قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 04 تشرين1/أكتوير 2018 19:45

سرٌ خطير!

كتبه  الدكتورة حنان لاشين
قيم الموضوع
(0 أصوات)

سرٌّ خطير جدًّا ذاك الذي تعرفُه هي، سحرٌ ربما سحرت به زوجَها! لماذا يحبُّها كلَّ هذا الحب؟ و لِمَ هي تعشقُه بتلك الطريقة المجنونة؟ دعونا نتأمَّل حالَهما قليلًا: إن غاب عنها فهو حاضرٌ، و إن غابت عنه فهي مخبوءة في صدرِه! عجيبٌ أمرُهما! من أين هذا الحبُّ غير المشروط؟ و ما سببه؟ حساب مفتوح، وشِيكٌ موقَّع على بياض، و لسان حالها يقول: افعَلْ ما شئت، و قُلْ ما شئت، و تصرَّف كما يحلو لك؛ طالما أنك لا تُغضِبُ اللهَ؛ فلن أغضب منك أبدًا، مهما قلتَ، فأنا أعلم أنك لا تقصدُ إلا المعنى الطيِّب، أما المعنى الآخر، فقد استبعدتُه تمامًا من خاطري؛ لأنني أعرفك أكثر من نفسك! ثقة و حسن ظنٍّ، و يقين أن الطرفَ الآخر يحبُّك بشدة، و لن يخونك أبدًا، و لن يطعنك من الخلف! إن زوجها ينجذب إليها كما ينجذب الحديد إلى المغنطيس، رغم صلابته و خشونة طباعِه! جذبتْه إليها فصارَا كقطعةٍ واحدة، أتدركون كيف هو هذا الشعورُ؟ أنت مطمئنٌّ، أنت مستقرٌّ، أنت مرتاح البال، و حتى لو ضاقت الدنيا في وجهك أنت تعلم أن لديك حبيبَك، و حتى لو كرهك الجميع لن تحزن؛ لأن لديك ارتواء نفسيًّا داخليًّا و إشباعًا روحانيًّا؛ لأنه يحبُّك، إن خفت فحضنُه مأواك، و صوتُه الحاني سيزيل فورًا تلك الارتجافةَ التي تجتاح صدرك، و ستسكن و تطمئن؛ لأنك تحبه في الله، نعم ذاك هو السرُّ! هل جربتَ أن تحبَّ زوجتَك في الله، لوجهِه تعالى وحدَه، و بنفْسٍ صافية كالحليب الحلو الباردِ؟ تسأل عنها إن طال صمتُها، تتوجَّع لوجعِها، تفرحُ لفرحِها، تجوعُ معها، و تشبعُ معها، و تفرحُ معها، و تغفرُ لها، و تُؤثِرها على نفسك، فتقدِّم لها ما تشتهيه و تتمنَّاه مِن قَبْلِ أن تطلبَه، تنصحها في الله برفقٍ؛ لتطيعه سبحانه، تعينُها على الطاعة، و تصبِّرها على البلاء، و تمدحُها إن أحسنتْ. هل جربتِ أن تحبِّي زوجَكِ في الله ابتغاءَ مرضاته وحدَه، و بنفسٍ رائقة كالماء الحلو العَذْب؟ تُحسنين الظنَّ به دائمًا، تشكرين له حُسنَ خلُقه، تبتعدين معه عن الشبهات، تصلِّيان معًا، و تسجدان معًا، و تصومان معًا، و تبكيان من خشية الله معًا، تتودَّدين و تتجمَّلين له؛ ليتعفَّف بكِ، و تكونين له الحبيبة، و الصديقة، و الابنة، و الأم. إن أرقى أنواع المحبَّة هي المحبَّةُ في الله، ألفةٌ و ترابطٌ، و شوق وجدانيٌّ، و اتفاقٌ في غاية، و برٌّ تضعه عند أخيك، فما بالُك لو كان شريكَ حياتك؟! رصيدٌ روحاني؛ إن احتجتَ أن ترجع إليه في أي وقت، فستجد موفورًا منه؛ لأنه غيرُ مشروط؛ فالحب لجاهٍ فقط أو جمالٍ فقط، يزولُ بزوال هذا السبب، أما الحبُّ في الله، فيدوم