قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
السبت, 19 تشرين2/نوفمبر 2016 10:04

لندخل الهناء إلى بيوتنا

كتبه  الأستاذة كريمة عمراوي
قيم الموضوع
(1 تصويت)

ما رفرفت العفة على دار إلا أكسبتها الهناء، إن العفاف تاج المرأة، و صلاح الظاهر هو دليل على صلاح الباطن، الحجاب داعية إلى توفير مكارم الأخلاق من العفة و الاحتشام، و الحياء و الغيرة، و الحجب لمساويها من التلوث بالشائنات كالتبذل و التهتك و السفالة و الفساد.

لا يرفرف الهناء على ديار المسلمين إلا بزيادة العفة، و التخلق بالإسلام العظيم، و ليس بزيادة الدخل، و تقديم أطماع الدنيا و ملاذ النفوس على ما هو خير و أبقى، من حفظ العرض  و الأجر العريض في الآخرة.

على نساء المسلمين أن يتقين الله، و أن يسلمن الوجه لله، و القيادة لمحمد بن عبد الله صلى الله عليه و سلم، و لا يلتفتن إلى الهمل دعاة الفواحش و الأفن قال تعلى : (يا أيها النبي اتق الله و لا تطع الكافرين و المنافقين إن الله كان عليما حكيما. و اتبع ما يوحى إليك من ربك إن الله كان بما تعملون خبيرا) 1-2 الأحزاب.

الخطاب للنبي صلى الله عليه و سلم و هو خطاب لأمته إلاّ إذا دلّ دليل على اختصاصه بذلك، فالأمة قد تخاطب في شخص قائدها و قدوتها و مقدمها عليه الصلاة و السلام، فهو الأسوة و القدوة، و ما يدل على أن الأمة مرادة هنا أن الله تبارك و تعالى قال : (إنّ الله كان بما تعملون خبيرا) فوجه الخطاب إليهم في الآية التي بعدها، و في قراءة أخرى (أنّ الله كان بما يعملون خبيرا).

النبي صلى الله عليه و سلم هو أتقى الأمة لله، فإذا كان رسول صلى الله عليه و سلم يؤمر بالتقوى فغيره من باب أولى، لا يستنكف من هذا أحد، و لا يترفع عليه أحد، و لا يرى أحد أنه فوق هذا التوجيه لاسيما أن الأمر بالتقوى يعني الأمر بلزومها، و الدوام عليها، كما أن التقوى حاصلة بعدة أمور و ذلك أن يفعل الإنسان كل  ما أمره الله تعالى به و أن يترك كل ما نهاه  عنه (يا أيها النبي اتق الله و لا تطع الكافرين و المنافقين) فإن طاعة الكافرين و المنافقين مخالفة لتقوى الله عزّ و جل، لأن الإنسان إنما يطيعهم من أجل أن يتقيهم، فإذا أطاعهم فقد اتقاهم، و من أطاع الله عز و جل فقد اتقاه، فكأن الله تعالى يقول: اتق الله و لا تتق الكافرين و المنافقين، لا تجتمع طاعة الله عزّ و جل مع طاعة  الكافرين و المنافقين، فإن هؤلاء يصرفونه عن طاعة ربه، و مليكه و معبوده جلّ جلاله، لأنهم محادون لله عزّ و جل،  فلا ينتظر منهم أن يأمروه بمعروف أو يشيروا عليه بخير و من ثم فقد علمه الله عزّ و جل طاعته، و نهاه عن طاعة هؤلاء بما يشيرون به، و ما يأمرون به، لأنهم لا يهدونه إلى خير بحال من الأحوال، و المقصود أن مراتب التقوى لا تنتهي، قال تعالى :(إن الله كان عليما حكيما) أنّ هذه تدل على التوكيد، و هي تشعر بالتعليل، لماذا أنت مأمور بطاعة الله و منهي عن طاعة الكافرين و المنافقين، لأنه كان عليما حكيما، إنما يرد الخلل في التصور أو التدبير أو المشورة أو نحو ذلك بسبب نقص العلم، أو بسبب نقص الحكمة، قد يكون الأنسان عنده اطلاع، و علم بالأمور لكنه لا يضع الأمور في مواضعها، و لا يوقعها في مواقعها، و من ثم يكون ما يأمر به أو يشير إليه ناقصا، فيورده ذلك العطب و المهالك، و قد يكون الخلل الواقع بسبب نقص العلم، و قد يجتمع الأمران، فالله تعالى عليم بما يأمر به، عليم بخلقه، عليم بما يصلحهم، عليم بأحوالهم، و هو حكيم يضع الأمور في مواضعها، و يوقعها في مواقعها، فإذا أمرك بشيء، أو نهاك عن شيء فإن ذلك قد صدر عن علم محيط، و حكمة تامة، فينبغي أن تثق به، و تركن إليه، و تسلم له، و لا تتشكك و لا تتردد، و لا تظن بحال من الأحوال أن هذا الأمر الذي أمرنا الله عزّ و جل به يمكن أن يورثك ضررا أو مفسدة أو مهلكة أو عطبا أو نحو ذلك، ( و اتبع ما يوحى إليك من ربك) لا يكفي أن نقول : لا تفعل كذا لا تأت الأمر الفلاني، إنما يجب أن تبيّن له ما ينبغي أن يفعله، كما يقال التخلية قبل التحلية، فنهاه عن طاعة الكافرين و المنافقين ثم بيّن له ما يجب عليه أن يفعله (و اتبع ما يوحى إليك من ربك ) هناك عمم (و لا تطع الكافرين و المنافقين) فنهاه عن طاعتهم في أي شيء من الأشياء، اتبع كل ما يوحى إليك من ربك في كل شأن من الشؤون، في قضايا السلم و الحرب، و المعاهدات و العلاقات، و ما يتعلق بالآداب و الأخلاق إلى غير ذلك (اتبع ما يوحى إليك من ربك) لا تتشبه بهؤلاء و لا تأخذ عنهم، إنما تتلقى عن الله عزّ و جل، اتبع ما يوحى إليك، و اتبع ما أمرك الله به فربطه بالوحي، و الوحي معصوم، لا يأتيه خلل، و لا يتطرق إليه خطأ، فيقبل الإنسان على أمر الله بكل طمأنينة، ( إن الله كان بما تعملون خبيرا) فيعلم أحوالكم، و ما يخفيه الإنسان مما يوافق أمر الله عزّ و جل و مما يخالفه، و من ثم إذا استشعر الإنسان هذا المعنى حصلت له التقوى في الظاهر و الباطن.

