قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 12 شباط/فبراير 2017 19:43

نظرات في عمل المرأة المسلمة

كتبه  الأستاذ محمد الأمين مقراوي الوغليسي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

تعتبر قضايا المرأة من أهم القضايا التي تحدث تجاذبات بين مختلف أطياف المجتمع، و من بين القضايا التي أحدثت- و لا تزال - تحدث نقاشا صاخبا داخل المجتمع الإسلامي عموما و العربي خاصة.

و نظرا لاختلاف زوايا النظر بين الخائضين في الموضوع؛ فقد ظهرت تيارات متناقضة و متعارضة في هذا الشأن، و بين التناقض و التعارض فرق كبير يعرفه أهل الثقافة.

و بوضوح شديد نقول إن المسلمين ظلوا يعتقدون -و إلى اليوم- أن الميزان الإلهي خير ميزان توزن به قضايا الخلاف، و أن المنظور الرباني خير ما تقاس به أمثال هذا الأمور.

مع اعتقادنا أن النظر إلى مثل هذه القضايا يجب أن يتم عبر مختلف النواحي، و نقصد بذلك: النواحي الاجتماعية و النفسية و السياسية و الاقتصادية، و الفيزيولوجية و الحضارية عموما، و هو ما تحرص عليه الشريعة الإسلامية الغراء.

فالقضية ليست جامدة، و لا معزولة عن الواقع، و لا يمكن أن تعالج من باب واحد، مقابل إهمال حقائق أخرى ذات صلة وثيقة بها.

عمل المرأة وزوايا النظر الغائبة:

و مما سبق نصل إلى  نتيجة مفادها: ضرورة دراسة مسألة عمل المرأة من كل النواحي المشار إليها سابقا، ثم إصدار حكم مناسب لها، لا يصادم حقائق الشرع، و لا يلغي الواقع مرة واحدة؛ لأننا وجدنا الكثير من الخائضين في الموضوع يبنون أحكامهم على قناعة واحدة، أو تصور وحيد، ثم يعتقدون أن ما توصلوا إليه من نتائج هو عين الحقيقية التي لا مناص منها، و من كان منهجه في البحث الاعتماد على عنصر واحد، و إقصاء بقية العناصر المكونة للموضوع، فإنه سيقع حتما في الطرح المتطرف الذي يجافي الوسطية، و يجاور التفريط أو الإفراط.

منهجية الحديث في القضايا الإنسانية المركبة:

و الحصيف العاقل من جمع كل ما له علاقة بالموضوع، و شكّل منظومة  نظر و دراسة مناسبة للموضوع، ثم أصدر رأيه الذي يبقى قابلا للنقاش، فالمنهجية الصحيحة، هي المساعد الأول على تحديد رؤية واضحة، و تصور صحيح، و هذه دعوة لاعتماد النظر المنهجي في دراسة أي موضوع، خاصة المواضيع التي تثير الخلاف بين الناس.

عشر وقفات مع عمل المرأة:

و لنا وقفات مع قضية عمل المرأة يمكن أن نوجزها في هذه النقاط المختصرة:

أولاً: يقرر الإسلام مبدأ العدل بين الرجل و المرأة، و العدل وضع كل شيء في مكانه المناسب.

ثانياً: يختلف الرجل و المرأة في بعض الفروع و الجزئيات التي تعتبر سببا وجيها في تبادل الأدوار، و لا يمكن إنكار هذا الاختلاف، الذي تقرّه العقول السليمة، الموافقة للفطرة، و الشريعة الإسلامية لا تناقض الطبيعة البشرية أبدا، فهي تشريع ممن خلق البشر، و يعلم طبائعهم، و ما يناسبهم.

الرجل و المرأة: علاقة صراع و احتراب؟

ثالثا: العلاقة بين الرجل و المرأة علاقة تبادلية تكاملية، من حيث الوظائف الحياتية، و الأدوار الحضارية، فرسالة الإنسان على هذه الأرض هي البناء و التعمير، و لاشك أن العمل كفريق مبدأ إسلامي جليل، و لا ينازع في ذلك إلا جاهل أو جاحد، و ماداما يتقاسمان أدوارا مختلفة في الشكل و الصورة، و متحدة في الرسالة و الغاية، فكل منهما يؤدي دوره و رسالته في الحياة وفق الغايات الكبرى التي خلق الله لأجلها بني آدم.

رابعا: لا يوجد صراع بين الرجل و المرأة، بل الأصل التناغم و الوحدة؛ لأجل مجتمع واحد يعيشان فيه، و ينطلقان منه، فهو بمثابة السفينة، التي يركبها الجميع، و على الجميع المساهمة في صيانتها و حمايتها.