حتى اللقاءِ على منابرَ من نور تحتَ ظلِّ العرش، و ما أجملَ أن تجتمع بحبيبِك و كلِّك الآخرِ تحت ظل عرش الرحمن! يا لها من مكانةٍ! و يا لها من روعة! و يا له من شرفٍ! و لن يكون الحبُّ في الله إلا لو كان الاختيارُ بما يرضي اللهَ، و لن تنبتَ زهرة الحبِّ الطيِّب إلا إذا غُرِستْ في تربة طاهرةٍ بقلب نقيٍّ أبيضَ، قلب ممتلئٍ بالإيمان، الإيمان يشبعُ النفس، و يسلِّي المحزون، و يقوي الضعيف، و فيه الأنسُ، و بحضوره في القلب يتحوَّل الحزن إلى أجرٍ و ثواب. الارتقاءُ بالنفس و الروح يرفعُك إلى مكانة حيث تتعارفُ على شريكك، و تُوفَّق للِّقاء به بفضلٍ من الله، قال أحد الصالحين: (أرواحُ المؤمنين تتعارفُ). و بعد الإيمان و الاختيار الصحيح، فهل هذا يكفي وحدَه؟ هل يكفي إيمان الزوجين ليسعَدَا معًا تحت سقف بيت واحدٍ أم لا؟ الإيمان مهمٌّ؛ فهو وتدٌ يثبِّت الخيمةَ الزوجيَّة، و رباطٌ يقوِّي العَلاقة بين الطرفين لا ريبَ، و لكن لا بدَّ أن ننتبهَ لعوامل أخرى؛ فنحن بشرٌ؛ أولها تعزيزُ التواصل العاطفي بين الزوجين، و احترامُ مشاعر الآخرِ، فزوجتُك تحتاجُك، و أنت تحتاجُها، أنت تختلفُ عنها فلا تعاملها كأنها ذكَرٌ، و أنتِ لا تعامليه كأنه أنثى! صورتُكِ مهمة له، احترامُكِ لرأيه مهمٌّ له، انتظاركِ لعودته مهمٌّ له، توقيرُه أمامَ أهلِكِ مهمٌّ له، عدمُ إصراركِ على فعلِ شيء يكرهُه إكرامًا لنفسه مهمٌّ له. اهتمامُكَ بمشاعرِها مهمٌّ لها، إظهار إعجابكَ بما تفعلُه و لو كان بسيطًا مهمٌّ لها، إخبارُكَ لها أنها حبيبتُك عشرات المرات طوالَ اليوم مهم جدًّا، و ذاك أمرٌ يظنُّ الرجال أنه ليس ضروريًّا، لكنه في الحقيقة يُؤرِّق الزوجات؛ فتراهُنَّ يتساءلْنَ كثيرًا في أنفسهن: "هل ما زال زوجي يحبُّني أم لا؟"، فاقطَعْ عليها استرسالَها في تلك الهواجسِ، و أكِّد لها حبَّكَ بالكلمة، و النظرة، و التربيتة على الكتف، و الحضن الأبويِّ الذي تحتاجه الزوجةُ حين تتراكم عليها همومُ البيت و الأبناء؛ فأنت زوجٌ و أبٌ لها، فلا تنسَ أنها تركتْ أبًا حنونًا، و أخًا ودودًا، و بيتًا دافئًا كانت تتدلَّلُ فيه، و انتقلت وحيدةً تحت جناحِك؛ فكن لها كلَّ هؤلاء معًا. و لا تغفلا يا رعاكما اللهُ عن طريقةِ الحوار بينكما؛ فلا يحسُنُ أن يكون الحديث من طرفٍ واحدٍ فقط، و الآخر ينصتُ في صمتٍ مجرد وعاء تفرغُ فيه الكلمات؛ لأن هذا سيُشعر مَن يقوم بدور المتحدث بالنفورِ، حاول أن تتفاعل مع شريكك و هو يُحدِّثُك، تواصل. تستطيع أن تكون عالِمًا في أيِّ مجال، أو طبيبًا، أو مهندسًا، أو محاميًا، و تتحدَّث مع زوجتك في أمور تخصُّ عملَك بطريقة تجعلها تشعر أنك تقدِّرها و إن كانت لا تفهمُ مصطلحًا واحدًا مما تقوله، لكنها طريقتُك الذكية في الحوار. و تستطيعين أن تتحدَّثي