لقد أنزل الله آيات ربى بها بيوت الأشراف حيث قال عزّ و جل ( يا نساء النبي لستن كأحد من النساء أن اتقيتن) 32 الأحزاب.

(لستن كأحد من النساء ) إن نفي المماثلة هنا يدل على الشرف، و يدل ذلك على أن بيوت الأشراف، و البيوت الرفيعة و البيوت الكريمة يصلح لها من التربية ما لا يصلح لغيرها، و أنهم ينبغي أن يكونوا في مقامات و أفعال و أقوال و أحوال تليق بمنازلهم الشريفة. ثم لما أدبهن الله جلّ و علا بالقول و الكلام، كيف تتكلم الواحدة منهن مع الرجال الأجانب، علمهن أدبا آخر فقال جلّ جلاله ( و قرن في بيوتكن و لا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى )33 الأحزاب هذا خطاب من الله تعالى لنساء النبي صلى الله عليه و سلم و نساء المؤمنين تبع لهن في ذلك، و إنما خص الله تعالى نساء النبي صلى الله عليه و سلم بالخطاب لمنزلتهن من رسوله صلى الله عليه و سلم، و لأنهن القدوة لنساء المؤمنين.

من أراد أن يعرف الحصانة التي يمكن أن تحصن بها المجتمعات الإسلامية، من أراد أن يعرف السياج الحقيقي المتين الذي يمكن أن تحفظ به المرأة المسلمة و الأسرة المسلمة فهو فيما ذكر الله عزّ و جل و هو اللطيف الخبير، يكون ذلك بقرار النساء في البيوت و اشتغالهن بطاعة الله و طاعة رسوله صلى الله عليه و سلم ، و إذا احتاجت إلى خروج و  محادثة الرجال فإن ذلك يكون على قدر الحاجة، بأقصر عبارة، و بأحسن أداء ما لا يعيبها و يقدح في حيائها و حشمتها و شرفها.

قراءة 1752 مرات آخر تعديل على الثلاثاء, 06 تشرين2/نوفمبر 2018 18:49

أضف تعليق


كود امني
تحديث