قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 30 حزيران/يونيو 2019 16:11

كلمة السر

كتبه  الأستاذة صباح غموشي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

سلسلة " حكايا الانتظار "

في قاعات الانتظار قد تختم قراءة رواية كاملة .. ثمّ تستمع لحكايات من حولك فتلهمك بكتابة ألف رواية ..

قبل عام شكوت من وجع في يدي و اضطررت لعلاج طويل وجهني طبيبي في نهايته إلى إعادة تأهيله، فزرت المستشفى و في يدي رسالة منه و جلست أنتظر دوري وقد وصلت هناك باكرا فوجدت الكثيرين قبلي ينتظرون. كانت لي قريبة تعمل هناك قالت لي أخبريني فقط حين تصلين ، وكانت الطبيبة تعرفني جيدا أيضا .. لكني بطبعي لا أحب الدخول لمكان مكتظ يتصبب فيه عرق البسطاء من حر الانتظار ثم أتجاوزهم بمعارف أو توصيات، تماما كما لا أحب أن يحدث هذا أمامي من شخص آخر و أنا أنتظر دوري و أعد الذين قبلي واحدا واحدا و أنظر إلى ساعتي كل دقيقة و كل ثانية ..

بقيت مدة أنتظر و لما لم أتصل بقريبتي جاءتني مبتسمة من هناك و هي تعلم جيدا طبعي و مبدئي .. قالت لما لم تتصلي بي ؟ .. قلت لا بأس إني أنتظر .. و أخذت من يدي الرسالة مبتسمة و أعطتها الممرضة كأنها توصيها بشيء من غير تصريح .. و همست في أذني .. ألم تخبريهم أنك قريبتي ؟ قلت طبعا لا .. تعرفينني .. قالت مبتسمة : لم تعطيهم كلمة السر إذن !!! .. رددت مبتسمة : تعرفين جيدا كلمة السر عندي .. ( أي عند ربي .. )

مضت قريبتي لعملها و ظللت أنتظر مع المنتظرين طويلا .. و ألغيت يومها كل مواعيدي العائلية و في العمل .. و حين حضرت الطبيبة وجدت شيئا بداخلي يدفعني لتحاشيها كي لا تراني و قد خشيت أن ترمقني عيون الحاضرين هناك بعين المقت و قد أرهقتهم سويعات الانتظار التي لا تنتهي إذا ما تبين أنها تعرفني و عند الحاضرين أو بتعبير أدق المنتظرين كلمة السر تفضح مع أول ابتسامة أو سلام أو كلام لك من ممرضة أو طبيبة، و فعلا رأيت تلك العيون تتمتم بكلام غالبه لا يسر حين لمحتني الطبيبة، و كانت كثيرة الانتقال من مكتب لمكتب تفحص هذا و تعالج تلك كالنحلة في نشاطها و الكل يشهد لها بإتقانها و تفانيها في عملها و أخلاقها الفاضلة المتناغمة مع لقبها كثيرا .. التفتت إليّ سريعا و سلمت عليّ و سألتني عن حالي و قد بدا للجميع أنها تعرفني و سألتني عن رسالتي و أخذتها من الممرضة و مضت لعملها ..

بقيت هناك ساعات أنتظر، ثم نادتني الطبيبة و أدخلتني أحد مكاتبها أين وجدت صديقة لنا هناك على سرير العلاج .. و أقبلت عليّ الطبيبة في ابتسامة أخوية تعتذر مني لأنها لا تستطيع أن تتجاوز كل هؤلاء المرضى الذين أرهقتهم ساعات الانتظار و منهم من أتى باكرا جدا من مكان بعيد، و قالت لي انتظري هنا مع صديقتك حتى لا تقلقي .. بدت لي كلماتها و موقفها كأرقى ما يمكن أن يعامل به طبيب مرضاه، و احترمت فيها ذلك كثيرا و ارتقت في نظري أكثر و أكثر، و بالعكس زاد انشراحي و زال قلقي و انتظرت بكل ارتياح، ثم فحصتني حين أتى دوري و خرجت من عندها شاكرة لها فضلها و معاملتها الراقية و موقفها الرائع مع مرضاها و قلت في نفسي .. ليت لنا من هذا الفاضلة الكثير في مستشفياتنا لكنا في أفضل حال ..

و نفس الموقف مر بي بعد عام تقريبا زرت فيه نفس المستشفى لسبب آخر، و قد ظهرت لي فيه معارف أخرى، كانت إحداهم طالبة عندنا أوصتني أن أتصل بها فور وصولي إلى المستشفى، لكني كعادتي لم أتصل و انتظرت دوري و لما افتقدت اتصالي و كانت على علم بموعدي أتتني من مصلحتها إلى مصلحة الطب الشرعي أين أنتظر، و قالت مبتسمة .. كنت أعلم أنك لن تتصلي .. و رددت بابتسامة فهمت منها الجواب .. و لما رأت مني رغبتي في احترام الدور بقيت تنتظر معي و تسامرني بالحديث إلى أن أتى دوري و انتهيت من الفحص و خرجت .. و التقيت لدي خروجي إحدى طالباتي التي داعبتني مبتسمة .. لما لم تتصلي بي أستاذتي أنا أولى بخدمتك .. و شكرت لهما لطفهما و تعاونهما ثم مضيت.

رسالتي البسيطة للجميع .. قد نجد من يخدمنا في أماكن شتى .. فمن لمن لا يجد !!؟؟ .. لما لا يحترم الجميع دوره فلا يخشى أحد ظلما و لا هضما .. و لما لا يخدم من كان في أي وظيفة الجميع بنفس المعيار فلا يحس أحد بحاجته لكلمة سر قد لا يجدها.

قراءة 1056 مرات آخر تعديل على الخميس, 04 تموز/يوليو 2019 09:48

أضف تعليق


كود امني
تحديث