عقلهِ.. ثم تجتاحه، فكرة كبيرة، أنه يولد كاملاً إلا من الحكمة و مدخلاتِ التجربة الثرية.. ثم نجد أنفسنا نكذب في كل شيء و حتى في الحب و العطاء الذي نسكته قهرا و ننكر عليه البزوغ، و الارتعاد و نجرجره الى التواري عوضاً عن التجلي، و لا نلبث نجده ضحية في همهمة الشعراء.
اجتزت من العمر سنين طوال يماثل تتابعها ممرا طويلا قامت على جانبيه البهي من الزهور، و الصبار أيضا يتخللها.. و لا تفتأ استدارة الأفق تحجب عنا الحقيقة، فنظل جاهلين اي الأنحاء نجوب، و أي الطرق نسير.. و لا نحفظ منها سوى كئيب الذكر إننا قطعنا من الايام مراحل و تقدمنا في السن.. نلهو في حدائقنا بمراقبة المد المنبسط من نهر الحياة فنرى المشهد كما رأيناه أول مرة، و إن تغيرت منه محتوياته و تجددت. فإذا ما بلغنا شلالات الحياة.. شلالات الجهاد و العناء و الألم الذي صنعناه بأيدينا.. كان عملها في نفوسنا شديد الاثر.. و كلما ابتعدنا عنها زاد تعالي صخبها و هديرها و ضجيجها.. حتى إذا اخذنا في الدنو لاح لنا من العمق البعيد في عقولنا " خلق الانسان للخلود و لم يخلق للفناء، فتخير مقامك عند الخلود" ليتجلى في أذهاننا معناه.. و تتضح لنا صورته. تمدنا بالنشاط و الفطنة و الحكمة لتسوقنا الى الأمام نحو غاية سامية.. انما تلك الشلالات أصلها و مصدرها.. و منها منهلها الذي لا ينضب، إنها مُقامي؟!

قراءة 476 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 01 آذار/مارس 2023 06:31

أضف تعليق


كود امني
تحديث