مع زوجك الذي لا يهتمُّ إطلاقًا بالقراءة و الكتب - على عكسكِ أنت المثقَّفة، الواسعة الإطلاع - عما قرأتِه دون أن تشعريه أنه ضيِّقُ الأُفقِ، و حتى الحديث عن الأشياء التافهة أحيانًا يُعد تودُّدًا لو أنصت لمجرد أن مَن يُحادِثُك هو حبيبُك! لا تقطعوا حبالَ الوُدِّ، و اعقدوها بالحديثِ الطيِّب، و تخيروا اللفظَ الجميل، لا تقفوا على كلِّ كلمة و كأنها محاكمةٌ. عند اتِّخاذ القرارات، لا بأسَ بالشورى و إن كان القرارُ بيدِ أحدِكما؛ فهذا لا يعني تهميشَ الآخر تمامًا، فقد يكون رأيه أصوبَ، و الاستشارة تعني: أنك تثقُ بشريكك، و تظنُّ به خيرًا؛ فانتظر بعدَها أثرًا جميلًا في نفسه، سينعكس على علاقتِه بك في لحظة أخرى؛ فلا تخسر تلك النظرةَ المُمْتنَّة من عينَيْه؛ لأنك وَثِقْت به و استشرته؛ فتلك لحظة لها متعة إن كنت حقًّا تحبُّه. توزيع المسؤوليات يجعلُها أسهلَ، و يتيح الفرصة لكليكما ليُتقنَ أداء ما عليه من واجبات، فتشاركا في كلِّ شيء قدرَ استطاعتكما، من الخطأ إلقاءُ المسؤولية بالكامل على أحد الطرفين، و إرهاقُه لمجرد أنه لا يشكو و لا يعترضُ؛ فهو إن تحمَّلَ لعامٍ أو اثنين أو حتى عشرة، سيكلُّ و سيتعب و سينفجرُ، الحياة همومٌ، و بناء بيت ليس أمرًا هينًا سهلًا، و كذا تربية الأبناء، و العمل خارج المنزل ابتلاءٌ؛ فالحياة تزداد تعقيدًا يومًا بعد يوم، فخفِّفا بعضكما عن بعض، و اغتنما سنواتِ الزواج الأولى، و استمتعا بالحياة رغم ما فيها من تعبٍ و كدٍّ و سعيٍ، لا تؤجِّلا الحياةَ حتى يكبر الصغارُ، بل استمتعا بالحياة بينما يكبرُ الصغار، لا تؤجِّلي خروجَكِ مع زوجك حتى يكبر طفلُكما، بل احمليه و اخرجي معه، طفلُك بيدٍ و يدك الأخرى معلَّقة بذراع زوجكِ، أو احمل أنت عنها صغيرَكما و اتركها تستمتع بكفِّها و هي تدسُّها تحت ذراعك القويِّ و تسير و هي سعيدة؛ لأنها معك! إن ضاقت عليكما الظروف، فحُسنُ الظنِّ بالله سيُوسِّعُها عليكما، و إن صعبت الحياة، فالحبُّ بينكما سيُسهِّلُها، و إن قدَّر الله بحكمته ابتلاءً، فهي الرحمةُ منه لا ريبَ؛ فكونا معًا تحت رحمته. و بعد الإيمان الذي تتشرَّب به تلك المسمَّيات كلها سيأتي الحبُّ، و الحبُّ شيءٌ عجيب، و أُحجية غريبة، و سرٌّ غامض، لكنه لا يخفى على قلب جعلَه صاحبُه وقفًا لله تعالى؛ فاجعل قلبَك من الآن وقفًا لله. بعض الناس يتحدَّثون عن الحبِّ، و بعضهم يتساءلون عن حقيقةِ الحبِّ، و بعضهم غارقٌ في الحب، و البعض يفتقد الحبَّ، و أما عن هؤلاء الذين عرَفوا السرَّ، فطوبى لهم! طوبى طوبى!

رابط المقالة : https://ar.islamway.net/article/66332/%D8%B3%D8%B1-%D8%AE%D8%B7%D9%8A%D8%B1

قراءة 1630 مرات آخر تعديل على الخميس, 11 تشرين1/أكتوير 2018 07:39

أضف تعليق


كود امني
تحديث