قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 16 حزيران/يونيو 2016 09:01

أثر النزاعات المسلحة و الحروب في تفكك الأسر العربية

كتبه  الأستاذ محمد الأمين مقراوي الوغليسي
قيم الموضوع
(2 أصوات)

تعتبر الأسرة النواة الأهم في البناء الاجتماعي، و المؤثر الأوّل في المؤسسات الاجتماعية، لذلك كان الاهتمام بها و بسلامتها الوسيلة الصحيحة لإيجاد مجتمع سليم البناء، من خلال تحقيق ظروف اجتماعية تساعد الأسرة على أداء وظيفتها البيولوجية، و النفسية و التربوية، و الدينية و الاقتصادية، و الوقائية، و الترفيهية.

غير أن نظام العائلة قد يتعرض للتخريب، فيتوقف عن أداء وظائفه المذكورة آنفا، ما يعني انهيار البناء الاجتماعي للمجتمع، و تصدع مؤسساته الاجتماعية، و أسباب خراب النظام الأسري كثيرة، غير أننا سنكتفي بذكر عامل الحرب و أثره في تفكك الأسرة، و الذي يعني حسب الباحثة الاجتماعية علياء شكري:  " انهيار الوحدة العائلية و تحلل أو تمزق نسيج الأدوار الاجتماعية عندما يخفق فرد أو أكثر من أفرادها في القيام بالدور المناط به على نحو سليم و مناسب".

و لأن هذا الموضوع معقد و واسع، فإننا نكتفي بالحديث عن أثر الحروب على الأسرة في المنطقة العربية، التي تعد قلب الصراع بين مختلف القوى العالمية، من أجل لفت الانتباه إلى خطورة هذا الموضوع، و تشجيع هيئات البحث و الجامعات على تسليط الضوء على آثار الحرب على الأسرة  العربية بشكل مدروس و احترافي، بغية الوصول إلى حلول عملية سواء أكان ذلك من الناحية الوقائية أو الإجرائية، من أجل الحفاظ على النسيج الأسري في العالم العربي.

الخلفيات التاريخية للحروب

لقد سعت قوى الخير في البشرية منذ مطلع التاريخ إلى تحقيق العدالة و المساواة و الأمن و الاستقرار لكافة البشر داخل مجتمعاتهم، و بين المجتمعات المختلفة، من خلال إرساء قواعد للتواصل الحضاري؛ التي تكفل للإنسان الحق في عيش حياة كريمة و مستقرة، غير أن روح الصراع لم تفارق كوكب الارض، بسبب الاصطدام المستمر بين قوى الخير و الشر، و أسباب هذا الصدام عديدة، غير أن الحاجة كانت العامل المشترك بينها، و يرجع التنازع عليها إلى أسباب دينية و مادية، و الأسباب الدينية معروفة، و أما المادية فترجع إلى قلة و محدودية موارد الحياة مثل الطاقة و الماء و الغذاء، الأمر الذي يدفع إلى تصادم كتل بشرية هائلة، و غير متكافئة، تكون آثارها وخيمة، و منها خاصة: عدم تجسد المثل العليا للخير على الحياة في الكثير من المراحل الزمنية، بسبب عقبة الحاجة، و انهيار مختلف العلاقات البشرية، و خاصة الأسرة.

و لأنّ الأسرة أهم خلية في المجتمع، فإن آثار الحروب و النزاعات المسلحة عادة ما تكون خطيرة العواقب عليها، و لعل أبرزها ظاهرة التفكك الأسري، التي تظهر بعد الحروب، و التاريخ شاهد على ذلك، من خلال الكتابات و المؤلفات التي نقلت إلينا الكيفية التي انهارت بها المجتمعات بعد انهيار أوعيتها الاجتماعية و على رأسها الأسرة.

