قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
السبت, 21 نيسان/أبريل 2018 14:34

كيف نبني حواراً أسرياً فعالاً ؟

كتبه  الأستاذ معاذ عليوي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

مقدمة:
يعدّ الحوار أعلى المهارات الاجتماعية قيمة و تعرف قيمة الشئ بمعرفة قيمة المنسوب إليه، و هو عمل الانبياء و العلماء و المفكرين و المربين، و أساس لنجاح الآب مع آولاده و الزوجة مع زوجها و الصديق مع صديقه فهو أساس الحياة، و بما أن الإنسان كائن اجتماعي بطبعه لايستطيعُ أن يعيش بمعزل عن الناس فهو في اتصالٍ مستمر معهم من خلال الحوار و الإقناع.
ينقسم المقال إلى خمسة أقسام رئيسية و هي على النحو الآتي:
القسم الأول:- الإطار المفاهيمي.
القسم الثاني:- أداب الحوار الأسري.
القسم الثالث:- مفردات الحوار الأسري.
القسم الرابع:-  السلوك العملي للحوار الأسري الفعال.
القسم الخامس:- الإستناجات.
القسم السادس:- المراجع.
القسم الأول:- الأطار المفاهيمي.
قبل أن نتطرق إلى تعريف مفهوم الحوار بمعناه اللغوي و الاصطلاحي و الأسري لابد أن نقدم مفهوم الإصغاء بإعتباره مُدخلاً تعريفياً نحو بناء علاقات حوارية تكاملية ترابطية بناءة بين الأسرة من جانب و الأبناء من جانبٍ آخر.
أولاً:- ماذا نعني نعني بالإصغاء؟
يعدّ فن الإصغاء أو ما يعرفُ" بالإنصات" من آدبيات التنشئة الاجتماعية و يقع على عاتق الأسرة خاصة الآبوين في تنشئة أبنائهما على الإصغاء الجيد و الإنصات الفعالّ منذ الصغر حتى يكونوا قادرين مستقبلاً على إدارة الحوار بشكلٍ إيجابي بعيداً عن التعصب للرآي أو الانحياز لفكرةٍ ما. نستنتجُ مما سبق بأن الإصغاء مهارة من المهارات التي يجب أن يتمتع بها كل فردٍ من أفراد المجتمع، و تعتمدُ مصدر قوته على شدة الانتباه و التركيز التي يوليها المستمع للمصغي حتى يصلا إلى حوارٍ هادف بناء بينهما.
ثانياً:- ماذا نعني بالحوار؟
تعددت التعريفات و المفاهيم في تعريف مفهوم الحوار و اعتمدت أنماطاً و أساليبَ متنوعةٍ بعضها ذو طابعٍ اجتماعي، و سياسي، و اقتصادي، و فكري، و ديني، إلا أن ما يهمنا في تعريف الحوار هو الوصول إلى تعريفه من الناحية اللغوية و الإصطلاحية و الأسرية.
الحوار في اللغة اصله من الحور، و هو كما يقول (ابن منظور):" الرجوع عن الشئ و إلى الشئ". [1]
و الحوار اصطلاحاً:

- هو مراجعة الكلام بين طرفين و الأخذ و الردّ فيه: قال الزمخشري رحمه الله- في قوله تعالى:"  وَ هُوَ يُحَاوِرُهُ"[ 2]. أي( يراجعه الكلام من حار يحور إذا رجع)[ 3].
الحوار الأسري:-  هو التفاعل الايجابي بين أفراد الأسرة الواحدة، و يأخذ منحنيات عديدة من الاصغاء و الانصات و التواصل اللغوي و العاطفي و النفسي و الفكري بهدف التحاور و النقاش و تبادل الآراء ممّا يؤدي إلى خلق الآلفة و التواصل بينهما.
إن ترسيخ مفهوم الإصغاء الجيد داخل نطاق الأسرة الواحدة يتيح بلا آدنى شك بناء علاقات أسرية ناجحة تكون قادرةً على النقاش و الحوار و تبادل الآراء بعيداً عن الجدال و المنازعات السلبية التي لا طائل من ورائها سوى تجفيف منابع الودّ و المحبة و فقدان الرعاية و الإهتمام بين أفراد الأسرة.
القسم الثاني:

- آداب الحوار الأسري.
هناك جملة آداب ينبغي على الأسرة متمثلةً بالأب و الأم و الأبناء الألتزام بها أثناء الحوار الأسري كي يحقق الحوار الهدف الهدف المنشود له و من بين هذه الآداب:
أولاً: - الآداب الملقاة على عاتق الأسرة تجاه الأبناء.
-1- الإصغاء و الإنصات و الإهتمام بتركيز:

- يقع على عاتق الأسرة منذ البداية الإصغاء و الإنصات الفعالّ للإبناء، و متابعتهم أثناء الحديث و عدم مقاطعتهم و التواصل معهم بصرياً عبر الإيماءات و الحركات و التعبيرات و الإشارات حتى يستشعر الأبن- البنت بأنه يحظى بإهتمام و رعاية و متابعة من قبل الأهل، ممّا يؤثر إيجاباً على الآبناء خاصةً على صعيد تنمية ثقتهم بأنفسهم.
-2- عدم مقاطعتهم أثناء الكلام:

-  يجب على الآب و الأم أن يكونوا آذاناً صاغيةً لإبنائهم و الإ يسترسلوا في المعلومات و يجبروا أبنائهم على الحديث عنها بشكلٍ سريع و كان الأب ينتظر من آبنه كم هائل من المعلومات يريدُ منه أن يعبر عنها تلقائياً و كأن الأبن أمام " محكمة مطلوب منه أن يدلي بشهادته"، بل يجبُ على الأهل التآني و الصبر أثناء محادثتهم لإبنائهم حتى يكون الأبناء قادرين على التعبير عن مشاعرهم و عواطفهم بدون أيّ ضغوط أو توترات نفسية.
-3- تجنب الأهل أثناء حوارهم مع الأبناء استخدام ضمير المتكلم" أنا، نحن"  و عدم الحديث عن خبراتهم الماضية، و الاسترسال في سردها، فكل ما ينتظره الطفل هو الإصغاء إليه و فهم مشاعرهم و عواطفهم و الإستماع إلى همومهم و شكواهم بعيداً عن الخوض في تجارب الماضي.
-4- تحلي الأبوين اثناء الحديث مع ابنائهما الكلمة الطيبة و الوجه الطلق:

- فابتسامة الوالدين ليس الهدفُ منها جعل الابناء يسترسلون في المعلومات، بل يجب أن تكون الابتسامة دافعاً لهم في إزالة الحواجز النفسية بينهم و بين ذويهم، فالأبن تتكون لديه صورة ذهنية مشوشة عن والديه خاصة الأب و أنه أكثر تسلطاً و سيطرة خلافاً للام التي دائماً ما تظهر الودّ و المحبة و العطف و الحنان لإبنائها.
ثانياً:- الأداب الملقاة على عاتق الأبناء تجاه أسرهم.
-1- الإصغاء الجيد للأهل أثناء الحوار:

-  يجب على الأبناء الإصغاء و الاستماع الجيد لإسرهم أثناء الكلام و عدم مقاطعتهم حتى ينتهوا من كلامهم، و من الخطأ ان يحصر الأبناء همهم فيما سيقوله الأهل أثناء محاورتهم لهم بل التفكير في الاصغاء و الاستماع الجيد، و قد قال الحسن بن علي لأبنه رضي الله عنهم آجمعين:" يا بني إذا جلست العلماء، فكن على أن تسمع أحرص منك على أن تقول، و تعلم حسن الاستماع كما تتعلم حسن الكلام، و لا تقطع على أحد حديثاً- و إن طال- حتى يمسك".
-2-  استخدام الألفاظ و الأداب الحسنة:

-   ينبغي على الأبناء أثناء حوارهم مع أسرهم اختيار الألفاظ المناسبة و عدم إطالة الكلام أو رفع الصوت، بل يتوجب عليهم الإستماع و الإنصات و عدم قطع الحديث إلا بعد الانتهاء منه. و في ذلك يقول ابن المقفع:" تعلم حسن لإستماع كما تتعلم حسن الكلام، و من أحسن الإستماع: إمهال المتكلم حتى ينقضي حديثه، و قلة التلفت على الجواب، و الإقبال بالوجه، و النظر إلى المتكلم و الوعي لما يقول".  
-3- التواضع أثناء الكلام:

-  يتوجب على الأبناء أثناء حديثهم مع أسرهم البعد عن التكلف و المبالغة، و رفع الصوت أكثر من الحاجة و في ذلك رعونةً و إيذاءً للنفس، و رفع الصوت لا يقوّي حجةً و لا يجلبُ دليلاً  و لا يقيمُ برهاناً، بل أن هدوء الصوت عنوان العقل و الأتزان، و الفكر المنظم، و النقد الموضوعي و الثقة الواثقة.
-4- البعد عن الجدال و التعصب أثناء النقاش:

-  ينبغي على الأبناء أثناء حوارهم و نقاشهم مع أسرهم أن يبتعدوا عن الجدال و التشبث بالفكرة حتى و إن ظنوا أنها صحيحة، فضلاً عن عدم تضخيم الأمور الصغيرة و تهويل الأمور الكبيرة، و عدم إطالة الأمر القصير كي لايمل السامعين،  و لا يختصرُ من الكلام كي لايخل بالفهم، بل يعطى الموضوع حقه فيستوفيه من جميع الجوانب. و حول هذا الموضوع يقول الشنيقطي في آداب المتناظرين: ( ينبغي أن يتحرزا عن إطالة الكلام في غير فائدة و عن اختصاره اختصاراً يخل بفهم المقصود من الكلام، و أن يكون كلامهما ملائماً للموضوع ليس فيه خروج عما هما بصدده).
-5-  استخدام عبارات الثناء و الشكر للوالدين:

- بعد الانتهاء من النقاش مع الأسرة يتوجبُ على الأبناء شكر والديهم لما قدموه لهم من نصائحٍ ايجابية مثمرة تنيرُ لهم دروب الحياة و تنقذهم من مشكلاتها و ترسم لهم طريقاً واضحة يسيرون عليها بدون أيّ عوائق أو صعاب تعترض آمالهم و أهدافهم.
إن بناء علاقات ايجابيةٍ ناجحةٍ بين الوالدين و آبنائهم هي خطوة متكاملة ذو اتجاهين بحيثُ يكمل كل مسار دوره و هدفه المنشود، فرسم الوالدين عُلاقاتٍ ناجحة منذ البداية مع أبنائهم قائمة على المحبة و المودة و التألف يضمن للأبناء احترام والديهم و الإصغاء إليهم بعيداً عن التأفف و الصراخ و التعالي عليهم ممّا يعززُ طبيعة العلاقات القائمة بينهم و يسهمُ في بناء نموذجٍ أسري متكامل يحترمُ كل واحدٍ منهما الأخر، فالأسرة كالجسد الواحد إذا اشتكى منها عضواً تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى.
القسم الثالث:

- مفرادت الحوار الأسري.
هناك عدة منطلقات رئيسية تسهم في خلق حوار أسري فعالّ لعل أهمها:


أولاً:- 

التربية تفاعل:-  عندما نتحدث عن التربية كتفاعل فإنني أقصد التفاعل الثنائي ما بين الأب و الأم و الأبناء يلتمسُ من خلاله الأبناء المحبة و الحنان ممّا يؤثر إيجاباً على سلوكهم النفسي و العاطفي. فعندما يسأل الطفل أمه أو أباه عن أمورٍ لا يعرفها أو يجهلها و يجدُ آذاناً صاغيةً له و صدراً رحباً يتسعُ لمشكلاته و همومه فعندها يجدُ من السهل عليه أن يعبرُ عن أمانيه و طموحاته و تطلعاته بدون أيّ خوف أو قلق أو أضطراب.
ثانياً:

التربية بناء:- لا تربية بدون تفاعل و لا تفاعل بدون تربية فالهدف من التربية بناء شخصية مميزة للطفل و إعداده بطريقة مُثلى للحياة حتى يستفيد من حياته و يكون قادراً على التعبير عن ذاته بحرية بدون أيّ قيود أو حواجز تحدّ من قدرته على التعبير عن افكاره و مشاعره.
و تتعدد نماذجُ الحوار الأسري للإبناء في مواقف عدة أهمها:

- حوار الأب مع ابنه و مناقشته في أمور تخص البيت منها على سبيل المثال ما رأيكُ في مخطط البيت الجديد؟ و كذلك سؤال الأم ابنتها عن كيفية وضع خطة جديدة حول كيفية الاستثمار الأمثل للوقت. محاورة الأباء لإبنائهم و الجلوس معهم ليس الهدف منه فقط المحاورة و النقاش بل تأكيد ذواتهم و تنمية الثقة بالنفس لديهم و اشعارهم بأنهم جزءً مهماً من الأسرة لايمكن تهميشه أو استثناؤه.
ثالثاً:

- التربية تواصل:
عندما تتواصل الأسرة مع آبنائها فهي تستفيدُ بلا آدنى شك في ذلك و يعود عليها بالفائدة و يتمثل ذلك بالآتي:

-أولاً:- الإطلاع على ما لدى الأبناء من طموحات و مشكلات مما يشعرُ معها الآبن بالقدرة على التعبير عن مشاعرة بطريقة تلقائية و عفوية بدون حواجز أو قيود تعيقُ عملية التواصل منها على سبيل المثال:

- عندما يعاني الآبن داخل الصف من مضايقات مستمرة من زملائه كأن يصفونه بالغباء تارةً و بالأنانية تارةً أخرى و لا يعرف كيف يتصرف و يتعامل معهم فيلجأ في هذه الحالة إلى أحد الأبوين مسترسلاً في الحديث عما يجولُ بداخله من هموم و مشكلات. حتى يكون الوالدين على دراية و علمٍ و معرفةٍ بنفسيات أبنائهم لابد من إقامة علاقة منفتحة معهم تكون مفتاحاً لحل العديد من مشاكلهم.
ثانياً:- فهم الصورة الذهنية لدى الأبناء عن أسرهم:

-  فالأحتكاك المستمر بين الأسرة و الأبناء يجعل كل واحدٍ منهما يشكل في عقله إنطباعات قد تأخذ منحنى السلبية تارةً و الإيجابية تارةً أخرى. فعلى سبيل المثال تعتقد البنت بأن أمها دائماً مشغولة بزيارة صديقاتها و كذلك الآبن يعتقد بأن والده لم يفِ بوعده له عندما وعده بشراء سيارة له إذا حصل على علامة مرتفعة في دروسه.
رابعاً:- التربية رعاية و وقاية:-  في ظل التطور التكنولوجي و مالآته المستمرة على الواقع العربي أصبح التعامل معه في بعض الأحيان يحتاجُ إلى متابعة و رعاية من قبل الأسرة خاصة في ظل الأنعكاسات السلبية التي يروجّ لها الإعلام الإلكتروني من برامج تحتاج بإستمرار إلى الوعي التام من قبل الأسرة عبر سلسلة مستمرة من التثقيف و بث بذور الوعي بين الأبناء كي تضمن لهم سلوكاً إيجابياً بعيداً عن اللجوء إلى عالم الإنحراف و القدرة على التمييز ما بين الوهم و الحقيقة خشية الوقوع في دائرة الوهم و الخداع المستمر إلى مالا نهاية.
إن حاجة آبنائنا اليوم إلى الرعاية و المتابعة و النصح المستمر لهم لاتقل عن حاجة شخصٍ نفذ الوقود من سيارته في أعماق الصحراء، بات ينظرُ بلهفة و شوق لسيارة مارة أو شخص يمرّ بجانبه يقدم له شيئاً من الوقود قبل أن يفقد الأمل في الحياة.
القسم الرابع:- السلوك العملي للحوار الأسري الفعالّ:
قبل الحديث عن السلوك العملي لبناء حوار أسري فعالّ لابد من الإشارة إلى نقطة مهمة للغاية و هي أن الحوار ثقافة و تربية يجب أن تترسخ في البيئة الأسرية فهي نموذج و فعلٌ يمارسها الآبوين و قدوة يحتذى بها الأبناء في حياتهما العامة و الخاصة، و من أجل ذلك هناك مجموعة من الأرشادات و النصائح التي يجب على الأسرة إتباعها لبناء حواراً أسرياً فعالاً تتمثل في الآتي:
أولاً:-  التهيؤ الأسري للحوار البنّاء: أن تهيئ الأسرة ابنائها على الحوار منذ الصغر و تدربهم على ذلك و لا تقلل من قيمة أحداً منهم بل الاستماع و الإصغاء إليهم يعطيهم القدرة على الأسترسال في الحديث و ينمي الثقة لديهم بل يسهم في التأكيد على ذواتهم بإعتبارهم أفراداً لهم القدرة على التعبير عن ذواتهم بدون أيّ عوائق تمنعهم من ذلك مع التأكيد على أهمية التواصل البصري أثناء الحديث فهو يمثل صمام الأمان و الإطمئنان مابين الأسرة و الأبناء.
ثانياً:- الجلسات الإسرية المنظمة من قبل الآبوين تجاه الأبناء:- يجب على الأسرة أن تتواصل مع أبنائها بطريقة منظمة و مستمرة و ان تسمع لهم و أن تحاورهم و تتعرف على ما يدور في آذهانهم من أفكار و ما يعتريهم من هموم و مشكلات. يجب على الأسرة التأكيد على أهمية الخطاب الأسري الفعال و هو خطاب اللين و الرفق و المحاورة الحسنة بعيداً عن الجدال الذي لايفضي في غالبية الإحيان سوى خروج الأبناء عن دائرة الأسرة مما يضعف طبيعة العلاقات بينهما و يجعلها في غاية الفتور و الضعف، حتى نستطيع بناء حوار أسري جيد يجب أن نؤسس خطاباً مبنبي على الآلفة و المحبة و التواصل مما حدا أحد العلماء التعبير عن ذلك بقوله قائلاً:- خاطبوا أبناءكم بالكلمات لا باللكمات".
ثالثاً:-  استشارة الأبناء:- إن استشارة الأبناء في آدق المواضيع و أخذ رأيهم يعدّ عاملاً أساسياً في تعزيز عملية تواصل الأهل مع أبنائهم مما يؤدي إلى تعزيز الألفة و المحبة و الحوار بينهما بعيداً عن العزلة و الأغتراب الذاتي، فهو وسيلة لكسب القلوب و التفاهم بعيداً عن الخلاف و التوتر.
القسم الخامس:- الاستناجات.
يعدّ الحوار سلوكاً يمارسه الأباء و الأمهات في علاقاتهم مع أبنائهم عبر طرائق و أساليب يتم نمذجتها و بناءها. و فعلٌ يتدرب عليه الطفل في مراحل حياته العُمرية بحيث يكون قادراً على ممارسته في حياته الخاصة و العامة. و لا يمكن أن يحقق الحوار الأسري فعاليته بدون أن يحقق الرضا و القبول للمتحاورين بعيداً عن الجدال و الخصام و إلا يصبح الحوار ضرباً من العبث آشبه بالغثّ السمين لا يحقق الغاية المنشودة له فتتسعُ دائرةُ الخلاف شيئاً فشيئاً و يزدادُ الخلافُ و التوتر بين أبناء الأسرة الواحدة حتى يصبحُ الحوار ضرباً من الخيالِ خالٍ من الإقناع، و المحاورة، و الرفق، و اللين، فتفقدَ الأسرة مكانتها و قيمتها و تصبحُ غير جديرةٍ بالثقة و الإحترام.
القسم السادس:- المراجع.
[1] ابن منظور\لسان العرب\مادة حور\ج1\ص750.
[2] سورة الكهف\الآية 34.
[3]  ابن منظور\ لسان العرب\مادة جدل\ج1\ص419.

الرابط : https://wefaqdev.net/st_ch690.html

قراءة 2923 مرات آخر تعديل على الإثنين, 05 تشرين2/نوفمبر 2018 13:07

أضف تعليق


كود امني
تحديث