قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الثلاثاء, 19 شباط/فبراير 2019 12:41

التدين سلوك

كتبه  الأستاذة صباح غموشي
قيم الموضوع
(0 أصوات)
قبل عام اضطررت للمداومة فترة معتبرة في جناح إعادة التأهيل الوظيفي بالمستشفى من أجل يدي .. و هناك كانت الحكايا متعددة و متنوعة، تختزل كثيرا عقلية و أخلاق و فكر المجتمع في عينات مصغرة لكنها معبرة إلى حد كبير. كانت أولى زياراتي لهذا الجناح من أجل الفحص الطبي أولا، و طال بي الانتظار و مر عليّ أصناف و أشكال من الناس كل واحد بحكاية و كل واحد برواية.. و دخلت إحداهن و قد أسدلت جلباب الستر على جسدها كله فغطى المحاسن و المفاتن كلها، و لم يبد شيء فكانت في مظهرها مثالا للالتزام بالحجاب الشرعي المتوفر على كل الشروط.. ثمّ ما فتئ ظهر منها وجه تجمل بأصباغ مشكلة و ملونة نزع شيئا ما من ستار الجمال الذي كسا باقي جسدها، ثم نزع منه جزء آخر حين ظهرت في فمها علكة تلوكها بطريقة مقززة.. ليذهب جزء آخر من ذاك الجمال في وجه عبوس ألقى تحية باهتة كأنها تحمل في طياتها اشمئزازا من كل ما حولها و احتقارا لكل من حولها، أو هكذا بدا لعلها تترجم مزاجا معكرا حملته معها من البيت عكر صفو تحيتها للناس. و جلست قريبا على كرسي ممرضة الاستقبال من غير استئذان و هي تتأفف من كل شيء. 
ثم تجلى لي أني أعرفها من أيام الدراسة الأولى و تبادلنا أطراف حديث أردته مقتضبا و من عادتي لا أكثر ثرثرة النساء في مثل هذه الأماكن، و لشيء بداخلي رفض ما كان يبدو عليها خلاف ما يظهره لباسها .. ثم عدت سريعا لمصحفى المحمل في هاتفي و انغمست في مراجعتي لا آبه بمن حولي .. لكن الذي حز في نفسي كثيرا تلك الألفاظ التي كانت تخرج من فمها بذيئة لا تخجل من أحد و لا تعمل اعتبارا لشيء فأسقطت ما تبقى من جمال المنظر لتعري الجسد و الروح من كل حياء و حشمة و تفقدها كل بهاء و جمال. 
و ذكرتني بمثيلتها كنت التقيتها قبل سنوات عديدة في إحدى الأعراس لواحدة من أحبتنا، فدخلت بجلبابها و جلست مباشرة أمامي في طاولتي و بقيت بجلبابها لا تنزعه طول الوقت، و سرعان ما تعرت عن كل حشمة و حياء بسيل من الكلام الفاحش البذيء و هي تجاذب قريباتها أطراف حديث لوثته أوساخ غيبة مفرطة و نميمة قبيحة .. فذهلت لهذا المستوى الدنيء الذي يشوه صورة ما تلبسه و ينزع عنها و عن مثيلاتها ثوب الستر و الالتزام الذي يبدو لأول وهلة في مظهرهن و لباسهن.
تلك هي الغصة التي تستقر بحلقك كلما رأيت مثل هؤلاء الذين يسيئون لمفهوم التدين و الالتزام أكثر من أولئك الذين لا يلتزمون أصلا .. و كلما تفكرت في الموضوع بدا لي أنهن لا يلبسن الحجاب بتلك الصورة عن قناعة و طواعية بل ربما أكرههن عليه أهلهن و أزواجهن، لذلك لا تجد الحجاب مطبق في سلوكهن و أخلاقهن، و كلما غاب عنهن الأهل أو الأزواج ظهر ما بطن تحت اللباس الجبري من أخلاق سيئة ترجمتها سلوكات أكثر سوء تسيء أكثر لذاك اللباس .. 
و رسالتي لمن يلبسن الجلباب أن يتقين الله فيما يلبسن و يكن مثالا للالتزام بالأخلاق الفاضلة و السلوكات الطيبة التي تزيد من جمال الملبس جمال الروح و الخلق .. و أن يعطين صورة ناصعة عن الملتزمات و لا يسئن للدين بتصرفاتهن المشينة و سلوكاتهن التافهة ..و رسالتي للأهل و الأزواج أن يحرصن على غرس القيم النبيلة و الأخلاق الفاضلة و السلوكات الطيبة في نفوس بناتهن و زوجاتهن و أن يلبسوهن لباس العفاف و التقوى قبل لباس المظهر و أن يحرصن أن يكون حجابهن عن قناعة و رضا بدل الإجبار الذي لا يؤتي أكله بل قد تكون نتائجه عكسية كما في الأمثلة التي ضربناها .. و على الجميع أن يفهم بعمق أن التدين الحقيقي هو سلوك طيب و أخلاق رفيعة و فكر سديد و ليس مظهر فقط.  
 
قراءة 1211 مرات آخر تعديل على الإثنين, 25 شباط/فبراير 2019 06:20

أضف تعليق


كود امني
تحديث