الأسرة العربية في ظل الحركة الاستعمارية

و كغيره من المجتمعات البشرية عانى المجتمع العربي من ويلات الحروب -خاصة في القرنين الأخيرين- بفعل الحركة الاستعمارية المباشرة، التي مست استقرار العالم العربي، و حولته إلى كانتونات غير منسجمة، نتيجة حرص قوى الاستعمار على ضرب هويته الحضارية، و رغم ذلك فقد ظلت الدول العربية بعد نيلها لاستقلالها تتمتع بنوع من الاستقرار لعقود من الزمن، باستثناء الأراضي الفلسطينية المحتلة، التي عرفت حروبا كثيرة، شنها ضدها الاحتلال لصهيوني بشكل مستمر و ممنهج، إلّا أنّ الأمية و التخلف أبرز ما ورثته من المستدمر، الأمر الذي أثر كثيرا على الأفراد و الأسر اللاحقة، بفعل الهوة السحيقة بين العادات التي نشأت عليها أغلب الأسر الناشئة و بين التربية الصحيحة التي لم تجد لها مكانا مع إنسان مع بعد التحرر، حيث توقفت الأسرة العربية لمرحلة الاستقلال عند تطعيم أفرادها ببعض مفاهيم القومية أو الوطنية، و لم تتجاوزها، ما أنتج فراغا كبيرا في الوعي الجمعي للمجتمع العربي.

الأسرة العربية خلال العقود الأخيرة

غير أن العقود الثلاثة الأخيرة عرفت تدهورا خطيرا في الحياة العربية، بسبب ظهور نزاعات مسلحة و حروب أهلية في مناطق مختلفة من العالم العربي،  مثل العراق و سوريا و الجزائر و اليمن و ليبيا و قبل ذلك الغزو العراقي للكويت،  كانت تركتها ثقيلة على المجتمع العربي.

و كانت الأسر العربية أبرز المتضررين من الحروب و الصراعات المسلحة، بعد سقوط ملايين الضحايا، و ظهور موجات نزوح ضخمة، الأمر الذي ساهم في تفكك الكثير من الأسر العربية قيميا أو عضويا، و انهيارها جراء الضريبة الباهظة للحرب.

و لفهم هذه الأثار الوخيمة بشكل واقعي و موضوعي، فإن الجهود العلمية و المؤتمرات يجب أن تركز على الحروب التي شهدتها بعض الدول العربية بداية التسعينات و بداية الألفية وصولا إلى الحرب البشعة التي تقودها قوى الشر ضد الشعب السوري و ثورته العظيمة، تلك الحروب التي خلفت-و مازالت- مئات الآلاف من القتلى و الجرحى و المفقودين، و مئات الآلاف من المعتقلين  و المسجونين، و قد كان الكثير من هؤلاء الضحايا أرباب أسر، لهم دورهم الحساس في بقاء أسرهم و تماسكها، سواء أكان المسؤول عنها أبا أو أخا، أو من يأخذ هذا الدور عند غياب أحدهما أو كلاهما في الغالب.

آثار الحروب على الأسرة العربية

من المؤسف أننا لا نملك بين أيدينا إحصائيات حول مخلفات الحرب من الناحية الاجتماعية على المجتمعات العربية، التي شهدت حروبا أو نزاعات مسلحة، غير أن الكل يجمع على أنّ الحرب تشبه في آثارها الانفجار البركاني، الذي تؤدي حممه إلى تغيير واقع الأرض و جغرافيتها، و هو ما حدث بالفعل في الدول العربية التي شهدت حروبا مدمرة مثل السودان و الجزائر و العراق في التسعينات، فبعد أن وضعت الحرب أوزارها بدأت تطفو إلى السطح نتائج خطيرة على مستويات عدة، أهمها المستوى الاجتماعي، حيث انهارت الخلية الأولى للمجتمع - الأسرة - نتيجة عوامل كثيرة، كان من أبرزها فقدانها للعائل الرئيس لها، و فقدانها لمصدر رزقها، و المسكن الذي كان يؤويها، دون أن ننسى عامل اللجوء نحو دول الجوار و العالم.