ماكثة بالبيت أم عاملة بالبيت؟

خامسا: المرأة و خروجها للعمل يخضع لمعادلة دقيقة و هي: وجوب اعتبار عملها المنزلي عملا حضاريا مقدسا، فما الفرق بين جدران المنزل و جدران الشركات و المؤسسات؟ و ما الفرق بين أولئك الذين تستقبلهم المرأة في العمل و أولئك الذين ترعاهم في البيت؟ أليس الجميع بشرا؟ فلم اعتبار وظيفتها بالمنزل عيبا و انتقاصا لها، و من جهة أخرى اعتبار وجودها خارج بيتها أمرا أفضل و أقدس لها؟ ما هي المقاييس التي يقيس بها المفاضلون بين الأمرين؟ هل هي مقاييس علمية موضوعية، أم أن التفرقة تخضع للمزاجية و التشهي؟ أسئلة تحتاج إلى إجابة، بدل الهروب للأمام و محاولة تلغيم عمل المرأة في المنزل، -و لا نقول بقاء المرأة في المنزل، لأنه تعبير يوحي أنها جاءت من الشارع و الخارج، و أن الأصل بقاءها خارجه، و أن الاستثناء هو البقاء في المنزل- بألغام هي في حد ذاتها ظلم كبير للمرأة.

و مع الدعوة إلى اعتبار عمل المرأة في المنزل رسالة و وظيفة حضارية، لا نغفل عن ضرورة توفير كل وسائل السعادة المادية و المعنوية لها، في ظل حقوق الإنسان، التي أقرّها الإسلام للبشر، منذ آدم عليه السلام إلى آخر رسالة سماوية على هذه الأرض.

المرأة في منزلها: المصنع الأول في المجتمع:

سادسا: يجب اعتبار عمل المرأة في البيت منتجا، حتى لو سمّاه البعض منتجا بطريقة غير مباشرة، فهو في الأخير يقدم المورد البشري اللازم لاستمرار الحياة، و استمرار الأمم، و الدول، و من يعتبر عمل المرأة غير ضروري و لا منتج -رغم أنه يقوم على التربية، و التعليم، و تنمية الشخصية، و مرافقة الصغير- فيقال له: إن دعوتك تعني أن قطاع التربية و التعليم الذي يعد منتجا بشكل غير مباشر، هو قطاع غير هام، فما الفرق بين عمل المعلمة و المعلم في المدرسة، و بين وظيفة المرأة في بيتها؟ لا فرق، بل إن وظيفة المرأة في المنزل أقدس و أعظم.

المرأة و التقدير الاجتماعي:

سابعا: يجب تقدير عمل المرأة بالمنزل اجتماعيا، و نشر هذا الاعتبار و التقدير و تكريسه و ترسيخه، بل و تقديم الاهتمام به على الاهتمام بالعمل الخارجي، و ذلك عن طريق مكافأتها، و تحسين رواتب زوجها و والدها أو من يكفلها، فمن يزدري زوجها و أباها و كفيلها، و يلجئه للعمل، و يحوجها للعمل، ثم يطلق دعوات تحرير المرأة، و دعوات المساواة المكذوبة، و دعوات توفير حقوق المرأة،  إنما يمارس الدجل و الكذب، و هو أول من يجرم بحق المرأة.

إن من إكرام المرأة تكريم زوجها أو والدها في راتبه، حتى تتفرغ هي للعلم أو التربية و التنئشة، بدل التفكير في كيف تساعد والدها في رفع إيرادات ميزانية الأسرة، أمّا إهانة شقيقها الرجل، و تدميره و إتعاسه، ثم ادعاء محبة شقيقته، لهو من عمل السفهاء.

تداعيات عمل المرأة على المجتمع:

ثامنا: خروج المرأة للعمل له آثار خطيرة، و منها: أنه يخل بالميزان الاجتماعي، لأن خروجها بشكل طاغٍ و كثيف سيحرم الرجل من فرص العمل، و بالتالي تتعطل قوة بشرية هائلة، كان بإمكانها أن تأخذ دورها الحضاري المنوط بها.

تاسعا: و من الآثار الخطيرة لذلك أنّ عددا ضخما من النساء سيحرم من فرصة بناء أسرة؛ لأنّ الرجال -و الشباب خاصة- الذين يفترض أن يكونوا موظفين و عمالا وجدوا أنفسهم غارقين في البطالة، و أنى لشاب بطّال عاطل، لا يملك مالا و لا عملا أن يبني أسرة؟ بل إنّ خروج المتزوجات على ما فيه من مفاسد كثيرة، مثل استرجال المرأة، و ذهاب حيائها، و تعب أعصابها، و تعرضها لمخاطر كثيرة أقلها التحرش، و عيشها رعبا مستمرا في عملها، من الطرد، إن هي احتجت، فإن فيه مفسدة أخرى و هي أنها بأخذها لهذا المنصب قد حرمت امرأة أخرى من الزواج، فكل منصب كان يفترض أن يكون للرجل و صار لشقيقته المرأة معناه ضياع فرصة بناء أسرة على رجل و امرأة.

