قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
السبت, 09 آذار/مارس 2019 09:52

أمراض نفسية ولدتها مظالم

كتبه  أمال السائحي ح.
قيم الموضوع
(0 أصوات)

الصراعات النفسية التي يعيشها بعض الأشخاص في باكر طفولتهم أو في محيطهم، يكون لها الشأن الكبير في بلورة الشخصية، شأنها شأن تلك الفيروسات التي تضر بالجسم عند الامتناع عن أخذ الدواء في حالة المرض، فتبقى آفاتها عالقة بما فيها من سلبيات على الشخص نفسه و على من حوله، و تترتب عليها مفاهيم و سلوكات سلبية على الشخص نفسه و تؤثر على من حوله.

من ذلك أن العلماء يرجعون ظهور الشخصيات الحاقدة و الحسودة إلى شعور أصحابها في طفولتهم  بالظلم” الأول: إن شعور الإنسان بالظلم، حقيقيا كان أو متوهما يكبر إلى أن يسيطر على صاحبه فلا يستطيع التخلص من قبضته إلا بسلوك الانتقام من ظالمه و لو أدى ذلك إلى دمار حياته..و لا يزول هذا النوع من الظلم إلا بزوال الأسباب المؤدية إليه عن طريق رفع الظلم عن المظلوم لكي يرتاح و يبقى أثر الظلم في داخله و لا يزول، و قد يستيقظ فجأة من رقاده و لو بعد سنين.. و قد يلتمس العذر للمظلوم إذا دفعه الظلم إلى الحقد على ظالمه و هذا حقد مبرر و حتمي ..
الثاني: سيطرة الحسد على النفس، و الحسد ينتج عن حالة نفسية مرضية تدل على هشاشة في التكوين و ضعف في التربية النفسية و فراغ روحي و ضعف في الإيمان، و الحسد لا ينتج عن ظلم و إنما ينتج عن شعور بالأنانية فلا يقبل الحاسد أن يكون هناك من هو أفضل منه أو من يساويه أو من يقترب منه، و قد يكون جارا لك لم يظلمك أبدا و لا يعرفك و مع ذلك تحسده على ما أتاه الله من خير و نعمة في المال أو النجاح أو السمعة و الجاه أو محبة الناس، و تتمنى من أعماق نفسك أن تزول النعمة عنه و أن يصاب بمحنة لكي ترتاح أنت من عذابك النفسي الداخلي لكيلا ينافسك فيما أنت فيه..”.

في تجربة اشترك فيها 72 طفلًا، تترواح أعمارهم بين سنتين و ست سنوات، عُرض لهم فيها مسرح لشخصية تلعب بألعابها، ثم تأتي شخصية أخرى و تأخذ منها اللعبة عنوة، ثم تظهر شخصية أخرى ثالثة، و تبدأ بضرب الشخصية التي أخذت اللعبة، فيقوم الفريق البحثي بإسدال الستار دون أن يرى الأطفال مشهد الضرب.

وُجد أن الأطفال في عمر الست السنوات، كانوا مستعدين لدفع تذاكر أخرى تمكنهم من رؤية الشخصية السيئة و هي تتعرض للضرب، بينما الأطفال في عمر أربع و خمس سنوات، كانوا مهتمين بالدفع لأي سيناريو يضمن لهم مشاهدة المزيد، بغض النظر عن الانتقام من عدمه، فيما لم يهتم الأطفال دون سن الرابعة لذلك.

و هذا يفسر ما يولده الظلم من رغبة جامحة في الانتقام من الظالم كما يفهم من ذلك من سلوك الأطفال البالغ سنهم ست سنوات.

إن ما نلمسه في تصرفات بعض الأشخاص نحو ذويهم، أو نحو من يحيطون بهم، كاللجوء إلى العنف اللفظي أو البدني، لأجل كلمة قيلت منذ أعوام خلت، و مازالت النفوس المريضة تتلقفها لتتعدى بعد ذلك إلى الجرح بالكلمات، أو التشريد، أو القتل، حتى و لو كان ذلك لأجل فكرة خاطئة، أو سوء ظن، تقلب حياة الفرد و المجتمع، إلى جحيم مستعر لا يخبو أواره، و لا يسلم أحد من أضراره.

و هذا ما يفسر حرص القرآن الكريم على التحذير من التعدي، و التنفير من العدوان و الظلم، و الدعوة في العديد من الآيات الكريمة إلى ضرورة تلافي ذلك و تجنبه، من مثل قوله تعالى:{وَ لاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ}[البقرة:190]، كما نصادف الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة التي تحذر الناس من مغبة الظلم و التعدي على الآخرين، من مثل قوله صلى الله عليه و سلم:(( إن دعوة المظلوم ليس بينها و بين الله   حجاب )) رواه الشيخان، و أصحاب السنن، و أحمد…و غيرهم.

هذا التحذير المتكرر، و الإلحاح المتواصل، على اجتناب الظلم و تركه و يكشف عن وعي كامن في النفوس بالآثار الوخيمة التي يرتد بها الظلم لا على المظلوم ساعة وقوع المظلمة عليه، بل فيما تبذره تلك المظلمة من بذور خبيثة في نفسية المظلوم لتنمو بداخله و تولد فيه أمراض نفسية خطيرة و مدمرة يصعب علاجها فيما بعد، بل قد يستحيل أصلا، و تتحول تلك الشخصية المريضة إلى معول هدم يدك أسس الحياة الاجتماعية و قواعدها.

إن الأحقاد التي تتولد عن الشعور بالظلم، هي المسئولة عن ظهور شخصيات سادية مدمرة تهدم و لا تبني و تخرب و لا تشيد، كبعض أباطرة روما في القديم، نيرون أو كاليجولا، أو هتلر و ستالين و بينوشي في العصر الحديث، فلنجتهد لمنع الظلم و التظالم بيننا ما استطعنا إلى ذلك سبيلا حفظا للمجتمع و حماية للوطن.

الرابط: https://elbassair.org/4759/

قراءة 1519 مرات آخر تعديل على الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2019 18:52

أضف تعليق


كود امني
تحديث