و لم يتوقف انهيار الأسرة العربية على الأسباب المادية فقط، فتمزق النسيج الاجتماعي جراء هذه الحروب انعكس على التماسك الأسري، بفعل انتشار الصراعات و العداوات و القطيعة بين الأقارب، الشيء الذي أدى إلى انحسار  دور الأسرة الكبرى أو الوالدية لصالح الأسرة النواة، و التي لم تصمد أمام تيار العولمة الجارف، و التغيرات الجذرية التي طرأت على الحياة الاجتماعية بعد انتهاء الحرب.

و الحديث عن التفكك الأسري لا يمكن أن ينحصر معناه في الانهيار المباشر للأسرة، بفعل فقدان العائل أو المأوى أو مصدر الرزق فهذا يعد أثرا جزئيا للحرب، فالانهيار المعنوي للأسرة -بفعل الحرب- أخطر بكثير من الانهيار المباشر؛ لأنه يمس أغلب أسر المجتمع، حتى تلك التي لم يكن لها ضحايا خلال الصراع.

و قد شهدت الدول العربية التي كانت محلا لحروب ثقيلة و طويلة انهيار منظومة القيم الحاكمة للأسرة العربية، حيث بدأت قيم التضامن و التكافل الاجتماعي و التعاون تفقد دورها لصالح قيم الصراع و التدابر؛ بعد أن استفحلت الأنانية الجمعية، و اختفت الثقة بين أفرادها، و غاب التدبير المصلحي المتعدي النفع لصالح ظاهرة السعي نحو تحقيق المصالح الذاتية، و لو على حساب الأسرة و تماسكها، كما أدت الخسائر البشرية و الاقتصادية إلى خروج المرأة للعمل بشكل غير مدروس، الأمر إلى استحواذ الإناث على أغلب مناصب الشغل، و أدى ذلك ايضا إلى تحقيق المرأة-أهم عنصر مكوّن للأسرة- "استقلالها المالي" على حساب جوانب أخرى أهمّ، ما تسبب بشكل مباشر  في انتشار الطلاق و الخلع بشكل غير مسبوق.

كما أن تفكك الأسر العربية و انهيارها أخذ منعرجا آخر بعد أن فقد المجتمع العربي قدرته على الاستمرار في ديناميكية إنشاء الأسر، بفعل انتشار البطالة، و استفحال أزمة السكن، و الهجرة الداخلية و الخارجية، و ظهور سلسلة من الآفات الاجتماعية أبرزها: انتشار العصابات الإجرامية، و استفحال القتل، و اختلاط القيم الحضرية بالريفية، و تمزق النسيج الثقافي و الاجتماعي، و الذي أدى  بدوره إلى خلل كبير في بنية الأسرة العربية.

استراتيجية مواجهة آثار الحرب على الأسرة العربية

مما سبق نجد أن التفكك الأسري للعائلة العربية له أسباب كثيرة، و يأخذ صورا و أشكالا متنوعة، غير أن الحرب تبقى أحد أخطر أسبابه، بما تتركه من خدوش عميقة في الذات الأسرية، خاصة أنّ آثار الحرب على الأسرة و أفرادها تظهر على شكل سلسلة من النتائج التراكمية، ما يستدعي دراسة التفكك الأسري في ظل الحروب و الصراعات المسلحة دراسة عميقة، و تخصيص ملتقيات و مؤتمرات على أعلى مستوى للتعريف بهذا الموضوع، و لفت الانتباه له، و العمل من أجل الوصول إلى آليات الحماية الاجتماعية و النفسية و الاقتصادية التي تحافظ على الحد الأدنى لمعنى الأسرة، و الإسراع في إعادة إحياء التكافل الإسلامي بين الشعوب العربية، لاحتواء أثار الحروب التي تشهدها المنطقة العربية.

الرابط: http://www.islamtoday.net/nawafeth/artshow-43-230709.htm

قراءة 9634 مرات آخر تعديل على الجمعة, 17 حزيران/يونيو 2016 08:40

أضف تعليق


كود امني
تحديث