قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 05 آذار/مارس 2017 19:24

قالت الأم : و كأني عاقبت نفسي ..

كتبه  الأستاذة صباح غموشي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

تقول إحدى الأمهات .. ابنتي متعبة جدا إذا مرضت ترفض مطلقا الذهاب للطبيب و شرب الدواء خاصة المضادات الحيوية .. استخدمت معها كل أساليب الترغيب و الترهيب و التحايل و لم ينفع شيء منها .. و يحدث هذا في كل مرة تصاب بالمرض ..

و مرة – و هي ابنة الأربع سنوات - جاءتني ذابلة العينين تشكو وجعا في أذنها، و طلبت مني أخذها للطبيب و وعدتني أن تشرب الدواء و ألحّت في الطلب فأخذتها و اشتريت لها الدواء و فيه المضادات الحيوية فقد كان وجعها في اللوزتين .. و لما عدنا للبيت تظاهرت بأنّها شفيت و أنّها لا تشكو أي وجع كي لا تتناول دواءها .. و هكذا ظلت طيلة الليل إذا آلمتها استيقظت فإذا طلبت منها شرب الدواء شربت الماء مكانه و قالت هي لا تؤلمني لقد شفيت ..

و في الصباح أشفقت عليها و خشيت أن يزيد التهاب اللوزتين إن لم تشرب دواءها فعزمت على إرغامها بالقوة، و حاولت بكل الطرق لكنها فشلت جميعها و اشتطت غضبا و عنّفتها ، و في لحظات مارست معها كل المنهيات من صراخ و عقاب و تهديد .. ثمّ أخبرتها بأنّي لن أكلمها و لن أحضنها طوال اليوم ولن ألبي لها أي رغبة لأنّها لم تطعني و رفضت شرب الدواء، و أنها متى أرادت الحديث معي أو تقبيلي أو حضني فعليها أولا أن تشرب الدواء .. و لاذت هي بالصمت القاتل.

تقول الأم .. ألبستها ثيابها و لبست في صمت و اصطحبتها في مشاويري لذلك اليوم و كانت لحظات قاتلة .. ظننت أني سأجبرها على شرب الدواء بهذا الأسلوب فإذ بها تلتزم الصمت و تكون مطيعة لي طوال اليوم، كنت أتظاهر بتجاهلها و كانت تتصرف بشكل عادي لكن في نظراتها ذبول يقتلني .. كانت تسترق النظر إليّ و في السيارة تلقي برأسها على كتفي تستعطف بعض الحنان، و ترسم ابتسامة منكسرة على محياها الرائع لعلي أبادلها بنفس الابتسام .. و كانت تكلمني مرة على مرة و في نبراتها خوف و شوق عميق إلى رد مني بنبرة راضية، فإذا صددتها و ذكرتها بالدواء عادت أدراجها في انكسار و ذبول وبريق عينيها اللامعتين يخنق دمعة تتساءل في براءة .. ماذا فعلت لك يا أمي ؟؟ .. أنا فقط رفضت الدواء المر الذي لا أستسيغه .. ألا تحسين بي ؟؟ .. إنه مر مر مر، أنا ما عصيتك أنت بل لا أريد الدواء و فقط .. و هذا فوق طاقتي ..

تقول الأم .. كانت ابنتي في هذا اليوم تبدو لي كالقمر في ليلة تمامه فائقة الجمال رائعة الأناقة يزيدها ذبول عينيها روعة و جمالا .. و كانت إذا تكلمت رقّ قلبي لها و إذا صمتت غلت في قلبي أكثر، و كنت طوال اليوم أحلم باللحظة التي أضمها إلى صدري و أقبل جبينها و أمسح بيدي على رأسها.. و كنت كأني عاقبت نفسي و لم أعاقبها هي.

و في آخر اليوم اشتريت لها هدية و ضممتها إلى صدري و قبلتها و قبلتني و كأنّي مسحت عن قلبها آلام الدنيا .. و كأني أعدت لقلبي دقاته .. و الطريف في الأمر أنّها قبلت بشرب منقوع البصل بدل الدواء لترضيني و شفيت و الحمد لله ..

انتهى  كلام الأم .. و لن أعلق .. لعل الرسالة وصلت بعمق ..

قراءة 1640 مرات آخر تعديل على الجمعة, 10 آذار/مارس 2017 07:39

أضف تعليق


كود امني
تحديث