عاشرا: توفير عمل مناسب للمرأة مثل الطب و التعليم، أمر محمود، لكن أن ترسل النساء إلى الأماكن البعيدة، إلى القرى و المداشر، و البراري البعيدة، و إلى الجبال، فهذا مما يخالف العقل و الحكمة، فليت الذين يتحمسون لهذا الأمر يلتفتون إليه و ليظهروا حرصهم عليهن إن كانوا صادقين.

و ختاما نقول على الدولة و مؤسساتها أن تركز جهودها في توفير العيش الكريم، و الراتب المجزي الذي يحقق للرجل و أسرته الكفاف و العفاف، الأجر الذي يجعل الرجل قادرا على إعالة أهله، و لا يضطر نساءه للخروج إلى العمل لإعالة أنفسهن أو مساعدة من ينفق عليهن، و لا يتم ذلك إلا باستغلال طاقات المجتمع و موارده في بناء اقتصاد يحقق الكرامة الإنسانية للمجتمع، و يحفظ لكل فرد فيه دوره و مقامه و مستقبله.

الجمعيات العلمانية النسوية و تدمير الحياة:

أما جمعيات "الدفاع عن حقوق المرأة" في العالم العربي، فقد ظهرت حقيقة دعاويهم، و هي خلق صراع بين الرجل و المرأة؛ لإفساد المجتمع، و عزلها شعوريا عن الرجل، و إحلال روح الصراع بينها و بين شقيقها الرجل، بدل الوئام و التكامل، و كأنّ فالمرأة تعيش في كوكب آخر، و أن الرجل قد غزا كوكبها، حيث يصورونه وحشا مفترسا، و ينشرون الكتب و المقالات و خاصة الروايات التي تروج لأكذوبة المجتمع الذكوري؛ لأجل حشد المزيد من النساء اللاتي لا يدركن حقيقة هذه الجمعيات و دعاويها.

إن توفير العيش الكريم لكل المجتمع هو المطلب الأساس، بدل الهروب للأمام، و تلقف دعوات غربية فاسدة في ذاتها، و لازالت صرخات الغربيات يتردد صداها في ذهني و أذني، كقولها: "تعبت من الظهور قوية في مجتمع لا يرحم المرأة" و قولها: "المشكلة في الرجال الذين لا يريدون تحمل المسؤولية"، و قولهن: "نريد أسرة، نريد أطفالا"، و صراخهن: "نريد عائلا يكرمنا".

و هي حقيقة مرُّة؛ فالمرأة الغربية إن لم تعل نفسها ضاعت و ماتت و هانت، أما في عالمنا العربي الإسلامي فلا يزال الرجل يتحمل كلفة حياة بناته و أخواته و زوجته، فشتان بين عالمنا و عالمهم.

هل تستفيق المسلمة؟

إنّه على المرأة المسلمة أن تعي جيدا أن تحطيم شقيقها الرجل يعني كسر الجناح الثاني للطائر، و لو كُسِرَ هذا الجناح فلن يطير و سيبقى حبيس الطين و الاوحال، و عليها أن تعي أن شقاءها من شقائه، و سعادتها من سعادته، و أن تنتبه إلى أن عمل المرأة في الواقع شيء، و أن ما يروجه لها أدعياء تحرير المرأة شيء آخر تماما، ففي الكتابات و المحاضرات يصورونه بابَ الحريّة، بينما هو في الواقع مسلخ تذبح فيها أعصابها، و تُقبر بسببه ملايين فرص الزواج، و أنه لا صراع بين الرجل و المرأة في الإسلام، إنما هي دعوات تهدف في الأخير إلى تفكيك البناء الاجتماعي، و تيسير استرقاق المرأة، مقابل دراهم لا تساوي راحتها و أعصابها و سعادتها و سعادة بنات جنسها؛ و لتنتبه إلى أن أغلب من يقودون هذه الدعوات فاشلون في حياتهم الأسرية، بل إن الكثير منهم لم يفلح في إنشاء أسرة و لا يفهم معناها، و لتعي أن "المناضلات المزيفات" الداعيات لتحرر المرأة من مفاهيم الأسرة و التربية لا يقبلن أن يعملن سائقات أو ميكانيكيات أو منظفات، و يرفضن ذلك، لكنهن يقبلنه لغيرهن، فهل تعي المسلمة ذلك؟ و هل تعي أنها مصدر سعادة كل المجتمع برجاله و نسائه؟

قراءة 1613 مرات آخر تعديل على الثلاثاء, 06 تشرين2/نوفمبر 2018 18:47

أضف تعليق


كود امني
تحديث